قالت ليديا بتوتر شديد وهي تنحي تأسفا :" آسفة جدا .. أنا لم أرك .. آسفة ..".
إلا بصوت شاب يقول :" لا.. لا أبدا ...لا تقلقي من اجل هذا .. أنا من عليه ان يعتذر ..لأنني لم أرك ..".
ما أن انتهى جملته و رفعت ليديــا رأسها تنظر نحوه حتى .. أخذ يحدق كأنه ..
قالت ليديا بأسف وهي تمسك بمنديل حتى تمسح :" أنا ..لا أعرف لقد كنت متوتـ...".
كانت تريد مسح العصير على قميصه لكنه أمسك بيدها برفق وهو يقول برقة :" لا بأس أيها الأميرة ..".
نظرت إليه جيدا بدا أحد الأمراء بلبسه الفاخر و يالا وسامته شاب بعمر لاينــر أبيض البشرة بشدة و ذا شعر ذهبي و عينان ذات زرقة داكنة .. ابتسم لها بخفه وهو يأخذ المنديل منها ..
ارتبكت ليديــا قليلا و الشاب يقول :" أنا الأمير رونال صديق قديم للأمير لاينــر .. اعذريني لكنني لم أرك من قبل ..".
كان يتحدث و ليديــا تنظر حولها ..الحمد لله لم يرني أحد .. لكن ..
آه ..
وقعت عيناها وهي ترى الأمير لاينــر متكأ على جانب الشرفة ينظر إليها ... و يبدو أنه ينظر منذ زمن بعيد ..
تغير وجه ليديا و أحمر .. لقد راني الأمير لاينــر بلا شك و أنا اصطدم واسكب العصير !! يالا الإحراج .. !!
قال الأمير رونال بهدوء :" المعذرة أيتها الأمير أ..".
قالت ليديا بسرعة و ارتباك دون وعي :" أنا لست أميرة ... و أنا أعتذر لما حدث ..أرجوك أعذرني ..".
مشت من جانبه بسرعة ..
قالت وهي تسير :" اوه .. كدت أن ..".
إلا بها عند الشرفة نظرت ... لم تجد أحدا .. أين ذهب الأمير لاينــر ؟؟!!..
فجاءه إلا بصوت خلفها
....:" أميرة ليديــا...".
اوه هذا الصوت العميق له ..
التفتت إليه و قالت :" أمير لاينــر ..آ..".
إلا به واقفا وقد رسم ابتسامه لطيفة قال :" ما لأمر ؟ ".
هنا نست ليديــا ماذا تريد أن تقول بعد أن رأته .. يكفي نوره أن أطفئوا جميع هذه الأضواء ... يالا هدوءه و رزانته ..
أخفضت رأسها وهي تفكر مالذي كانت تريد قوله ؟!..
...آ.. لقد نسيت ما أريد قوله ... يا ألهي لم اليوم مليء بالإحراج !!!!..
لم تنتبه إلا به يسمك يدها برفق ..
قال بكل هدوء كأنه يهمس لها :" ربما تحتاجين الى بعض الهواء .. لازلت متعبه ".
قادها الى داخل الشرفة المطلة على الحديقة الكبيرة ..
قالت ليديــا بهدوء :" آ.. شكرا ..".
وقفا عند السور و تنهدت ليديا بعمق .. شعرت بالراحة الشديدة...
قال لاينــر بنفس الصوت الهادئ :" هل تشعرين بالتحسن الآن ؟ ".
أومأت ليديا برأسها دون أن تنظر إليه ... شعرت بأنه كان يراقبها طوال الوقت ..
.......:" هل تودين الذهاب الى غرفتك ؟ كي ترتاحي أكثر ..".
نظرت نحوه و قالت بقليل من التردد :" آ..ربما لاحقا ..".
فجاءه شعرت بضيق في التنفس لكنه ليس شديدا ..وضعت يدها قرب ياقة العنق وهي تحاول توسعتها بلطف
تقدم لاينــر قليلا قال وهو يقطب جبينه قليلا فقط :" هل تشعرين بالضيق ؟..".
التفتت نحوه و قالت بسرعة وهي تتظاهر بالمرح :" لا أبدا أنا بخير .. فقط أنه قليل من التوتـ..".
قطعت جملتها و قد اتسعت عيناها وهي ترى لاينــر قد وضع راحته على جبينها بخفه !!
قال وهو ينظر مباشرة في عينيها :" هل أخذك الى غرفتك آنسة ليديا ؟ ".
ابتعدت ليديا بسرعة عنه و قالت وهي تتمالك نفسها من الإحراج و وجهها محمر بشدة :" لا . أ..أنا بخير أشكرك..".
نظر نحوها لبرهة وهي تنظر الى الارض .. كانت تعلم انه ينظر نحوها طوال الوقت ..
قال بهدوء و تفهم وهو يميل برأسه متأملا :" لابأس أبدا.. آنسة ليديا فقط اهدئي..".
انحنى لها باحترام و غادر الشرفة ...
أخذت نفسا عميقا ... آه أنا لم أتصرف بلباقة .. مالذي يحصل لي عندما يتحدث ... صوته عميق و هادئ جدا
ظلت قليلا في الشرفة وحدها ألا أن شعرت بتحسن أكثر ..أرادت ان تخرج لكن رأت شيئا ما في الحديقة ..
نزلت من درج الشرفة ..
مشت قليلا .. بالرغم من الإضاءة إلا أن الجو كان مظلما قليلا من تلك الناحية ..
سارت قليلا على الرصيف قرب الأشجار ..التفتت و رأت أحد الأغصان أمامها و هي ترى حشرة عليها ..فزعت ..
و عادت بسرعة تريد الهرب لكنها تعثرت بثوبها الكبير و كادت ان تسقط لولا ..
أن شخصا ما أمسكها من ذراعها و جذبها ..
كان أمام سترته الفاخرة تماما .. رأت علامة فضية غريبة (رمز) !
..رفعت رأسها و ..رأت شاب بمثل عمر لاينــر أيضا لكن ..
بدت لامح وجهه جامدة قليلا بالرغم من وسامته الشديدة لكنه ..
قال ببرود :" كدت تدوسين على الأزهار ..بسبب خوفك من حشرة صغيرة ...أيها الأميرة ..".
نظرت جيدا إليه وهي تقطب جبينها ....شاب ذا شعر أسود فاحم ..عيناه بلون أخضر قاتم ..
يرتدي سترة زرقاء داكنة مختلفة و من فوقها عباءة سوداء .. أهو أحد المدعوين أو الحرس ؟!.. يبدو غريبا عن المكان ..
أنا لم أره هنا ...!!.... كيف لم ألحظه ؟!!...
كانت نظرته بها نوع من ... الحدة ربما !!..
قالت ليديــا بارتباك :" آ.. لم أكن أقصد ..أنا..".
مشى من جانبها ..لكنه توقف و انحنى ليهمس بإذنها
:" انتبهي أيتها الصغيرة ..لما يحدث حولك.." .
اعتدل ثم لم تدري كيف .. اختفى ..!.. وهي تحاول ان تستوعب ما حدث توا...
عادت تصعد الشرفة وهي تشعر بالبرد الشديد...
وجدت لاينــر كان واقفا .... كأنه بانتظارها ..
مرت من جانبه بسرعة تريد الدخول وهي تقول بخفوت :" عذرا ..".
لكنه التفت و أمسك رسغها .. أوقفها أمامه و قال بقلق :" أين كنت ؟ ".
قالت ليديــا بتعب وهي تضع يدها على صدرها :" فقط .. هنا .. آ.. أعذرني أريد أن أ..أشرب بعض الماء ..".
لكنه لم يفلت يدها ..أجلسها على الكرسي الذي في الشرفة
و قال :" انتظري هنا سأحضر لك الماء.. فقط ارتاحي ..".
عندما ذهب ... أخذت ليديا تجاهد كي تتنفس جيدا ..
يا ألهي أشعر بالاختناق !!..لا استطيع أن... أنا سـ...
ارتخى جسدها شعرت بأنها ستفقد وعيها بما حولها فجاءه أسود الجو أمام عينيها .. أوشك على السقوط من الكرسي ..
...:" أميرة ليديــا ...".
جاء لاينــر بسرعة وهو يمسك بها .. جلس بجانبها وهو يعدل وضعها رفع رأسها و أخذ يحاول أفاقتها ..
..:" ليديا أفتحي عينيك ..لا تنامي هكذا ..".
..(أنام ؟! مالذي يقوله ...أنا لا أشعر بجسدي أنه متجمد ...أنني أختنق...لا استطيع التنفـ...)..
لكن فجاءه دخل الهواء البارد الى رئتيها و استطاعت التنفس جيدا ... شعرت بجسدها ..
فتحت عينيها رأت ابتسامته المضيئة في البداية..
ثم كانت في وضع جلوس لكن مسترخية أكثر.. لاينــر جالس بجانبها وقد وضع ذراعه خلف عنقها لترتاح عليه و ممسك بيده الأخرى كأس من الماء..
قال وهو يقربه الى فمها :" هل أنت بخير .. لقد أخفتني... آنسة ليديــا ..".
قالت وهي تعتدل :" آه أنا آسفة ..أنا....".
قاطعها لاينــر بهدوء وهو يمسح على شعرها :" لا بأس أبدا ..سأخذك لغرفتك كي ترتاحي..".
وقفا معا ..
قالت ليديــا :" لا أنا بخير ... أ..أين الأميرة أليس ؟ ".
قال لاينــر بهدوء :" الحفلة على وشك الانتهاء الأفضل لك أن تذهبي لترتاحي آنسة ليديا ..".
عندما انتهى من قول الجملة ..
أتى صوت رقيق يقول :" أنتما هنا إذن !..".
نظرا إلا بـ أليــس و رونال أمامهما واقفين ..
قال رونال بمرح وهو يتقدم :" آه أميرة ليديا ...لم يتسنى لي أن أتعرف إليك أكثر..".
شعرت ليديا أنها لا ترغب بالكلام..
لكن قال لاينــر :" المعذرة أمير رونال الأميرة ليديا متعبه قليلا ... سأطلب من آنــا أن تأخذها الى غرفتها كي ترتاح..".
قال رونال بتعاطف :" اوه.. متأسف لإزعاجك ..أتمنى أن تكوني بخير..".
قالت ليديــا بهدوء :" أنا آسفة..".
قالت أليـــس :" لا بأس عزيزتي ..".