....البارت الثاني.....(بداية الألام ).....
....فأدركت جيانا أن بيتر يحبها وأدركت أيضاً أنها يجب أن توقف تلك المشاعر التي يكنها
لها بيتر بأي طريقة لأنه من المستحيل ن تبادله نفس المشاعر يوماً من الأيام...
فأنزلت جيانا يدها من يده بشدة وقالت وهي تحاول أن تبدو أكثر غضباً :
لا أريدك أن توصلني مرة آخرى فكورا سوف تسدي لي هذه الخدمة ...!
ثم ذهبت جيانا مسرعة من أمام بيتر وكأنها تخشى أن تذهب صرامتها من أمامه فطبيعة جيانا ليست
هكذا بل أنها طيبة القلب وحنونة...
ثم أتكئ بيتر على سيارته وقال بخيبة أمل :لماذا تعاملني هكذا....؟هل تسرعت في إبداء مشاعري تجاهها....؟..حتى ولو فهذا ليس مبرراً
لها كي تعاملني بهذه القسوة ....
عندها رن هاتف بيتر المحمول الذي يضعه بجيب بنطاله فأخرجه بيتر ثم فتحه فإذا بصوت ينبعث منه
قائلاً:بيتر أين أنت..تعال بسرعة فسوف نتناول طعام الغداء في منزل آيدن..!!
بيتر :حسناً مات سوف آتي الآن
مات :لكن لا تتأخر..
بيتر :لن أتأخر...إلى اللقاء...
مات :إلى اللقاء...
فأغلق بيتر هاتفه ثم أستقل سيارته وذهب باتجاه منزل آيدن ...
أما باربارا ومارلين فكانتا تنتظران بقلق الطبيب كي يخرج من غرفة دورا ليخبرهما عن حالها وفي
وسط لحظات الانتظار تلك سقطت من عيني مارلين بضع دمعات فنظرت إليها بربارا وقالت بتعجب :مارلين ماذا بكي؟
مارلين وهي تنظر إلى الأسفل ودموعها تهطل على خديها :إذا حدث لي دورا شيء فسأكون
أنا السبب في ذلك...!
بربارا وقد بدت أكثر تعجباً :لماذا تقولين مثل هذا الكلام؟!!
مارلين :لقد كانت دورا تعاني من تلك الآلام منذ ثلاثة أيام لكني لم أخبرك با لأمر لأن دورا
أمرتني بذلك ....ثم أخذت مارلين تبكي على الحائط وهي تقول:ما كان يجب أن أطيعها...
فتعجبت بربارا من حزن مارلين وخوفها الشديد على أبنتها لكنها أطمئنت أنها أختارت لأبنتها
خادمة ومربية حنونة كامارلين....
فذهبت بربارا إلى مارلين ووضعت يدها على رأسها وقالت محاولة تهدئتها :
لما كل هذه الدموع أنا واثقة بأن دورا بصحة جيدة الآن وأن ذلك مجرد مغص سيزول مع المسكنات ..
مارلين وهي تمسح دموعها :أتعتقدين ذلك؟
بربارا بتفائل:أنا متأكدة من ذلك ولكن كفي عن البكاء فلو علمت دورا أنكي بكيتي من أجلها
فسوف تغضب عندئذ من سيرضيها وأظن أنكي تعرفين مدى عنادها أكثر مني ...
فابتسمت مارلين وقالت :كم أحب ذلك العناد...
عندها خرج الطبيب من غرفة دورا فركضت بربارا نحوه وقالت بقلق :ماذا هناك..هل تعاني دورا من شيء؟؟
الطبيب :أطمئني إنها الآن بصحة جيدة ولقد أرسلت بالتحاليل إلى المختبر وبعد أن تظهر النتائج سوف أخبرك...
بربارا :وهل يمكنني رؤيتها الآن؟
الطبيب :بالطبع يمكنك ذلك إنها بصحة جيدة الآن...
بربارا :الحمد لله شكرا لك أيها الطبيب..
فذهب الطبيب من أمام بربارا فذهبت مارلين مسرعة إليها وقالت :هيا لندخل الآن
فأنا مشتاقة لرؤيتها كثيراً ...
فابتسمت بربارا وقالت :حسناً...
ثم دخلتا على دورا المستلقية على السرير الأبيض فجلست مارلين بجانبها وقالت:
هل تشعرين بتحسن الآن؟؟
دورا :لقد توقف الألم الآن..أما أخبرتكم أنه لداعي للطبيب...!!
فابتسمت بربارا وقالت وهي تمسح على رأسها :كل هذا لأنا كنا قلقين عليكِ...
عندها دخلت الممرضة وقالت :سيدة بربارا إن الطبيب يريدك في مكتبه..
فوقفت بربارا وقالت :حسناً..
فذهبت برفقة الممرضة إلى مكتب الطبيب ...
أما بيتر فلقد وصل إلى منزل آيدن فطرق الباب بكلتا يديه ففتح له آيدن الباب وقال :
ألا يوجد هناك أختراع أسمه الجرس أم أنه لم يصلك هذا الاختراع إلى الآن ..!
بيتر وهو ممسك ببطنه :عندما أشعر بالجوع فأني أعود للعصر الحجري...!
فابتسم آيدن وقال :حسناً أدخل أيها المتحجر...!!
فدخل بيتر المنزل ثم أغلق آيدن الباب خلفه ثم جلس بيتر على طاولة الطعام وجلس آيدن بجانبه
ثم أتى مات من المطبخ وهو يحمل طعام الغداء
فوضعه على الطاولة ثم قال:هيا تذوقا وقولا لي عن
رأيكم في طهيي؟
فقال بيتر :لماذا لا تقدم على وظيفة طاهي في أحد المطاعم..؟؟
مات وهو يدعي الضحك :هذا ليس مضحكاً....!
بيتر :إني أتكلم بجد فطهيك رائع جداً...!
مات وهو يزيل المريلة التي كان يرتديها :وماذا لو تعرفت على فتاة ماذا تريدني أن أقول لها
عندما تسألني عن وظيفتي أقول لها أني طاهي
هذا مضحك جداً....!!
فنظر بيتر إلى الأسفل بصمت فلقد عزف مات على الوتر الحساس لبيتر فتذكر بيتر كلام جيانا
الجارح له فضعفت شهيته وأنزل قطعة الشواء التي كان يريد أكلها...
فقال آيدن لي مات:عني أنا فسوف أختار أن أكون طاهياً على أن أعيش شيء سخيف أسمه الحب..
فوقف بيتر فقال بعصبية :الحب ليس شيئاً سخيف كما تعتقد ...
فوقف آيدن هو الآخر وقال :بل هو أسخف شيء شاهدته بحياتي...
بيتر بسخرية :لا تلام على قول مثل هذا الكلام فما فعلته بك دورا ليس هيناً...
فصفعه آيدن على وجهه صفعة زحزحته عن مكانه
وقال بغضب عارم:أيها الحقير...
ثم خرج آيدن من منزله بعد أن أغلق الباب خلفه بشدة فقال مات لبيتر بغضب :
لما فعلت ذلك؟؟
بيتر وهو متناقض المشاعر ما بين الندم على مافعل وغضبه :لا أعلم فهو الذي دفعني لقول مثل هذا الكلام....
مات :لكن هذا ليس مبرراً لكي تقول له مثل هذا الكلام القاسي...
فجلس بيتر على الكرسي وقال :لقد حدث كل شيء وانتهى الموضوع...
مات :إذاً سوف تجلس هنا طويلاً إلى أن يعود آيدن عندها سوف تعتذر له عما بدر منك...
فاكتفى بيتر بالصمت وجلس مات بجانبه وأخذ ينتظر عودة آيدن هو الآخر ...
ووسط ضحكات دورا ومارلين المنبعثة من الغرفة دخلت السيدة بربارا عليهن وتبدو متجهمة
وغاضبة فأحست مارلين بالقلق حيال ملامح بربارا تلك وقالت:
ماذا هناك..؟؟
فذهبت بربارا إليهن بهدوء سوى خطوات حذائها الذي كان مسيطر على ذلك الصمت ..
فقالت بربارا بهدوء تخفي ورائه غضب عارم:دورا لقد أخبرني الطبيب بأنكِ حامل...
هنا خفق قلب دورا بشدة وأحست برجفة غريبة تتسلق جسدها ..
أما مارلين فقد وقفت قائلة بدهشة كبيرة:لا...لايمكن كيف حدث هذا لقد طلق آيدن دورا
منذ ثلاثة أشهر ....!
بربارا وهي تحاول أن تبدو أكثر هدوئاً :لقد أخبرني
الطبيب أنها حامل في الشهر الرابع ...
فجلست مارلين على الكرسي فلم تعد قدميها تحملانها من هول الصدمة فقالت بصوت
خفيف:يا لها من ورطة...!
فأخذ الجميع يفكرون با لأمر وسط صمت رهيب ..
أما دورا فكانت تنظر إلى الأسفل وألف توقع لما سيحدث بعد ذلك في ذهنها...
وفجر ذلك الصمت صوت بربارا قائلة:
هيا لنذهب الآن ....