الغيب إنما هو موضوع يختص بالله وحده، وأنه لا أحد غير الله يستطيع معرفة الغائب عنا في المستقبل إلا إذا أراد الله ذلك. يقول الله في كتابه العزيز (بسم الله الرحمن الرحيم):
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (الأنعام 59)
فنحن مهما تقدمنا في العلم فلن نستطيع التعرف على مستقبل الأمور، وهذه حقيقة علمية. والله يقول في هذه الآية أنه هو الذي عنده مفاتح الغيب وأنه لا يعلمها سواه وقد دل العلم على ذلك كما وضحت سابقاً. وأكثر من ذلك أن العلم اليوم لا يقف عند حد القول أننا لا نستطيع التعرف على الغيب في العصر الحالي ولكن يقول "أننا تبعاً لهذه القوانين لن نستطيع أبداً معرفة هذه الحقائق مهما تقدمنا في العلم." وإن كنا نرى أن بإمكاننا التنبؤ بحالة الطقس بدقة أكبر من السابق فهذا لا يعني أنه بإمكاننا التجاوز إلى حد المعرفة المطلقة. إنما نحن الآن في حالة تحسين للأدوات الموجودة اليوم إلى أن نصل إلى الحد الفاصل الذي وضعه الله للتعرف على غيبيات الأمور.
بالطبع فإن الأنبياء والرسل والأئمة يستثنون من هذه القاعدة. صحيح! أنهم لا يستطيعون معرفة الأمور المستقبلية لوحدهم ولكن الله سبحانه يطلعهم عليها، فهم يكررون مراراً للناس أنهم لا يعرفون الغيب، ففي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تدل على ذلك ومنها (بسم الله الرحمن الرحيم):
عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا، إلا من ارتضى من رسول... (الجن 26-27)
قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب...(الأنعام 50)
قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء... (الأعراف 188)
إذا فإن الغيب من الأمور المختصة بالله عز وجل فقط، ولا مجال لنا أن نصل إلى علمها من الناحية العلمية أبداً، فإن شاء الله أطلعنا عليها وإن لم يشأ فلا حيلة لنا.
والحمد لله الدي اخفى عنا مصيرنا وما كتب لنا والا كنا اصبحنا جسدا بلا روح او روحا,من كثرة مخاوفنا وحرصنا...
جزاك الله خيرا والحمد لله عالم الغيب والشهادة