عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-02-2012, 10:55 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن كل ثورة لها معارضين يسعون جاهدين لإجهاضها والتربص بها.. منهم من كان يستفيد من الأوضاع الفاسدة التي أسقطها الثوار الأحرار.. ومنهم بقايا النظام السابق.. ومنهم الجهلة والمخربين.. وكل هؤلاء لا وزن لهم ولا خوف منهم..
ولكن الخوف كل الخوف من أولئك الذين شاركوا في الثورة وبذلوا الغالي والنفيس لإنجاحها.. بل كانوا على إستعداد كامل لبذل دمائهم وأرواحهم رخيصةً في سبيل ذلك..
لكنهم لم يستوعبوا ضرورة الهدوء بعد الثورة.. وحتمية البناء بعد الهدم.. وهذا هو مفهوم الثائر الحق كما يقول الشيخ الشعراوي -رحمه الله تعالى-..
فصار هؤلاء في حراك دائم.. فهم من غضب إلى غضب ومن تظاهر إلى احتجاج.. حتى إنهم يتصيدون أخطاء من شاركهم في ثورتهم ويعظمونها وينشرونها.. والمؤلم أنهم ليسوا من المتهمين عند الناس فيحذروهم وليسوا من الخونة فيوقفوهم.. وبذلك يستمرون في أعمالهم ظناً منهم أنهم يخدمون الثورة ويحررون بلادهم..
وهم لا يعلمون أنهم بفعلهم هذا يفتحون الباب على مصراعيه أمام أعداء ثورتهم فلا يقطع الشجرة إلا غصن منها..
فمشكلة ليبيا الحقيقة تكمن في أن الثوار فيها ليسوا جماعة واحدة تدين بالولاء لقائد واحد.. ولكنهم مجموعات شتى وكل مجموعة لها قائد.. وكل قائد له طموحات لنفسه ولجماعته ولقبيلته.. وهذا ما أظهر الخلافات أثناء توزيع المناصب في الحكومة الانتقالية..

ونحن لا نعلم إذا كان من يستغل هذه الظروف هم من مخلفات التدخل الخاجي أو من بقايا النظام السابق.. وفي الحالتين على أهل ليبيا أن يكونوا يد واحدة في ردهم لتتحقق لهم مطالب ثورتهم الخالدة..

فالثورة في ليبيا لا تحتاج إلى ثورة بل تحتاج إلى فترة بناء وتعمير.. تحتاج إلى فترة تصحيح مسار.. تحتاج إلى حكومة قوية تضرب بيد من حديد لتمنع الفوضى والعشوائية..

شكراً لكاتب الموضوع على هذا الطرح القيم
وجزاكم الله خيراً..






__________________










رد مع اقتباس