الوهابية : ليست حوزة رافضية ولا طريقة صوفية الوهابية : ليست حوزة رافضية ولا طريقة صوفية أبو ريان الطائفي الحمد لله :
يتلقف البعض مسمى الوهابية وكأنها فريدة الدهور ، و وحيدة العصور ، وأتت بما لم يأتِ به الأنبياء والمرسلون !! .
وأن الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – قد رسم عقيدة جديدة ، وأحدث ملة مبتكرة ، وخالف إجماع الأولين والآخرين ! .
وغير ذلك من الإفك الذي لا ينطلي إلاّ على أشباه البهائم من البشر ! .
والعجيب أن عامة من انتقد دعوة هذا الإمام وطريقته لم يستدل بشيٍ من كلامه غير نقولاتٍ جمعها من أفواه خصومه !! .
وهذه والله هي البلية ، والجور في القضية ! .
ولهذا ما من منصفٍ نظر في كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ، وسبر سائر كتبه إلا وجزم يقيناً أنه من الأئمة المتبعين لا المبتدعين.
وأنه ما جاء بشي خالف فيه الكتاب والسنة ، وطريقة السلف الصالح المرضي عنهم .
وقد أوقفنا الخصوم في مجالس المناظرة ، وفي الردود المكتوبة على إثبات هذا الإحداث فسقطوا في أيديهم ، وفزعوا إلى التحريف ، والتهويل ! .
والعجيب أن خصوم دعوة الشيخ رحمه الله تعالى هم الأحق بأن يوصفوا بداء الإحداث في الدين ، وشرع ما لم يأذن الله تعالى به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما أظن تلك الزوبعات ، وهذه الافتراءات إلا لإبعاد الأنظار عن كشف بدعتهم ، وإحداثهم في الدين .
وعلى هذه الدعوة المباركة سار الأئمة من بعدهم ، فنصر الله بهم الدين ، وأقام بهم توحيد رب العالمين ، وأحيا مراسم شريعة سيد المرسلين ، فعادت العزة لهذه الأمة بعد السبات ، واشتد عودها بعد الضعف والشتات ، ولله الحمد والمنة .
ومما يجب التأكيد عليه :
أن الوهابية ليست حوزة رافضية ، ولا طريقة صوفية : يحدها خرقة أو طقوس معينة ! .
وإنما هي دين الله تعالى وشريعته ، لا تُعرف بالرجال ، وإنما الرجال يعرفون بها .
فليست حكراً على قطرٍ دون قطر ، ولا على جيلٍ دون جيل ، ولا على مدرسة دون مدرسة ، ولا تحتويها الجنسيات ، ولا تحجبها الحدود والسياسات ، فمن أصاب دين الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسلك شريعته ، واتبع منهج أصحابه والتابعين لهم بإحسان فهو في مصطلح الخصوم : وهابي ! .
نعم : وهابي ، حيث وهبه الله تعالى الهداية للتوحيد ، والالتزام بالسنة ، في زمن مدلهمات الفتن ، ومعضلات المحن .
نعم : وهابي ، حيث وهبه الله تعالى الحنيفية السمحة ملة إبراهيم ، وصرفه عن عبادة الأوثان ، والإشراك بالله تعالى .
نعم : وهابي ، حيث وهب : عرضه ، وماله ، ودمه : في ذات الله تعالى ونصرة دين الله : بيده ، ولسانه ، وقلبه .
فلهذه وتلك كانت الرفعة لهم ، والعزة لهم : بالحجة في كل حين ، وبالقوة أحايين .
إمامهم : محمد صلى الله عليه وسلم .
لواؤهم : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – رسول الله .
شعارهم : ( بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ)(القصص: 35) ، ( وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات:173) ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) .
كتيبتهم : الصحابة والتابعون .
قبائلهم : ( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ )(الحج: 78) .
مراتبهم : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(الحجرات: 13)
سلاحهم : الكتاب والسنة .
تدريبهم : في مدرسة ( البخاري ) و ( مسلم ) و ( موطأ مالك ) و ( السنن ) و ( المسانيد ) و ( المعاجم ) و ( الأمالي ) .
تموينهم : من حلق الذكر ، ومجالس العلم ، ورياض الجنة .
عدوهم : ( شَيَاطِينَ الْإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)(الأنعام: من الآية112) .
طريقتهم : الإتباع وترك الابتداع .
محاذيرهم : الكفر والشرك والبدعة والمعصية .
دعاؤهم : ( رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)(الأعراف: من الآية89) .
نشيدهم :
والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا *** وثبت الأقدام إن لاقينا حوزتهم : ( مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً)(النساء: 69).
مرادهم : رضا الله .
شوقهم : ( جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)(آل عمران: 133) .
موعدهم : ( يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(التحريم: 8) .
منتهى آمالهم : رؤية رب العالمين .
فهذه هي الوهابية إن كنتم لا تعلمون .
وأنشدوا :
إن كان توحيد الإله توهباً **** فأنا المقر بأنني وهابي
أبو ريان الطائفي
كان الله في عونه ونصرته
الطائف : 4 ربيع الآخر 1426ه
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |