(اقرأ)......(ما أنا بقارئ) (بقلمي ) [ القراءة بحر لا تحده الشواطئ ، لا يبلغ نهايته بصر ، بل هو الذي يهدي البصر ليبصر به العقل إلى أين يرمي ، و لا يبلغ حكمته حكيم ، بل استنار الحكيم بمناراته فوصلت حكمته ما وصلت .
تتلاطم أمواجه فيما بينها لترسى بالمبحر فيه إلى أعالي القمم
و كأنها بحر أفرده الله بماء زلال عذب صلفي ، إذا سبحت فيه ابتلعك في طياته ليريك أجمل ما يحويه و أوسع آفاقه و اعمق لجاجه و أسمى أمانيه ، فترى حروف كلماته و كأنها عناقيد من اللآلئ التي رُبطت مع بعضها البعض لتكون أروع عقود من الدرر التي تطرب لها النفوس و تأخذ الألباب من اجسادها .
تقرأ فتشعر أنك قد وضعت أول خطوة في الطريق إلى ما تصبو إليه ، لتواصل المسير ميلا بعد ميل و أنت تستند و على حكم قرأتها سلفا هي للسائر كمصباح يضيء له ظلام الطريق أو عصا يتوكأ عليها اثناء سعيه .
و ما يزيدها تيها و يكفيها شرفا ان أول ما تنزل على محمد - عليه الصلاة و السلام - من كلام الله تعالى "اقرأ" ، شرفا يجعلها تعانق كواكب الجوزاء و تناطح عناقيد الثريا .
و مثل المحجم على القراءة كمثل المبحر في زورق في عرض البحر يوم ريح عاتية ، لا تقوى على مجادفه على التغلب على الأمواج العاتية . يترنح زورقه ثملا في بحر مترامية اطرافه ، تتلاعب به الأمواج يمنة و يسرى لا يدري على أي اتجاه يستقر و لا يعلم أي صعيد يسلك بعد أن نفد زاد عقل و جسد راكبه .
فما احوج عقولنا لزاد ٍ يجعلها على منصات الحكماء . فإن كان الجسد زاده الطعام و الشراب . فالبقراءة تزداد العقول دون عناء . [/size]
__________________ الفشل لا يعني أنك فاشل ، بل يعني أنك لم تنجح بعد . |