عرض مشاركة واحدة
  #2014  
قديم 04-15-2012, 10:37 PM
 
أوقف سيارته الرمادية المكشوفة قرب تلك العمارة السكنية .. كانت الساعة تشير للحادية عشر مساءاً ..!
نزلت تلك الشابة ذات العشرين عاماً منها و نظرت إلى ذلك الشاب الذي كان يجلس خلف المقعد وقالت بابتسامة لطيفة إضافة لصوتها الناعم : إلى اللقاء ماكس .. أراك غداً في الجامعة ..!
بادلها ذات الابتسامة : إلى اللقاء .. سأمر عليك في الصباح لنذهب سويةً ..!
بمرح قالت : سأنتظرك إذاً ..!
ذهبت بعد كلمتها الأخيرة متجهةً ناحية بوابة العمارة بينما كانت عيناه العسليتان تتبعها ..!
لقد كانت ذات شعر حريري يصل لنهاية ظهرها بلون السماء السوداء المليئة بالنجوم المضيئة .. و عينان بلون التوت الأزرق ..!
حرك سيارته مجدداً متجهاً إلى المنزل .. لم تمض سواء خمسة عشر دقيقة و توقف أمام ذلك المنزل الصغير في حضن ذلك الحي الهادئ ..!
أغلق سقف سيارته و نزل منها .. لقد تلقاها كهدية من الزوجين الذين اعتنيا به و اعتباره فرداً من عائلتهم الصغيرة .. لذا هو الآخر اعتبرهم عائلته التي لا غنى له عنها ..!
اتجه إلى باب المنزل و فتحت بالمفتاح الخاص ثم دخل : لقد عدت ..!
كانت تلك المرأة تنزل الدرج و فورما رأته ابتسمت : أهلاً بعودتك ماكس .. بدل ملابسك و تعال لغرفة الطعام سيصل جيمس بعد قليل ..!
باستغراب سأل :سيعود جيمس اليوم ؟!..
أومأت إيجاباً و هي تقول : سيبقى ليومين ثم يعود لعمله ..!
منذ صار جيمس جنرالاً في الأسطول البحري صار يقضي أياماً و ربما أسابيع بعيداً عن أسرته .. لكنه مطمئن لأن ماكس معهم فهو على قدر كاف من تحمل المسؤولية ..!
صعد إلى غرفته في الطابق الثاني الذي يحتوي على أربع غرف ..!
كانت غرفته في نهاية الممر .. توجه إليها و هو يخلع سترته الترابية التي ارتداها فوق ذلك التيشيرت الأبيض مع بنطال جينز أسود ..!
حال ما دخل لفت نظره ذلك الطفل الذي كان يستلقي على بطنه فوق السرير و يقرأ كتاباً : ماذا تفعل هنا ؟!!..
التفت ذلك الطفل الذي يبلغ الآن عامه السابع و قال ببرود : أدرس ..!
تقدم ماكس باستياء و أخذ الكتاب من الطفل : تدرس !!.. ما المعلومات التي تدرسها في رواية درامية يا ترى ؟!!..
جلس على السرير و قال باستياء :ماكس أعدها .. لقد وصلت للفصل الخامس الآن ولا أريد التوقف هنا ..!
أمسكه من أذنه و سحبه خارج الغرفة و رما به وهو يقول : لعب البلاستيشن يناسبك أكثر .. أذهب من هنا ..!
أغلق الباب بعدها بينما قال الطفل باستياء : أخبرني ما الذي حدث مع جوني على الأقل ؟!!..
اخذ للحظات يستوعب المقصود .. لكنه تذكر حينها بطل تلك الرواية الدرامية المدعو جوني ..!
تنهد بضجر فهذا الفتى الصغير يستحيل أن يتخلى عن تصرفاته في دخول هذه الغرفة و التفتيش في كل شبر فيها ..!
بدل ملابسه بعد أن أخذ حماماً سريعاً و ارتدى بنطال جينز أزرق مع تيشيرت بلون حبة المانجو البرتقالية ..!
خرج بعدها من غرفته حيث كان ذلك الفتى الصغير لا يزال واقفاً هنا مستنداً إلى الجدار : لما أنت واقف هكذا و كأنك عند باب غرفة المدير ..!
رفع رأسه إلى ماكس ليقول بترجي : أريد أن أكمل قراءة الرواية ..!
تنهد بتعب من هذه المسألة فهو يعلم كم رأس هذا الطفل يابس : لا يمكنك مورا .. لا تزال صغيراً على فهمها ..!
بذات النبرة المترجية : أرجوك يا أخي فقط هذه الرواية ..!
ربت على رأسه و هو يقول : إنها لا تناسب سنك .. لكني أعدك أن أخبأها لك حتى تكبر و تكون في سن مناسبة لقراءتها ..!
لم يرضى بهذا .. لكن ماكس ابتسم له وهو يقول : سأنافسك في مباراة بلاستيشن بعد العشاء .. ما رأيك ؟!..
بدت السعادة عليه و قال في حماس : حقاً ؟!!.. ساهزمكَ بكل تأكيد ..!
ضحك ماكس بخفة وهو يقول : رغم أن لدي جامعةً غداً لكنني مضطر للعب معك حتى ترضى ..!
قطع حوارهما ذاك صوت جاء من الأسفل :لقد وصلت ..!
ابتسم ماكس بهدوء عند سماعه لذلك الصوت بينما كانت السعادة قد غمرت مورا و هو يقول : لقد عاد أبي ..!
ركض حينها ناحية الدرج وخلفه كان ذلك الشاب يسير ..!
نزلا إلى الأسفل حيث كانت ماندي تقف و قد حملت سترة جيمس السوداء عنه بينما عانق هو ابنه الصغير و هو يقول بسعادة : مورا بني .. اشتقت إليك ..!
بسعادة رد عليه ابنه : و أنا كذلك أبي ..!
وقف ماكس أماهم حيث ابتعد مورا فتقدم جيمس ناحية ماكس ليعانقه وهو يقول : كيف حالك ماكس ؟!.. أرجو أن تكون بخير ..!
بابتسامته الهادئة أجاب : إني بخير برؤيتك مجدداً جيمس .. أهلاً بعودتك ..!
أبتعد عنه برفق فقالت ماندي بابتسامة لطيفة : إن العشاء ينتظركم .. لقد أعددت وليمة كبيرة بمناسبة عودة جيمس بعد غياب شهر كامل ..!
بانت ابتسامة حانية على شفتيه : شكراً لمجهودك عزيزتي ماندي ..!
دخلوا حينها سويةً متجهين لغرفة الطعام .. جلسوا حول تلك المائدة العامرة و بدءوا بتناول العشاء و هم يتحدثون في بعض الأمور الصغيرة حتى قال جيمس : ماكس لما لا تأكل ؟!!..
قال هذا باستغراب حين رأى أن ماكس قد اكتفى بكأس من عصير البرتقال : لقد تناولت عشائي مسبقاً لذا لا أشعر بالجوع ..!
بابتسامة ماكرة قالت ماندي : مع هانا صحيح ؟!!..
احمرت وجنتا ماكس لا شعورياً بينما بدا الحماس على جيمس : ما هذه التطورات ؟!!..
مورا أيضاً تدخل حين قال لوالده بحماس : أنه يواعدها منذ ثلاثة أشهر يا أبي ..!
التفت ماكس ناحيته و ضرب رأسه بخفة : من أين لك بهذا الكلام ؟!..
ضحك جيمس عليهما ثم سأل بابتسامة : أهي معك في الجامعة ؟!..
عادت ابتسامته الهادئة الممزوجة بنبرة لطيفة : نعم .. لكنها لست في قسمي فهي تدرس هندسة الديكور بينما أنا أدرس الهندسة المعمارية ..!
هنا قالت ماندي بحماس : إنها جميلة حقاً جيمس .. لقد قام بدعوتها إلى هنا الأسبوع الماضي بعد أن ألححت عليه بذلك ..! أنها لطيفة للغاية و هي رائعة من كل الصفات ..!
عاد بناظريه إلى ماكس الذي بدا التوتر عليه جزئياً : إذاً فهي تناسب ماكس الوسيم .. عليك دعوتها إلى هنا مجدداً لكن حين أكون موجوداً ..!
