شعرت ليديا بالسوء تجاه نفسها ..
قالت بحزن :" ليس عليك أبدا الاعتذار .. أنت لم تخطئ بشيء ..".
أعتدل لاينــر وهو يتأملها بعينيه البنفسجيتين ...
انحنت ليديا بدورها وهي تقول بأسف :" أنا فقدت أعصابي ... لم أعرف ما أقول ما كان علي أن أواجه من أنقذ حياتي بهذا الشكل أنا أعتذر بشدة ..أنت لا تستحق هذا أمير لاينــر .. أنا مجرد فتاة أساءت التصرف وهي في ضيافة الملوك أيضا..".
ظلت منحنية هكذا وهي تتمالك دموعها من شدة السوء و الموقف السيء الذي تمر به ..
..(... أنا لم أتعلم هذا.. يالا قسوتي ..لكن .. كان هذا الماضي المجهول.. كل هذا الألم ..)..
رأت قدميه يقفان أمامها ثم .. مسك ذقنها برقة بيده الدافئه ثم رفع رأسها ليقابل وجهها وجهه ..
أحمرت وجنتيها وهو يقول :" أم أن أبن الملك هو من أساءت التصرف مع فتاة راقية مثلك ؟..".
ابتعدت ليديا عنه قليلا وهي محرجه جدا .. لكنه أمسك بيدها و ركع على أحد ركبتيه ..
قال وهو ينظر الى الأسفل :" كنت أود أن أتحدث إليك لكني لم أرك .. تكلمت مع الملك بشأن رغبتك أنستي .. لقد وافق بالتأكيد ..لكني انتظر الوقت المناسب فقط ..".
شعرت ليديا بالغرابة و الارتباك في نفس الوقت ..
رفعت يدها الممسكة بيده كي يقف الأمير .. نظر إليها .. كان يبتسم ... لكن لاح شيئا ما بعينيه ..
قالت بفرح وهي تكتم دموعها :" لا أعرف كيف أرد لك الجميل أمير لاينــر .. كم أنت شخص نبيــل ".
ظل ممسكا بيدها ثم مسح عليها برقة بإبهامه وهو يقول بابتسامة خفيفة :" المهم هو أن تكوني سعيدة و بأمان ..".
ابتسمت وهي تنظر إليه .. لكن اختفت ابتسامتها عندما ترك يدها
التفت وهو يقول بصوت خفيض :" اعذريني آنسة ليديا الان علي المغادرة...".
قالت ليديا دون شعور وهو يخطو أول خطوة :" لحظة من فضلك ..".
وضعت يدها على فمها ...
(... مالذي تريدين قوله الآن ؟؟!! )..
التفت الأمير و أخذ يتأملها بعينيه قال بهدوء وهو يقترب خطوة :" ما لأمر ..آنسة ليديا ؟ ".
توترت ليديا وهي تقول :" آ..آ..أنا..".
ضيق الأمير بين عينيه وهو يبتسم بسحر .. أقترب أكثر .. قال بكل هدوء وهو يحني رأسه قليلا لينظر مباشرة في عينيها ..
:" ليس هناك داع للكلام .. فعيناك تقولان الكثير..".
أحمر وجه ليديــا بشدة و ضاع منها الكلام ..
قال بخفوت :" تسألين ماهو الوقت المناسب للعودة صحيح ؟... لا تقلقي ربما بعد يومان فقط..".
تمالك ليديــا نفسها و قالت بخفوت وهي لم تجرؤ على النظر في عينيه :" أنا .. كنت أريد سؤالك أهناك شيئا ما يحدث كي ترتدي هذا الزي و تـ تضع سيفا ؟ ".
أعتدل لاينــر وهو مازال مبتسما .. قال بهدوء كأنه يهمس :" هل أنت مهتمة بهذا ؟.. في كل الأحوال آنسة ليديــا أنت في حمايتي ولن يمسك أحد.. مهما كان هذا...لذا..".
أنحنى ليهمس بإذنها :" لا تقلقي و أنا بجانبك ..".
شعرت ليديا بالخجل ..وهي تضع يدها على وجنتها .. للمرة الثانية ضاع الكلام منها... ولم تدري فيما تفكر..
ابتسم الأمير مشجعا ..
(..لمَ لا يريد أن يقول لي أنه قائد ..؟ و أنه مشغول خلال هذين اليومين ؟؟؟..).
قال وهو ينحني مجددا :" أشكرك أنستي .. عندما أتحدث معك أشعر براحة شديدة صدقا..".
انتبهت ليديا ليدها ...
اختفى الجرح !!!!!!!!!!
..تذكرت شيئا ثم قالت بخفوت :" امم ..كيف... مالذي فعلته كي.. يختفي الصداع ؟... أعني بالأمس..أ ..".
أخذت تنظر الى يدها .. تحاول أن ترتب السؤال ..
لكن لاينــر قال بهدوء :" لا تقلقي بهذا الأمر ..المهم أن الألم قد ذهب .."
.
(.. مازال يتحاشى ذكر شيء ما ... أنا لم أفهمك جيدا أيها الأمير ... لكني ..)..
أمسكت بفستانها و انحنت له ..
قالت :" أنا أشكرك جدا أمير لاينــر...على كل ما فعلته من أجلي...أعلم بأني أثق بك و أصدقك..".
ابتسم الأمير بإشراق وقال بخفوت :" أعلم هذا..".
~ :glb: ~
بعد العشاء ...كانت في المكتبة برفقة آنــا ..
أخذت تتصفح الكتب بشكل سطحي ... كانت كأي كتب ثمينة ملكية ..
جلست على أريكة فاخرة وهي تتأمل مخططات لبعض المناطق.. رأت بقعة سوداء في منطقة بعيده عن السكان ..
قالت بهدوء :" آنــا..".
أتت آنــا وقالت بمرح :" نعم آنستي ..".
قالت ليديا بتساؤل :" ماهذا المكان ؟! ".
عندما نظرت آنــا حيث تشير تغير وجهها و قالت بارتباك :" آه هذا ؟!!!".
قالت ليديا بشك :" نعم .. هذه الارض السوداء .. هل.. يمكنك أخباري ماهي؟ ".
قطبت آنــا جبينها ثم قالت :" آسفة أنستي .. ليس لدي الكثير لقوله سوى أنها منطقة محرم دخولها..".
تعجبت ليديا سألت :" ألا تعرفين لمَ ؟ ".
قالت آنــا :" آسفة جدا ..لكن لا تهتمي لها ..".
قالت ليديا بسرعة وهي تغلق المخطط :" لابأس .. أنا فقط تعجبت من لونها ..".
..(... في كل الأحوال أنا سأعود الى وطني .. لكن .. هل سأنسى كل شيء هنا ؟؟ ...)..
تذكرت شيئا ثم قالت :" آنــا ..هل هناك شيئا ما يجري في الخارج ؟ ..".
نظرت إليها آنــا لوهلة .. ثم قالت وهي تفكر :" امم .. مثل ماذا ؟ .. كل شيء على ما يرام..".
..(..حتى أنت يا آنـا تخفين شيئا .. على كلٍ أشعر بالتعب و أود أن أنام ..)..
دخلت ليديا في غرفتها ثم اتجهت الى الشرفة ..
القمر بدرا لكن هناك بعض الغيوم .. تنفست بعمق وهي تمسك أسوار الشرفة الباردة ..
نظرت الى السماء ..قطبت جبينها وهي ترى ألتماعا غريبا أحمرا .. ربما نجم ..ظهر و انطفأ !!
التفتت عائدة الى الداخل .. ووقفت أمام مرآه طويلة وهي تفك شريطة في شعرها الذهبي .. كانت ترى انعكاس الشرفة خلفها ..
أخفضت نظرها لوهلة ثم رفعته ثانية و ... فزعت وهي ترى شخصا غريبا يرتدي عباءة سواء غطت جسده كله يقف أمام الشرفة ..
التفتت بسرعة و خوف نحوه ..
رأته يقدم قليلا و قد أخرج صولجانا غريبا يضيء بلون أحمر .. رفعه ثم كأن هناك غطاءا أسودا قد غشي الغرفة .. كأنها أنعزلت عن المكان..
لم تصرخ ليديا بل تمالك نفسها بصعوبة وهي تضع يدها على قلبها قالت بخوف :" من أنت ؟ مـ ماذا تريد ؟ ".
تقدم الرجل الذي كان يضع قناعا على فمه و أنفه لم يظهر سوى عيناه اللتان بلون أخضر قاتم و شعره الأسود المتطاير..
قال الرجل بصوت خفيض :" أنا أعتذر مقدما على ما سيحصل لك آنسة ليديا .. لكنها أوامر سيدي أن أحضرك بلطف و سيقطع رأسي أن أصابك أي جرح ... لذا بهدوء تعالي معي ..لن أؤذيكِ..".
تراجعت ليديا وهي تقول بخوف :" لا أبتعد عني ..".
لكن تقدم قليلا .. صرخت ليديا :" النجداااه ... هناك شخص غريب ..".
ضيق بين عينيه وهو يقول :"لن يسمعك أحد .. لقد عزلت الغرفة ..".
قالت ليديا بانفعال هذه المرة :" ماذا تريد مني ؟ دعني وشأني ..لن أذهب الى أي مكان...".
رد بهدوء :" أنا لا أريد شيئا .. بل أتبع الأوامر فقط ..ثم أني حذرتك قبل هذا .. أليس كذلك آنسة ليديــا ؟ "
.
قالت ليديا وعيناها تتسعان :"أنت .. كنت ذلك الشخص في الحديقة ...لم فعلت هذا ؟ ".
قال بنفس الهدوء :" لقد قلت بأني أتبع الأوامر .. لذا تعالي معي بهدوء ..".
تراجعت ليديا حتى أصدمت بطاولة عليها زهرية كبيرة .. صرخت وهي تضع يدها عليها :" أبدا ... هيا أبتعد..".
تقدم الرجل ثانية .. التفتت ليديا على الزهرية وهي تمسكها بكلتا يديها حتى ترميه بها ..
لكن .. توقف الرجل وهو يرفع أحد حاجبيه باستغراب و ليديا تحاول جاهدة أن تزيح على الأقل الزهرية !!!..
قالت بغيض :" اوه .. ماهذه ؟ ثقيلة جدا ..".
لكن أزاحتها و سقطت على قدم ليديــا دون أن تنكسر .. صرخت ليديا بألم وهي تنحني على قدمها ..
قالت الرجل بقلق وهو يتقدم أكثر :" هل أنتِ بخير ؟ ".
دفعته بعيدا عنها وهي ترتجف بخوف ( ماذا أفعل يا ألهي ..)..
فجاءه...
لمحت صورة لاينــر في عقلها ..
صرخت بألم :" لاينــــــــــــــــــــر ....".
قطب الرجل جبينه وهو يهمس :" كما توقع سيدي ..".
مد الصولجان نحوها و قال :" ستنامين قليلا فقط ..".
أغمضت عيناها بخوف ...أحست بشيء غريب يحيط جسدها ثم حل الظلام ..
في مكان أخر ..
لاينــر يقف أمام معركة مشتعلة بقوة و هناك الكثير من النيران و الأضواء .. في الحقيقة كان طائرا .. و المعركة في السماء المظلمة ..
الجيوش متلاحمة وهناك أًصوات ضرب السيوف و صراخ ..
لاينــر يرتدي لباس الحرب وهو ممسك بصولجان يضيء بلون أخضر زمردي كان يراقب المعركة و يعطي الأوامر..
طرف بعينيه فجاءه و التفت خلفه الى ظلام الليل ~
اختفت أصوات المعركة و الأضواء و الصراخ ~
.. ساد صمت غريب فقط عند لاينــر وهو يستمع الى ضربات قلبه .. لأول مرة شعر بتغيرها ..
همس بقلق :" ليديــــا ..".