سينكا جالسٌ يناقشُ موضوعاً معَ ريك و هو متوتر: لا أعلم ماذا أفعل؟ ريك اهدأ, سيكون كلَّ شيء على ما يرام...لا تقلق. يدخل نوي و يرى الأجواء المتوترة....:ماذا هناك؟ سينكا: هيلين...هيلين طردتني بالأمس من منزلها. نوي ينظر له ببرودٍ و تعجب: أ أنت متوتر لهذا؟! سينكا: ماذا تقول؟ أنتَ لا تعلم كيفَ ستعاملني منذ الآن, لن تكلمني. نوي يجلس على أحد المقاعد الموجود هناك: إن تلكَ الفتاة كانت مخطئة من الأساس باختيارك خطيباً لها, لذا يجب عليكَ أن تكون ممتناً أنها لن تكلمك لفترةٍ بسيطة فقط. سينكا يخرج من الغرفةِ غير محتمل نوي: أنتَ لا تفهم شيئاً. نوي يتجه لريك بعدَ أن خرج سينكا: ماذا الآن؟ ريك: لقد تأخرتَ مرةً أخرى. نوي: للأسف, لقد أتت كاترين كعادتها و أخذت الكثير من وقتي. ريك: قل اسم أختِك بشكلٍ صحيح على الأقل. نوي: إنها ليست أختي. ريك يبدي الانزعاج و هو يقوم ببعضِ الحسابات: ما الذي يجب أن أفعلهُ معكَ الآن؟ لم يبقَ شيء من راتبك كي أنقِصَ منه. نوي : أجل, فأنتَ أنقصته شيئاً فشيئاً حتى لم يبقَ منه فلسٌ واحد. ريك تظهر عليهِ ابتسامةً واضحة كأنهُ وصل لمبتغاه فيزيد ذلك من ارتباك نوي... ريك: حسناً سأنقص من راتبِ الشهرِ القادم. نوي: أنا أحتاجُ النقود. ريك: و أنا أحتاجُ عميلاً و ليسَ تمثالاً متحرك و مادامت الصغيرةُ كارين معك فلا بأس, سوفَ تصرفُ عليك...و يكفيكَ راتب ساعي البريد. نوي: لن آخذ من نقودها, و راتبي كساعي بريد بالكادِ يكفيني و هذا إن حصلتُ عليه بسبب العملِ معك. ريك: أظن أنك مازلتَ صعبَ التعامل مع كارين. نوي: ذلكَ ليسَ من شأنك. ريك: أعلم, لكنها تأتي كلَّ عام إلى هنا لتأخذ لكَ عيدَ ميلادٍ مميز...فأنتَ في نظرها,أخيها الوحيد. نوي: أحقا!! ريك: ماذا؟ نوي: أنها تأتي لعيد ميلادي. ريك بإحباط: يا رجل, ألا تذكر ؟ نوي: أذكر أنها تصورني بعض الصورِ المملة فقط. ريك:إن عيد ميلادك في الأسبوعِ المقبل على ما أظن. نوي (هل ستبقى للأسبوعِ المقبل؟ كيفَ سأتخلص منها؟) ريك: حسناً هيا بنا,لكني لا أظن أن هناك ما سيتغير اليوم, المسكينةُ سالي لا أعلم ما الذي يحصل لها الآن. ........ في مكانٍ آخر.... سالي بجرأةٍ صبيانية: ابتعد عني... توشيبا بجانبها : لماذا حبيبتي؟هل هناك ما فعلته لكِ لتعامليني هكذا؟ سالي: أنا لا أطيقك, أنتَ لستَ سوى مزعج تافه....ابتعد عني و إلا شكتكَ لدى الرئيس. توشيبا يسخر منها: الرئيس...رئيس!أنا لا أعرفه, يجب عليكِ أن تعرفيني به عندما نراه. سالي: أيها السفاحُ الغبي, كيفَ يجب أن أعمل هنا و أنتَ واقفٌ هكذا؟ توشيبا يبتعد عنها خارجاً من المكان: حسناً, لن أزعجكِ كثيراً...لكن انتبهي لحلوى الأطفال...فهي ما تناسبك؟ سالي تغضب قائلة: مادام معي طفلٌ بطولك, لن أعمل. ...... هينا تدخل المنزل و ترى أن لا شيء تغير, فتدخل غرفة الجلوس و ترى كارين نائمةً بعمق على الأريكة..... هينا بصوتها الهادئ: يبدو أنها منهكةٌ من السفر, لا بأس.... تذهبُ هينا و تأتي بلحاف و تغطي كارين بحنان... (تبدو بريئةً هكذا, أتسائل لو كان ذاك النوي عاملها بلطف من قبل, هل مسح دموعها و وضع يدهُ بحنانٍ على رأسها؟) ....تنهي هينا الأطباق بعد قليل.... تستيقظ كارين على صوت ماء الآتِ من الحديقةِ الخلفية فتتوجه لمكانِ الصوتِ و تمر من بابٍ خشبي لترى حديقةً متوسطة الحجم , جميلةَ المنظر, بها من أنواع الزهور أجملها و من الأشجارِ أكبرها... كانت هينا تسقي الحديقةَ هناك فتتوقف حين ترى كارين: هل استيقظتِ؟.... هل أنتِ أفضل الآن؟.... كنتِ تبدين منهكة. كارين تقترب منها: أجل, أفضل الآن...حديقةٌ جميلة. هينا: أجل, هل تريدين أن تسقيها؟ كارين بانفعالٍ و مرح: بالطبع. هينا: إذاً خذي. كارين: شكراً لك. تسقي كارين الحديقة قليلاً و الفرحُ قد غمر قلبها: رائع. هينا بابتسامةٍ خفيفة: جيد, سأذهبُ لأحظر بعضَ الشاي. بعدَ قليل.... هينا جالسةٌ مع كارين تشربانِ الشاي في الحديقة..... كارين: أتمنى لو أستطيعُ أن أُقيمَ عيد ميلاد نوي هنا. هينا: عيد ميلاد!! كارين: أجل, فعيد ميلاده الأسبوعَ القادم. هينا: أليسَ كبيراً على عيدِ ميلاد؟ كارين بثقةِ و جرأة: لا بالطبع, فأخي الوحيد يستحقه كل عام...و أنتِ ألا ترين أن هناكَ من يصلُ السبعينَ و يقيم عيدَ ميلاد..نوي مازال صغيراً...اهم. هينا: ربما أنتِ محقة( ربما لأني لم أرَ أو أصنع عيدَ ميلادٍ منذ زمن) كارين: هل يزعجكِ نوي؟ هينا بتردد: لا...أي ليسَ كثيراً. كارين:لم أكن أظن أني سأراهُ ساعي بريد. هينا: لا بأس مادام قانعاً به( إنهُ عملهُ الإضافي على ما أظن). كارين: ماذا حدث ليدِك؟ هينا: لاشيء...كنتُ أشاهدُ فلماُ مرعباً فكسرتُ كأساً بيدي...لكنها أفضل بكثيرٍ الآن. كارين: أضمن أنه هو من وضع الفلم. هينا بتوتر:أجل. كارين: إنهُ مزعج بعضَ الشيء لكن قلبه طيب. هينا: ربما, فأنتِ تعرفينه أكثر مني. كارين تشيحُ بوجهها نحو الحديقةِ المقابلةِ لها: لا أظن, فتصرفاته هنا تدل على العكس. هينا: لم أفهم. كارين بابتسامةٍ مرحة:ولا يجب أن تفهمي. يُضربُ جرسُ المنزِل... هينا: من يكونُ يا ترى؟ كارين: هل أفتحُ الباب عنكِ. هينا و هي تنهضُ ذاهبة: لا, أنا سأذهب. تفتح هينا الباب لترى نوي خلفه.... هينا بتعجب: ماذا هناك؟ أتيتَ باكراً. نوي: ليسَ هناكَ عملٌ مهم في المركز, و أوصلتُ رسالةً لكِ و سأبدل ملابسي. هينا تجعلُ نوي يدخل: لا تلوث ملابس أبي, و لماذا ستغير ملابس ساعي البريد؟ نوي يدخل: لن أفعل, لكني أريدُ أن أعلم لماذا لا تدعيني أستخدم ملابس أخيك بدل والدك. هينا: لأن أخي كانَ يستخدم ملابس والده, و الآن أجبني. نوي: لأن رئيس العمل يريدني أن أذهبَ معه لمكانٍ ما. هينا: أتقصدُ ريك؟ نوي: لا. ينتهي حديثهما لهذا الحد حتى يتقدم نوي قليلاً نحو الدرج: لماذا تتحدثين عن ريك و سينكا بدون كلمة " سيد" كالآخرين؟ هينا مستغربة من سؤال نوي لكنها تجيبه: لأني أعرف سينكا منذ كنتُ طفلة و اعتدتُ على ذلك أما ريك فهو لا يحبُّ أن أناديه بذلكَ أبداً...و ثانياً هما لم يتزوجا بعد. نوي: جوابٌ غبي. في تلكَ اللحظات يحسُّ نوي بهواءٍ عليل فيتقدم نحو الحديقة و يرى كارين جالسة تنظر لما حولها... نوي: لم أعلم بوجودِ حديقة في المنزل. كارين تنظر له و تسخر منه: أ لم تنتبه لوجودها رغم وجودِكَ هنا لفترة...ألم تخبرك هينا؟...أولم تمر من هنا من قبل؟! نوي: لم يكن هناكَ داعٍ لأعرفَ كلَّ شيء في المنزل. تقترب هينا قائلة: و لم يكن هناكَ داعٍ لأخبره عنها. كارين...(يا للتوافق)... يذهب نوي لغرفته و قبلَ أن يبدل ملابسه يخبر هينا أن تعطيه حاسوبها المحمول... تعطيه هينا الحاسوب و تبقى معه و بعدها يحاولان أن يريا ما بالفلاش الصغير من معلومات.... نوي بعد أن وضع الفلاش: إن به رمزاً. هينا: رمز!!...أظن أنني أعرف ما سيضعه أخي. تضع هينا رمزاً و يكون صحيحاً... نوي: من المرةِ الأولى!! هينا: لأن أخي كان يحب الدراسة و مخطوبته السابقة فلا بد أنه دَمج اسمي الجامعة و مخطوبته معاً...وأنا اعتدتُ على أسلوب دمجه الغبي... نوي يفتح بعض المستندات الموجودة و ينظر لها بتمعن: يا الهي, إن القضية ليست بسيطة...من أين حصل أخيك على معلوماتٍ كهذه؟!!! هينا تنظر للمعلومات...: لا أعلم, لكن هل تستطيع أن توضح لي عن ماذا تعبر هذه المعلومات فهناك مصطلحاتٌ كثيرة. نوي ينهض من مكانه آخذاً الفلاش: حسناً, بعد قليل..يجب علي الذهابُ الآن...أخرجي لأبدل ملابسي. يتبع..... 1- ما هي المعلومات التي أدهشت نوي؟ 2- هل ستستطيع هينا فعل شيء حول نوي و كارين؟ 3- ما الذي كانت تقصده كارين بأن تصرف نوي يحكي العكس؟ |