بمرح قال : بالتأكيد سأفعل ..!
هذه كانت مجرد لحظات من حياة تلك الأسرة الصغيرة .. جيمس و ماندي .. ماكس .. و الابن الصغير مورا .. و كذلك تلك الشابة هانا التي بدا أنها ستكون قريباً جزءاً من هذه الأسرة ..!
................................................
في مكان مختلف عن المعتاد .. في تلك القاعة الكبيرة ..!
كان الجمهور متحمساً .. و مجموعة من الرجال و النساء يجلسون على طاولات خاصة و أمامهم حواسيب يعملون عليها .. يمكننا أن نطلق عليهم لجنة التحكيم..!
على المنصة كانت هناك عشر فتيات صغيرات ما بين الثامنة و العاشرة .. كلن من هن ترتدي ملابس لطيفةً و مختلفةً عن الأخرى ..!
باختصار .. هي مسابقةٌ دولية لأزياء الأطفال ..!
و بعد المناقشات و المشاورات بدأ المعلق بإعلان النتائج .. و في النهاية ختم كلامه : الحاصلة على أعلى تصويت .. المشاركة رقم " 3 " .. نينا !!..
صرخ الجمهور بحماس لها .. فقد كانت أجمل الفتيات و ألطفهن .. رغم أنها كانت الطفلة اليابانية الوحيدة بينما كن كلهن إيطاليات و فرنسيات .. هنا في عاصمة الأزياء الثانية ميلانو ..!
تقدم رجل ناحية الطفلة و قدم لها باقة ورد و كذلك كأس الفوز .. فركضت الطفلة ناحية فتاة شابة و هي تقول بسعادة : آنسه كايدي .. لقد فزنا ..!
ضحكت تلك الشابة و احتضنت الطفلة و هي تقول بسعادة : كنت رائعة نينا .. طريقتك في الرقص لحظة عرض الفستان كانت مذهلة و هذا ما سبب فوزنا ..!
ضحكت الطفلة التي تبغ عامها الثامن بمرح وهي تقول : الفضل يعود لدروس الباليه ..!
التقط الصحفيون العديد من الصور لنينيا و كايدي.. و قد تم توقيع عقد للشابة لتعمل مصممة أزياء أطفال في إحدى أكبر شركات الأزياء العالمية ..!
مضى الوقت و انتهى حفل التكريم و تلقي التهاني و الهدايا .. لذا خرجت كايدي و هي تمسك بيد الطفلة نينيا و تبتسم لها ..!
اتجهتا إلى مربض السيارات ثم ركبتا في تلك السيارة البرتقالية حديثة الطراز ..!
انطلقت السيارة ناحية أحد الفنادق حيث تسكن الاثنتان .. و لكن قبل أن تصلا إلى هناك توقفت كايدي قرب أحد المحلات التجارية و التفتت ناحية الطفلة و هي تقول بابتسامة : نينا .. بمناسبة فوزنا سوف أشتري لك فستان الباليه الذي تختارين ..!
بدت السعادة على وجه الفتاة الصغيرة و هي تقول بفرحة : شكراً لك آنسه كايدي .. أممم .. أريد أن يكون لونه أبيض .. لا بل وردي .. حسناً ليكن ....!
وقبل أن تكمل كلامها قاطعها ضحكة الشابة و هي تقول :على رسلك .. لننزل الآن و اختاري ما تشائين ..! ثم شيء آخر .. لقد انتهى الحفل لذا ما من داعٍ لأن تناديني انسه كايدي .!
بابتسامة مرحة قالت الطفلة الصغيرة : حاضر .. ماما ..!
بادلتها كايدي ذات الابتسامة .. فهذه الطفلة تشغل حياتها الآن ..!
لم تستطع الارتباط بعد خطيبها الأول .. حاولت كثيراً لكن في كل مرة تفشل فكل من تقدموا لها انفصلوا عنها بعد فترة قصيرة قبل الزواج حتى بحجة أنها ليست صادقةً معهم ..! ذلك جعلها تلغي الفكرة نهائياً و تستسلم ..!
لذا .. تبنت طفلةً من ملجأ أيتام قبل ثلاث سنوات ..!
و هاهي " نينا " ذات الشعر الأسود القصير و العينين الرماديتين تعيش معها حياة هانئةً و مليئةً بالانجازات .. خاصةً بعدما تركت التعليم قبل سنوات و قررت أن تصبح مصممة أزياء أطفال كما تمنت دائماً ..!
.................................................. .........
رن هاتفها الذي رمته بإهمال على المقعد الفارغ بجوارها ..!
أخذته دون أن تبعد ناظريها عن طريقها : مرحباً عزيزي ..... نعم ها أنا على وشك الوصول إلى هناك ...... حسناً أراك بعد قليل ..!
وضعت الهاتف في حقيبتها و هي تركز على ذلك الطريق الترابي الذي يعبر خلال تلك الأراضي الخضراء خارج حدود باريس ..!
إنه جزء من الريف الفرنسي الساحر ..!
رأت أمامها تلك الأسوار التي أكدت لها أنها وصلت لوجهتها .. لقد قرروا جميعاً أن يأتوا اليوم لمزرعة الخيول هذه ..!
الساعة الآن هي العاشرة صباحاً .. لقد انتهى موعد عملها النهاري و أما موعد عملها المسائي فسيكون بين الثامنة مساءاً حتى العاشرة ..!
إنها أوقات صعبة لكن عملها في قسم الشرطة يفرض عليها ذلك ..!
دخلت إلى حدود تلك المزرعة و أوقفت سيارتها مع السيارتان اللتان كانتا هناك .. إحداهما كانت سيارة زوجها و الأخرى سيارة شقيقه الأكبر ..!
نزلت هي من سيارتها ذات اللون البحري و سارت بهدوء ناحية المكان الذي تعلم يقيناً أنهم سيكونون فيه ..!
هناك قرب ساحة الخيول حيث تلك المنضدة الكبيرة الخشبية و التي توزعت حولها مجموعة من الكراسي الخشبية .. غالباً يجلسون هنا لشرب الشاي و بالفعل كانوا هناك ..!
كان زوجها يجلس هناك مع شقيقته الكبرى إلا أنهما كانا وحدهما : مرحباً ..!
هكذا قالت فألفتا إليها حيث ابتسمت لها المرأة : أهلاً لينا .. تفضلي ..!
جلست على أحد المقاعد و هي تقول باستغراب : أين لوري ؟!!..
أشار الشاب ناحية ساحة الخيول : إنها هناك ..!
نظرت إلى تلك الجهة و ابتسمت حين رأت ابنتها التي تبلغ الآن عامها الخامس ترتدي ثياب الفروسية ..!
كانت عبارة عن قميص أحمر و بنطال أسود .. إضافةً إلى حذاء برقبة عالية و لون بني ..!
شعرها كان بنياً يصل لمنتصف ظهرها .. لم يكن كلون شعر أبيها أو أمها لكنه كان مطابقاً تماماً للون شعر بعض أعمامها ..!
عيناها كانتا ذات لون أرزق قاتم كعيني أمها ..!
كانت تمتطي خيلاً أبيض اللون كبير الحجم .. و بجانبها خيل آخر كان عمها مايك يمتطيه لكنه كان ذو لون بني : إنها تتعلم بسرعة ..!
هكذا علقت جيسكا و هي تنظر إليها بابتسامة .. بينما قال ميشيل و هو ينظر ناحية لين : إنها مدهشة مثلك يا سنيوريتا ..!
ضحكت بخفة حينها : أعتقد أنك ستذكر هذه الكلمة حتى لو كانت لحظة موتك وصلت ..!
شاركها تلك الضحكة و هو يقول : لأنني أؤمن بحقيقة هذه الكلمة ..!
توردت وجنتاها حينها و هي تتذكر تماماً أن معنا هذه الكلمة هو " جميلة " باللغة الأسبانية ..!
سألت حينها جيسكا و هي تنظر لساعتها : ألن تأتي يومي ؟!.. لقد أخبرتني أنها ستصل قبل العاشرة لكنها تأخرت ..!
تذكرت لين شيئاً حينها : اه صحيح .. لقد أتصلت يومي بي وأخبرتني بأن سيارة جيو تواجه مشكلة لذا قد يتأخرون قليلاً في الوصول إلى هنا ..! قالت أنك لا تجيبين على الهاتف أيضاً جيسكا ..!
انتبهت عندها لشيء : أه .. يبدو أنني نسيت هاتفي في السيارة ..! يالي من مهملة ..!
لم تكمل جملتها حتى سمعوا صوتاً من خلفهم : لقد وصلنا ..!
التفت لين حيث رأت جيفانيو و معه يومي بينما ركض ذلك الطفل الصغير الذي بعمر ابنتها لورينا ناحية ساحة الخيول : لووووري ..!
أوقفت تلك الطفلة خيلها قرب السياج الخشبي و بمرح قالت : أهلاً مارتن .. هل تريد أن تركب على الخيل معي ..!
أومأ إيجاباً بمرح .. فلطالما لعبا هنا سويةً ..!
نزل مايك من فوق خيله و ربط لجامه في السور الخشبي ثم حمل مارتن و وضعه فوق الفرس الأبيض خلف لورينا وهو يقول : لا تفلتي اللجام لوري حتى لا تفقدي السيطرة .. و أيضاً أطعمي خيلك بعض الجزر فهو لم يأكل شيئاً منذ الصباح الباكر ..!
بمرح طفولي قالت : حاضر أستاذ عمي مايك ..!
ضحك بخفة عليها ثم سار ناحية الجالسين هناك حول الطاولة الخشبية ..!
لقد تعلق كثيراً بلورينا ابنة أخيه ميشيل كما أنه قد بدأ بتدريبها على الفروسية منذ بضعة أشهر حين لاحظ حبها للخيل ..!
و بما أنها تتدرب و هي لا تزال في الخامسة فربما تكون محترفة في سن مبكرة كذلك ..!
جلس مع الآخرين حول تلك الطاولة بعد إلقاءه التحية على لين و يومي و جيو ..!
بدءوا بالحديث في بعض المواضيع حتى قالت لين بابتسامة هادئة : إني حقاً في شوق لطوكيو و من فيها ..! ليتنا نذهب جميعاً إلى هناك ..!
ببساطة قالت جيسكا : ولما لا ؟!.. إن بقينا مشغولين بأعمالنا فإن علاقتنا الاجتماعية ستقطع لا محالة ..!
تنهد جيو حينها : أنت محقة جيسكا .. كنت أظن أن ترقيتي إلى ملازم ستكون جيدة لكني اكتشفت أن عملي تضاعف مرتين عن السابق ..!
بمرح علق ميشيل : قلت لك أن تترك هذا العمل المتعب و تعمل معي في الشركة جيفانيو ..!
ضحكة يومي بخفة قبل أن تقول : سيجن جيو لو بقي في مكتب طيلة الصباح .. سيقتله هذا يا ميشيل ..!
استرخى مايك على مقعده وهو يقول : عموماً في العطلة القادمة سيأخذ الجميع إجازة و نذهب سويةً لطوكيو ..!
نظروا سوية ناحية مايك شبه مصدومين .. لقد كان هو دائماً أقلهم حرصاً على الذهاب لكن في الآونة الأخيرة تغيرت تصرفاته كثيراً ..!
ابتسمت جيسكا و هي تعلم أن هذا التغير الذي طرأ عليه هو بسبب لورينا و منذ أن بدأت تدرك ما حولها ..!
تلك الطفلة تعلقت بمايك و أجبرته على التعلق بها ..!
نظرت إلى هناك حيث كانت لوري الصغيرة تجلس على حافة السور الخشبي و تطعم خيلها الأبيض بعض الجزر و بجانبها كانت ذلك الصغير مارتن ابن يومي و جيو ذو الشعر الرمادي القاتم كوالده و العينان الزرقاوتان كعيني أمه..!
كانا يضحكان و يتناوبان في وضع الجزرة داخل فم الخيل و قد اتضح أنهما مستمتعان بهذا ..!
لقد أضاف هذان الصغيران جواً من المرح داخل هذه الأسرة الكبيرة ..!
.................................................. ....