الموضوع
:
تعالوا نؤمن ساعة
عرض مشاركة واحدة
#
46
05-27-2007, 09:49 AM
ABUMOHANAD
رد: تعالوا نؤمن ساعة
عَن عبّاس بن عبد المطلِّب أنّه سمِع رسول الله
يقول:
((ذاق طعمَ الإيمان مَن رضيَ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد نبيًّا ورسولاً))
أخرجه مسلِم.
إنَّ من رضِي بالله ربًّا أحبَّه وتوكَّل عليه واستعانَ به واكتفى به سبحانَه ولم يطلب غيره؛ لأنَّ الكلَّ غيرَه عاجزون ضِعاف، ومن لم يكفِه الله لم يكفِه شيء، ومن رضِي بالله حازَ كلَّ شيء، ومن استغنى بالله لم يكن فقيرًا إلى أيّ شيء، ومن اعتزَّ بالله لم يذلَّ لأيّ شيء، قال تعالى:
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ
[الزمر:36].
عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه عن النبيِّ
قال:
((ثلاثٌ من كنَّ فيه وجدَ حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسوله أحبَّ إليه ممّا سواهما، وأن يحبّ المرء لا يحبّه إلا لله، وأن يكرهّ أن يعودّ في الكفر كما يكره أن يقذَف في النّار))
أخرجه البخاري ومسلم.
حلاوةُ الإيمان استِلذاذ الطاعات وتحمُّل المشقَّات في رضَا الله عزّ وجلّ، وهي انشراحُ الصدر ولذّة القلب. للإيمانِ طعم وللإيمان حلاوة، لا يتذوَّقها إلاّ من كان لذلك أهلاً، فالإيمان إذا باشر القلبَ وخالَطَته بشاشتُه له من الحلاوةِ في القلب واللّذّة والسرور والبهجَة ما لا يمكِن التعبير عنه لمن لم يذُقه كما ذكر ذلك الصالحون،
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
[يونس:58].
مَن ذاق طعمَ الإيمان فمِن الصَّعب أن يتركَه ويولِّيَ وجهَه شطرَ غيره، حتى إنه ليتفانى في سبيلِه ويضحِّي بكلّ شيء من أجله. إنَّ حلاوةَ الإيمان إذا خالطَت بشاشةَ القلوب تجعل صاحبَها مع الله سبحانه في كلّ وقتٍ وحين، في حركاتِ العبد وسكناته، في ليله ونهاره، مع الله خالقه وبارئه وموجِده وناصره؛ ولذلك أمرنا رسولُنا
أن نقولَ دائمًا:
((رضِيتُ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد
نبيًّا))
أخرجه الترمذي.
عَن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
:
((النظرةُ سهمٌ من سِهام إبليس مسمومَة، فمَن تركها مِن خوف الله أثابه جَلّ وعزَّ إيمانًا يجِد حلاوتَه في قلبه))
. مَن ترك المعصيَة أيَّ معصيةٍ مخافةَ الله واستحياءً منه سبحانه فإنَّ الله يكافِئه بأن يبدِلَه عن هذه المعاصي إيمانًا يذوق طعمَه ويجِد له حلاوةً في القَلب.
حلاوةُ الإيمان لها ثمنٌ باهظ، حلاوة الإيمان لها آثار مباركةٌ عَظيمة، ثَمنُ حلاوة الإيمان أن يكونَ الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما. قال شُرّاح الحديث: أن يكونَ الله في قرآنِه والرّسول في سنَّته أحبَّ إلى المؤمن مما سواهما، وحينما تتعارَض مصلحتُك مع الشّرع تقدِّم الشرعَ ورضا الله، وتختار طاعةَ الله ورسولِه على هوى النّفس وغيرها، فيكون الله تعالى عنده هو المحبوب بالكلِّيّة، وعند ذلك تصير النفس متعلِّقةً بالله سبحانه في كلّ وقت وحين.
محبّةُ رسول الله
تعني أن لا يتلقَّى المسلم شيئًا من المأمورات والمنهياتِ إلاّ من مشكاته، ولا يسلكَ إلا طريقتَه حتى لا يجدَ في نفسه حرجًا ممّا قضاه، ويتخلَّق بأخلاقِه في الجودِ والإيثارِ والحِلم والتواضع وغيرها.
__________________
ABUMOHANAD
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ABUMOHANAD
البحث عن المشاركات التي كتبها ABUMOHANAD