الرفيق والطريق والمقصود أن القلب لما تحول لهذا السفر طلب رفيقاً يأنس به في السفر فلا يجد إلا معارضاًمناقضاً، أو لائماً بالتأنيب مصرحاً، أو فارغاً من هذه الحركة معرضاً، وليت كل ما ترى هكذا فلقد أحسن إليكمن خلاَّل وطريقك ولم يطرح شره عليك كما قال القائل: أنا لفي زمن ترك القبيح به **** من أكثر الناس إحسان وإجمال
فإذا كان هذا المعروف من الناس فالمطلوب في هذا الزمان المعاونة على هذا السفر بالإعراض وترك اللائمة والإعتراض إلا ما عسى أن يقع نادراً فيكون غنيمة باردة لا قيمة له.
ولا ينبغي أن لا يتوقف العبد في سيرهعلى هذه الغنيمة بل يسير و لو وحيداً غريباً فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة.
فمن أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء، فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده، وليحذر من مرافقةالأحياء الذين هم في الناس أموات، فإنهم يقطعون عليه طريقه، فليس لهذاالسالك أنفع من تلك المرافقة، وأوفق له من هذه المفارقة، فقد قال بعض السلف: شتان بين أقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم، وبين أقوام أحياء تموت القلوب بمخالطتهم.
فما على العبد أضر من عشائره وأبناء جنسه فنظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم، ومباهاتهم والسلوك أين سلكوا، حتى لودخلوا جحر ضب لأحب أن يدخله معهم.
فمتى صرف همته عن صحبتهم إلى صحبة من أشباحهم مفقودة، ومحاسنهم وآثارهم الجميلة في العالم موجودة، استحدث بذلك همة أخرى وعملا أخر، وصار بين الناس غريبا ًوإن كان فيهم مشهورًا ونسيبًا.
(الرسالة التبوكية 73)
ابن القيم
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |