تتمة الفصل الرابع بينما كنت أقف هناك ناظرة في كل اتجاه الا في اتجاه السيارة الواقفة أمامي سمعت نقراً على النافذة اليمنى . التفت فرأيت تايلر . نظرت في المرآة منزعجة . رأيت أن محرك سيارته مازال يعمل ... وكان الباب مفتوحاً . ملت إلى اليمين حتى أفتح النافذة . كانت حركة المقبض صعبة ففتحت النافذة نصف فتحة ثم توقفت . آسفة يا تايلر ... أنا عالقة خلف كولن . كنت أشعر بالضيق ... من الواضح أن هذا التأخير ليس ذنبي . قال تايلر مبتسماً : أوه ! أعرف هذا ... أردت فقط أن أطلب منك شيئاً ونحن واقفون هنا . مستحيل ... لا يمكن أن يحدث هذا . تابع يقول : هل يمكن أن تطلبي مني مرافقتك إلى حفلة الربيع ؟ بدا صوتي حاداً وأنا أقول : لن أكون في البلدة ياتايلر ! . .. لم يكن ذنبه أن مايك وإريك استنفذا كل مالدي من صبر في ذلك اليوم . أعرف! ... أخبرني مايك بهذا . إذن ... لماذا ... ؟ ابتسم وقال : كنت أمل أنك قلت له هذا ... لتصريفه عنك . الان صار الذنب ذنبه هو . قلت محاولة أن أخفي انزعاجي : آسفة يا تايلر . لن أكون في البلدة فعلاً . عظيم ! مازال أمامنا حفل نهاية السنة . قبل أن أتمكن من الاجابة سار تايلر عائداً إلى سيارته . كان بوسعي أن احس أثر الصدمة على وجه . نظرت أمامي فرأيت أليس وروزالي وأيميت وجاسبر يدخلون سيارة الفولفو . وكان إدوارد ينظر إلى في المرأة . كان جسمه يهتز من الضحك اهتزازاً واضحاً . .. وكأنه سمع كل كلمة قالها تايلر . امتدت قدمي إلى دواسة الوقود ... ضربة صغيرة لن تؤذي أحداً منهم ... ستتلف ذلك الدهان الفضي اللامع فقط . زدت سرعة المحرك . لكنهم صاروا الان جميعاً داخل السيارة . وانطلق بها إدوارد مسرعاً . عدت إلى البيت أقود سيارتي ببطء وحذر وأنا أتمتم مكلمة نفسي طوال الطريق ، وعندما وصلت قررت تحضير لفافات الدجاج من أجل الغداء . كانت تلك عملية طويلة ... وسوف تشغلني عن أفكاري . رن جرس الهاتف بينما كنت أقطع البصل والفليفلة . خفت أن أرد ، لكن المتصل قد يكون تشاري أو أمي . كانت تلك جيسيكا . كانت سعيدة مبتهجة . لقد قابلها مايك بعد المدرسة وقبل دعوتها . شاركتها فرحتها قليلاً وأنا أحرك البصل . كان عليها أن تنهي المكالمة فهي تريد أيضاً أن تتصل بأنجيلا ولورين لتخبرهما . اقترحت ... ببراءة غير متكلفة ... أن تقوم أنجيلا ، تلك الفتاة الخجول التي تحضر دروس البيولوجيا معي ، بدعوة إريك أيضاً . وبوسع لورين ، هي فتاة متحفظة تتجاهلني دائماً وقت الغداء في الكافيتريا ، أن تدعو تايلر ... سمعت أنه مازال حراً . أعجبت جيسيكا بالفكرة كثيراً . فبعد أن ضمنت مايك الان بدت نبرتها صادقة عندما قالت إنها تتمنى أن أذهب إلى تلك الحفلة ... كررت لها عذر سياتل من جديد . بعد أن وضعت السماعة حاولت التركيز على إعداد الغداء ... تقطيع الدجاج خاصة . لم أكن أرغب في الذهاب إلى غرفة الاسعاف مرة ثانية . لكن رأسي كان يدور ويدور محاولاً تحليل كل كلمة قالها إدوارد اليوم . ماذا كان يقصد عندما قال إن من الافضل أن لا نكون أصدقاء ؟ أحسست بمعدتي تتقلص عندما أدركت ماقصده . لابد أنه رأى مدى انجذابي إليه ... إنه لا يريد دفعي إلى ذلك ... إذن ، لا نستطيع حتى أن نكون أصدقاء ... لانه ليس مهتماً بي أبداً . طبيعي أنه لم يكن مهتماً بي ... فكرت بغضب ... بدأت الحرقة في عيني ... إنه تأثير البصل المتأخر . لم أكن لاثير اهتمامه . لكنه مثير للاهتمام ... مثير للاهتمام ... غامض ... لامع ... كامل ... جميل ... ولعله أيضاً يستطيع أن يرفع شاحنة صغيرة بيد واحدة . لا بأس ... يمكنني أن أتركه وحده ... سأتركه وحده ... سوف أقضي حكمي الذي فرضته على نفسي بالحبس في هذه البلدة . وأمل بعد ذلك أن أحصل على منحة للدراسة في مدرسة في الجنوب الغربي ... أو حتى في هاواي . حاولت تركيز أفكاري على تلك الشواطىء المشمسة وأشجار النخيل ... أنهيت تحضير لفافات الدجاج ووضعتها في الفرن . بدت الريبة على تشارلي عندما عاد إلى المنزل وشم رائحة الفليفلة الخضراء . لم أكن أستطيع لومه . لعل أقرب طعام مكسيكي يصلح للاكل كان في جنوب كاليفورنيا ! لكنه شرطي ، وإن يكن شرطي بلدة صغيرة إلى هذا الحد ، ولديه شجاعة تكفيه لتناول اللقمة الاولى . لقد أعجبه الطعام فيما يبدو . من المضحك أن أرى كيف بدأ ... ببطء ... يثق بمهارتي في المطبخ . قلت له عندما كاد ينهي طعامه : (( أبي )) ((نعم بيلا )) همممم ! أريد أن أخبرك أنني سأذهب إلى سياتل ليوم واحد يوم السبت ... هل تمانع ؟ لم أكن أطلب الاذن ... أنها سابقة سيئة ... لكنني شعرت بفظاظة بعملتي فأضفت إليها ذلك السؤال . بدت عليه الدهشة كما لو أنه لا يتخيل وجود شيء غير متوفر في فوركس ، وسأل : لماذا ؟ حسن ، أريد بعض الكتب ... إن المكتبة هنا فقيرة جداً ... وقد أحاول شراء بعض الملابس أيضاً . كان لدي من المال أكثر مما تعودت لانني ، بفضل تشارلي ، لم أدفع ثمن سيارة ، مع أن سيارتي تكلفني الكثير في محطة الوقود . قال وكأنه يردد صدى أفكاري : الارجح أن سيارتك تستهلك كثيراً من الوقود . أعرف ، سأتوقف في مونتيسانو و أولمبيا ... وتاكوما اذا احتجت . سألني : وهل تذهبين وحدك؟ لم أستطع أن أقرر ما اذا كان قاقاً من احتمال تعطل السيارة أو سبب شكه في وجود صديق سري لابنته . قلت له : نعم . قال بقلق : سياتل مدينة كبيرة ... قد تضيعين فيها . أبي ! فينيكس أكبر من سياتل بخمس مرات ... وأنا أعرف قراءة الخريطة . لاتقلق بهذا الشأن . أتريدين أن أذهب معك ؟ حاولت أن أكون ماهرة في أخفاء رعبي : هذا جيد يا أبي ... لكن الارجح أن أمضي معظم النهار في غرفة تجريب الملابس ... هذا ممل جداً لك . طيب ، لابأس ... أحبطت عزيمته فوراً فكرة الانتظار في محلات بيع الالبسة النسائية . ابتسمت قائلة : شكراً . هل ستعودين في الوقت المناسب للذهاب إلى الحلفة ؟ أف ... لا يعرف الاباء مواعيد حفلات المدرسة الا في البلدات الصغيرة . لا ... أنا لا أحب الرقص ياأبي . يجب أن يفهم هذا أكثر من أي شخص آخر ... فقد ورثت مشكلة سوء التوازن عنه لا عن أمي . لقد فهم وقال موافقاً : آه ، هذا صحيح ! . عندما دخلت بالسيارة إلى موقف السيارات صباح اليوم التالي تعمدت إيقاف السيارة أبعد مايمكن عن الفولفو الفضية . لم أكن أريد أن أضع نفسي في طريق هذا الاغراء كله ثم أورط نفسي في مسألة تعويضه عن سيارته . وعندما خرجت من السيارة أقلت مني المفتاح وسقط في بركة صغيرة عند أقدامي . انحنيت لالتقطه فرأيت يداً تمتد بسرعة البرق فتأخذه قبل أن أصل إليه . أجلفت ونهضت واقفة فرأيت إدوارد كولن واقفاً بجانبي مستنداً إلى سيارتي . سألته بانزعاج ودهشة : كيف تستطيع فعل ذلك ؟ فعل ماذا ؟ ... قال ذلك وهو يناولني المفتاح ، وعندما مددت يدي اسقطه في راحتها . أقد أنك تظهر فجأة . بيلا... ليس ذنبي أنك قليلة الانتباه إلى هذا الحد ... كان صوته عادياً هادئاً ... مخملياً منخفض النبرة . حدقت في وجهه البديع . اليوم لم تعد عيناه داكنتين ... كان لونهما ذهبياً عسلياً غامقاً . الان ، صار علي أن أنظر إلى الارض حتى أعيد ترتيب أفكاري المتشابكة المشوشة . سألته وأنا مازلت أنظر بعيداً : لماذا حدثت عرقلة السير مساء الامس ؟ ... ظننت أنك سوف تتظاهر بتجاهل وجودي لا أنك ستزعجني إزعاجاً قاتلاً . ضحك ضحكة صغيرة وقال : هذا من أجل تايلر لا من أجلك ... كان علي أن أمنحه فرصة . قلت بزفرة غاضبة : أنت ... لم أستطع العثور على كلمة سيئة بالقدر الكافي . شعرت أن حرارة غضبي قادرة على إحراقه . لكن الموقف بدا مسلياً بالنسبة له . ثم أني لا أتظاهر بأنك غير موجودة . إذن ، أنت تحاول إزعاجي إزعاجاً قائلاً : هذا لان شاحنة تايلر لم تقتلني . التمع الغضب في عينيه الذهبيتين المصفرتين . تصلبت شفتاه ... واختفت كل علامات المرح من وجهه . (( بيلا! أنت عجيبة تماماً )) ... كان صوته الخافت بارداً . شددت قبضتي ... كانت بي رغبة شديدة في ضرب أي شيء . كنت مدهوشة من نفسي فأنا غير عنيفة عادة . استدرت ومشيت مبتعدة . ناداني : أنتظري ! ... واصلت السير وأنا أطرطش غاضبة في برك ماء المطر . لكنه ظل بجانبي ... كان يساير خطواتي السريعة بكل سهولة . قال وهو يمشي : أنا آسف ! ... هذه فظاظة مني . تجاهلته فتابع يقول : لا أقول إن هذا غير صحيح ... لكن من الفظاظة قوله على أي حال . قلت غاضبة : لماذا لاتتركني ؟ قال مبتسماً : كنت أريد أن أسألك سؤالاً ، لكنك جعلتني أتحدث في أمر آخر . بدا وكأن مزاجه المرح قد عاد . قلت بحدة : هل تعاني انفصام الشخصية؟ ها أنت تفعلينها مجدداً . تنهدت وقلت : عظيم ! ماذا تريد أن تسألني ؟ كنت أتساءل اذا ... بعد أسبوع من يوم السبت ... أنت تعرفين إنه يوم حفلة الربيع الراقصة ... قاطعته وأنا أتحرك باتجاهه : هل تتظارف ؟ بلل المطر وجهي عندما رفعت رأسي لانظر إلى تعبيره . كان سرور خبيث يلمع في عينيه : هل تسمحين لي بأن أكمل كلامي ؟ عضضت على شفتي وشبكت أصابع يدي ... حتى لا أقوم بأي تصرف متسرع . سمعتك تقولين إنك ذاهبة إلى سياتل في ذلك اليوم وخطر في بالي أنك قد ترغبين في أن أوصلك بالسيارة . لم أكن أتوقع هذا : ماذا ؟ ... لم أكن متأكدة مما يرمي إليه . هل تريدين من يوصلك إلى سياتل ؟ قلت مستغربة : من؟ أنا بطعاً . قالها موضحاً كل حرف من حروفها كأنه يتحدث إلى شخص مريض عقلياً . مازالت الدهشة تغمرني : لماذا؟ كنت أنوي الذهاب إلى ستايل خلال الاسابيع الخمسة القادمة ... ولاكن صادقاً أيضاً ... أشك في قدرة سيارتك على اجتياز هذه المسافة كلها . سيارتي في حالة ممتازة . أشكرك كل الشكر على أهتمامك . بدأت أمشي ثانية لكن دهشتي الشديدة لم تسمح لي بالمحافظة على شدة غضبي . لكن ، هل يكفي خزان الوقود في سيارتك للذهاب إلى سياتل ؟ صار يمشي بجانبي تماماً الان . لا شأن لك بهذا ... ياصاحب الفولفو اللامعة الغبي . إن هدر الموارد من شأن كل أنسان . (( صدقاً يا إدوارد )) .... شعرت بنشوة عندما نطقت اسمه فكرهت نفسي ... لا أستطيع أن أفهمك . ظننت أنك لا تريد أن تكون صديقي . قلت أن من الافضل أن لا نكون أصدقاء . ولم أقل أنني لا أرغب في هذا . قلت بسخرية مرة : (( آه ! شكراً ، الان صار كل شيء واضحاً )) . أدركت أنني توقفت عن السير . كنا نقف تحت حافة السقف البارزة من الكافيتريا ... لكن هذا لم يساعد في صفاء تفكيري . قال موضحاً : سيكون أكثر ... حكمة من جانبك أن لا تكوني صديقتي . لكني تعبت من محاولة البقاء بعيداً عنك يا بيلا . كانت نظرة عينيه شديدة حارقة عندما نطق الكلمات الاخيرة ... وكان صوته يوحي بمشاعر غضب مكبوتة . ماعدت أعرف كيف أتنفس . سألني وهو مايزال متوتراً : هل ستذهبين معي إلى سياتل ؟ لم أكن أستطيع الكلام ، فأومأت برأسي . ابتسم ابتسامة صغيرة ثم علت الجدية وجهه وقال محذراً : عليك فعلاً أن تظلي بعيدة عني ... أراك في الصف . استدار فجأة ومضى من حيث جئنا . أنتهى الجزء الرابع .. القاكم قريباً .. قراءه ممتعه للجميع .. |
__________________ بعد عشرينْ عآم تقآبلآ صدفهْ .. !!
هَو : تغيرتي كثيراً .. !!
هَيْ : مَنْ أنتْ .. ؟
هَو ضاحكاً : ولم يتغير غرورك أيضاً .. !! بَعضُ الأشخَاص كَالاوْطَانِ ؛ فُرَاقَهُم غُربَه !* وَ أغَار مِنْ غَرِيب .. يَرىَ عَينَيك صُدفَة فَ يُغْرَم بهَا !
التعديل الأخير تم بواسطة أخت أم خالد ; 06-03-2015 الساعة 01:37 AM |