04-16-2012, 02:21 PM
|
|
صفة الاستواء الأدلة على صفة الاستواء من الكتاب والسنة بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، قال الإمام الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي في كتاب ( الاقتصاد في الاعتقاد ): فمن صفات الله -تعالى- التي وصف بها نفسه ونطق بها كتابه وأخبر بها نبيه أنه مستوٍ على عرشه كما أخبر عن نفسه، فقال -عز من قائل- في سورة الأعراف: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 وقال في سورة يونس -عليه السلام-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 وقال في سورة الرعد: ﴿ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾2 وقال في سورة طه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾3 وقال في سورة الفرقان: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ ﴾4 وقال في سورة السجدة: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾5وقال في سورة الحديد: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾6 . فهذه سبعة مواضع أخبر الله فيها -سبحانه- أنه على العرش، وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « إن الله -عز وجل- كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: "إن رحمتي سبقت غضبي" فهو عنده فوق العرش »7 . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: بدأ المؤلف -رحمه الله- الكلام في الصفات عن صفة الاستواء على العرش، وبعدها صفة العلو، وصفة الاستواء على العرش من الصفات التي تثبت علو الله -عز وجل- على خلقه، وصفة العلو وصفة الاستواء كل منهما تدل على علو الله -عز وجل-، كل منهما في إثبات علو الله -عز وجل-، ولكن صفة الاستواء تدل على علو خاص وهو العلو على العرش، فصفة العلو تدل على إثبات علو الله على خلقه. وإن كان كل من الصفتين -صفة الاستواء وصفة العلو- فيهما إثبات علو الله على خلقه إلا أن بينهما فرق، فصفة الاستواء إنما دل عليها النص ودل عليها النقل ولم يدل عليها العقل، فلولا أن الله أخبرنا في كتابه أنه استوى على العرش لما علمنا ذلك، بخلاف صفة العلو فإنه دل عليها العقل والنقل والفطرة، العلو -صفة علو الله على خلقه- ثابت بالعقل وثابت بالنقل -النصوص- وثابت بالفطرة، أما استواء الله على عرشه فإنه ثابت بالنقل، لولا أن الله أخبرنا في كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- أنه استوى على العرش لما علمنا ذلك. فهذا من الفروق بين الصفتين -بين صفة الاستواء وصفة العلو- أن صفة الاستواء صفة دلت عليها النصوص والنقل ولكن العقل لم يدل على ذلك، بخلاف صفة العلو فإنما دل عليها النقل والعقل والفطرة، وصفة العلو والاستواء تدلان على إثبات العلو، من الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع، وهي من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، فصفة العلو وصفة الكلام وصفة الرؤية، هذه الصفات الثلاث من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، فمن أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدع. صفة العلو وصفة الكلام وصفة الرؤية، تجد الجهمية والمعتزلة والأشاعرة لا يثبتون هذه الصفات، الأشاعرة والجهمية والمعتزلة لا يثبتون صفة الاستواء ولا صفة العلو ولا صفة الرؤية ولا صفة الكلام، والأشاعرة يثبتون الرؤية على غير وجهه، أو يثبتون الكلام على غير وجهه، يثبتون الكلام لكن يقولون: إنه معنى نفسي وليس بحاصل على صورته، ويثبتون الرؤية ولكن في غير جهة، فهم لم يثبتوا صفة الرؤية على حقيقتها ولا صفة الكلام على حقيقته، أما العلو فهم ينفونه. فتبين بهذا أن هذه الصفات من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع، ومن الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع العلو والكلام والرؤية، وصفة الاستواء تدل على العلو، تثبت علو الله على خلقه، إلا أن الاستواء على العرش إنما هو علو خاص على العرش، وصفة العلو في قوله -تعالى-: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾8 هذا علو، هذا إثبات صفة العلو على جميع المخلوقات، وأما الاستواء على العرش فهو علو خاص، فعل يفعله -سبحانه- كما يليق بجلاله وعظمته. وصفة الاستواء على العرش دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. أما الكتاب العزيز فإن الله أثبت صفة الاستواء في سبعة مواضع، سبعة مواضع في كتاب الله -عز وجل-، سردها المؤلف -رحمه الله- وكلها جاءت بلفظ الاستواء، فجاءت بحرف ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 في سورة الأعراف وفي سورة يونس وفي سورة الرعد وفي سورة طه وفي سورة الفرقان وفي سورة السجدة وفي سورة الحديد، سبعة مواضع فقط، كلها دلت على ثبوت صفة الاستواء، وكلها جاءت بلفظ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع. والمؤلف -رحمه الله- سردها أمامنا في سورة الأعراف في سورة الأعراف، قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 "استوى" تَعدَّت بـ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع، وفي سورة يونس قال -تعالى-: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 وفي سورة الرعد قال -تعالى-: ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾2 وفي سورة طه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾3 وفي سورة الفرقان: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾4 وفي سورة السجدة: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾5 وفي سورة الحديد: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾6 . سبعة مواضع لا ثامن لها في القرآن العظيم، وكلها جاءت بلفظ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع، فإن الاستواء يأتي له معان متعددة، المعنى الأول: أن يأتي متعديا بـ ( إلى ): ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ﴾9 وهي تدل على العلو، وأحيانا يتعدى بالواو التي تفيد المعية: ﴿ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾10 استوى الماء والخشبة، وتتعدى بلفظ ( على ) التي تدل على العلو والارتفاع. ونصوص الاستواء جاءت كلها في سبعة مواضع، كلها جاءت بلفظ "استوى" وبلفظ "على" التي تدل على العلو والارتفاع والاعتدال، يقول -سبحانه-: ﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ ﴾11 على ظهورها، وهذه المواضع السبعة كلها صريحة في علو الرب على العرش وعلى خلقه، علوه على العرش، والعرش سقف المخلوقات ليس فوقه شيء، وهو سقف المخلوقات، المخلوقات تنتهي من جهة العلو للعرش، سقف المخلوقات، والله -تعالى- فوق العرش بعدما تنتهي المخلوقات. ولهذا فإن نصوص الاستواء السبعة كلها من أدلة علو الله على خلقه؛ لأن نصوص أدلة علو الرب على خلقه كثيرة، أفرادها تزيد على ثلاثة آلاف دليل كلها تدل على علو الله على خلقه، ولكنها أنواع، من أنواعها الاستواء والاستواء تحته سبعة أدلة، سبعة أفراد من الأدلة، يكون هذا نوعا من أدلة العلو، التصريح بأن الله استوى على العرش بلفظ ( على ) وهذا في سبعة مواضع، ولكن لو جمعت أفرادها لزادت على ثلاثة آلاف دليل ومع ذلك ينكرها أهل البدع. وكونها صريحة وكثيرة، أنكر أهل البدع علو الله على خلقه، وقالوا: إن الله ليس فوق المخلوقات. وسلكوا أحد المسلكين: المسلك الأول ... الذين أنكروا علو الله على خلقه سلكوا أحد المسلكين: المسلك الأول قالوا: إن الله مختلط بالمخلوقات، إن الله مع المخلوقات. وضربوا النصوص بعضها ببعض، وقالوا: إن أدلة المعية تبطل الفوقية وتناقضها، قوله: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾6﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾12﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾13 قالوا هذه النصوص، نصوص المعية تناقض الفوقية وتبطلها، فقالوا بالاختلاط، وقالوا: إن الله مختلط بالمخلوقات. تعالى الله عما يقولون، حتى قالوا: إن الله في كل مكان. نعوذ بالله، ولم ينزهوه عن الأماكن القذرة، سبحان الله عما يقولون، قالوا: إنه في أجواف السباع (في بطون السباع)، وفي أجواف الطيور، وفي كل مكان. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. والطائفة الثانية -الذين أنكروا نصوص العلو والاستواء- قالوا بنفي النقيضين عن الله، قالوا بالنفي المحض، قالوا: إن الله لا يكون مع المخلوقات، لا فوق المخلوقات ولا مع المخلوقات. أين يكون؟ قالوا: يكون لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايد له، ولا متصل به ولا منفصل عنه. أيش يكون، أين يكون؟ يكون عدما؟ أشد من العدم، يكون ممتنعا مستحيلا، والمستحيل أشد من العدم، فهؤلاء أهل البدع -نسأل الله السلامة والعافية- طائفتان: طائفة أنكرت ... طائفة قالوا بالاختلاط، وطائفة قالوا بنفي النقيضين. استدل المؤلف -رحمه الله- على إثبات الاستواء من الكتاب العزيز بسبعة مواضع، واستدل من السنة بنصوص، منها حديث أبى هريرة في الصحيحين، وهو حديث قدسي أضافه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ربه، يقول الله عز وجل ... يقول أبو هريرة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « إن الله -عز وجل- كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبـي »14 . فهو عنده فوق العرش، قوله: « إن رحمتي سبقت غضبي »15 هذا من كلام الله لفظا ومعنى، هو حديث قدسي؛ لأن الحديث القدسي قصد به قدسية الله، منسوب إلى الله، فهو من كلام الله لفظا ومعنى، مثل القرآن من كلام الله لفظا ومعنى، إلا أن القرآن له أحكام تختلف، كلام الله يتفاضل، بعضه أفضل من بعض؛ ولهذا "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، فالقرآن له أحكام: منها أنه لا يمسه إلا متوضئ، ومنها أنه متعبد بتلاوته، ومنها أنه معجز في ألفاظه، والحديث القدسي ليس له ذلك، وإن كان من كلام الله، أما الحديث غير القدسي فهو من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لفظا، ومن الله معنى، من النبي -صلى الله عليه وسلم- لفظا، ومن الله معنى. قال -تعالى- عن نبيه الكريم: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾16 في هذا الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إن الله -عز وجل- كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي »14 فهو عنده فوق العرش، والشاهد قوله: « فهو عنده فوق العرش »17 إثبات الفوقية، فهو عنده فوق العرش، إذن الله فوق العرش، فوق العرش عنده، والكتاب عنده، وعنده في أي مكان؟ فوق العرش فهو عنده فوق العرش، هذا صريح في إثبات الفوقية، والحديث رواه الشيخان وغيرهما: رواه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، وغيرهما، فالحديث فيه: « فهو عنده فوق العرش »17 . الشاهد من الحديث أو وجه الدلالة إثبات العندية، فهو عنده، وأنه فوق العرش، إذن هو هذا الكتاب عنده في أي مكان؟ فوق العرش. ودل على أن الله فوق العرش، ففيه إثبات الفوقية، والحديث يدل على صفات أخرى أيضا، يدل على صفة الرحمة: « إن رحمتي »15 صفة الغضب، صفة الكتابة:« إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق »7 وصفة العلو، فيدل الحديث على أربع صفات: صفة الكتابة، صفة الرحمة، صفة الغضب، صفة الفوقية. يقول: فهو عنده فوق العرش. النصوص الكثيرة دلت على أن العرش هو سقف المخلوقات، وهذا الكتاب فوق العرش، كيف الجمع بينهما؟ العرش سقف المخلوقات، أحاديث كثيرة تدل على أن العرش ... نصوص كثيرة تقول: العرش سقف المخلوقات، وليس فوقه شيء، والله فوق العرش، وهذا الحديث فيه أن الله فوق العرش، فكيف الجمع بينهما؟ الجمع بينهما أنه قال: هذا مستثنى، هذا خاص وهذا عام، هذا مستثنى خاص، مستثنى، هذا الكتاب مستثنى فوق العرش، والخاص عند أهل العلم يقضي على العام، الخاص يقضي على العام، النصوص عامة في أن العرش سقف المخلوقات، وهذا خاص استثناء هذا الكتاب، نعم. وهناك فرق أيضا بين الاستواء -أيضا- والعلو، فرق آخر: هو أن العرش ... الاستواء من الصفات الفعلية، والعلو من الصفات الذاتية، فيكون الفرق بين صفة الاستواء وصفة العلو من جهتين (من وجهين): الوجه الأول: أن صفة العرش من الصفات الفعلية، فعل يفعله -سبحانه-، وكان بعد خلق السماوات والأرض، متى كان الاستواء؟ بعد خلق السماوات والأرض قال: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1 الله -تعالى- خلق الأرض أولا، ثم خلق السماء، ثم دحا الأرض، ثم استوى على العرش. إذا كان الاستواء بعد خلق السماوات والأرض إذن ... والصفات الفعلية هي التي تتعلق بالمشيئة والاختيار، مثل: الغضب، ومثل: الرضا والاستواء والنزول، تتعلق بالمشيئة والاختيار، متى شاء نزل، ومتى شاء غضب، يغضب إذا شاء، وكذلك الاستواء، فكان في وقت مستويا، وفي وقت ليس مستويا، في وقت قبل خلق السماوات والأرض لم يكن مستويًا على العرش، ثم استوى على العرش، أما العلو فهو من الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها الباري -سبحانه وتعالى-، فلا يقال: إنه في وقت عال، وفي وقت ليس عاليا. لا، في جميع الأوقات عال، في جميع الأوقات عال على خلقه، ومنها العرش، الله -تعالى- فوق المخلوقات كلها ومنها العرش، إذن ما معنى الاستواء على العرش؟ الاستواء على العرش صفة أخرى، فعل يفعله، علو خاص على العرش، الله أعلم بكيفيته، أما العلو فهو عام مطلق، لا ينفك عن الباري، عال على جميع المخلوقات ومنها العرش، أما الاستواء فهو علو خاص على العرش، هذا الفارق الأول، والفارق الثاني: أن العلو دل عليه العقل والنقل والفطرة، وأما الاستواء دل عليه النقل فقط، دلت عليه النصوص، ولولا أن الله أخبرنا بالاستواء، لما علمنا بذلك، أما العلو دل عليه العقل والفطرة، فطر الله الخلائق على أن الله في العلو، حتى البهائم العجماوات ترفع رأسها إلى السماء، فيكون الفرق بين الاستواء والعلو من هاتين الجهتين، نعم. 1 : سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:54 2 : سورة الرعد (سورة رقم: 13)؛ آية رقم:2 3 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:5 4 : سورة الفرقان (سورة رقم: 25)؛ آية رقم:59 5 : سورة السجدة (سورة رقم: 32)؛ آية رقم:4 6 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:4 7 : البخاري : التوحيد (7554) , ومسلم : التوبة (2751) , والترمذي : الدعوات (3543) , وابن ماجه : الزهد (4295) , وأحمد (2/397). 8 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:18 9 : سورة فصلت (سورة رقم: 41)؛ آية رقم:11 10 : سورة المؤمنون (سورة رقم: 23)؛ آية رقم:28 11 : سورة الزخرف (سورة رقم: 43)؛ آية رقم:13 12 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:40 13 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:153 14 : البخاري : التوحيد (7554) , ومسلم : التوبة (2751) , والترمذي : الدعوات (3543) , وابن ماجه : المقدمة (189) , وأحمد (2/397). 15 : البخاري : التوحيد (7422) , ومسلم : التوبة (2751) , والترمذي : الدعوات (3543) , وابن ماجه : المقدمة (189) , وأحمد (2/397). 16 : سورة النجم (سورة رقم: 53)؛ آية رقم:3 - 4 17 : البخاري : بدء الخلق (3194) , ومسلم : التوبة (2751) , وأحمد (2/358).
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |