اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ruuuby
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية أحب أن أشكر الأخ الكريم على هذا الموضوع القيم والمتكامل صراحة.. قرأت الموضوع أكثر من مرة وكذلك الردود حتى أستطيع أن أضيف إلى الموضوع.. فضلت أن أبدا مشاركتي بقصة قرأتها فأعجبتني وأعجبني تعليق الكاتب عليها: كان القاضي "عبيد الله بن الحسن العنبري" من كبار الحفاظ للسنة النبوية.. وكان له رأي في مسألة من المسائل بناه على حسب فهمه واجتهاده.. فجاءه بعض تلاميذه ببعض الأدلة التي تبيّن خطأ رأيه وصواب رأي الذين خالفوه.. فأطرق الرجل ساعة ثم رفع رأسه.. وأطلق عبارة ينبغي أن تُكتب بحروف من ذهب.. قال: "إذن أرجِع وأنا صاغِر.. إذن أرجِع وأنا صاغر..لأْن أكون ذَنَبًا (أي ذيلاً) في الحق أحب إليّ من أن أكون رأسًا في الباطل ويتبعني الناس". هذه العبارة لخصت سلوكًا حضاريًّا وأدبًا في غاية الأهمية يجب أن يتأدب به العقلاء.. وأن يحافظوا عليه.. وهو ألا يتكبر الإنسان على الحق وألا يعتقد أن ما رآه يكون دائمًا هو الصواب.. إنما يقبل النقاش وينشد الحق ويكون لديه الاستعداد النفسي للتسليم بالخطأ وقبول الحق متى ما ظهر له.. بل ويفرح بظهور الصواب ويشكر لمن أرشده إليه.. وقال عمر رضي الله عنه: "إن أخوف ما أتخوف عليكم شحٌّ مطاعٌ، وهوى متبَعٌ، وإعجاب المرء برأيه.. وهي أشدهن". أما بقيت المشاركة فسأُلخصها في نقاط: *- هناك فارق كبير بين الشورى والديمقراطية ولا يصح أبداً الخلط بينهما.. فنقاط الاتفاق هي في تحرير الشعب من طغيان الحاكم المستبد.. والرجوع إلى الشعب في اختيار حكامه وممثليه الشرعيين.. وأما نقطة الخلاف بين الشورى وبين الديمقراطية الغربية.. فهي أن الديمقراطية تقوم على إطلاق صلاحيات الشعب إلى (الحاكمية) بمفهومها المطلق.. فالشعب يصدر من القوانين والتشريعات ما تحكمه أهوائه ولو خالفت هذه القوانين أحكام الله وشرائع الأنبياء.. وأباحت الزنا والشذوذ وغير ذلك من المحرمات.. أماالإسلام فيقرر أن الحكم لله والله وحده هو المشرِّع.. وهو وحده المعبود.. قال تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألّا تعبدوا إلا إياه).. لقدفرَّقت الشريعة الإسلامية بين مبدأين: مبدأ السلطة للشعب ومبدأ الحاكمية لله.. *- إننا نعجب من دعاة العلمانية ولا سيما في بلادنا الإسلامية في هذه الأيام ويريدون أن تحكم البلاد بغير شرع الله.. ألا يعلم هؤلاء أن من أنكر بعض الدين كمن أنكره كله.. قال تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيُّ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون* أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون).. وسبحان الله كل السلطات العلمانية لسان حال حكامها: تلا باطـلاً وجـلا صـارمًا *** وقـال: رضيتـم فقلنا: نعـم *- يجب أن يكون واضحًا أن الشورى الإسلامية ليست هي الديمقراطية.. وأن العدل الاجتماعي ليس هو الاشتراكية.. كما يحاول البعض التمويه على الشباب المسلم.. ولنكن واعين تمامًا إلى حقيقة أساسية وهي أن الفكر الليبرالي الغربي قد أثبت منذ سنوات عديدة ومنذ عرفته البلاد العربية والإسلامية عجزه تمامًا عن العطاء حتى في دائرة بلاده.. حيث طالب الناس بنظام اقتصادي جديد.. كذلك كان الأمر بالنسبة للنظام الماركسي الاشتراكي. وإذا كان الفكر اليساري قد عجز عن العطاء.. فمن باب أولى أن يعجز التيار اليساري المسمَّى بالإسلامي والتيار الإسلامي القائم على مفهوم الاستعلاء بالمفاهيم العقلانية المتخذة من المعتزلة (العلمانية تحت مسمى الإسلام).. | ما شاء الله
تناولتي الموضوع من كل ناحيه
بارك الله فيكِ
ورزقكِ فردوسه الاعلي
اللهم امين
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |