البـ 72 ـارت الثاني والسبعوون
" الأخير "
............................................
تمام السابعة و خمس دقائق قرب باب المدرسة .. كان الطلاب يدخلون واحداً تلو الآخر ..!
وصاحبنا هذا أنها جميع مهامه الصباحية و هاهو يسير باتجاه باب المدرسة : هيه كينتو ..!
التفت حينها ليرى أحد زملاءه في الصف قادماً تجاهه : أهلاً يوريتو .. صباح الخير ..!
أجابه الفتى وقد وقف أمامه : صباح الخير .. أين كنت مدة أسبوعين أنت و الفتيات ؟!..لقد افتقدناكم كثيراً ..! ما بها عينك ؟!.. أهو حادث ما ؟!..
بالطبع كان يقصد الرقعة البيضاء مربعة الشكل التي ثبتت على رأسه بخيوط التفت حوله : أووه .. شيء من هذا القبيل ..! اطمئن هذه من أجل العلاج فقط .. سأزيلها بعد فتره ..!
تنهد صاحبه حينها : أعتقد أنك ستصبح ذا شعبية عند الفتيات فأنت تبدو وسيماً بهذه ..!
بدا الاستنكار على كين حينها : حقاً ..! لا أعتقد أن أمراً كهذا سيبدو جيداً ..!
قبل أن ينطق أحدهما سمعا صوتاً : كين .. صباح الخير ..!
التفت حينها : صباح الخير يوكو ..!
وصلت حينها و حال ما وقفت بجانبه : حسناً ..أراك في الصف كينتو ..!
ذهب ذلك الفتى في طريقه ناحية بوابة المدرسة : من يكون هذا ؟!..
أجابها بهدوء و هو يسير معها ناحية الباب :إنه يورتو و هو يجلس أمامي في الصف ..!
بقي الاثنان يتحدثان في أمور عاديه و ما إن دخلا إلى الساحة الخارجية للمدرسة حتى سمعا أصوات الإزعاج و الطلاب يركضون إلى إحدى النواحي : ما الذي يحدث ؟!..
أشارت بإصبعها ناحية جهة ما : أظن أن الإجابة هناك ..!
التفت كين إلى تلك الجهة حيث تجمع الطلاب و الواضح أن هناك مشاجرةً ما ..!
أسرع إلى هناك مع يوكو و ما إن اقتربا حتى سمعا صوت فتاة غاضبه : قلها مرةً أخرى و سأحطم رأسك ..!
ثم صوت فتى يجيبها : أخفتني يا فتاة ..! سأعيدها و لن أبالي بك و بصديقتك هذه ..! أسمعوا جيداً أيها الطلبة .. هذه الفتاة وريثة كروي الجديدة .. ذلك لأن عمها في السجن بقضايا قتل و أخوها انتحر و أبن عمها تم قتله !!.. أليست عائلةً سفاحة ؟!!..
ضحك حينها مع مجموعة معه !!..
تجاوز كين و يوكو الحشود حيث كانت قد شكلت دائرةً توسطها إياكو الغاضبة و ليليان المصدومة و راي التي كانت تنظر بحقد إلى ستة شباب من طلاب السنة الثالثة ..!
همست يوكو : يا إلهي .. لقد قلت لإياكو أن اقتراحها ذاك لن يسبب إلا المشاكل ..!
همس حينها كين لها : لكننا وعدنا بحماية ليلي يا يوكو .. هيا بنا ..!
تقدم الاثنان ليخترقا الحشود : ما الذي يجري ؟!..
هذا ما قاله صاحبنا باستغراب طفيف .. لكن أحداً لم يجبه لأن إياكو اتخذت خاصية الهجوم وهي تقول : لقد قلت لك أني سأحطم رأسك يا هذا ..!
تقدمت يوكو حينها بسرعة : لا .. ركبتك لم تشفى بعد إياكو !!..
لكنها لم تبالي للأمر : لا تقلقي .. إنها بحالة تسمح لها بركل هذا الفتى و تهشيم جمجمته ..!
جميعنا نعلم أن صاحبتنا هذه متهورة و إن غضبت فلن يوقفها شيء على الإطلاق !!..
لكن قبل أن تبدأ بهجومها ذاك : إياكو .. دعيه علينا ..! أنت يا هذا .. ألم تجد لك مهنةً سوى إزعاج الفتيات ؟!!..
التفت حينها لترى نارو الذي وصل الآن و معه هيرو و كذلك ليو خلفهما ..!
و ما إن تقدموا ناحية الشباب الثلاثة حتى انضم كين لهم : ماذا يا أميرة زمانك ؟!.. إن لديك الكثير من المعجبين !!..
كان يقصد ليليان التي طأطأت رأسها بألم : إنه خطئي لم يكن علي أن آتي إلى هنا ..!
خلع هيرو سترته كبداية وهو يقول : اسمع يا هذا .. أين كان الذي سمعته عن كروي .. فعليك أن تعلم بأن ليليان ليست مثلهم ..!
نظر شاب آخر من الثلاثة إليها : ولما لا ؟!.. أتعتقد ذلك لأنها تبدو لطيفه !!.. إطلاقاً !!.. لقد كان شقيقها التوأم أكثر الطلاب شعبية عند الفتيات .. و في النهاية انتحر في ظروف غامضة !!..
بدأت الهامسات تعلوا
~ لقد صدمت حقاً حين علمت أن يوري انتحر .. لقد أحببته بصدق !!..
~ أبي يقول بان وليم كروي مجرم منذ سنوات لكن الشرطة لم تعلم عنه ..!
~ أتعلمون .. هناك إشاعة تقول بأنه هو من قتل مورا ماساكي سابقاً ..!
~ يقولون بأن الابنان الآخران أحياء و هما من قبضا على وليم كروي ..!
~ لا لا .. لقد انتشرت إشاعة بأن أرواحهما جاءت للانتقام من وليم كروي !!..
إياكو غاضبة من الأساس .. لكن ما إن سمعت تلك الجملة الأخيرة حتى صرخت : هيه أنت .. كيف تنشر إشاعات خرافية كهذه ؟!..
رعب ذلك الفتى منها : اهدئي لقد قلت ما سمعته فقط ..!
قبل أن ترد عليه سمعت صوتاً خلفها : عليك أن تكون أكثر واقعية يا هذا .. فحتى لو كان الأخوان ميتان فلا يمكن للأرواح الظهور !!..
كانت هذه سايا التي وصلت الآن مع مايا ..!
حينها قال ذلك الشاب المتسلط على ليلي : و لما أنت غاضبة ناناكو ؟؟!.. و ماذا في الأمر إن كان هناك روحان أم لا ؟!..
لم تستطع الإجابة على سؤاله الأخير الذي قاله بمنتهى الخبث .. الواضح أنه سمع بالخبر الذي انتشر عنها و عن أخيها : أنت تعرف الكثير يا هذا ..!
هذا ما قاله ليوناردو ببرود ليجيبه ذلك الشاب : أبي مفتش شرطه .. كل شيء حدث في قضية وليم كروي و قضية ماساكي أعلم عنه ..!
لكن .. قبل أن يعلق أحدهم على الأمر : الآن فهمت .. أنتي هي إياكو من البداية ناناكو ..!
التفت الجميع ناحية تلك الفتاة التي اخترقت الحشود .. بدا الغضب على هيرو حين رآها : سيرا .. لا تتدخلي في ما لا يعنيك ..!
تجاهلته و نظرت إلى إياكو حينها : نانا .. الجميع قد لاحظ بان أصدقائك لا يدعونك باسمك ناناكو بل الجميع يناديك بإياكو حتى الناس الذين تعيشين معهم و هذا ما لاحظته شخصياً .. و أيضاً في العام الماضي في تلك المسابقة عن إياكو ماساكي ربحت بمنتهى البساطة حتى على هيرو !!.. أنتي قلتي بنفسك ذلك اليوم أن إياكو محاطة بالفتيان فقط لكن أنت تعرفين كل شيء عنها !!.. و هناك نقطة أخرى .. قلتي لي مرةً أن لديك أخوان أحدهما خارج اليابان و الأصح أنه ميت و الآخر هو شاب في الثالثة و العشرين .. لقد رأيته و أسمه اكيرا و هو بعمر أكيرا ماساكي !!.. ناناكو معنى هذا كله واحد .. أنتي ذاتك إياكو ماساكي !!..
كان الجميع مصدوماً بعض الشيء .. يبدو أن جولي ليست الوحيدة التي حققت حول ماساكي ..!
~ لم ترد .. أيعقل أن تكون على حق ؟!..
~ لقد كنت معها العام الماضي .. لقد فازت في مسابقة عن إياكو ماساكي .. و المصيبة أن الأسئلة كانت دقيقةً جداً ..!
~ مستحيييييل !!.. هي على قيد الحياة طيلة الوقت ..!
~ الأمور بدأت تتعقد أكثر ..!
بالنسبة لإياكو فلم ترد بل بقيت صامتةً لوقت : ما الذي تريدونه الآن ؟!.. تزعجون ليليان ثم تقولون كلاماً سخيفاً عن ناناكو .. يكفي هذا !!..
كانت هذه راي التي وافقتها مايا حالاً : صحيح .. هلا انتشرتم الآن فنحن لسنا فرجةً لكم !!..
تقدم أحد الشباب الستة ليقول بمكر : الجميع لن يتحرك حتى تجيب هذه الفتاة على تساؤلاتنا ..!
كان قد تقدم ناحية إياكو بخطوات ماكرة و قد و وقف أمامها بينما كانت تطأطئ رأسها ..!
في تلك اللحظة تراجع الجميع : مصيبة .. إنها غاضبه !!..
هذا ما تمتمت به سايا ليجيبها ليو بخوف : لا يمكن .. إنها تتحول إلى شخص آخر حين تغضب ..!
نظر هيرو إلى أصحابه و تمتم بقلق : الأفضل أن لا نتدخل لأنها لن تفرق بيننا و بين البقية ..!
لقد صنفت إياكو على أنها الأكثر رعباً حين تغضب في الفريق كله .. و يأتي من خلفها لين في الترتيب !!..
لكن من سوء حظ ذلك الشاب أنه لا يعلم بهذا التصنيف لذا ربت على كتف صاحبتنا الغاضبه :ماذا يا جوهرة ماساكي .. هل أكل القط لسـ ..!
لم يكمل كلمته لأنه تلقى لكمة فضيعةً على وجهه طرحته أرضاً : ما الذي فعلته ؟!!..
كان هذا رئيس أولائك الشباب و قد أسرع ناحيتها : ستندمين !!..
لكنها و بكل رشاقة ابتعدت عنه ثم ضربت عنقه بمرفقها : ما هذه المرعبة ؟!!..
كان ذلك السؤال على لسان الأغلبية هنا : يا شباب .. لقنوها درساً ..!
هذا ما قاله شاب آخر ليندفعوا سوية ناحيتها : إياكو مصابه .. لنساعدها ..!
كين أعطى الشارة للجميع ..و جميعهم الآن مستعدون للقتال !!..
و كأنهم لم يخرجوا قبل أيام من معركةٍ مميتة !!..
.................................................. ................
لنبتعد عن أجواء المدرسة قليلاً .. ففي مكان آخر مختلف تماماً ..!
كان يجلس على مكتبه الكبير يراجع بعض الأوراق حتى فتح أحدهم الباب : سيدي ..!
دون أن يرفع رأسه إليها : ما الأمر أكمي ؟!..
زفرت قليلاً من الهواء ثم قالت : أكيرا هنا .. يريد رؤيتك ..!
رفع رأسه مستغرباً الأمر : لما هو هنا ؟!..
أومأت سلباً دليل عدم معرفتها للسبب : حسناً .. أدخليه ..!
ابتعدت قليلاً فدخل أكيرا و دخلت خلفه مغلقةً الباب : آسف للحضور إلى هنا سيد أليكس .. لكني لم أستطع محادثتك في المنزل لأن الأمر متعلق بمكان عملك ..!
ترك القلم الذي كان في يده و نظر إلى الشاب بحده : قل ما لديك أكيرا ..!
بجمود دون تردد : أريد مقابلته .. أقصد وليم كروي !!!..
اتسعت عينا أكمي و بلا شعور قالت : هذا مستحيل أكيرا !!.. ستقتله حال ما تراه !!..
قبل أن يرد عليها تدخل الرئيس ليقول : لحظة أكمي ..! ما الذي تريده من هذا بالضبط أكيرا ؟!.. إن إجابتك تعتمد على قبولي للموضوع ..!
صمت قليلاً ثم قال : لقد حاربت ثمان سنوات من أجل الوقت الذي سأرد له الدين فيه ..! لقد تركت إياكو تعيش وحيدة في سبيل ذلك ..! و تخليت عن كل شيء حتى اسم عائلتي من أجل اليوم الذي سأرى وليم فيه في السجن !!.. سأتحدث فقط ..! سأضبط أعصابي صدقني !!..
قال جملته الأخيرة بترجي .. و حسب الدراسات أكيرا الأكثر تهوراً في المجموعة و جين في المركز الأول معه ..!
لكن .. تهور أكيرا سيزداد ضعفين إن رأى وليم !!..
كان على السيد أليكس أن يتريث قليلاً .. و قبل أن يجيب على الأمر رن هاتفه المحمول فأخذه من فوق المكتب و أجاب دون النظر لاسم المتصل : نعم .. أهلاً .. نعم أنا هو ..لما هل حدث شيء له ..!
وقف حينها و هو يقول : غير معقول !!.. لحظة أيها المدير ابني ليس من ذلك النوع ..! تقول مجموعة !!.. حسناً .. سأرسل من ينظر في الأمر ..!
أغلق الهاتف بعدها و أمسك برأسه بين يديه : أهذا وقته ؟!..
كان الاستغراب بادياً على أكيرا و أكمي : أهناك أمر سيدي ؟!..
هذا ما قالته الأخيرة لينظر إليها سيدها وهو يقول : أكمي .. اتصلي بجيمس .. أطلبي منه أن يذهب هو و لين لمدرسة الأولاد .. لا أعلم ما القصة لكن يبدو أنهم افتعلوا مصيبة هناك ..!
قطب أكيرا حاجبيه : هل فعل الأولاد شيئاً ؟!.. ماذا عن إياكو ؟!..
تنهد السيد حينها : يبدو أنها متورطة أيضاً ..!
استدار أكيرا : إن كان هكذا سأذهب أنا ..!
لكن الرئيس أوقفه : لا أكيرا .. ستثير الشبهة فمدير المدرسة لا يعلم أنك شقيق إياكو ..! أكمي .. نفذي ما طلبته منك ..!
أومأت إيجاباً : في الحال سيدي ..!
.................................................. ..................
مسح نظارته بذلك المنديل المطرز ثم أعادها لعينيه .. و نظر أمامه بحدة جعلته مرعباً خاصةً مع لون شعره الأبيض من الشيب : أمور كهذه و إشاعات لا داعي لها لا أريد منها أن تحدث مجدداً .. مفهوم ؟!!..
أومأ أولائك الفتية و الفتيات سويةً : مفهوم ..!
وقف و استدار إلى النافذة الكبيرة خلفه : ستفصلون يومين فقط هذه المرة .. و الآن انصرفوا !!..
خرجوا جميعاً دون كلمة واحده .. إياكو هيرو راي ليو كين يوكو سايا مايا نارو و ليليان ..!
أيضاً جيمس و لين اللذان أتيا نيابة عن جميع أولياء أمور الطلبة أعلاه ..!
و فور أن غادروا غرفة المدير كان هناك أحد المدرسين يسير ناحيتها و خلفه الشباب الستة من السنة الثالثة و حان دورهم لتلقي التهزيء ..!
تبادل الحزبان نظرات شرسة لم ينتبه لها جيمس أو لين و إلا كان أصحابنا في خبر كان ..!
فور أن خرجوا خارج أسوار المدرسة وقفت لين أمامهم باستياء : انقسموا .. البعض معي و الآخرون مع جيمس ..!
كانت هناك سيارتان كبيرتان أمام الباب .. الأولى سيارة العمة كاترين و الثانية سيارة مايكل ..!
ركب جيمس السيارة الأولى مع كين و مايا و نارو و سايا و يوكو .. بينما ركبت لين الثانية مع هيرو و إياكو و راي و ليو و ليلي ..!
طوال الطريق كان الصمت سيد المكان .. بالنسبة لأصحابنا فقد كانوا غاضبين لأن المعلمين أوقفوهم في منتصف المشاجرة !!..
أما جيمس و لين فقد كانا مستاءين و لم يتوقعوا هذا التصرف من الفتية و الفتيات في أول يوم بعد الإصابة ..!
وصلوا إلى المقر و نزل الجميع بصمت أيضاً إلا أن جيمس قال : الجميع إلى غرفة الجلوس حالاً ..!
لم يردوا بل ساروا بصمت و علامات الغضب و الاستياء على وجوههم ..!
ما إن دخلوا حتى كانت أمامهم العمة كات تنزل درجات السلم من الطابق الثاني .. أصابتها الدهشة حين رأتهم جميعاً هنا بزي المدرسة رغم أن الساعة الآن هي الثامنة و خمس دقائق ..!
لكنها لم تنطق بل لحقت بهم إلى غرفة الجلوس و ما إن دخلت حتى قالت : ما الذي يجري يا أولاد ؟!..
لكنها صمتت حين رأت السيد أليكسندر هنا : أليكس .. متى أتيت ؟!..
بهدوء أجابها : منذ دقيقتين ..!
نظر إلى الفتية حينها ليقول بحزم : كاترين .. خذي ليليان إلى الأعلى ..!
على الفور اعترضت ليلي : لكن سيدي أنا مذنبة أيضاً ..!
بذات الحزم قال: هذا أمر !!..
لم تجد لها حجة لذا خرجت مع العمة كات فوراً .. بينما عاد السيد أليكس بعينيه المستاءتين إلى البقية : تصرف طائش و غير مسؤول !!.. كيف تخرجونها من المنزل في ظل هذه الظروف ؟!..
تقدمت إياكو خطوتين و قد طأطأت رأسها : إنها غلطتي .. أنا من أقنعهم بأخذ ليلي للمدرسة كي ترفه عن نفسها ..!
بذات النبرة الغاضبة : أنتي أخطأت لكن هذا لا يعفي البقية ..! جميعكم تستحقون العقاب !!..
لم يرد أحد منهم بل كان الجميع قد طأطأ رأسه حينها : اسمعوني .. ستبقون كلكم هنا طيلة اليومين القادمين ..! ليس هذا فقط .. بل سيكون على الجميع الاستيقاظ باكراً و أخذ الدروس من تارا و لين و يومي ..! أيضاً .. إعداد الغداء و العشاء و الإفطار و تنظيف المنزل .. ستتناوبون عليه ..! كذلك الاهتمام بالحديقة و تنظيف السيارات ..! هذا أقل عقاب ممكن ..!
كانوا مصدومين من نوعية ذلك العقاب الذي من الواضح أنه سيأخذ ثلاثة أرباع طاقتهم : لن يخرج أحدكم من المنزل أيضاً ..! مفهوم ؟!!..
أومؤا جميعاً : مفهوم ..!
هدأت نبرته نوعاً ما : سأتصل بذويكم كي يحضروا لكم ملابسكم و حاجياتكم إلى هنا ..! و الآن أخرجوا جميعاً و انقسموا في غرف النوم .. ممنوع الخروج حتى وقت الظهيرة و ممنوع النوم أيضاً ..! لأنه يفترض أنكم في المدرسة الآن ..!
لم ينطق أحدهم بحرف بل انسحبوا سويةً إلى الخارج : كينتو ..!
توقف حين سمع اسمه و ألتفت إلى الخلف حيث كان الرئيس ينظر إليه بنظرات حادة : ابق هنا .. سأتحدث إليك ..!
لم تعجبه تلك النبرة لكنه بهدوء : حاضر ..!
خرجوا جميعاً و أنظارهم على الفتى .. حتى لين و جيمس بدا قلقين عليه ..!
تقدم السيد ناحيته بخطوات هادئة و حين أغلقوا الباب : لما فعلت هذا ؟!..
كانت نبرته جادةً جداً : آسف .. لم أستطع السكوت بينما كان أولائك الأولاد يشتمون ليلي و إياكو ..!
لكنه صدم بأبيه الذي صرخ فيه بغضب : هل يعني هذا أن تدخل في مشاجرة تسبب بطردك من المدرسة ليومين ؟!!!!..
تراجع إلى الخلف قليلاً و قد طأطأ رأسه .. كان مرعوباً نوعاً ما من تلك الصرخة : آسف أبي .. لن أكررها ..!
انتبه الأب لنبرته التي أخافت ابنه .. لذا أخذ نفساً قبل أن يقول : طلبت منهم جميعاً الخروج لأني أردت تأنيبك على خطئك كأب و أبنه .. لذا عدني بأنك لن تتهور مجدداً ..!
ربما كان صوته هادئاً لكن بدا واضحاً أن غضبه لم يهدأ بعد : أعدك أبي .. سأكون أكثر حرصاً على أفعالي ..!
كان لا يزال مطأطأً رأسه .. لكنه حينها شعر بيد والده تربت على رأسه .. رفع رأسه بهدوء حيث كانت نظرات أبيه مسلطةً نحوه و بهدوء دافئ : كيف حال عينك الآن ؟!..
شعر بالاطمئنان من تلك النبرة .. لذا ابتسم بهدوء : اطمئن .. لم تعد تلسعني كالسابق ..!
لم يشعر بنفسه إلا وقد بادل ابنه الابتسامة .. لكنه فوراً أخفاها لأنه يفترض أن يكون غاضباً الآن .. أبعد يده عن رأس ابنه و استدرا : اذهب الآن .. ها قد بدأت فترة العقاب ..!
بنبرة جادة : علم حضرة الرئيس ..!
خرج بعدها من الغرفة و أغلق الباب خلفه .. ذلك ما جعل السيد يتجه إلى الأريكة و يرمي بجسده عليها وهو يتمتم : يبدو أن عينه تتحسن .. هذا جيد ..!
أغمض عينيه حينها في لحظة إرهاق و هو يتمتم بحيرة : أكيرا .. ما الذي تنوي عليه ؟!..
.................................................. ...............
في مكان مختلف تماماً .. في تلك الغرفة البيضاء .. و قف اثنان من اللذان يرتديان ذلك الزي الأبيض الشهير الرمز الرسمي لسفير السلام .. الطبيب ..!
كان الاثنان يتهامسان و يتناقشان في أمر مريضتهما المشتركة ..!
حيث كان الأول طبيباً جسدياً بينما الآخر طبيب نفسي ..!
خرجا حين تعمق حوارهما و خشيا أن تنتبه له ..!
التفت أحدهما قبل أن يخرج من الغرفة إلى تلك الفتاة ذات الشعر الأشقر المموج .. حيث كانت تجلس على السرير غير مستندة و عيناها شاردتان إلى الأرض ..!
حين أغلق الباب قال ذلك الطبيب النفسي : بما أنها لم تتأثر بصوت أخيها أو حضن أمها .. فلابد أن هناك شخصاً آخر قد يوقظ مشاعرها ..!
تنهد الآخر حينها : هل نسأل ذويها عن الشخص المناسب ؟!..
أومأ يوافق صاحبه و هو يردف : و أيضاً .. أمر آخر ..! بما أنها لم تتأثر بمشاعر المحبة .. فعلينا أن نستخدم الجهة المعاكسة ..! شخص سبب لها مشكلةً مثلاً أو شخص تخاف منه..! لكن للحظة فقط حتى لا يكون التأثير عكسياً ..!
تفهم الطبيب الجسدي ذلك وهو يقول : فهمت .. إذاً لنرى اليوم إن كان هناك أي تحسن .. و إن لم يكن كذلك فغداً سننفذ هذا ..!
تنهد الطبيب النفسي و هو يقول : تيما هنري .. أرجو أن لا تكون معقدةً كثيراً ..!
.................................................. .......
في ذلك الممر الطويل المظلم لولا وجود بعض الإضاءة البيضاء .. كان الرئيس الأول يسير و خلفه جيمس مع أكيرا و كايد ..!
كان هناك الكثير من الأبواب الحديدة المغلقة .. و في نهاية الممر وصلوا إلى الباب الذي كانوا يقصدونه منذ البداية ..!
التفت الرئيس إليهم و حدق بأكيرا على وجه الخصوص : إنه هنا .. دقيقة واحدة فقط ..!
أومأ موافقاً وهو يشعر بمشاعر مختلطة من الرهبة و الانتصار ..!
فتح السيد الباب بالكلمة السرية .. و حينها دخل هو في البداية فلحقه البقية ..!
هناك داخل تلك الغرفة .. في تلك الزاوية كان هناك سرير صغير .. جلس فوقه ذلك الرجل و قد اسند مرفقيه على ركبتيه و هناك أصفاد حول معصميه و قد كان ينظر للأرض بشرود ..!
أكيرا .. شعر بأن أحدهم سكب على رأسه ماءاً مثلجاً في طقس حار ..!
ذلك لما شعر منه بالإنتصار أخيراً بعد سنوات كفاح و هو يرى وليم كروي بتلك الحالة المبهذلة في هذا السجن المنعزل !!..
رفع ذلك الرجل رأسه و نظر إليهم .. لوهلة إبتسم بكره ناحيتهم : ماذا تريد ؟!.. ليس لك شيء عندي !!..
كان يقصد أكيرا بذلك الكلام .. لكن صاحبنا أمسك أعصابه وهو يقول ببرود : أخيراً ها أنت هنا .. الشخص المناسب في المكان المناسب !!..
كشر حينها وهو يقول : أنتم أيضاً يجب أن تكونوا هنا .. أنتم قتلتم إبني !!..لن أسامحكم ..!
صاحبنا لم يمسك أعصابه بل تقدم بسرعة و أمسك بوليم من أعلى قميصه و لكمه على وجهه في لحظات لم يستوعب أحد فيها ما حدث !!..
و حين كاد جيمس و كايد يتدخلان أوقفهما السيد أليكس بنظراته فقط .. هو يعلم أن اكيرا مهما حاول ضبط أعصابه فلن يستطيع إطفاء النار التي في قلبه بسهوله .. تلك النار التي اشتعلت منذ أكثر من ثمان سنوات ..!
صاحبنا لم يتوقف عند اللكمة التي كادت تهشم وجه وليم فقط بل صرخ بغضب حينها : تتهما بقتل ابنك !!.. أنت من قتله !!.. أن من قتل سام !!.. ليس هو فقط .. أنت قتلت يوري و جولي و نايس أيضاً !!.. قتلت كل شيء فيهم قبل أن تغادر أرواحهم أجسادهم !!.. أنت المتهم في كل هذا !!.. أنت المسؤول عن كل ما حدث لي و لأختي !!.. أنت قتلت أخي مورا و قتلت صديقي ليون ..! من الذي يجب أن يطلب السماح من الآخر الآن ؟!!..
كان الغضب قد سيطر عليه .. لذا أسرع جيمس إليه و ربت على كتفيه : أكيرا .. ليس في صالحك إيذاءه !!..
تركه حينها و تراجع إلى الخلف خطوات مع جيمس .. و أنفاسه قد تعالت و وجهه محمر و عيناه مسلطتان على وليم ..!
أما ذلك الرجل .. فلم تهزه كلمة واحدة مما قاله أكيرا .. بل إبتسم بمكر و هو ينظر إليهم بتحدي و خاصة لصاحبنا الغاضب : كان يفترض أني قتلت تلك الصغيرة مع مورا في ذلك اليوم ..! إنها معجزة بقاءها على قيد الحياة ..!
إحتدت عينا أكيرا حينها : لم اكن لأسمح لك بإصابة إياكو بخدش .. لأنك لو كنت قد فعلت لكنت الآن في قبرك !!..
بقيا يتبادلان النظرات حينها للحظات ..قبل أن يتمتم وليم بصوت مسموع : هه .. ذات نظرة الثعلب .. نظرة جون ذاتها ..!
لم يستوعب احد ما قاله إلا بعد لحظات .. لكن أحدهم لم ينطق فهي لم تبدو إهانة على أي حال ..!
هنا قال الرئيس بحزم : يكفي أكيرا .. إنتهى الوقت .. لنخرج ..!
قبل أن يغادر المكان ..ألقى نظرة أخيرةً على وليم وهو يقول : لتبقى أنت هنا تفكر بذنوبك ..! على الأقل .. فكر بأمر إبنك الذي دمرت حياته منذ نعومة أظفاره ..!
خرجوا حينها واحداً تلو الآخر .. و حين أغلقوا الباب .. تمتم ذلك الرجل وهو يستلقي على السرير : أفكر في أمر سام ؟!.. هه .. و من يهتم لأمر ذلك الطفل ؟!!..
الواضح أنه حتى الابن لم ينجو من قلب أبيه المتحجر ..!
.................................................. .............
في اليوم التالي .. و في التاسعة صباحاً .. هنا في غرفة الجلوس الواسعة ..!
وقفت أمامهم و هي تشير بالقلم الذي معها على شيء مكتوب في لوح الكتابة الكبير : من يحل الآن هذه المعادلة ؟!..
لم تجد تفاعلاً من أحد .. قطبت حاجبيها باستياء : لقد شرحتها مرتين منذ لحظات ..! لقد درّستكم العام الفائت لذا أعلم أنكم لستم سيئين في الرياضيات ..!
أيضاً لم تجد أي تفاعل فالطلبة كانوا ينظرون إليها بخمول : حسناً .. نحن لسنا في مدرسه .. لذا يمكنني أن أطلب من السيد أليكسندر أن يجعل نهاية يومكم الدراسي في الرابعة عصراً حتى تفهموا كل الدروس ..!
مجرد التفكير في الأمر جعل الجميع يرفع يده مفزوعاً سواء فهم المعادلة أم لا !!..
ذلك ما جعل تارا تبتسم حينها و هي تقول : إذاً .. تعالي سايا ..!
و قفت حينها و اتجهت ناحية السبورة وهي تقول : حسناً ..أعتقد أن القانون هنا هو .. y – y1 = M ( x – x1 ) .. صحيح ؟!!..
أومأت تارا بابتسامه : إذاً كنتي تعلمين رغم ذلك لم ترفعي يدك ..!
بدا التوتر على سايا ولم تعلق ..!
لقد قلبوا غرفة الجلوس إلى صف .. حيث أحضروا لوح كتابة كبير .. و وضعوه أمام الأرائك بينما جلس الجميع عليها و أمامهم طاولات خشبية صغيره ..!
بينما كانت سايا منهمكة في حل المسألة فتح أحدهم باب الصف : ماذا ؟!.. أنتم تدرسون هنا ؟!..
هذا ما قالته باستغراب ليجيبها الفتى الذي كان معها بابتسامة مكر : نعم .. سببوا المشاكل في المدرسة لذا هم مفصولون .. لكن ذلك لم يعفيهم من الدروس ..!
بدا الاستياء على الطلاب لتقول مايا بغيض : هذا ليس عدلاً .. رين و إليسيا لا يذهبان للمدرسة هذا العام .. و الآن أيضاً لا يحضران الدروس ..!
ابتسمت إليسيا بمكر لتغيضهم : لقد درسنا المرحلة الثانوية الأولى منذ زمن .. لذا لا تتذمروا ..أليس كذلك رين ؟!..
وافقها وهو يكتم ضحكته : بلا .. صحيح إليسيا !!..
