عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-15-2012, 02:25 PM
 
خطبة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله وحده حسبنا والله نعم الوكيل، قال الشيخ الإمام العالم الزاهد الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور الحنبلي المقدسي -رحمه الله تعالى-:

الحمد لله المتفرد بالكمال والبقاء والعز والكبرياء، الموصوف بالصفات والأسماء المنزه من الأشباه والنظراء، الذي سبق علمه في بريته بمحكم القضاء من السعادة والشقاء، واستوى على عرشه فوق السماء وصلى الله على الهادي إلى المحجة البيضاء والشريعة الغراء، محمد سيد المرسلين والأنبياء، وعلى آله وصحبه الطاهرين الأتقياء صلاة دائمة إلى يوم اللقاء.


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خطبة المؤلف -رحمه الله- افتتحها بالبسملة والحمد لله اقتداء بكتابه العزيز، فالله -تعالى- افتتح كتابه بـ: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾1 فالبسملة الصواب أنها آية مفسرة في أول كل سورة، ليست من السور، ليست من الفاتحة ولا من غيرها، والفاتحة سبع آيات أولها: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾2 والآية السادسة: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾3 والسابعة﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾3 أي سبع آيات بدون البسملة على الصحيح من أقوال أهل العلم.
ويدل على ذلك نصوص منها الحديث القدسي أن الرب -سبحانه وتعالى- قال: « قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين »4 فالمراد بالصلاة هنا الفاتحة، يعني: الفاتحة لها أسماء، من أسمائها الصلاة، « فإذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ »5 قال الله: حمدني عبدي فقول الرب -سبحانه-: "إذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾2 دل على أن أول آية "الحمد لله" ولم يقل: إذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم، فدل على أن أول آية: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾2 .

فالمؤلف افتتح كتابه بالبسملة، باسم الله أستعين، باسم الله أستعين، باسم الله البالغ السعة، والله لفظ جلالة ولا يسمى به غيره، أعرف المعاني، والله أصلها الإله، ثم حذفت الهمزة فاجتمعت اللامان وأدغمت الأولى في الأخرى، الله هو المألوه، الإله بمعنى مألوه، المألوه المعبود الذي تألهه القلوب محبة وإجلالا وتعظيما وخوفا ورجاءً.
"الرحمن": اسم من أسمائه، اسم من أسماء الله لا يسمى به غيره، المشتمل على الرحمة، يعني: ذو الرحمة, "الرحيم": اسم آخر، والرحمن لا يسمى به غيره، والرحيم مشترك يطلق على الله وعلى غيره، قال -تعالى- عن نبيه ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾6 فوصف نبيه بأنه رحيم.
فأسماء الله نوعان، منها ما هو خاص به لا يسمى به غير الله: ( الرحمن- خالق الخلق- مالك الملك- النافع- الضار- المحيي- المميت- المعطي- المانع ) لا يسمى به غيره، ومنها ما هو مشترك كـ: ( العزيز- والعليم- والسميع- والبصير- والحي- والرحيم ) وغير ذلك مستعينا بالله "الرحمن": المتصف بالرحمة.
وكل اسم من أسماء الله مشتق، ليست أسماء الله جامدة، فهي مشتقة مشتملة على الصفات: الرحمن مشتمل على الرحمة، العليم مشتملة على صفة العلم، القدير صفة القدرة، الحكيم صفة الحكمة، وهكذا بخلاف الصفات كصفة الغضب وصفة رضا الله لا يشتق لها أسماء منها، ما يقال، فالأسماء والصفات توقفية، ما يقال: إن الله اتصف بالرضا فنقول: من أسمائه الراضي، والغضب فنقول: من أسمائه الغاضب، لا، لكن الأسماء مشتملة على صفات، الرحمن مشتملة على صفة الرحمة، العليم مشتملة على العلم.
قال: والحمد لله الحمد لله وحده، قد يقال: إن قول: بسم الله الرحمن رب يسره عني يا كريم، الحمد لله وحده، حسبنا الله ونعم الوكيل، يعني: الله كافينا، ونعم الوكيل المتوكل عليه -سبحانه-، قد يكون هذا ليس من قول المؤلف، ولهذا قال بعد ذلك، قال الشيخ الإمام العالم الزاهد الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور الحنبلي المقدسي, حنبلي يعني: حنبلي المذهب، قد يكون مقلدا وقد يكون مجتهدا مثل شيخ الإسلام وابن القيم، كل منهما ينتسب إلى مذهب الحنابلة؛ لأنه وافق الإمام أحمد في الأصول، وليس معنى ذلك أنه مقلد، لا، وافقه في الأصول.
"المقدسي" نسبة إلى بيت المقدس، -رحمه الله تعالى-، "الحمد لله" الحمد هو الثناء على المحمود بصفاته الاختيارية، وهو أكمل من المدح، فالمدح هو أن تذكر صفات الممدوح وقد تكون هذه الصفات اختيارية وقد تكون خِلْقية ليست اختيارية، والحمد إنما هو حين يكون بذكر صفات المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، فالإخبار عن المحمود بالصفات الاختيارية مع حبه وإجلاله وتعظيمه هذا هو الحمد، وأما المدح فلا يلزمه الحب والمحبة.
وتذكر صفات الإنسان وقد لا تكون صفات اختيارية، مثل الأسد تذكر أوصاف الأسد وتقول: إنه قوي العضلات، هذا مدح للأسد ولكن ليس فيه محبة، لا يلزم لذلك المحبة، ليس فيه محبة، فلا يلزم الحمد، فلا تقول: أحمد الأسد، وإنما قل: أمدح الأسد، فالحمد أكمل والإخبار عن المحمود أو ذكرك صفات المحمود هذه اختيارية، فالثناء على المحمود بصفاته الاختيارية مع حبه وإجلاله؛ ولهذا جاء الحمد في صفات الله -عز وجل-.
جاء الحمد في حق الرب -سبحانه وتعالى-، الحمد لله، ولا تقول: أمدح الله؛ لأنه أكمل والثناء على المحمود من صفاته الاختيارية مع الحب والإجلال والتعظيم، وأل للاستغراق، يعني: جميع أنواع المحامد مستغرقة لله ملكا واستحقاقا، فـ"الحمد لله" فالله علما على الرب -سبحانه وتعالى-، يعني: المألوه الذي تألهه القلوب محبة وإجلالا وتعظيما.
"المتفرد بالكمال والبقاء" يعني: -سبحانه وتعالى- هو الذي يتفرد بالكمال، من صفاته الكمال، أما المخلوق فالصفات وإن اتصف ببعض الصفات إلا أنها ليست صفات كمال على الإطلاق، بل هي إن اتصف بشيء من الصفات فالكمال فيها كمال نسبي يليق بالمخلوق وبالبشر، أما صفات الكمال على الإطلاق فلا يستحقها إلا الرب -سبحانه وتعالى-، هو الذي تفرد بالكمال وتفرد بالبقاء وهو الباقي -سبحانه وتعالى- وهو الحي القيوم، الحي الذي لا يموت، وأما المخلوق فإنه ليس له البقاء إلا بإبقاء الله له.
المتفرد بالكمال والعز، كذلك هو الذي تفرد بالعز، العز الكامل، والمخلوق له عز نسبي بإعزاز الله له، والكبرياء، تفرد بالكبرياء -سبحانه وتعالى-، وأما المخلوق فليس له أن يتكبر، فإذا تكبر فهو مذموم، فالكبر للمخلوق من الصفات الذميمة ومن الكبائر قد يكون كفرا، كما إذا تكبر عن عبادة الله فلم يعبد الله، فهذا كبر يخرج من الملة، وقد يكون كبرا دون ذلك دون التوحيد فيكون من الكبائر، وفي الحديث: « لا يدخل الجنة من في قلبه ذرة من كبر »7 هذا وإن كان كبر على التوحيد فهو مخلد في النار، وإن كان دون التوحيد فهذا من باب الوعيد من الكبائر، فالله -تعالى- تفرد بالكمال والبقاء والعز والكبرياء.
"الموصوف بالصفات والأسماء" يعني: موصوف بالأسماء والصفات التي وصف بها نفسه وسمى بها نفسه في كتابه أو على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-، يعني: الأسماء والصفات توقفية ليس للعباد أن يسموا الله بأسماء من عند أنفسهم أو يصفوه بصفات من عند أنفسهم، العباد لا يخترعون لله صفات أو أسماء، بل الأسماء والصفات توقفية يوقف فيها عند النصوص.
"المنزه عن الأشباه والنظراء" الله -تعالى- ليس له شبيه ولا نظير، النظير هو المثيل، الله ليس له مثيل وليس له شبيه، بل هو -سبحانه وتعالى- لا أحد يماثله في صفاته لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله -سبحانه وتعالى-، فليس له مثيل ولا شبيه لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أسمائه ولا في أفعاله -سبحانه وتعالى-.
"الذي سبق علمه في بريته بمحكم القضاء" سبق علمه في بريته، يعني: المخلوقات، البرية هي المخلوقات، يعني: سبق علم الله فيما يكون في المخلوقات، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء »8 .
والعلم سابق للكتابة، قال الله -تعالى-: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾9 وقال الله -تعالى-: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾10 "سبق علمه في بريته بمحكم القضاء من السعادة والشقاء" يعني: الله -تعالى- سبق علمه، كتب الشقاء والسعادة، علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الخلق، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة واستوى على عرشه فوق السماء، استوى استواء يليق بجلاله وعظمته، يعني: استقر وعلا وصعد وارتفع فوق عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته.
فالمؤلف -رحمه الله- بيَّن في خطبته أنه يسير على وفق معتقد أهل السنة والجماعة على ما دلت عليه النصوص، أثبت الاستواء، وأهل البدع يحرفون ويؤولون الاستواء بالاستيلاء.
"وصلى الله على الهادي إلى المحجة البيضاء والشريعة الغراء محمد -صلى الله عليه وسلم-" "وصلى الله" صلاة الله على عبده أحسن ما قيل أو أصح ما قيل في تعريف صلاة الله على عبده هي: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال: « صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى »11 صلى الله، أنت تسأل الله أن يثني على عبده في الملأ الأعلى.
"صلى الله على الهادي" هذا وصف الرسول الهادي هداية دلالة وإرشاد، والهداية هداية دلالة وإرشاد هذه يملكها النبي -صلى الله عليه وسلم- ويملكها الدعاة والمصلحون، قال الله -تعالى-: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾12 أما هداية التوفيق والتثبيت وخلق الهداية في القلوب وجعل اللسان يقبل الحق ويرضاه هذه لا يملكها إلا الله، لا يملكها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا غيره، قال الله -تعالى- لنبيه لما عجز عن عمه أبي طالب أنزل الله فيه: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾13 يعني: لا توفق، لا تستطيع أن توفق، بل الذي يوفق هو الله؛ هو الذي يخلق الهداية في القلوب.
"وصلى الله على الهادي إلى المحجة البيضاء" "المحجة" هي الجادة والطريق البيضاء، وهي محجة الإسلام وطريق الإسلام والصراط المستقيم، "والشريعة الغراء" يعني: البيضاء الناصعة، وهي ما بعث به -عليه الصلاة والسلام- من الشريعة السهلة السمحة في العقيدة والعمل والخُُلُق.
"محمد" هذا اسم من أسمائه -عليه الصلاة والسلام-، محمد لكثرة المحامد، وله أسماء كثيرة صلى الله عليه وسلم، كمحمد وأحمد والحاشر والمُقفِي الذي يحشر الناس على قدميه، وله أسماء كثيرة -عليه الصلاة والسلام-، أسماء متعددة، محمد سيد المرسلين، سيدهم يعني له السؤدد والإمامة وهو مقدمهم وإمامهم -صلى الله عليه وسلم-.
"سيد المرسلين والأنبياء، وعلى آله" المراد بالآل، قيل: المراد بالآل أهل بيته، يعني المؤمنين به، عمه العباس وعمه حمزة وعلي وفاطمة والحسن والحسين .. كلهم من أهل بيته، وقيل: المراد بآله أتباعه على دينه إلى يوم القيامة، ويدخل في ذلك آل بيته، ويدخل في ذلك أزواجه من أهل بيته.
"وصحبه" جمع صاحب، وهو كل من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا ولو لحظة ومات على الإسلام، ومن لقي النبي -صلى الله عليه وسلم-، يشمل العميان كعبد الله بن أم مكتوم، هذا لقاء، ولا يقال: كل من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن ابن أم مكتوم صحابي ولم ير النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن لقيه، كل من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا ولو لحظة ثم مات على الإسلام فهو صحابي، ولو كان صغيرا ولو كان صبيا.
"وعلى آله وصحابه" وإذا فسر الآل بأتباعه على دينه يكون صلى على الصحابة مرتين، مرة بالعموم ومرة بالخصوص، "وعلى آله" أتباعه على دينه، ويدخل في ذلك الصحابة وأزواجه وأهل بيته، ثم قال: "وصحبه" هذا تخصيص بعد تعميم، "الطاهرين" الذين طهرهم الله من الشرك والإصرار على الكبائر، "الأتقياء" جمع تقي، والتقي هو الذي آمن بالله وأدى الواجبات وترك المحرمات، "صلاة دائمة" يعني: مستمرة، "إلى يوم اللقاء" وهو يوم الدين الذي يلقى فيه كل مؤمن ربه ويقف بين يديه للحساب، نعم.
1 : سورة الفاتحة (سورة رقم: 1)؛ آية رقم:1 - 2
2 : سورة الفاتحة (سورة رقم: 1)؛ آية رقم:2
3 : سورة الفاتحة (سورة رقم: 1)؛ آية رقم:7
4 : مسلم : الصلاة (395) , والترمذي : تفسير القرآن (2953) , وأحمد (2/285) , ومالك : النداء للصلاة (189).
5 : مسلم : الصلاة (395) , والترمذي : تفسير القرآن (2953) , وأحمد (2/285) , ومالك : النداء للصلاة (189).
6 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:128
7 : مسلم : الإيمان (91) , والترمذي : البر والصلة (1999) , وأبو داود : اللباس (4091) , وابن ماجه : المقدمة (59) , وأحمد (1/416).
8 : مسلم : القدر (2653) , والترمذي : القدر (2156) , وأحمد (2/169).
9 : سورة الحج (سورة رقم: 22)؛ آية رقم:70
10 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:22
11 :
12 : سورة الشورى (سورة رقم: 42)؛ آية رقم:52
13 : سورة القصص (سورة رقم: 28)؛ آية رقم:56



__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس