طوكيو : منزل إلينــا تحديداً في غرفتها , 1/1 الساعة الــ العاشرة والنصف ((أو هذا ما تظنه إلينا))
*************
كانت تركض في أنحاء غرفتها كالمجنونة تبحث عن شئ ما , أنا في الحقيقة لا أعرف ما هو لكن يبدو أنه شئ مهم , لأن غرفة إلينـا ..... امممم كيف أصفها .... إن قارنتها بمكب نفايات فالمكب أكثر نظافة من غرفتها ,
فجأة ...رفعت إلينـا يدها بإنتصار وهي تهتف بــ : وأخيراً وجدتك !!
ثم إتجهت للمرآة الموجودة في الحمام (( أكرمكم الله )) , لتضع قرطها .>>> كل ما فعلته لأجل قرط فقط !!!
ثم التقطت حقيبتها لتخرج بسرعة من غرفتها , وتنزل السلالم بعجلة لتختمها بقفزة رشيقة >>>هل نسيت أن أخبركم أنها تلعب الجمباز؟! .
لمحتها أمها لتقول لها : أوووه عزيزتي صباح الخير !
إلينــا بعجلة وهي ترتدي حذائها (( أكرمكم الله )) : صباح الخير أمي !
السيدة سوزان ((اسم أم إلينــا)) : تعالي وتناولي فطــــ ((صوت إغلاق الباب : خرجت إلينــا )) ـــــورك !!
تنهدت السيدة سوزان بقوة ثم قالت بخفوت : عنيدة , ((ثم أضافت بإستغراب)) : لكن .. لم استيقظت مبكراً ؟؟!
هزت كتفيها بدليل : لا أعلم , لتكمل ما كانت تقوم به .
***********
كانت إلينــا تركض بسرعة وحملة واحدة تتردد في ذهنها : ااااه لقذ تأخرنا , إيمي ستقتلني .
وصلت أخيراً , لتقف أمام باب المنزل وتطرقه بعجلة , بعد لحظات فتحت لها إيمي , وعندما رأتها طغت ملا مح الإستغراب على وجهها , كادت أن تتكلم لولا إمساك إلينــا بيدها وسحبها وهي تهتف : تأخرنا .
كانت الفتاتان تركضان بسرعة بعد أن أقنعت إلينــا إيمي بأنهما متأخرتان .
..... كانتا على وشك الوصول , إلتفتت إلينــا إلى إيمي لتقول وهي ما زالت تركض : لقد وصلنـــــ (( لمحت دراجة نارية تتجه نحوها بسرعة)) ــا .
صرخت إلينا برعب وهي مغمضة العينين ظناً منها أنها ستلاقي حتفها .
.... لكن لا شئ ... فتحت عينيها ببطئ , ثم جالت بنظرها في المكان لتهمس : أنا حية !!
سمعت صوت بارد ورائها يقول : أنا لست غبياً لأصدمك يا آنسة ! ((ثم أضاف بسخرية باردة )) : ثم إن هذا مكان تعليم , وليست حلبة ركض .
نظرت له وقد تجمعت كا معاني الكره والحقد في قلبها , قالت في نفسها : من هذا الأحمق , من يظن نفسه ليكلمني بهذه الطريقة ؟!
جمعت قبضة يدها وكادت أن تنطق , لكن أوقفها سحب إيمي لها وهي تنظر للشخص بإرتباك ,
إيمي بإرتباك :آسفتان ... نحن مستعجلتان ... عذراً ... وداعاً . وسحبت إلينــا مبتعدتان .
فجأة أوقفتها إلينــا لتقول بغضب : هايييييي , لما قمت بسحبي؟! , لقد كنت على وشك تسديد ضربة له ! .
إيمي بإنفعال : لقد تأخرنا , أنسيتي ؟
إلينــا بفزع : صحيح !
لتركضا بسرعة متجهتان إلى فصلهما....
***************
أمام باب الفصل
***************
إيمي بخوف : إدخلي أولاً .
إلينــا بإرتباك : لالالا .... إدخلي أنت فــ المعلم آرثر يفضلك !
إيمي بقلق وهي تلقي بنظرها على الباب : نحن هنا منذ فترة .... يجب علينا الدخول .
((قالت بتضحية وهي تضع يدها على قلبها )) : سأدخل أنا !!!
إلينــا بطريقة درامية : سأشتاق لكِ صديقتي .... ((ثم وضعت يدها على كتف صديقتها وقالت)) : أنتِ شجاعة جداً .
إيمي بنفس الطريقة الدرامية ودموعها قد أخذت مجرى على وجنتيها : وأنا أيضاً .
لكن قبل أن تضع يدها على مقبض الباب , فتح الباب بقوة ليظهر لهما ذلك الوجه الغاضب المخيف الذي امتلئ بالتجاعيد مما دل على كبر سن صاحب ذلك الوجه كان بنظر للفتاتان بنظرة قاتلة ,
وهو يقول بنبرة توقف نبض القلب : أين كنتما ؟!! هاه أجيباني هيا !!
لكن لا رد , لقد تسمرت الفتاتان من الخوفكلاهما تحتضن الأخرى ظناً منهما أنه سيقتلهما .
فجأة خطرت على بال إلينــا فكرة لتخليصهما ....
إلينــا ببرائة مصطنعة : آسفتان يا معلمنا الرائع !
المعلم آرثر بغضب : وبماذا سيفيدني الأسف ؟!
إلينــا بنبرة حزينة بريئة مزيفة : أووه نحن حقاً لم نقصد ذلك يا معلمنا الرائع , لقد كنا فقط نود أن نحضر لك مفاجأة بسبب انتقالك معنا ! لكننا تأخرنا ... نحن حقاً آسفتان !
المعلم آرثر بطيبة : أوه , إن كان هذا السبب فإجلسا , لكن لا أود تكرير الأمر كثيراً .
إبتسمت الفتاتان , لتتجه كلاهما إلى مقاعدهما بسرعة .
ليعود المعلم آرثر لشرحه الممل , والصمت قد تملك المكان سوى من صوت المعلم المزعج , وأصوات شخير بعض الطلاب , وأخيراً أنقذهم صوت الجرس , ليحمل المعلم أغراضه ويغادر , لتبدأ الفوضى بالإستيلاء على المكان , فالنائمون استيقظوا , والفتياتبدأن بالثرثرة والتهامس , الفتيان ينشرون الشغب والفوضى , فتى يرمي طائرة ورقية , قتات تكلم صديقتها عن أحدث الأزياء .. وهكذا ..
إلى أن صرخت فتاة ما لتلفت إنتباه الفصل , وبالفعل إلتفتت أنظار الجميع إليها , ويسيطر الصمط للحظات على المكان وأنظار الجميع معلقة غلى الفتاة .
هتفت الفتاة والتي لم تكن سوى إلينا بسعادة : أظن أنه يجب علينا أن نحتفل بما فعلتْ صحيح ؟
هتفت فتاة ما أخرى : نعم ... نعم , أنت محقة !
ضحك شاب ما ليردف : لقد كان مقلبك الأخير في الأستاذ كارلوس في غاية الروعة , خصوصاً أنه خلصنا منه للأبد !
ضحكت إلينا برقة ثم أردفت بمكر : أشكركم .. أشكركم , أنتم تعلمون أنني عندما أكره شخصاً ما أجعله يكره اليوم الذي ولد فيه! ((ثم أضافت بمزاح )) : لذا لا تكونوا ممن أكرههم !
لتقول فتاة ما : إذا يجب أن نحتفل !!
ليصرخ الجميع مؤيدين ما قالت , ويعود الشغب والفوضى أكثر من ذي قبل , فهم يظنون أنهم تخلصوا من كابوس السيد كارلوس , لكن هناك الأسوء دائماً .
فجأة فتح الباب ...
ليظهر رجل عجوز ورائه شخص لم تتضح ملامحه .
الرجل العجوز بصوت عالٍ بعض الشئ : أرجوكم أعيروني إنتباهكم ...أرجوكم .. هدوء!
وظل يحاول ولكن بلا فائدة .
إلى أن لفت إنتباههم الشخص الغامض بصفيره العالي , صمت رهيب حل على المكان , نظرات الحيرة إرتسمت على وجوه الجميع ,
ما عدا إلينــا و إيمي التي كانت الدهشة عنوان رسم على وجهيهما .. عند رؤية الشخص الغامض