علمنا خالد .... أن مأساة البطل أن يموت على فراشه لا في ميادين العز والجهاد واسمع إلى قوله في هذا المعنى ودموعه تتحدر من عينيه على وجنتيه " لقد شهدت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف , أو طعنة رمح , أو رمية سهم , ثم هاأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء " .
علمنا خالد أن فراق البطل على أصحابه فاجعة عظيمة , ومصيبة كبيرة وثغرة لا يسدها أحدٌ بعده , تقول أمه وهي ترى جثمانه في مسيرة عظيمة ...
أنت خير من ألف ألف من القو --- م إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاعٌ؟ فأنت أشجع من ليــــــ --- ــث غضنفر يذود عن أشبال
أجوادٌ؟ فأنت أجود من سيـــــــ ــل --- غامر يسيل بين الجبال
فسمعها عمر رضي الله عنه فازداد قلبه خفقاً ودمعه دفقاً وقال " صدقتِ والله إنه كان كذلك ".
إيه يا خالد إيه يا بن الوليد لقد ذهبت وتركت فينا روح المؤمن الصادق الشجاع , ذهبت وتركت لنا رسالة سطّر الولاء كل حرف فيها ولاءُ الإيمان الحقيقي , الولاء لرب العالمين , رسالة صادقة لسان الحال فيها يقول :ــ في سبيل الله لا نصر سوى --- نصرة الحرب بذل واقتحــــام
هكذا ترقى ذراها أمـــــــــة --- هكذا يرســــخ للحق دعــــــام
هكذا يبرز فينا خـــــــــــالد --- وصلا الدين والجيش اللــــهام
هكذا تفتح آفـــــــــاق الدنى --- هكذا والحق يحميه الحســـــام
عزة تجتاح في الله الـــمدى --- وحدة ما عـــــابه قط انثـــــلام
همة تملك معراج العـــــــلا --- ولهل في مطمح السبق اعتزام
يحفظ التاريخ عنها ما وعى --- وتغـــــنيه الدواوين العظـــــام
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |