انواع الحيااااااااااااااااااااء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم :
ان خير من يتحدث عن الحياء هو العالم الجليل بن القيم الجوزيه في كتابه مدارج السالكين ولنرى حديثه الراقي عن انواع الحياااااااااااااء
حياء جناية ، وحياء تقصير، وحياء إجلال ، وحياء كرم ، وحياء حشمة ، وحياء استصغار للنفس واحتقار لها ، وحياء محبة، وحياء عبودية ، وحياء شرف وعزة ، وحياء المستحيي من نفسه.
١/ حياء الجناية :
منه حياء آدم عليه السلام لما فر هارباً في الجنة ، قال الله تعالى :
أفراراً مني يا آدم ؟ قال : لا يا رب ، بل حياء منك .
ومنه حياء الأنبياء في عرصات القيامة ، وليس عندهم ما
يزري بمراتبهم العالية السامية
٢/ حياء التقصير:
كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا
يفترون ، فإذا كان يوم القيامة قالوا : سبحانك ما
عبدناك حق عبادتك .
٣/ حياء الإجلال:
هو حياء المعرفة ، وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه ، ومنه حياء عمرو بن العاص
كان يقول: والله ، إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته بما أريد حتى لحق بالله عز وجل ؛ حياء منه ،)(رواه احمد ) .
٤/ حياء الكرم :
كحياء النبي صلى الله عليه وسلم من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب ، وطولوا الجلوس عنده ،فقام واستحيا أن يقول لهم : انصرفوا فقال الله عز وجل "ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق" [الأحزاب : 53
٥/ حياء الحشمة :
كحياء على بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي لمكان ابنته منه :
عن علي رضي الله عنه قال : كنت رجلاً مذاء
فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ، فقال " فيه
الوضوء " ، ولفظه في رواية أخرى : كنت رجلاً مذاء
فأمرت رجلاً أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم- لمكان ابنته - فسأله
فقال " توضأ واغسل ذكرك "( رواه البخاري )
٦/ حياء الاستحقار واستصغار النفس :
كحياء العبد من ربه عز وجل حين يسأله حوائجه
احتقاراً لشأن نفسه ، واستصغاراً لها ، وفي أثر إسرائيلي : ( أن موسى
عليه الصلاة والسلام قال : يا رب إنه لتعرض لي الحاجة من
الدنيا ، فأستحيي أن أسألك إياها يا رب ، فقال الله تعالى :
سلني ... حتى ملح عجينك ، وعلف شاتك ) .
٧/ حياء المحبة:
هو حياء المحب من محبوبه ، حتى إنه إذا خطر على قلبه
في غيبته ، هاج ا لحياء من قلبه وأحس به في وجهه ولا
يدري ما سببه ، وكذلك يعرض للمحب عند ملاقاته
محبوبه ومفاجأته له : روعة شديدة ، ولا ريب أن للمحبة
سلطاناً قاهراً للقلب أعظم من سلطان من يقهر البدن ، فأين
من يقهر قلبك وروحك إلى من يقهر بدنك ؟ ! ولذلك
تعجبتِ الملوك والجبابرة من قهرِهم للخلق وقهر المحبوب
لهم ، وذلهم له ، فإذا فاجأ المحبوب محبه ، ورآه بغتةً :
أحس القلب بهجوم سلطانه عليه فاعتراه روعة وخوف .
يقول الشاعر :
فما هو إلا أن أراها فجاءة فأبهت حتى ما أكاد أجيب
وإني لتعروني لذكرك هزة لها بين جلدي والعظام
دبيب
أو كما قال الشاعر :
فيعَثر ما بين الكلام ورجعه لساني بكم حتى ينم
بحالي
٨/ حياء العبودية :
هو حياء ممتزج من محبة وخوف ، ومشاهدة عدم صلاح
عبوديته لمعبوده ، وأن قدره أعلى وأجل منها ، فعبوديته له
تستوجب استحياءه منه ، لا محالة .
٩/ حياء الشرف والعزة:
أما حياء الشرف والعزة فحياء النفس العظيمة الكبيرة إذا
صدر منها ما هو دون قدرها ؛ من بذل أو عطاء وإحسان ؛فإنه
يستحيي من بذله حياء شرف نفسٍ وعزة .
10/ وأما حياء المرء من نفسه :
فهو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها
لنفسها بالنقص ، وقناعتها بالدون ، فيجد نفسه مستحيياً
من نفسه حتى كأن له نفسين ، يستحيي بإحداهما من
الأخرى ، وهذا أكمل ما يكون من الحياء ، فإن العبد إذا
استحيا من نفسه ،فهو بأن يستحيي من غيره أجدر .