.................................................. ...
خرج من تلك الغرفة مغلقاً الباب خلفه .. استقبلته فوراً تلك المرأة : كيف حالها أيها الطبيب ؟!..
أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول بهدوء : اطمئني فلا شيء خطر .. انخفضت حرارتها فقط بسبب البرد ..! ستكون بخير فقد أعطيتها الدواء ..!
تقدم ذلك الشاب وهو يقول : ما الذي حدث لها فجأةً ؟!..
أجاب الطبيب مجدداً : في الحقيقة .. عثر عليها الطبيب المناوب في الحديقة على الأرض مغشياً عليها تمام الساعة الخامسة صباحاً ..! من خلال قياس برودة أطرافها علمنا أنها كانت هناك منذ الرابعة فجراً .. أي ساعة كاملة ..! من الطبيعي أن تصاب بالبرد ..!
صمت للحظات ثم أردف بحيرة : لكني لا أعلم ما السبب الذي جعلها تخرج في تلك الساعة المتأخرة ..!
خرجت الممرضة حينها : حضرة الطبيب .. لقد استيقظت الآن ..!
أومأ إيجاباً فدخل خلف الممرضة و تبعه مايكل و السيدة يوكامي ..!
فور أن دخلوا كانت تلك الفتاة لا تزال على السرير تنظر إلى السقف بشرود و قناع الأكسجين على وجهها و إبرة المغذي متصلة بذراعها : كيف حالك الآن تيما ؟!..
هكذا سأل الطبيب فلم تجبه .. بل بقيت شاردة الذهن ..!
جلس على الكرسي قرب السرير و هو يقول : لقد أصبت بالبرد .. لما خرجت في تلك الساعة المتأخرة ؟!!..
هنا تكلمت بصوت منخفض نسبياً و مبحوح للغاية : لأن .. لأن كارل .. مات ..!
قطب الطبيب حاجبيه بينما شهقت السيدة يوكامي و بدا القلق على مايكل ..!
نظر الطبيب إلى شقيق المريضة : من هو كارل ؟!..
تردد قليلاً قبل أن يجيب : أنه أحد أصدقائها ..!
بدا الفهم على وجه الطبيب رغم أنه كان مستغرباً : لما أخبرتموها أنه مات في ظل هذه الظروف ؟!!..
أومأ مايكل سلباً : نحن لم نخبرها !!.. لا أعلم من أخبرها ..! قد تكون راي أو يوكو ..!
قال هذا لان الفتاتين كانتا عندها البارحة ..!
لكن تيما هنا تكلمت مجدداً دون أن تبعد ناظريها عن السقف : لا ..! هما لم تخبراني ..! أنا سمعت الطبيب النفسي يتحدث مع الآنسة ريكا في الأمر !!..
دمعت عيناها حينها .. وقف الطبيب حينها و قد كان هو طبيبها الآخر وهو يقول : هدئي نفسك تيما .. سيأتي طبيبك النفسي بعد قليل ..! سأذهب لاستدعائه ..!
خرج حينها و تبعته الممرضة فلم يبقى سوا السيدة يوكامي و أبنيها ..!
جلس مايكل على أحد الكرسيين بينما جلست أمه على الآخر ..!
ربت على يد شقيقته و قال بهدوء : كارلوس طلب مني أن أوصل سلامه إليك قبل أن يموت ..!
دمعت عيناها حينها و أختنق صوتها : إذاً .. إذاً هو حقاً مات !!.. كارل مات !!..
ربتت والدتها على رأسها و هي تقول بصوت مخنوق : تيما يا ابنتي .. لا تبكي أرجوك ..! أدعي له فقط ..!
أغمضت عينيها حينها .. حاولت أن لا تبكي استجابة لطلب أمها ..!
لكن واضح أن والدتها كانت تطلب المستحيل !!..
.................................................. ............
مضى أربعة أشهر على الأحداث الأخيرة ..!
الهدوء و السكون كان يغلف الأجواء ..!
تمت محاكمة ليلي بتهمة التستر على أعمال وليم .. لكنها ظهرت براءة بكل سهوله ..!
أولاً لأنها قاصر .. و ثانياً لأنها ساعدت الشرطة على القبض على عمها ..!
بالنسبة لثروة كروي فقد أخذت الحكومة كل الأموال المسروقة و الغير شرعيه .. و قامت بإعادة تطهير لها من خلال أعادة الحقوق لأصحابها ..!
أما الأموال التي لم تدخل في أي شيء من تلك الأعمال المشبوهة فقد ورثتها ليليان ..!
لكنها أخذت منها ما يكفيها فقط و تبرعت بالباقي للجمعيات الخيرية ..!
لقد بدأت العطلة الصيفية مجدداً .. انتهى الشتاء منذ فترة و هاهو فصل الربيع في نهايته ..!
رين أيضاً تمت محاكمته مع تيما .. كلاهما خرجا براءة أيضاً .. والسبب الرئيسي هو أنهما قاصران .. أما السبب الآخر هو أنهما كانا في مثل ما يشابه عدم الوعي بسبب المواد الذي كان جسدهما يحتوي عليها ..!
بالنسبة لأكيرا .. فهو أيضاً تمت محاكمته لمساعدته وليم في وقت من الأوقات ..!
لكن أيضاً خرج براءة بعدما تم اعتباره جاسوساً مرسلاً من قبل الشرطة لوليم كروي ..!
لكن ثروة ماساكي لم تعد للأخوين حتى الآن .. يحتاج الأمر بعض الوقت كي يستعيدا حقهما الضائع ..!
توم كذلك اتصل بليليان .. أخبرها بأنه تمت تبرئته ..!
أولاً .. لأنه ومن حسن حظه أنه كان قد بقي ثلاثة أسابيع فقط و يأتي يوم ميلاده ليدخل السن القانونية !!.. و بهذا عد قاصراً ..!
و قانون جمعية حماية الأطفال يقول " لا يتم محاكمة القاصرين على أفعالهم و معاقبتهم قبل أن يبلغوا السن القانونية " !!..
أخبرها أنه سيبقى قليلاً في إيطاليا ليجمع المال الكافي كي يأتي لطوكيو ..!
اقترحت عليه أن تقرضه بعض المال .. لكنه رفض بحجة أنه يريد الاعتماد على نفسه في هذا ..!
لم ترد أن تحرجه و فضلت انتظاره حتى يتمكن من العودة ..!
و هاهو قد عاد قبل ثلاثة أيام من الآن ..!
.................................................. ...................
كانت تسير في ذلك الممر بخطوات مترددة ..!
وصلت إلى الغرفة التي كانت تقصدها في هذا المشفى الواسع ..!
طرقت الباب طرقتين فسمعت إذناً بالدخول ..!
دخلت و أغلقت الباب خلفها ..!
نظرت إلى الباب لترى تلك الفتاة التي كانت تقف أمام النافذة تنظر للحديقة الواسعة في الخارج : صـ .. صباح الخير تيما ..!
كانت الساعة هي العاشرة صباحاً ..!
ليليان لم ترى تيما طيلة الأشهر الماضية .. لكنها صدمت حين أخبرها مايكل ليلية الأمس أن شقيقته تريد رؤيتها !!..
أجابت دون أن تلتفت : صباح الخير ..!
بدت نبرتها باردة و خالية من أي مشاعر .. و هذا ما أقلق ليلي أكثر ..!
حل الصمت لفترة من الوقت .. لكن ذات الشعر الأحمر قطعته بقولها : لقد طلبتي رؤيتي ..! هل هناك شيء ؟!!..
قالت هذا بنبرة قلقة نوعاً ما ..!
أجابتها دون أن تلتفت نحوها : اسمعي ليليان .. كل ما أردت قوله .. عليك أن تعلمي بأني لم أعد أكرهك !!..
رفعت ليلي رأسها حينها بعدم تصديق : حقاً ؟!!..
قالتها باستغراب لتلتفت ذات الشعر الأشقر ناحيتها ببرود : لكني لا أحبك أيضاً !!.. أنتي الآن لا شيء بالنسبة لي ..!
عادت تنظر للنافذة بعدما قالته ..!
رغم أن كلامها كان مزعجاً إلا أن ليليان ابتسمت حينها بسعادة : أنا راضية بهذا في الفترة الحالية ..!
قالت تلك الكلمات ثم خرجت من الغرفة سعيدة ..!
على الأقل .. لقد سامحتها تيما و إن لم تكن قد قالت هذا بشكل مباشر ..!
.................................................. ................
مضى يومان .. و خرجت تيما من المشفى أخيراً ..!
لقد قضت حوالي أربعة أشهر فيه .. لكنها الآن بصحة نفسية و جسدية ممتازة ..!
في تلك الغرفة الواسعة .. غرفة الجلوس في المقر الذي صار هادئاً بلا مهمات ..!
جلسوا سويةً يتحدثون ..!
كانوا جميعاً هنا .. بلا إست ثناء ..!
راي .. يوكو .. تيما.. سايا .. مايا .. ليليان .. و إياكو ..!
ليوناردو .. كينتو.. جين .. نارو .. توم .. و هيرو ..!
تارا .. ماندي .. أكمي .. كايدي .. ليناكو .. يومينا .. إميليا .. جوانا .. إليديا ... و إليسيا ..!
كايد .. جيمس .. مايكل .. ميشيل .. جيفانيو .. أكيرا .. آرثر .. و رين ..!
العمة كاترين .. و السيد أليكسندر ..!
ميمي .. كايتو .. ماكس ..!
لقد انتهت مشاكلهم .. و هاهم الآن يشعرون كم كان الأمر صعباً و متعباً لهم جميعاً : أظن أنكم خلال السنتين الماضيتين بذلتم مجهوداً غير طبيعي .. أليس كذلك ؟!..
هذا ما قالته العمة كاترين بابتسامة لهم .. أومئوا جميعاً إيجاباً و قرر كلن منهم أن يتحدث قليلاً معبراً عن مشاعره في هذه اللحظات ..!
و هكذا .. بدئوا ..!
ابتسمت راي بهدوء و هي تقول : في الماضي كنت طائشة و غير مسئوله ..! و الآن أشعر أني شخص مختلف ..! حياتي في السابق لم يكن لها معنى ..! لكن .. منذ عرفتكم يا أصدقاء و أنا أشعر بمدى المسؤولية التي على عاتقي و قد علمت أن لدي مهمة علي تأديتها بإخلاص في هذه الحياة ..! إني حقاً .. أحبكم واحداً واحداً .. و لكل واحد منكم مكانة كبيرة في قلبي ..!
تابعت بعدها يوكو بابتسامة مرحه : لا اعلم ما الذي كنت سأفعله لو لم أتعرف إليكم ..! لقد كنت فقط أهتم بالأمور الصغيرة ..!كنت خجولة بشكل مفرط و لا أثق بأحد بسهوله ..! لم يكن لدي أخوة ..! لكن الآن أنا أمتلك أكبر أسرة في هذا العالم ..!
تيما أيضاً تكلمت بابتسامة صغيره : ربما لم أعرفكم جيداً .. لكن خلال الأشهر الماضية و خلال زياراتكم لي شعرت بأني أعرفكم منذ سنوات ..! أعرف كم كنت سيئة حين سمحت لسام بالسيطرة علي ..! لكني أشكركم من كل قلبي على مساعدتي في تخطي أزمتي ..!
هنا حان دور سايا التي وقفت بحماس : لقد حلمت دائماً بهذه الحياة ..! لا أعرف ماذا أقول ؟!.. لكني حقاً أحببتكم جميعاً و قد كانت أحلى لحظات عمري هي التي قضيتها بصحبتكم يا رفاق ..!
أردفت مايا بابتسامة هادئة : أنا كنت أجد دائماً صعوبة في مخالطة الناس ..! حين أخبرتني جدتي بأننا سننتقل لليابان شعرت بالقلق حيال الأمر ..! لكني حقاً أشكرها لأنها أحضرتني إلى هنا ..! و أشكركم جميعاً لأنكم كنتم خير صحبة لي ..!
تكلمت ليلي حينها : حياتي كانت سوداء ..! لكن أنتم من فتحتم لي صفحة جديدة ..! كان يفترض أن تعتبروني عدوة لكم ..! لكنكم تقبلتموني و وثقتم بي ..! إني شاكرةً لكل واحد منكم على ما قدمه لي ..!
ابتسمت إياكو رغم الدموع في عينيها : لا أصدق بأنني هنا الآن ..! لم أعتقد يوماً بأن حياتي ستعود سعيدة كالسابق ..! ظننت أني سأبقى ناناكو طيلة حياتي بلا أسره ..! لكن الآن الوضع مختلف ..! أني حقاً سعيدة لأن لدي رفاق مثلكم ..!
بابتسامة هادئة علق ليوناردو : صحيح أننا واجهنا تجارب صعبة و فقدنا أناس كثيرين ..!لكننا بقينا صامدين لأننا كنا يداً واحده ..! أتمنى حقاً أن لا يحدث أي شيء يفرقنا عن بعضنا ..!
كين تابع حينها بابتسامة صغيره : لا أظن أني كنت سأحظى بحياة سعيدة لو لم أكن بينكم يا رفاق ..! أعتقد أننا يجب أن نظل سويةً دائماً في السراء و الضراء ..!
أردف جين فوراً : بالتأكيد .. لن يستطيع أحد تفريق شملنا ..! أنا واثق أننا سنبقى معاً ..! أتعلمون .. لولا أني تعرفت عليكم لكنت أكبر مجرم في طوكيو !!..
نارو حينها علق بمرح : حين قررت في السابق أن أعيش وحدي في طوكيو .. خشيت فقط من أن لا أجد من أقضي وقت فراغي معه ..! لكن ها أنا الآن ضربت عصفورين بحجر واحد .. أناس رائعون أقضي جل وقتي معهم .. و أخوتي كذلك انضموا إلي !!.. الأمر يبدو كالحلم بالنسبة لي !!..
هنا حان دور توم الذي قال بابتسامة هادئة : لا أعرف كيف يمكنني وصف الأمر ..! لم اعتقد يوماً أن يصل بي الأمر إلى هنا ..! ربما تعرفي عليكم هو الحسنة الوحيدة التي فعلتها في حياتي ..!
أما هيرو فقد كان يبتسم كذلك : لقد بكينا كثيراً و تألمنا كثيراً و فقدنا الكثيرين ..! رغم ذلك هانحن لا نزال محافظين على ابتساماتنا المشرقة ..!إنه لأنمر إعجازي بالفعل ..!
تارا أيضاً قالت بابتسامة مرحه : هل أنا محظوظة لأني خالة مايكل أم خطيبة كايد أم أستاذة هؤلاء الأولاد ؟!!.. أين يكن فهو أفضل حظ في حياتي لأنه جعلني أتعرف على أفضل أشخاص في العالم ..!
وافقتها ماندي على ذلك وهي تقول : صحيح .. لو لم يصب جيمس في فرنسا .. لربما بقيت أعيش حياتي المملة هناك .. و لما كنت هنا في طوكيو ..! أترون حتى المصائب خرجنا منها بفوائد ..!
ضحكت أكمي بخفة وهي تقول : لقد كنت من الأفراد الأوائل في المجموعة .. لا يمكن لأحد أن يعرف مقدار سعادتي حين ينضم شخص جديد إلينا حتى صار عدننا كبيراً بهذا الشكل ..!
علقت لين بدورها كذلك بمرح : اسمعوا يا أصحاب .. أنا لا أبالغ في أي كلمة أقولها ..! لكن مجموعتنا هذه أكبر مثال للروعة في هذا العالم ..!
يومي أردفت بابتسامه : صحيح .. علاقتنا القوية ببعضنا هي ما جعلتنا هكذا ..! إنها الثقة المتبادلة بيننا يا رفاق ..!
بدت ابتسامة مرحة على إيمي و هي تقول : حين ساعدني زيك لأول مره .. لم أعتقد أن هذا الشخص قد يقودني إليكم !!.. و كذلك أنا شاكرة لماثيو لأنه عرفني إليكم أكثر يا أصدقاء ..!
بهدوء مع ابتسامة صغيرة تحدثت جوانا : ربما لو أني تزوجت مورا في السابق لتعرفت عليكم ..! لكن حتى من بعد مورا القدر جمعني بكم مجدداً ..!
أومأت إليديا إيجاباً و هي تقول : ربما لم أشارك معكم في الكثير .. رغم ذلك أعتقد أن وجود كل فرد منكم هنا هو السبب في هذا النجاح الذي وصلتم إليه ..!
ضحكة إليسيا بخفة وهي تقول : حين كنت في نيويورك .. لم أعتقد أن رين الذي كان يجلس بجانبي طيلة الوقت متورط في مثل تلك الأمور !!.. بل أكثر ما صدمني هو ليليان و جولي و من ثم كارل !!!.. حقاً العالم مليء بالعجائب .. لكن أنتم أكثر أعجوبة مدهشة في حياتي !!..
بانت ابتسامة متأثرة على وجه كايد وهو يقول : كيف أصف الأمر ؟!!.. إني بالفعل أشعر بالفخر لمجرد التفكير أني حصلت على شرف قيادة مجموعة مثالية كهذه .. تربطها علاقات الصداقة قبل علاقات العمل !!..
جيمس أردف أيضاً : بالفعل .. عشت فترة طويلة من حياتي في أوساكا .. لكني لم أحضى بصديق حقيقي واحد ..! و بعد أن عدت لطوكيو و في أقل من شهر حصلت على كم هائل من الأصدقاء الحقيقيين !!..
إبتسم مايكل بمرح وهو يقول : صحيح ..! لاحظوا أننا في مختلف الأعمار ..! و كذلك هناك اليابانيون و الفرنسيون و الأمريكيون .. رغم ذلك فلا أعتقد أن هذا شكل فرقاً فها نحن أقرب لأن نكون أخوة من أن نكون أصدقاء و حسب ..!
ميشيل وافقه على ذلك الكلام وهو يقول : زرت معظم بلدان العالم .. و تعرفت إلا عشرات الناس من مختلف الأنحاء ..! لكني بالفعل لم أتعرف إلى أشخاص أفضل منكم على الإطلاق !!..
بمرح قال جيو : لم أعتقد بأن تعرفي ليومي و لين حين كنا في الإعدادية كان سيجمعني بأشخاص مثلكم ..! صحيح أني أحب فرنسا .. لكني أيضاً أعشق اليابان لأنها موطن أفضل رفاق في العالم !!..
أكيرا أيضاً علق بدوره : لقد قلتها في السابق .. صحيح أني شخص لا يحتمل !!.. لكني أستطيع انتقاء أشخاصٍ مثلكم يمكنهم تحملي بسهولة !!..
كتم آرثر ضحكته وهو يقول : أتعلمون يا أصحاب ؟!.. لقد كانوا ينادونني في الجامعة بدودة الكتب !!.. ذلك لأني كنت غير اجتماعي و أقضي جل وقتي في القراءة !!.. لكني الآن أمتلك كماً كبيراً من الأصدقاء الذين يمكنني القول أنهم أكثر فائدةً من تلك الكتب !!..
رين أيضاً قال بابتسامة هادئة : لا يمكنني وصف شعوري !!.. لقد وقفت ضدكم عدة مرات ..! و كنت أبغضكم كذلك !!.. لكن الآن .. الأمر أختلف تماماً ..! في بداية انضمامي إليكم لم أثق بأحد رغم أنكم جميعاً وثقتم بي ..! لكن بعد وقت علمت بأني كنت مخطأً في كل شيء ..! وجودي هنا الآن في هذه الأجواء أمرٌ يصعب علي تصديقه !!..
دمعت عينا العمة كات و هي تستمع إليهم و إلى مشاعرهم الصادقة : هل أنا أحلم الآن ؟!.. أنتم حقاً شيء رائع في هذا الكون ..!
رغم صرامة السيد أليكس الدائمة إلا أنه إبتسم الآن بهدوء : إني حقاً فخور بكل واحد منكم ..! لكن عليكم جميعاً أن تعلموا بأن الأمور لم تنتهي عند هذا الحد .. لا زال أمامكم حرب أصعب ..! عليكم أن تقاتلوا جميعاً بكل أخلاص من أجل أن تحققوا أحلامكم ..! فهي أكبر أمل لكم في هذه الحياة ..!
ضحكة ميمي بخفة حينها : الجميع هنا يشعرون بالسعادة و التفاؤل .. إنه أمر جميل للغاية ..!
أردف كايتو بابتسامة : من الرائع أن يكون للإنسان أسرة كبيرة كهذه فيها أشخاص مختفون في الطباع و اللغات .. لكن تجمعهم روابط الصداقة الحقيقية ..!
أومأ ماكس إيجاباً : أنت محق .. إني أشعر بالسعادة حين أفكر في أني أعيش ضمن أسرة كبيرة و مترابطة كهذه ..!
و قفت هنا راي بحماس لتقول و هي تنظر إليهم واحداً واحداً : مهما فرقتنا الظروف .. مهما طالت بيننا المسافات .. مهما حدث معنا من أمور .. عدوني أن نبقى دائماً معاً بقلوبنا .. أن يكون بيننا لقاءات غير منقطعة ..!
هذا وعد .. نعدك بذلك .. بالتأكيد .. إنه وعدنا سويةً .. هذا عهد بيننا ..!
كانت عبارات أطلقها الجميع في تلك اللحظات بابتسامات واسعة تخللها دموع الفرح ..!
.................................................. .........