الجــــــــــــــــــــــــزء الســــــــــــــــــــــــآدس ...
ما أن نهضت حتى سمعت صوت طرق الباب ..
قالت بهدوء :" آنــا .. تفضلي ..".
دخلت آنـــا بوجهها المبتسم و قالت بمرح :" صباحك جميل أميرة ... هل استيقظتِ توا ؟..".
قالت ليديــا :" أجل ..".
قالت آنــا وهي تقترب :" الملكة ترغب بتناول الإفطار معك .. و كذلك الأميرة و الأمير الصغير...".
قالت ليديــا باندهاش قليل :" حقا ؟! لكن .. هل الجميع مستيقظ الآن ؟ ".
قالت آنــا بمرح :" لا تقلقي .. لقد استيقظوا للتو .."
فكرت ليديــا قليلا ثم قالت بتساؤل :" امم .. و... هل ...الأمير لاينــر مستيقظ الآن ؟ ".
قالت آنــا :" الأمير لاينــر لم أره ... ربما يكون في قصر الحكم ..".
ثم أكملت بمرح وهي تحرك يدها :" اوه .. هو لا ينام كثيرا هنا ... هذا إن نام ..".
قالت ليديــا بهدوء :" إن نام ؟!... هل الأمير نادرا ما ينام ؟ ".
قالت آنــا بمرح أيضا :" الحقيقة أجل .. ربما قد يصل الى خمسة أيام لا ينام أبدا فيها .. لا تقلقي هو معتاد على هذا..".
قالت ليديــا وهي تخشى أن تكون السبب :" لكن .. لماذا ؟ ".
ابتسمت آنــا كأنها لاحظت اهتمام ليديا قالت :" ألم يقل لك آنستي .. هو قائد قوات المملكة ..".
قالت ليديــا باندهاش :" آه .. حقا ؟! ..".
ثم صمتت ..
..((..الأمير لاينــر قائد القوات .. لم أنا مستغربه .. هو يبدو قوي الشخصية و ذا مسؤولية.. أظن بأنه غاضب جدا مني!!..))..
...
بدلت ليديــا ملابسها الى فستان كبير و جميل يمتزج به لونا الذهبي الهادئ و الأخضر الزمردي اللامع ..ذو أكمام طويلة طبعا..
نزلت ليديــا .. لتفاجئ بأن الملكة تنتظرها في الردهة الفخمة .. و معها وصيفاتها ..
كانت تتحدث إلى الأميرة أليــس ..
بدت شابة في بداية الثلاثين من عمرها .. جميلة جدا .. شعرها بني داكن .. و عيناها خضراوان داكنتان ( الأمير لاينــر لا يشبه الملكة و لا أخته ؟ .. هل يشبه والده الملك؟؟).. ترتدي ثوبا كبيرا يليق بملكة و تاجا براقا من الألماس وهي تمسك بيدها بمنديل مزخرف و جميل..
كانت تتحدث بكل بساطة و هي تبتسم مع أبنتها ..
نزلت ليديــا بهدوء و معها آنــا ..
همست لها بحرج :" لمَ لم تخبريني أن الملكة هنا ؟..".
قالت آنــا وهي تكتم ضحكتها :" آسفة أنا لم أعلم أيضا...".
ما أن وصلت لأخر درجة التفتت إليها الملكة و الأميرة أليــس ..
قالت ليديــا بتوتر وهي تنحني احتراما :" صباح الخير جلالة الملكة ... صباح الخير أميرة أليــس ..".
ابتسمت لها الملكة وهي تقترب و تمسك يدها :" اوه صباحك أجمل أميرة ليديا .. لم أرى جمالا بهيا و تهذيبا كهذا من فتاة مثلك ياعزيزتي ..".
فجاءه ظهر طفل صغير من خلف الملكة وهو متشبث بثوبها.. كان ذا شعر بني داكن و عينان خضراوان فاتحتين قليلا ..كان يشبه أمه كثيرا.. لكنه يبدو خائفا أو خجلا من ليديا ..
تابعت الملكة وهي تلقي نظرة عليه :" اوه .. أنت لم تتعرفي الى الابن الأصغر "رايكس" هو خجول جدا .. ألقي التحية على الأميرة.. تصرفك هكذا ليس لبقا ..".
خرج من خلف والدته بخجل شديد وهو ينظر الى الارض .. قال بخفوت :" صباح الخير ..".
ابتسمت ليديا وهي تنحني له قالت برقة :" صباحك جميل أيها الأمير الوسيم ".
أحمر وجهه واختفى خلف الملكة مجددا التي ابتسمت له...
قالت الأميرة أليــس بمرح :" أطمئن .. فالأميرة ليديــا لم تقصد أنك بتلك الوسامة .."
~ :glb: ~
جلسوا جميعا في الحديقة الملكية وهم يتناولون الإفطار الفاخر ...
بعدها شربوا بعض المشروبات و هم يتجاذبون الحديث ..
كان الأمير رايكس يرمق ليديــا بعينيه .. كلما نظرت إليه ليديــا يحمر خجلا و يلتصق أكثر بالملكة ..
بعد أن انتهوا .. اعتذرت الملكة لأنها يجب أن تذهب و ذهب معها رايكس ..
ليديــا و الأميرة أليــس أخذتا تتمشيان في الحديقة ..
أخبرتها أليــس أنها تهوى الرسم و العزف و الغناء .. ابتسمت ليديا وهي تقول :" إنها هوايات شخص شاعري ..".
إحمرت أليــس خجلا وهي تقول :" أنت لم تخبرين أميرة ليديا ماهي هواياتك ؟ ".
قالت ليديا بمرح :" الاستطلاع و القراءة .. أيضا أنا أحب الموسيقى الهادئة ..".
قالت أليــس بمرح أيضا :" جميل .. الأمير لاينــر يحب الموسيقى الهادئة أيضا .. لطالما عزفت له عندما يأتي مرهقا من الاجتماعات ..".
تذكرت ليديا ..ثم قالت :" امم .. هل يكون مشغولا جدا غالبا ؟ ".
قالت أليس :" ليس كثيرا .. فقط عندما تتوتر الأمور .. فهو قائد قوات المملكة وهو يساعد والدي في العلاقات الخارجية للمملكة ".
صمتت ليديا قليلا ثم قالت بهدوء :" هل .. يأتي للقصر هنا كي يرتاح ؟.. أو لينام ؟ ".
قالت أليس :" امم .. أحيانا .. قد تمضي أياما كثيرة لا ينام فيها .. لابأس بهذا فهو معتاد ..".
تساءلت ليديا :" هو الآن بالاجتماع ؟ صحيح ؟ ".
ابتسمت أليــس وهي تقول :" هل تودين أن تتحدثي إليه الآن ؟ ".
قالت ليديا بسرعة :" لا .. أعني ربما لاحقا ..".
~ :glb: ~
...:" هذه هي الآلة التي نستخدمها في العزف...".
نظرت ليديــا لآلة جميلة جدا و غريب نوعها .. تشبه البيانو لكن لونها فضي لامع و لها أوتار متباينة الأطوال..
قالت أليس بمرح :" فقط .. أضغطي هنا على طرف الأوتار .. و تصدر صوتا رقيقا ..".
أخذت أليــس طوال فترة الصباح وهي تعلم ليديــا على الآلة ...
كانت سهلة تعلمتها بسرعة .. عندما أتى وقت الغداء ... تناولت الطعام مع الملكة و أليــس و رايكس .. الذي مازال خجلا منها...
في فترة ما بعد الظهر..
كانت ليديا و أليــس في الحديقة جالستان .. أليس ممسكة بكتاب عن بعض الأشعار الجميلة تقرأه لها .. و يعلقن عليه..
بعد ساعة تقريبا .. استأذنت أليــس من ليديــا قليلا ..
انتظرت ليديا قليلا ثم أخذت تتمشى حول المكان .. خشيت أن أبعدت سوف تضيع ..
لكن سمعت صوت بلبلا رائعا جدا .. رأته على الأغصان .. كان كأنه يغني ... طار بعيدا ... و سمعته من بعيد ..
أرادت أن تتمشى قليلا.. سارت حتى جسر زجاجي رائع فوق بحيرة صغيرة ..
تعجبت من هذا المكان كلما تتعمق
أكثر كلما رأت أشيئا أجمل ..
تقدمت أكثر و اندهشت عندما..
رأته ..
لاينــر .. يقف فوق الجسر متكأ على السور ..وهو مغمض العينين .. ربما يفكر ..
استغربت بشدة .. لكنه يرتدي بذلة مختلفة .. وهناك سيف في حزامه !!... عباءته طويلة داكنة ..
شعرت بضربات قلبها تزداد و شعرت بالتردد .. هي كانت فعلا تود التحدث إليه و الاعتذار ..
لكنها الآن .. لا تستطيع .. هو لا يبدو في مزاج يسمح بالتحدث .. ربما هو على وشك المغادرة ..
أخذت تنظر إليه لبرهة .. وضعت يدها على قلبها وهي تخشى إزعاجه .. أرادت أن تتراجع بهدوء ..
وقف البلبل على غصن منخفض خلفها .. ثم بدأ يغرد فجاءه ..
أفزعها وهي تلتفت بسرعة هكذا .. كانت رافعة يدها قليلا عندها خدشها غصن قريب..
قد ظهر خط أحمر دامي طويل على ظهر يدها أمسكت بيدها بألم ثم ..
قالت بصوت خفيض و بألم :" اوه ماهذا ؟!! يدي جرحت..".
أتى صوت هادئ من خلفها تماما..
.....:" آنسة ليديــا ".
تجمدت ليديا للحظة ... ثم التفتت ببطء .. و رأته ..
الأمير لاينــر كان ينظر نحوها بهدوء ..
قالت ليديــا بارتباك شديد وهي تضع يدا على الأخرى لتخفي الجرح :" آه ..أ..أمير لاينــر...آ..مـ ..مساء الخير..".
تقدم أكثر ليقف مقابلا لها .. قال بكل هدوء و ابتسامه على ثغره أيضا :" مساؤك أجمل .. آنستي..".
انحنى باحترام .. ثم أكمل وهو يقطب جبينه :" كيف حالك اليوم ؟ .. هل أنت أفضل من البارحة ؟ أتشعرين بالصداع أو الألم ؟ ".
( ما كل هذه الأسئلة ؟!..... بالرغم من أني فقدت أعصابي و تفوهت بحماقات لا تصح أن تقال لأي شخص ..ألا أنه لم يظهر أدنى أثر للغضب ؟!! )..
لم تدري أنها استغرقت وقتا في التفكير .. كان ينظر نحوها ..
قال بكل ما في العالم من هدوء و رقة وهو ينحني مرة أخرى :" أنا أقدم اعتذاري الصادق لكي آنسة ليديا .. عما بدر مني بالأمس..".