ببرود قالت يوكو : أنت أيضاً ممنوع من مغادرة المقر رين .. حتى لا يزعجك الصحفيون ..!
بابتسامة باردة قال : لكني لست مضطراً لحضور الدروس على أي حال ..هيا إليسيا .. لقد قاطعنا درسهم ..!
أومأت موافقة : إعذرينا على الإزعاج آنسة تارا ..أبذلوا جهدكم يا أصحاب ..!
خرجا و أغلقا الباب .. بينما كانت نظرات الجميع مغتاظة بشدة من الأمر .. لكن تارا حينها قالت : هيا هيا .. لنتابع الدرس .. لقد أضعنا ما فيه الكفاية من الوقت و أنتم ملزمون بتحضير الغداء أيضاً ..!
تنهد الجميع بتعب حينها ..!
بالنسبة لتارا فقد أخذت أجازة هذه السنة منذ البداية هي و كايدي .. ذلك لأن بقاءهم في مدرسة تابعةٍ لوليم كروي قد يسبب بعض المشاكل ..!
تابعوا درسهم حينها .. لكن بعد ما يقارب العشر دقائق طرق أحدهم الباب و دخل : صباح الخير ..!
أجابوه بوقت واحد : صباح الخير ..!
تنهدت تارا حينها : قل ما لديك بسرعة كايد فنحن في منتصف الدرس ..!
أومأ إيجاباً : آسف على مقاطعة درسك تارا ..! لكن دعي ليليان تخرج معي الآن فنحن نريدها بأمر مهم ..!
خفق قلب ليلي حينها و هي تشعر بأنهم سيعيدون سؤالها عما حدث لأخيها قبل أن ينتحر : حسناً .. تفضلي ليلي ..!
أومأت موافقة بتوتر و وقفت دون نطق كلمه .. خرجت من الغرفة حينها خلف كايد .. و حين خرجا إلى الحديقة كان مايكل ينتظرهما هناك ..!
توقفت حينها و الاثنان أمامها : ما الأمر ؟!..
هذا ما قالته بقلق : ليليان .. نحتاج مساعدتك ..!
نبرة كايد الجادة زادت توترها :في ماذا ؟!..
هنا أجابها مايكل : نريد منك مقابلة تيما ..!
شهقت حينها مفزوعة ..!
تقابل تيما ؟!!.. و الآن !!...
هذا ما لم تكن تتوقعه أبداً ..!
لكن ما تعرفه .. أنها خائفة من ردة فعل تيما تجاهها ..!
.................................................. .
سقطا أرضاً فجأة بلا سابق إنذار إثر الغاز الذي استنشقاه ..!
و ما إن حدث ذلك حتى تقدم ذلك الشاب متجاوزاً إياهما ليدخل في ذلك الممر المليء بالأبواب الحديدة المغلقة ..!
توقف أمام ذلك الباب الأخير .. و فتحه بكلمة السر التي سرقها بطريقته الخاصة ..!
و حين فتح الباب دخل و وقف أمام ذلك الرجل الذي يجلس فوق السرير مستنداً على الجدار ..!
رفع الرجل رأسه إلى الشخص الذي كان يرتدي قبعة كاب و نظارة شمسية و كمامة كي تحميه من الغاز المنوم الذي أسقط الحرس أرضاً : من أنت ؟!..
هذا ما قاله الرجل ببرود .. بينما خلع الشاب تلك الكمامة و أخرج مسدساً أسود من تحت سترته الجلدية البنية وهو يقول بابتسامة ماكرة : لا يهم من أنا ..! الأسماء لا تعني شيئاً !!.. لكن سأعطيك تلميحاً .. شخص قادم للانتقام ..!
لم يبدي أي خوف من الفوهة التي صوبت نحوه بل كتم ضحكته الساخرة : أتسمي هذا تلميحاً ؟!!.. ما أكثر الذين يريدون الانتقام مني ..!
اتسعت ابتسامة ماكرة على شفتي الشاب : إذا كان الأمر كذلك .. فأنا أكثر من يريد الانتقام منك وليم كروي !!.. أوصل سلامي لأختي في العالم الآخر ..!
أغمض عينيه بشدة حينها مستعداً لمصيره الذي بات محتوماً ..!
أما الشاب فقد بدأ يضغط على الزناد .. و لم تمض لحظات .. إلا و انطلقت الرصاصة !!..
.................................................. .........
جلس على حافة السرير أمام تلك الفتاة :تيما .. كيف حالك الآن ؟!..
لم ترد على ذلك الطبيب النفسي .. هي أصلاً لم تنطق منذ إستيقضت من غيبوبتها ..! و لا حتى حين كانت أمها هنا ..!
ذلك جعل الطبيب يوقن أن مريضته هذه بحاجة لإيقاض مشاعر .. فالصدمة جعلت مشاعرها في سبات : تيما .. هل تعرفين ليليان ؟!..
هكذا سأل بحذر ..!
لا حظ التغير البسيط في حاجبيها : أتريدين أن تري ليليان ؟!..
انتبه لأنها قبضت على غطاء السرير قليلاً ..!
علم أن الحديث لم ينفع .. لذا نظر إلى الممرضة قربه فاتجهت إلى الباب و فتحته .. حيث دخل الشابان و ليلي بينهما ..!
لم تنظر تيما إليهم .. ذلك ما جعل الطبيب الذي وقف حينها و أقترب منهم أن يقول : هلا ألقيتي التحية ..!
كان يقصد ليليان .. و الغرض من ذلك أن تسمع تيما صوتها و تنتبه لها ..!
ابتلعت ريقها بتوتر : صـ .. صباح الخير .. تيما ..!
أخذ الجميع يراقب ردة فعل المريضة التي بدت واضحة ..!
رفعت رأسها الذي كانت تطأطئه طيلة الوقت و قد اتسعت عيناها قليلاً .. التفتت برأسها حيث كانت ليلي .. نظرت إليها بهدوء للحظات لكنها لم تلبث أن كشرت غاضبة و في لحظة فاجأت الجميع تركت الفتاة السرير و أمسكت بعلب الدواء التي على المنضدة قربها و هي ترميها عليهم و تصرخ : أخرجي !!.. أخرجي من هنا !!.. أخرجي !!..
كان الجميع مصدوماً من ردة الفعل الشرسة تلك لكن الطبيب صرخ حالاً : ريكا الإبرة المهدأة !!..
أومأت الممرضة حالاً بينما تقدم الطبيب ناحية المريضة الهائجة التي بدأت ترمي بزجاجات الدواء و تحطمها كل مكان ..!
أمسك بها من كتفيها و صرخ : أخرجوا حالاً .. بسرعة !!..
نفذ مايكل و كايد الأمر بسرعة وقد أمسكوا بليليان التي لم تتحرك من مكانها إثر الصدمة ..!
بينما و بصعوبة تمكن الطبيب بمساعدة الممرضة بتهدئة الفتاة التي كانت تصرخ و تبكي من خلال الإبرة..!
يبدو أن الموقف قد أيقض مشاعرها بعنف !!..
خارج الغرفة كان مايكل يقف يحدق بالباب بقلق بانتظار خروج الطبيب ..!
بينما كان كايد قد جثا على الأرض أمام ليلي التي كانت مصدومة بشدة من ذلك الموقف و الدموع كانت تسيل من عينيها : ليليان اهدئي ..! نحن نعلم أنك غير مذنبة فيما حدث لتيما ..!
حاولت مسح دموعها و هي تقول : كم أنا فضيعه !!.. الخطأ خطأي .. أنا من سهلت الطريق على سام !!..
تنهد كايد وهو يقول : لوم نفسك لن يفيد ليلي .. ستكون الأمور بخير .. اطمئني !!..
أومأت إيجاباً حينها .. و في تلك اللحظة خرج الطبيب : كيف حالها الآن ؟!..
هكذا سأل مايكل بقلق ليجيبه ذلك الطبيب بعد تنهيدة مرهقه : سننتظر حتى تستيقض .. سأخبر حينها بالنتائج ..!
.................................................. .......
في مكان آخر .. هنا حيث مكتب الرئيس ..!
كان يجلس على كرسيه الكبير و قد خلع سترته و تركها جانباً على الأريكة بحجة الجو الحار رغم أننا في الشتاء و الثلوج بدأت لتوها الذوبان ..!
أمامه كان الضابط جيمس و كذلك أكيرا .. حيث كان يحدث الأخير في موضوع مهم : لن تصرح بكل شيء حتى يأتي موعد محاكمة وليم .. الإشاعات بدأت بالانتشار لكن لا تكشف هويتك الحقيقية حتى أخبرك بذلك ..!
أومأ إيجاباً : حاضر سيدي ..!
قبل أن يتكلم مجدداً رن هاتفه الذي على المكتب .. و هذا الهاتف مخصص للمكالمات الخاصة و المستعجلة التي تستدعي الاتصال بالرئيس حالاً ..!
رفع السماعة و وضعها على أذنه : نعم .. من يتحدث ؟!..
لحظات فقط حتى صرخ بغضب : أأنت جاد ؟!!.. متى حدث هذا ؟!!!..
كان قد وقف و اتسعت عيناه : غير معقول !!.. كيف يمكن أن يحدث !!.. إنها مصيبة عظيمه !!!..
رفع يده إلى جبينه ثم مسح شعره إثر توتره : حسناً .. أنا قادم في الحال ..!
أغلق الهاتف و لم يلبث أن فعل ذلك حتى ضرب بكلتا يديه على طاولة المكتب الكبيرة : سحقاً !!!..
هكذا قال و اليأس باد عليه : ما الذي حدث سيدي الرئيس ؟!!..
هكذا سأل جيمس بقلق لم يقل عن قلق أكيرا و توتره !!..
رمى السيد بجسده على مقعده الجلدي و أمسك رأسه بيديه و أسند مرفقيه على المكتب : وليم كروي ..!
بدا الفزع على أكيرا: هل هرب ؟!!..
هذا سأل بتلهف .. لكن وجه الرئيس بدا أكثر يأساً و هو يقول : لا .. لقد قتله أحدهم !!..
شهق أكيرا بينما هتف جيمس : مستحيل !!.. من فعل هذا مع تلك الحراسة المشددة ؟!!!..
وقف الرئيس و أتجه إلى الباب بعدما أخذ سترته و شرع في ارتدائها : لا أعلم التفاصيل .. سأتجه الآن إلى السجن المركزي ..!
قالا حينها في الوقت ذاته : سآتي معك ..!
لم يجبهما بل خرج فعلما أنها الموافقة ..!
حال ما خرجوا فزعت أكمي التي كانت تجلس على مكتبها تمارس عملها : مالأمر ؟!!..