آه لقد تعبت من كثرة المشي و التحدث طوال اليوم .. لكنني أشعر بالمتعة .. الأمير لاينــر مهذب جدا معي..
سارت ليديــا مع آنــا في ردهات القصر الكبير ثم صعدا الى الأعلى ..
كانت آنــا تتحدث بلطف و تهذيب معها أيضا و تخبرها عن القصر ..
قالت :" هذا القصر للعائلة المالكة فقط .. كل فرد منها له جناحه الخاص .. به كل أنظمة الحماية بالرغم من الحراسة المشددة إلا أن الأمير لاينــر هو الوحيد من يعرف تشغيلها .. آه ها قد وصلنا...".
نظرت ليديــا الى الممر الطويل و قالت :" آ ..أهذا جناح الضيوف ؟ ..".
قالت آنــا بمرح :" أجل .. لكن عندما أحضرك سيدي أخذك الى أحدى غرف جناحه الخاص ... أظن أنه أخبرك بالسبب ..".
قطبت ليديــا جبينها قليلا.... ثم قالت بهدوء :" أجل ..".
ـــ :" حسنا أميرة ليديــا هذا الجناح خص بك أنت و أنا وصيفتك و خادمتك الخاصة لي غرفة مجاورة هنا ..لديك ميدالية من كريستال خاصة و معي نسختها أن أردت أي شيء و أنا لست قريبة منك فقط حركيها و أنا سأأتي من فوري ..".
قالت ليديا بهدوء :" أجل أشكرك آنــا ..و .. لحظة .. هل قلت أميرة ليديا ؟!!... لماذا ؟؟".
قالت آنــا ببساطة :" اوه لكنك تشبهين الأميرات بالفعل بل أنت أجمل .. و تتصرفين مثلهن .. يظن الأمير لاينــر أنك أميرة أو من أسرة عريقة و نبيلة ..لذا لا مانع من أن أناديك بهذا أليس كذلك ؟".
قالت ليديــا بتعب :" آه لا أعرف .. ناديني ليديا فقط .. لا أظن أنني أميرة أو أي شيء أخر أيضا.. ".
ضحكت آنــا برقة و قالت :" آه آنستي .. لقد ذكرتني بالأمير لاينــر يقول لا تقولوا أمير ولا أي شيء أخر .. عندما يغضب ..".
ضحكت قليلا ثم سكتت بسرعة و قالت بقلق :" آنستي هل أنت بخير؟ ".
لأن ليديــا كانت تنظر بتعب أمامها ..
قالت بهدوء و إرهاق :" آ.. أريد أن أرتاح قليلا قبل الحفلة ..".
ساعدت آنــا ليديــا بتبديل ملابسها و تجهيز السرير ..
قالت :" آنستي ..سأوقظك مساءً ..من أجل الحفلة ..حسنا ؟ ".
قالت ليديــا وهي تضع رأسها على الوسادة الباردة و المريحة :" لا بأس آنــا أشكرك عزيزتي ..".
ابتسمت آنــا و قالت وهي تخرج :" الميدالية الكريستالية قرب الوسادة آنستي ... الى اللقاء ..".
نامت ليديــا قليلا .. لتستعيد طاقتها ..
في المساء ...
ـــ :" أنستي .. استيقظي ...آنسة ليديا ..".
فتحت ليديــا عينيها بتعب و تثاقل قالت :" آه ..من ؟ ".
قالت آنــا :" أنها أنا .. آنسة ليديــا حان موعد الحفلة وقد تأخرت ...".
فكرت ليديــا هل علي الذهاب أنا في غاية الإرهاق .. أشعر بالصداع ..
ــ :" الأمير لاينــر ينتظرك في الأسفل منذ وقت ..".
نهضت ليديــا بسرعة بعد أن سمعت أسمة .. يا ألهي .. لقد تأخرت بالفعل !!
ذهبت لتأخذ حماما سريعا و آنــا قد أخرجت لها أجمل الثياب و أفخمها و جهزت لها إكسسوارات من الألماس و الذهب ..
ارتدت ليديــا ملابسها بسرعة بمساعدة آنــا طبعا و سرحت شعرها الأشقر الطويل ..
قالت آنــا بانبهار بد أن انتهت :" يااااه أميرة ليديــا أنت رائعة جدا .. مؤكد أن الملكة سوف تظنك أميرة لأحدى الدول الأخرى ..".
ابتسمت ليديــا بإحراج و قالت :" آ.. شكرا لك عزيزتي آنــا ...".
قالت آنــا وهي تحضر الميدالية :" آه و لا تنسي هذه .. أحمليها معك دائما ..".
كانت آنــا قد بدلت ملابسها أيضا الى ملابس أجمل ..
سارت ليديــا معها الى الدرج بعد خروجهن من الجناح...
نزلت ببطء و هدوء من الدرج الكبير ... رفعت رأسها قليلا ...و رأته .. لاينــر يقف عند نهايته لكنه ينظر من الجهة الأخرى ..
بدا رائعا جدا بملابسه الفاخرة جدا وهو يرتدي عباءة منسدلة من كتفيه بلون ذهبي رائق مزخرفة بالأحمر .. ثم أخفته وهي تراقب نزولها .. كانت آنــا تسير من خلفها تماما ..
التفت لينظر بعد أن سمع صوت نزولها ..
اتسعت عيناه وهو يراها تنزل ببطء وهي ممسكة بسور الدرج .. كانت خائفة ..ربما بسبب فستانها الكبير ... خافت أن تسقط ..
صعد إليها بسرعة أمسك بيدها ..نظرت إليه ليديــا و قالت :" آه آسفــ...".
قاطعها بابتسامة ساحره ناظرا في عينيها :" لا أبدا ..أنا من عليه الأسف لأني أتعبت اليوم .. هل أنت بخير الآن ؟ ".
أحمر وجه ليديــا بسبب نظرته ...
قالت بخفوت :" أجل ..".
لم تنتبه إلا أحاطها بذراعه قربها بجانبه و... قفز من منتصف الدرج حيث يقفون إلا بهم عند نهايته
..
سار الى الخارج وهو ممسك بيدها قال بلطف و مرح:" جميع الضيوف حضروا إلا نحن ...".
قالت ليديــا وهي تنظر الى الأسفل :" آسفة جدا .. هذا ليس لبقا .. مني ..أنا...".
قاطعها الأمير لاينــر :" توقفي عن الحديث هكذا .. هم من يجب عليهم أن يأتوا و ينتظروك أنت ..مادمت معي لن يجرؤ أحد على التحدث حتى مع نفسه !!..".
نظرت إليه ليديــا و قالت :" آ.. وكيف تعرف ؟ ".
قال ببساطة :" لا تقلقي الجميع ينفذون أوامري بلا أي نقاش .. من يناقش فقط يموت..".
دهشت ليديــا منه .... بدا الأمير لاينــر مخيف قليلا .. بالرغم من لطفه الشديد ...
نظر إليها و هو يبتسم بسحر :" أبقي معي فقط ..".
لم تقل ليديا شيئا .. سارت معه بهدوء ..
صعدا الى عربة كبيرة جدا كانت متوقفة عند بوابة القصر ..
.. دخلت العربة أمام باب قصر الاحتفال نفسه وليس البوابة .. فتح الخادم الباب لها نزل الأمير و وقف عند الباب ..
مدت ليديــا يدها و أمسك بها لاينــر ليساعدها على النزول ..
كان القصر فارها جدا و مزين بأضواء جميلة ..
وقف لاينــر بجانب الأميرة ومد ذراعه لها ..
نظرت ليديــا ثم قالت بتساؤل :" آآ..؟ ماذا ؟! ..".
ابتسم بإشراق وهو يقول :" أعلم .. أنت متوتر من مقابلة الملكة أليس كذلك ؟.. أمسكي بذراعي أميرة ليديــا ..".
قالت ليديــا بخفوت وهي تمسك بذراعه :" ليس تماما ..".
عندما دخلت القصر معه ... في أول الخطوات ...في القاعة الكبرى الفاخرة .. حيث كان هناك الطاولات الكبيرة و الطويلة الى نهاية القاعة مملوءة بأنواع المأكولات و المشروبات الخفيفة ..
الغريب أن الجو هادئ هناك القليل من يتحدثون بأصوات منخفضة جدا.... و الأكثرية صامتون يحتسون الشراب ..
..الجميع في غاية الأناقة و التهذيب مع بعضهم... ملامحهم النبيلة و تصرفاتهم كانت وحدها تدهش ليديا ... أنهم قوم مثاليون !!!
عندما خطى لاينــر أيضا أول الخطوات ... التفت الجميع بلا استثناء ...
ابتعدوا مفسحين له مجالا واسعا ..وهم يحنون رؤؤسهم له باحترام شديد عندما يقترب ..
نظرت ليديا حولها .. سيدات راقيات و سادة و حتى أنه يوجد فتية صغار كانوا يتصرفوا كالملوك ..
لاينــر ينظر حوله و يبتسم لهم .. أما ليديــا فأخذت تنظر منبهرة ..
همس في أذنها :" آنستي .. ابتسمي لا تنظري هكذا...".
أحمر وجه ليديا ..
علي أن أنتبه لتصرفاتي ... رفعت رأسها و هي تنظر حولها الجميع ينظرون إليها ...
أحمرت وجنتاها .. رسمت ابتسامة خفيفة و ساحره على ثغرها ...
بادلها الجميع بابتسامات صافيه ..
لكن فجاءه ابتعدوا و أفسحوا المجال أكثر ..نظرت ليديا و انبهرت وهي ترى فتاة تقف عند منصة كبيرة مزينه بزخارف محيرة لروعتها ..
الفتاة كانت فعلا كالملاك نزلت بخطوات خفيفة و اتجهت إليهم ..
تركت ليديا ذراع لاينــر انحنى لها باحترام وهي تقف أمامه ابتسمت بسحر له ..
ثم نظرت الى ليديا تقدمت إليها أكثر و هي تمسك بيدها برقة قالت :" آه أنا مسرورة برؤيتك أميرة ليديا ..".
كانت ليديا مأخوذة قليلا لكنها أحنت رأسها و قالت بهدوء :" هذا شرف لي أنا...".
من تكون ...؟؟؟ والدته ..مستحيل ..
سمعت الفتاة بلطف وهي مازلت ممسك بيدها :" لنذهب قليلا .. هناك ..".
وهي تنظر الى لمنصة الضخمة الموجود عليها كراسي فاخرة للملوك فقط ..
جلستا بجانب بعضهن كانتا وحدهن في المنصة .. لا تعرف ليديا أين ذهب الأمير ...
تحدث إليها الفتاة بهمس و قد عاد الضيوف الى ما كانوا قبل دخول ليديا و لاينــر
:" أميرة ليديا أنا أخت الأمير لاينــر أليس ..لقد سررت حقا بلقائك كيف حالك ؟ ".
قالت ليديا بهدوء :" بخير جدا ..أشكرك أميرة أليس ..".
قالت أليس بمرح :" أمي متعبة جدا و لم ترد أن تأتي للحفل جئت أنا لكي أحييه بدلا عنها ..".
قالت ليديا :" آه هل الملكة بخير ؟ ".
قالت أليس بسرعة :" أجل عزيزتي .. أعني متعبه من السفر فقط .. حفلات الاستقبال لا تحضرها غالبا .. لكن ..".
نظرت نحوها وهي تقول :" أنها تعتذر إليك لأنها لم تستطع القدوم ..".
قالت ليديا فورا :" لا على العكس .. سيدتي الملكة متى ما شاءت أنا سأكون حاضرة من أجلها ..".
ضحكة أليس برقة شديدة و قالت :" آه أميرة ليديا .. أمي و أن كانت ملكة فهي أم في النهاية .. هي تعتبرك كأحد أبنائها ..".
تحدثن قليلا ... الأميرة أليس بلطف أخيها لاينــر .. لكن لاينــر يبدو غامضا أحيانا .. و مغرورا قليلا ...
ابتسمت ليديا للأميرة وهي تتحدث بكل بساطة معها و بدون تحفظ شديد .. كانت مرتاحة كليا معها ..
........
سارت ليديا قليلا بين الحضور مع الأميرة وهي تعرفها اليهم .. الجميع لطيفون جدا و يتصرفون بمثالية ..
توقفت الأميرة وهي تتحدث إلى أحدى النبيلات ..
..( أنا أشعر بحرقة في حلقي .. لأشرب بعض العصير ..)..
نظرت ولاحت منها التفاته ..رأت لاينــر يقف عند الشرفة وقد خرج من عنده شخصا ما .. كأنه حارس أو شيء من هذا .. ظنت هذا بسبب لباسه ..
أمسك بكأس من العصير و قالت في نفسها ( ..لأذهب و أتحدث معه ..)..
التفتت تريد أن تذهب من خلف الطاولة الكبيرة ... إلا بـ..
إلا بها تصطدم بشخص ما خلفها و سكب العصير عليه !!!!!