قال الأصمعي: بينا أنا في بعض الأسفار، إذ رأيت أعرابيًا في أيام البرد الشديد، وقد أوقد نارًا، وهو يصطلي بها، وعليه عباءة مخرفة، وهو شيخ كبير، وكان ينشد هذه الأبيات:
إذا الله أعطاني قميصًا وجبة
أصلي له حتى أغيب في القبر
وإن لم يكن إلا عباءة قد تخرقت
فمالي ببرد الماء يا رب من صبر!
قال الأصمعي: فقلت له: يا أخا العرب، إن كساك الله تصلي؟ قال: أي ورب الكعبة. قال: فأعطيته كساء كان عليَّ، فأخذه ولبسه، ثم تيمم والماء بين يديه! فقلت له: يا هذا لا يجوز لك أن تتيمم والماء بين يديك. فقال: أنا أعلم منك بهذا.
ثم توجه يصلي قاعدًا، فقلت له: يا هذا ولا يجوز لك أيضًا أن تصلي قاعدًا وأنت قادر على القيام، قال: بلى، فإني أجد الاعتذار إلى ربي.
ثم كبر وقال: بسم الله الرحمن الرحيم، وجعل ينشد في صلاته: إليك اعتذاري في صلاتي قاعدًا
على غير طهر مومئًا نحو قبلتي
فمالي ببرد الماء يا رب طاقة
ورجل لا تقوى على حمل طاقتي
ولكنِّي أحصي صلاتي قاعدًا
وأقضيكها يا رب في وقت طاقتي
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |