عرض مشاركة واحدة
  #2007  
قديم 04-15-2012, 10:18 PM
 
التفت إليها جيمس حالاً : أكمي .. اتصلي بكايد و أخبريه أن يأتي إلى السجن المركزي حالاً .. لقد قُتل وليم كروي !!..
شهقت فزعة لكنه لم يعطها مجالاً للتعليق بل أسرع خلف السيد أليكس و أكيرا اللذان خرجا من المكتب و اتجها للمصعد ..!
ركب الثلاثة معاً حيث طلب جيمس الدور السفلي ..!
أغلق المصعد بابه و بدأ بالهبوط .. و الثلاثة في حيرة من أمرهم إثر المصيبة الجديدة و السؤال الذي غزا أذهانهم هو .. من قتله ؟!!!..
توقف المصعد أخيراً لكن ما إن فُتح بابه و خرجوا منه حتى جاءهم وفد من الصحفيين تمكنوا من التغلب على رجال الآمن ..!
بدأت أضواء الكمرات تستطع عليهم فأسرع جيمس للتغطية على أكيرا بينما قام الأخير بتغطية رأسه بقبعة معطفه القطني ..!
ليس في صالحه أن يظهر في الصحف حالياً : سيدي .. هل صحيح أن أحدهم اقتحم السجن المركزي و قتل وليم كروي ؟؟!..
كان هذا أول سؤال طرحته إحدى الصحفيات : ما تعليقك على الأمر حضرة الرئيس ؟!!..
السؤال الثاني .. تبعه الثالث أيضاً : أهناك مشتبه به ؟!.. أيمكن أن تكون هذه منظمة دولية سرية و وليم كروي هو أحد أفرادها ؟!!..
تنهد السيد أليكسندر حينها وهو يقول في نفسه : ( سحقاً لهؤلاء الصحفيين !!.. يبدو أن الخبر وصلهم قبل أن يصلني !!.. )
لكنه قال بجد وهو ينظر إليهم : لا تعليق الآن .. سنقيم مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق ..!
تجاوزهم حينها و خلفه أكيرا الذي طأطأ رأسه و جيمس كذلك .. لكن الصحفيين لم يتركوهم حتى تدخل رجال الآمن مجدداً لإيقافهم .. وقد نجحوا في هذا ..!
............................................
في تلك السيارة التي استقلها ثلاثة أشخاص ..!
أغلق هاتفه حينها بعد أن ختم المكالمة بهدوء : حسناً .. سأكون هناك في الحال ..!
سأله صاحبه الذي يقود دون الالتفات إليه :ما الأمر ؟!!.. لما صرخت فجأة ؟!..
تنهد حينها و هو يقول : حصل أمر طارئ .. مايكل توقف على جانب الطريق .. سأستقل سيارة أجرة و أذهب للمركز فلدي عمل مهم ..!
تعمد أن يقول المركز و ليس السجن .. حتى لا يسأل صاحبه أكثر ..!
في الحقيقة .. لولا وجود ليليان معهما لكان قد أخبر مايكل بكل شيء .. لكنه لا يريد أن يفزعها فمهما حدث وليم كروي هو عمها و الوصي عليها منذ ولادتها ..!
استجاب الآخر لطلب صاحبه و أوقف السيارة جانب الطريق : ما الذي يحدث بالضبط ؟!..
هكذا سأل مايكل بقلق بينما نزل كايد حينها وهو يقول : خذ ليلي إلى المنزل الآن ..! سأخبرك بالتفاصيل حال ما أعرفها ..!
أغلق الباب حينها فأنطلق مايكل عائداً للمقر .. بينما أوقف كايد سيارة أجرة فسيارته الآن في المقر و لا وقت للذهاب إليه الآن لأن هذا سيضيع وقته ..!
فور أن ركب مع السائق : إلى السجن المركزي ..!
نظر إليه السائق مستنكراً : سجن !!..
تنهد صاحبنا و علم أن هذا السائق لم يعتد على هذا .. لكنه أخرج بطاقة عمله من تحت سترته : أنا شرطي .. و لدي عمل هناك ..!
أبدا السائق تفهمه و أعتذر عما بدر منه .. ثم انطلق ناحية السجن المركزي .. حيث طلبت أكمي من كايد أن يذهب ..بعد أن أخبرته فقط أن وليم كروي فارق الحياة ..!
.................................................. ............
دخلت السيارة من تلك البوابة الكبيرة .. نزل الرئيس منها بعد أن توقفت قرب الباب و نزل جيمس من مكانه خلف المقود و أكيرا من الباب الأيسر في الخلف ..!
تقدم بعض الضباط ناحية السيد أليكسندر و بدئوا يخبرونه كيف اكتشفوا الأمر و كيف وجدو جميع الحرس فاقدي الوعي إثر الغاز المنوم الذي انتشر عبر قنابل دخانية و بعضه كان مصاحباً لهواء جهاز التكييف في المكاتب ..! أي أن الجميع كانوا نياماً و قد استخدمت كمية كبيرة من الغاز المنوم في تلك المهمة ..! و كيف أن أحدهم قد اخترق نظام المراقبة قبل ذلك و أبطل عمله حتى إنتهى من مهمته !!..
تنهد السيد حينها و قال بحزم : جيمس .. ستتولى القضية ..!
فوراً قال : علم ..!
نظر إليه بعض الضباط بغيض .. إنهم يعلمون قدر مهارته لكن السيد أليكس يعتمد عليه كثيراً كما أنه أصغرهم في الحقيقة و هذا ما زاد من غيضهم !!..
في تلك اللحظة وصل كايد الذي فوراً و وقف أمام جيمس : ما الذي حدث ؟!.. هل انتحر وليم كروي ؟!..
هو يعلم أنه مات و لكن لا يعلم كيف : لا .. لقد قتله أحدهم ..! إنها عملية مدبرة بعناية !!..
هذا ما قاله جيمس بجد : سحقاً ..لم يبقى أحد منهم على قيد الحياة !!..
بدا الاستياء على كايد وهو يقول تلك العبارة .. بهذا لن يبقى أحد من منظمة وليم حياً إلا ليليان و رين اللذان لا يعرفان الكثير .. لذا ستكون التحقيقات أكثر صعوبة !!..
انتبهوا للسيد أليكس الذي طلب منهم اللحاق به إلى مسرح الجريمة ..!
سار الثلاثة مع رئيسهم في تلك الممرات المليئة بالسجون .. حتى وصلوا إلى الممر المطلوب حيث كانت زنزانة المجني عليه ..!
كان هناك بعض الشرطة و الضباط قرب الزنزانة .. لكنهم ابتعدوا جميعاً حين حضر الرئيس ..!
فور ما وقعت أعينهم على الداخل حتى ألجمتهم الصدمة !!..
كانت تلك الغرفة مريعةً بالفعل !!..
الجثة كانت فوق السرير .. هناك الكثير من الرصاصات اخترقت ذلك الجسد !!.. من الواضح أن القاتل أطلق النار مراراً حتى بعد موت ضحيته !!.. الدماء كانت تغطي ذلك السرير و تنتشر حوله بشكل مفزع !!.. هناك أيضاً آثار حذاء على الأرض من الدماء !!.. يبدو أن ذلك الشاب بعدما قتل وليم و حين أراد مغادرة المكان انتبه لأنه قد داس على الدماء مما صنع تلك الآثار الحمراء ..! لكنه أيضاَ أخذ يمسح حذاءه في الأرض و على الجدار بعنف حتى زالت قطرة الدم الأخيرة منه !!..
كايد الذي اتسعت عيناه من هول المنظر .. انتبه لصديقه أكيرا الذي ركض خارجاً بسرعة فلحق به بلا شعور : أكيرا انتظر !!..
لكن صاحبه لم يجب بل بقي يركض حتى وصل للباحة التي يتجول فيها السجناء في فترة الإستراحه حيث كانت فارغة في ذلك الوقت ..!
توقف أكيرا قرب أحد الجدران وهو يمسك بمعدته ..!
وقف كايد قربه حينها و قد أنهكه التعب : لم أعلم أنك ضعيف القلب لهذا الحد..!
ارتخى جسده حينها و جلس على الأرض مستنداً إلى الجدار : حين رأيته .. شعرت برغبة في التقيوء فجأة !!.
جثا كايد أمامه على إحدى ركبتيه : هل أفزعك المنظر لهذه الدرجة ؟!..
طأطأ رأسه حينها حتى لم تعد ملامحه تظهر بسبب القبعة و خصلات شعره الطويلة : ربما لا تذكر كايد ..! لكن ذلك المشهد مشابه تماماً لمشهد جثة أخي !!..
قطب كايد حاجبيه : لم أفهم !!..
بذات وضعيته و قد انخفض صوته : الدماء المنتشرة.. و الآثار على الأرض كانت كتلك الآثار على الرمال ..! الدم على الجدران بدا كذلك الدم على الصخور ..! و الأهم من ذلك .. الجثة التي ملأتها ثقوب الرصاص !!.. كانت كجثة مورا تماماً !!..
رفع يديه و أمسك برأسه بينهما وقد احتقن صوته : ذلك المشهد الأكثر إفزاعاً في حياتي .. لقد طاردني في كوابيس متتالية !!.. و الآن حين كدت أنساه تماماً يعود ليظهر أمامي مجدداً !!..
بدأ جسده يرتجف و كأنما أصيب برعشة ..!
ربت صاحبه على كلا كتفيه حينها : أكيرا هدأ من روعك ..! لنعد إلى المنزل الآن .. حتى تأخذ قسطاً من الراحة ..!
وقف معه حينها وقد ساعده كايد على السير ..!
هو لم ينسى بأن أكيرا هو من اكتشف جثة أخيه قبل أكثر من ثمان سنوات ..!
لذا يعلم أن تلك الصدمة لا زالت تطارده حتى يومنا هذا !!..
.................................................. ...........
هنا في هذا المكان .. في المطبخ !!..
الساعة الآن هي الثانية عشر و النصف .. و العمل هنا على أشده من أجل تجهيز الغداء للجميع .. حيث اشترك الفتية و الفتيات في تلك المهمة ..!
راي التي كانت تغسل بعض الأواني التي انتهوا منها : أين ليلي الآن ؟!..
أجابتها يوكو التي كانت تجلس على الطاولة و تقوم بتقطيع الطماطم من أجل السلطة : إنها متعبة راي .. دعيها ترتاح ..!لا أعلم إلى أين أخذها كايد و لكن يبدو أن الأمر أرهقها ..!
أبدت تفهمها حينها و هي تفكر .. لما سمحوا لها بالخروج رغم أن العقاب يشملها ؟!.. هذا يعني أنه سبب مهم للغاية : نارو !!.. ما الذي فعلته يا فوضوي ؟!!!..
هكذا صرخت أياكو مفزوعة حين رأت حالة الخيار المتدهور بين يدي ذلك الفتى !!..
كان يفترض به أن يقطعه قطعاً صغيرة متساوية من أجل السلطه .. لكنه فقط جعلها كومة من القطع متفاوتة الأحجام : ليس ذنبي إياكو .. أخبرتكم مسبقاً أني لم أقطع السلطة قط !!..
قطبت سايا حاجبيها بإستياء : لقد كنت تعيش وحدك !!.. من كان يطهو طعامك ..!
تنهد حينها وهو يقول : آه .. ذكرتني بمطعم السوشي الذي يقع على ذات شارع شقتي .. لقد كنت زبونهم الأول !!..
شعر بشخص ما يربت على كتفيه وهو يقول : دع المهمة لأصحاب الخبرة !!..
التفت ليرى كين الذي كان يقف خلفه .. و قف عن الكرسي فجلس كين مكانه و أمسك السكين حينها و وضع الخيارة على لوح التقطيع .. و بشكل متناغم و سريع قام بتجزئتها بالشكل المطلوب وقد كان حجم القطع مثالياً و متساوياً : أنت ماهر كينتو !!..
هذا ما قالته إياكو بدهشة لتردف مايا : محقه .. كين هو أفضل الفتية في الطبخ !!..
ببتسامة و قد أمسك بالخيارة الأخرى : لقد اعتدت على هذا منذ طفولتي ..!
صمت الجميع حينها .. هم يعلمون أنه فقد والدته مبكراً و لم يكن هناك من يرعاه .. حتى أن عمته كانت تعيش في كيوتو بسبب عملها في صالون التجميل ومن أجل إياكو ..!
لذا يعد كينتو اكثر الفتية تحملاً للمسؤليه ..!
عادوا لعملهم حينها .. و ما هي لحظات حتى دخل ليوناردو عليهم وهو يضع يده على رأسه : تنظيف الحديقة أمر مرهق ..!
نظرت إليه يوكو بإستغراب : أين هيرو ؟!.. أهربت و تركته يكمل العمل وحده ..!
تنهد حينها بتعب : بالتأكيد لا فقد انتهينا قبل قليل ..! قال أنه سيحضر الصحيفة من صندوق البريد و يأتي ..!
بسخرية قالت سايا : المهم أن لا يغادر الحدود و إلا سيقتله السيد أليكس !!..
نظروا جميعاً إليها باستنكار .. لذا انتبهت لما قالته و بخفوت أردفت : أووه .. آسفه !!..
في تلك اللحظة فاجأهم هيرو بدخوله وهو يقول بسرعة و قلق : يا أصحاب .. هناك مصيبة !!..
كلمة مصيبة صارت شيئاً معتاداً في حياتهم .. الأمر ليس كونه مصيبةً أم لا .. الأمر هو مقدار فظاعة هذه المصيبة : مذا حدث هيرو ؟!..
هكذا سألت مايا بقلق .. أسرع لوضع الصحيفة على الطاولة وقد فتح إحدى صفحاتها و أشار إلى خبر ما : أنظروا إلى هنا ..!
نظروا جميعاً إلى ذلك الخبر .. و قد كان نارو يقرأه حينها بتمتمة : " وريثة كروي المستقبلية " و أصحابها يتعرضون للاضطهاد .. و إشاعات حول كون إحدى صديقاتها " جوهرة ماساكي " !!..
اتسعت أعينهم جميعاً من ذلك الخبر !!..
بينما كانت الصورة التابعة له توضح ليلي المرتبكة و راي التي وقفت بجانبها تربت على كلا كتفيها : ليليان كروي مع إحدى صديقاتها راي كوارتر ..!
هذا ما قراته يوكو كتعليق تحت الصورة ..!
لقد كان الخبر المشاجرة التي حدثت في المدرسة و كيف أن الطلاب لم يتقبلوا كون ليليان طالبة بينهم و هي من كروي .. ثم كيف تحول موضوع النقاش أو بالأحرى الشجار إلى الإشاعات حول إياكو ماساكي !!..
بدت الصدمة واضحة على الجميع : من الذي يجرأ على هذا ؟!!..
هذا ما قاله ليو بغضب اعتلى ملامحه : لاشك أنه هو !!.. ذلك الصحفي !!..
التفتوا جميعاً لراي التي قالت هذا بخفوت .. لكنها أردفت وقد رفعت رأسها إليهم : بالأمس في الصباح .. التقيت بصحفي كان يسأل عن أخي .. و قد سأل عن ليلي أيضاً !!.. لقد بدا سيئ الطباع .. لا شك أنه هو ..!
قبل أن يرد أحدٌ عليها سمعوا ذلك الصوت : المهم الآن أن تخفوا الصحيفة عن ليليان !!..
التفتوا جميعاً حيث كان رين يقف عند باب المطبخ و بقربه إليسيا :رين .. كيف علمت بالخبر ؟!..
هكذا سأل كينتو باستغراب ليجيبه ذلك الأشقر : قرأت ذلك في الصحف الالكترونية هذا الصباح ..!
أكملت إليسيا كلامه بجد : حين قرأت أنا ورين هذا الخبر .. قررنا إخفاء الأمر عنكم حتى لا تتوتروا ..! لكن يبدوا أنكم اكتشفتم هذا بأنفسكم ..! لقد أخبرنا السيد أليكسندر بالأمر ..!
عاد رين ليتابع بذات جد إليسيا : قال أنه توقع شيئاً من هذا القبيل ..! و قال أيضاً أنه سيعقد مؤتمراً صحفياً في القريب العاجل لذا لا تقلقوا ..! لكن من الأفضل أن لا تعلم ليلي بالأمر ..!
أومأُ متفهمين ذلك .. لكن هذا لم يهدأ من القلق في قلوبهم ..!
.................................................. .................
لم تمضي ساعات حتى علم الجميع بأمر مقتل وليم كروي ..!
لقد كان الخبر صدمةً كبيرة فأخيراً بعدما تمكنوا من إغلاق باب الزنزانة عليه يأتي أحدهم بكل بساطة ليقتله !!..
ليلي أيضاً كانت مصدومة .. لكنها لم تحزن نهائياً بل على العكس ..!
صحيح أنها كانت تود أن يحاكم و يتم أخذ حقوق الناس منه .. لكن لا أحد كان سيأخذ حقها و حق أخيها و سام كذلك ..!
سيحاكمونه على ما فعله بليون .. ما فعله بمورا .. ما فعله بنايس ..!
لكن هل سيحاكمه أحد على ما فعل بيوري و سام ؟!!.. ربما لا !!..
كانت الأمور مضطربة .. فالجميع في حالة قلق من هوية الشخص الذي قتل وليم ..!
لكن هنا الآن في السجن المركزي و في غرفة التحقيق .. حول تلك الطاولة الفولاذية جلس جيمس من جهة بينما جلس أحد السجناء الذي يقال أنه رأى المجرم : كيف لم تتأثر بالغاز المنوم ..!
بمكر قال : أنا لص محترف معتاد على كتم أنفاسي حتى لا يجدني أحدهم من خلال صوت تنفسي !!.. حين شعرت بالغاز المنوم كتمت أنفاسي فوراً و اتجهت إلى الباب كي أنظر من فتحت الباب الصغيرة ..! لقد كان شاباً يغطي وجهه بكمامة و نظارات شمسية و يضع قبعة !!..
قطب جيمس حاجبيه : شاب واحد فقط ؟!!..
أومأ الشاهد إيجاباً بابتسامة تلك : صحيح .. دخل إلى زنزانة الضحية القريبة من زنزانتي .. و بعد دقيقتين تقريباً خرج و قد خلع الكمامة و النظارة .. فعلمت أن انتشار الغاز قد توقف .. كدت أموت اختناقا لولا أني أخذت نفساً في تلك اللحظة !!..
تجاهل جيمس كلامه الأخير و قال بجد : إذاً رأيت وجه .. كيف شكله ؟!..
بابتسامة باردة قال : لم أره جيداً .. لكن أستطيع القول أنه ليس آسيوياً بتاتاً ..! أعتقد أنه أوروبي .. و لا أظن أنه تجاوز الخامسة و العشرين من عمره ..!
تمتم جيمس حينها : شاب أوروبي في بداية عقده الثاني .. أي جرأة تملكته ليفعل هذا ؟!!..
.................................................. ......
كان مستلقياً على السرير بتعب .. ليس نائماً .. لكنه يحاول أخذ غفوة .. منذ رأى جثة وليم بالأمس لم يطأ النوم عينيه ..!
الساعة الآن هي السابعة صباحاً .. و هو الآن في هذه الغرفة الكبيرة وحده .. ذلك لأن كين و هيرو قد أستيقضا مبكراً من أجل المدرسة المنزلية هنا .. و جيو أيضاً غادر فراشه قبل قليل ..!
أخذ يتقلب في فراشه حينها و هو لا يزال يفكر في هوية القاتل ..!
قال جيمس أنه شاب أرويي في بداية العشرين .. من هو ؟!..
كان هناك شخص قد طرأ على باله .. إنه الوحيد القادر على هذا الآن كما أن الموصفات تنطبق عليه : كاي !!..
هكذا تمتم ..!
كاي كان صديقه لفترة .. لكنه ليس متأكداً من كون كاي يملك الجرأة لفعل هذا أم لا ..!
رن هاتفه حينها بنغمة أزعجت رأسه الذي غزاه الصداع ..!
أخذه من فوق المنضدة المجاورة للسرير .. و حال ما رأى اسم المتصل فزع جالساً وفوراً على السرير لأن ذلك الاسم كان " كايو " !!..
كايو = كاي !!..
لقد أضاف الواو في الاسم حتى لا يعلم أحد بأن هذا رقم صديقه كاي مرسنلي ..!
أخذ نفساً عميقاً و قد قرر أن يجيب عليه لأنه يشعر بأن هذه المكالمة ستوقف ألم رأسه : مرحباً ..!
هكذا أجاب بهدوء : صباح الخير .. سعيد لأنك لا تزال على قيد الحياة أكيرا ..!
لقد بدت نبرته هادئة و الواضح أنه يبتسم الآن : صباح الخير .. شكراً لك .. أنت أيضاً تبدو على ما يرام ..!
سمع صوت ضحكة مرحة وهو يقول : نعم .. أنا سعيد أكيرا ..!
قطب حاجبيه هنا ليسأل بترقب : لما ؟!.. هل حدث شيء مهم ؟!!..
كان يعلم أن الإجابة ستكون شافيه .. لكن يبدو أنها كانت شافيةً أكبر مما كان يضن فذلك الكاي قال بمنتهى المرح : نعم .. لقد قتلت وليم كروي بالأمس !!.. و ها أنا الآن خارج اليابان في هذا الفندق الفاخر !!..
وقف هنا أكيرا ليقول بغضب : أنت إذاً من فعلها كاي !!..
أجابه صوته الذي هدأ فجأة : نعم .. أنت أيضاً كنت تتمنى موته أكيرا !!..
وضع يده على جبينه بينما كانت يده الأخرى تضغط على الهاتف : لكني لم أكن أريده أن يموت بهذه الطريقة !!.. من سيأخذ حق أخي منه الآن وهو جثة هامدة !!..
احتد صوت كاي حينها وهو يقول : أنا لن أنتظر محاكمات طويلة تنتهي بحكم سجنٍ مؤبد حتى أنتقم !!.. لم أشفي غليلي منه إلا بعدما قتلته بيدي انتقاما لنايس و جولي !!.. أكيرا .. لقد اتصلت بك كي أخبرك بأنني من قتل وليم كروي .. و كي أطلب منك إخبار رئيسك بذالك !!.. شرطة إيطالياً تطاردني و ليس من السيئ أن تطاردني شرطة اليابان أيضاً !!.. هكذا ستكون حياتي القادمة مثيرةً أكثر !!.. و وداعا أكيرا .. كنت سعيداً بمعرفة صديق مثلك ..!
قبل أن ينطق أكيرا شيئاً قطع الطرف الآخر الخط !!..
اتسعت عينا صاحبنا مصدوماً .. أسرع بإعادة الاتصال بكاي ..!
لكن كما توقع ..الهاتف خارج الخدمة ..!
تمتم حينها بألم : لقد ارتكبت خطأً فادحاً للغاية !!.. كاي ..!
.................................................. .............
مضى يومان على الأحداث الأخيرة .. تم كشف الستار عن قاتل وليم كروي و قد بدأت الشرطة الفدرالية بأكلها تستعد للبحث عنه ..!
ذلك لأنه عميل مافيا مهم و لأنه قاتل وليم كروي وقد يتسبب بالمزيد من الجرائم البشعة ..!
لكني أضمن لكم أن كاي ليس من هذا النوع !!..
عائلته النبيلة الفرنسية أعلنت براءتها من أعماله كلها و أنه لا شأن لهم فيه و فيما يفعل !!..
و هو الآن .. في المجهول !!..
لا أحد يعلم أين مكانه !!..
غداً سيعود الأولاد لمدرستهم .. لكن دون ليليان بالطبع !!..
على الأقل في الوقت الراهن ..!
جين سيخرج من المشفى غداً .. لقد غاب عنهم كثيراً .. و هو غاضب لأن المشاجرة في المدرسة قد فاتته !!..
.................................................. ................
في اليوم التالي و في الثالثة عصراً .. في تلك الغرفة في المشفى ..!
ليست غرفة جين بل غرفة .. تيما !!..
هنا حيث تم السماح لصديقتيها برؤيتها بعدما أبدت استجابة حين قابلت أمها و خالتها ..!
لذا قرر الطبيب أنه من الأفضل أن تلتقي ببعض أصحابها القدامى ..!
وقع الاختيار على راي و يوكو .. حيث أنهما صديقتها منذ الطفولة ..!
لقد وصلن منذ عشر دقائق .. و هاهي يوكو تجلس على المقعد قرب السرير بينما جلست راي على طرفه ..!
أبدتا سعادتهما برؤيتها مجدداً : تيما .. لا تعلمين كي اشتقنا لك ..!
هذا ما قالته راي لتردف يوكو حينها : نعم .. لقد كنا نشعر بالحزن حين نتفكر أنك لست بيننا ..!
ابتسمت لهما ابتسامة طفيفة : و أنا كذلك .. أشعر بأني سببت لكما المشاكل .. حقاً آسفة ..!
أومأتا سلباً معاً لتقول راي : لا عزيزتي .. المهم هو أنك بخير الآن ..!
طأطأت رأسها بهدوء : إني حقاً لا أذكر التفاصيل .. و كأنه كابوس مر في ليليه ..!
لم تعلق إحداهما على هذا بل شردت كلن منهن للحظات ..!
بالنسبة لراي و يوكو فهما مرتاحتان لمسألة كون تيما لا تذكر الكثير فذلك أفضل لنفسيتها ..!
أما تلك المريضة فقد شردت بموضوع مختلف تماماً .. لكنها لم تلبث أن قالت بخفوت كي توقضهما من شرودهما : أين هو ؟!