عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 04-16-2012, 04:14 PM
 
*
*
*
*
الجزء التاسع

عادت جودي وساندرا إلى المنزل فاستقبلتهما الجده بالترحيب .... جلست ساندرا بجانب جدتها ثم قالت جودي : أستأذنكم علي الذهاب لتبديل ملابسي ...
أذنت لها الجده وذهبت باتجاه غرفتها ... لم تصدق مارأته ...!
كانت هناك وردة باللون الأحمر قطفت حديثا وضعت عند مدخل الباب ... انتشلتها جودي واستنثقت عبيرها وهي تبتسم بفرح ....
جودي " انها لي ... يالسعادتي ... ولكن من وضعها ؟ "
لم تفكر في الموضوع كثيرا دخلت إلى الغرفه وشرعت في تبديل ملابسها ثم أتت بإناء فخاري قد رسمت عليه بعض الرسومات ملئت نصفه بالماء ووضعت الزهره بداخله ..
وقالت والابتسامه لم تفارقها : هكذا ستعيشين مدة أطول أليس كذلك يازهرتي ؟ " ثم ضحكت ببلاهه وسكتت فجاءة ثم قالت : يا إلهي لقد نسيت ..!.. لايجب علي البقاء طويلا في غرفتي فقد تحتسبه الجده خطأ او تقصيرا مني ..!
أطفأت الأنوار وهمت بالخروج حتى عادت وهي تبتسم : إلى اللقاء يازهرتي ^^
\
/
\
دقت أجراس الساعه السابعة مساءا لتنبئ بقدوم مايكل وستيف ...
ذهب ستيف مباشرة إلى غرفته واستلقى على فراشة ووضع كفية خلف رأسه وشرع في التفكير ... التفكير الذي لم يتوقف منذ ان اخبرته الجده بذلك
ستيف " ماهذا ؟... لم علي أن أحب فتاة تخدمني ؟.. كبريائي لايسمح بذلك .. لاشك ان جدتي مخطئه .. بالتأكيد مخطئه ... فهي ليست في قلبي وعقلي لتعرف بماذا افكر ... لم أحس يوما اني احبها ... ربما أعجبت بها ... ولكن حالما تخرج من منزلنا وتنتهي فترة خدمتها سأنساها .. "
قطع عليه حبل تفكيره دخول سوزان إلى غرفته ...
ستيف بدهشه : أمي ؟..
سوزان ببرود : لماذا أنت مندهش من وجودي ؟
ابتسم ستيف وقال بسخريه : لأنها المرة الأولى التي تأتين فيها إلى غرفتي وإلي شخصيا ...!
سوزان : أردت أن احدثك في موضوع هل هناك اعتراض ؟
ستيف بسخريه : بالتأكيد لا ياحضرة الأميره ... تفضلي
تجاهلت سوزان سخريته وقالت بجراءه : أريد منك خدمه لتقدمها لي
ستيف : خدمه ؟
سوزان : نعم ... جودي ..!
عقد حاجبيه وكأن الموضوع قد أثار فضوله : ماذا بشأنها ؟
سوزان : هل تعجبك ؟
ارتبك ستيف وقال بتوتر غير ملحوظ : شأنها كشأن الخادمات الأخريات ... لماذا قد تعجبني ؟
ابتسمت سوزان بأريحيه وقالت : هذا جيد ... إذن لن تمانع عندما أطلب منك أن تقول لوالدك أن يستبدلها بخادمه اخرى ...
ستيف : لماذا ؟
سوزان : فقط لا أريدها ان تكون في منزلي ... أعدك ان نفذت ما أطلبه منك سأحضر لك خادمة أفضل منها صدقني ...
ستيف : إذن لماذا لاتقولي له انتي ؟... أليس هو زوجك الذي أحبك منذ الثانوية ؟
سوزان بحزن : لقد حاولت ... لكنني لم أستطع ... إذا اجتمعنا عليه سوية سيوافق تحت تأثير ضغوطاتنا عليه
ستيف : لايهمني ... " وقال بهدوء مخيف " أخرجي اريد ان انام ..!
سوزان : فكر بالموضوع جيدا .... هذا لمصلحتك صدقني
خرجت سوزان ولم يعقب ستيف على كلامها ...
عاد ستيف إلى وضعيته حتى دخلت جودي بخلسه وهي تقول بسرعه : ستيف .. ستيف هل أنت نائم ؟
ستيف : لا
جودي : هل تريديني ان احضر لك عشاءك مثل البارحة ؟....
اعتدل ستيف في جلسته وقال : لماذا تبدين وكأنك مطارده ؟
جودي بابتسامة شقية : أخشى ان تعلم بي جدتي فلقد منعتني من مقابلتك حتى انتهاء فترة العقاب ...!
ضحك ستيف وقال : أشكرك لا أريد .... أفضل النوم
جودي : ولكنك لم تأكل شيئا منذ غداءك ؟
ستيف : إذا كنت تريدين ان تحضريه احضريه ...!
ابتسمت جودي وقالت بفرح : بالتأكيد
ما إن خرجت جودي حتى قال ستيف بنبرة غريبه : يبدو أنها حقا تؤثر علي .... هل علي أن اطردها قبل ان يتحول إعجابي إلى حب حقيقي ؟ إنه كما قلت مثلها كأي خادمة ... إذن لاضير من تغييرها .... " واستمر بتفكيره حتى قدمت جودي إليه ....
كعادتها وقفت جودي لحين انتهائه من تناول عشائه .... جسدها في غرفة ستيف ولكن عقلها يحلل ماحدث لساندرا وفرانك ...
جودي " كيف لشخص مثل فرانك ان يفعل شيئا كهذا ....أنا لا أفهم حقا لماذا فعل هذا ؟.... ربما كان للانتقام ولكن السبب الذي قالته لي ساندرا ليس مقنعا ابدا ... " ثم نظرت إلى ستيف وقالت بذكاء " آه لقد نسيت فرانك وستيف طبعهما واحد ...! وجدتها "
جودي : ستيف ...
ستيف بهدوء : ماذا؟
جودي : سأسئلك سؤالا فكر فيه ثم اجبني ... إذا مارأيت الفتاة التي تحب مع شخص آخر ويبدوان منسجمان معا ... ماذا ستفعل ؟
ستيف بسرعه : لاشئ ... فكما يقولون في المسلسلات إذا كنت أحبها سأتمنى لها السعاده
جودي : كاذب
ستيف : ماذا قلتي ؟
ابتسمت جودي ببلاهه وقالت : لاشئ ....
جودي " هذا الأحمق ... لايعطي ولو جزءا من تفكيره للآخرين .... حسنا سأضع نفسي مكان فرانك وستيف ... مالذي سيفعلانه في هكذا موقف ؟ ...أممممم.. " وبعد مدة من التفكير " ... أعتقد انني سأفعل أي شئ للتفريق بينهما ...! " ثم ابتسمت بخبث " .... يالكما من شريرين ..!
نظر إليها ستيف ثم قال : ما بال هذه الابتسامة الشريرة ؟ ... هل أنتي حمقاء ؟
اغتاضت جودي من كلامه وقالت بحنق : ليس من شأنك ..!
في النفس الوقت أتى طرق على باب غرفة ستيف ... ثم دخل شخص لم يتوقعا حضوره ...!
جودي : فرانك ؟
ستيف بسخريه لإخفاء غيضه : ماذا ؟... هل تريد مالا من رجل الأعمال ؟
ضحك فرانك وخرجت دموع ضحكه المبالغ فيها : أبدا ... أتيت لدعوة حبيبتي إلى العشاء في المطعم ....
بحث جودي بناظريها في الغرفه وقالت بغباء : حبيبتك ليست هنا ...!
فرانك : بلى ... أنتِ
نظر إليه ستيف نظرة غرور ثم قالت جودي : لست حبيبتك ...!
فرانك بابتسامه عريضة : يالبرائتك ... أريد أن اخبرك شيئا هلا أتيتي معي ؟
جودي " انها فرصة مناسبة للتحدث معه بشأن ساندرا " : لابأس
ستيف بغضب : هل ... هل ستذهبين معه ؟
جودي : وماذا في ذلك ؟
ستيف : ولكن ...أنا .... أريد كوب من الشاي
جودي : أنا لست تحت إمرتك وكل مافعلته اليوم تطوعي ...! " ثم قالت وهي تتجه إلى فرانك " سأذهب للإستئذان من جدتي وسأكون جاهزه ...
ثم خرجت مع فرانك وهي لاتزال تتحدث إليه ونسيت ستيف تماما ...
جمع قبضة يده وضرب به طاولته وقال وهو يصر على أسنانه بحقد : سأريك ... أيها الفرانك الأحمق ...!
\
/
\
فرانك : سأنتظرك ريثما تنتهين من الاستعداد ...
جودي : أستعداد ماذا ؟.... هل صدقت انني سأذهب معك ؟.... الوقت متأخر للخروج ثم ان جدتي بالتأكيد لن تسمح لي ...
فرانك بقهر حاول إخفاءه : ولكن ... انتِ قلت ذلك قبل قليل ..!
ضحكت جودي وقالت : آه ذلك ... قلته لإغاضته فقط ولم أكن أنوي الخروج معك ... " ثم قالت عندما شعرت بتغير ملامح فرانك " يمكننا التحدث في حديقة المنزل ... إذهب هناك وسأتبعك بعد ان احضر شيئا للشرب ...
فرانك : لابأس ...
\
/
\
جودي وهي تضع أكواب العصير الزجاجيه بهدوء على المنضده : تأخرت؟
فرانك بابتسامه : لابأس ... ليس كثيرا ...
ثم جلست جودي ووضعت كفيها على وجهها وهي تستند بهما على الطاوله ...
جودي : إذن ... ماهو الموضوع الذي تود مناقشتي به ؟
فرانك " ورطه " : امم في الحقيقة هو .. إنه .... آه صحيح من الغريب أن توافقي على المجئ معي ... فلست من ذلك النوع الذي يقبل كل شئ ...!
جودي "هل هو عفريت !" : لقد صدقت ... أود مناقشتك في موضوع يخص ساندرا ..!
تغيرت ملامح وجه فرانك للضيق وقال : ليس هناك كلام لي مع تلك الفتاة ..!
رفعت جودي حاجبيها بعلامة الاستغراب : ألا يجب ان تكون هي من تكرهك وليس أنت ..!
فرانك : ماذا تعرفين ؟
جودي : ليس كل شئ ... ما السبب الذي يدفعك للتفريق بينها وبين حبيبها ؟
صمت فرانك ورفع رأسه للسماء قائلا : ما أجمل النجوم هذه الليلة ...!
جودي : أظن انني سألتك فأجبني !
فرانك وهو لايزال على وضعيته : والقمر بدرُُ اليوم ... يالهذه الليلة الرائعة ...
جودي بغضب : فرانك ..!
شرب فرانك رشفة من عصيره ثم وقف وقال : أشكرك على هذه الليلة القصيرة ...! لقد استمتعت ... أراك لاحقا
ثم ذهب ولم يدع لها فرصة للإعتراض ...
جودي : سأكتشف السبب .... عاجلا أم آجلا
\
/
\
عندما عادت جودي إلى غرفتها وجدت وردة أخرى حمراء قد وضعت في نفس مكان الأولى
جودي : ماهذا ؟... واحده اخرى !
ثم أخذتها ووضعتها بداخله الزهرية الفخاريه بجانب الأخرى ....
جودي " بالتأكيد هناك سبب مقنع ... ردة فعله تظهر ذلك ... سأحاول مرة أخرى علَه يجيبني ..! "
\
/
استيقظ ستيف في تمام الساعه السابعه صباحا وقد استعد استعدادا كاملا ليومه الثاني والأخير في عمله ...!
ستيف " ماذا حدث بينهما البارحه ؟.... حقا أود ان أسألها ... لكنني لن أفعل حتى لاتظن بي شيئا آخر ... سأتصرف ببرود تام حيال هذا الموضوع ... ريثما تسنح لي الفرصة لمحادثة والدي في شأن تغييرها ..."
جودي : صباح الخير
ابتسم لها ستيف بفرح وقال : أهلا .. صباح الخير
جودي " ماهذا ؟.... لابد انني جننت ..!... ستيف يبتسم في الصباح ... غير معقول "
ستيف : مابالك ؟
جودي : تدبو في مزاج رائع اليوم ...
ستيف وقد اتسعت ابتسامته : بالتأكيد .. فلقد وجدت حلا لمشكلتي
جودي : مشكلتك ؟
ثم اتجه ستيف للأسفل ومن خلفه جودي يمشيان على الدرج
ستيف : لاتشغلي بالك .... سأنزل للأسفل ... ليس ضروريا أن تتبعيني ..
جودي " أيضا يقول لي لاتتبعيني ...! هل هذا ستيف ؟" : كما تريد ... سأذهب لعملي مباشرة
بمجرد إختفاءها عن ناظريه توقف و اخرج تلك التنهيده واغمض عينيه بإنزعاج
ستيف : لماذا لازلت أفكر وقد اتخذت قراري ؟
سوزان وقد أتت من خلفه : ستيف إلى من تتحدث ؟
ستيف : لاشئ ... فقد فكرت بصوت عالي
سوزان : إذن ... ماذا حدث في الموضوع الذي طلبته منك ؟
ستيف وقد أكمل مشيه بهدوء : كما تريدين
سوزان : كما أريد ؟... هل تقصد انك ستقوم بتغييرها ؟
ستيف : أجل
سوزان : حقا ... يالسعادتي أشكرك يابني العزيز
ستيف : حسنا حسنا
\
/
\
جلست العائلة مجتمعه لتناول الفطور وجودي تقف كعادتها حتى انتهائهم ...
جودي وهي تتأمل ستيف " يبدو غريبا اليوم ! .... حتى انه يأكل بضجيج على غير عادته! ... هل حدث شئ ولم يخبرني ؟... " ثم ابتسمت بسخريه من نفسها " ومن أكون ؟.. مجرد خادمة تعمل عنده !.... " ثم انتبهت " لماذا لايضع القلم الذي أهديته له ؟.... كان يضعه بالأمس ... ماهذا أيضا ربطة عنقة لم تعقد جيدا !.... وذلك الدبوس الألماسي لا أراه أيضا ... يبدو انه كان بفكر بعمق وهو يرتدي ملابسه ... سأنبهه لذلك بعد انتهائه "
\
/
جودي: ستيف ... دعني أعدل لك ربطة عنقك ... تبدو مائله ولم تعقد جيدا ...
ثم اقتربت منه لدرجه أنها اصبحت ملتصقة بصدره وليتبين مدى الفرق بين طولهما ...!
ستيف " لا أحتمل ... قربها مني يأثر علي كثيرا ..! اليوم ... اليوم سأحدث والدي! "
جودي وقد اكتست وجنتيها حمرة خجل وقالت بابتسامه : انتهيت ... فقط انتظرني حتى احضر الدبوس والقلم ...
ستيف وقد ابعد وجهه عنها واصبحا ظهره مواجها لها : احضري الدبوس ولكن لاتحضري القلم ... لا أحتاجه !
نظرت إليه جودي بنظرات غريبه وقالت : حـ حاضر... سأفعل
ماهي سوى دقائق حتى احضرت ماطلبه وخرج هو لعمله وانشغلت هي الأخرى ..!
\
/
\
كانت الدقائق والساعات تمر بسرعه ... لم تحس جودي بها بسبب الأعمال الإضافيه التي كلفتها بها الجده .... الساعة الآن تشير إلى السادسه مساءا وهي لاتعلم هل عاد ستيف لتناول غداءه ام انه بقي مع مايكل حتى موعد العشاء ....
أمسكت جودي بالمنشفة المبلله وهي تمسح تلك اللوحات الفنية بهدوء وبخفه حتى لاتختفي الألوان ... فقد أوصتها غابرييلا بالانتباه أثناء التنظيف ...
جودي " علي أن أكون حذره .... وإلا قد أخسر عملي بسبب هذه اللوحات التي لاتحمل أي معنى لها ...! "
هل ستخسر عملها بسبب هذه اللوحات أم بسبب شئ آخر ؟
ضجيج ملئ الغرفة عند دخول جوني وبراد وهما يتسابقان .. صرخت جودي بهما فتوقفا بعد ان تنبئا بوجودها ...
جودي بصرامه : ما الذي تفعلانه هنا ؟.... هذه اللوحات ثمينه والمكان ليس للعب ..!
جوني : ولكن ... نشعر بالملل
براد : نعم ... لايوجد أحد يلقي لنا بالا
جودي " لا أعلم لماذا توقعت أن هذه هي طفولة ستيف ...! " : أنتما اثنان تستطيعان اللعب معا في الخارج
براد : ولكن جدتي تمنعنا من الخروج
جوني : أكرهها ...!
جودي : أياك ان تقول ذلك مرة أخرى .... فجدتي طيبة جدا وفعلت هذا لمصلحتكما ... فأنتما صغيرين ولاتقدران الأخطار ...!
جلس كل منهما بطريقة توحي بالملل على إحدى الكراسي الطويلة المكسوة بنوع فاخر من الأقمشة ...
أحست جودي بالشفقة عليهما فقالت وابتسامتها تتوسع : حسنا ... مارأيكما أن نلعب معا بعد انتهائي من عملي ؟
جوني وبراد : حقا ؟
جودي : بالتأكيد .... ولكن ارجو منكما انتظاري خارج هذه الغرفة
جرى كل من جوني وبراد وهما يصرخان بسعاده ... فضحكت جودي لسعادتهما بشئ بسيط ...!
جودي " يذكرانني بستيف في ذلك اليوم الذي اعطيته القلم كهدية .... كان سعيدا حتى نهاية اليوم ..! ... " ثم تحولت ابتسامتها إلى ألم " ولكن يبدو انه لم يعد له قيمة..! .... ولماذا أحزن ؟... يقول انه لايحتاجه ..! " ابتسمت بغضب ممزوج بالسخريه " كيف لشخص في يذهب إلى عمله بلا قلم ؟.... على الأقل لم يكن يجدر به أن يقولها بتلك الطريقة القاسية ... هناك طرق أفضل ...! "
انتبهت ببراد وهي يشد بتنورتها : أختي ... ألم تنتهي بعد ؟
ابتسمت جودي بقول " أختي " : قليلا فقط انتظراني في الحديقه ...!
\
/
\
فتحت البوابة الكبيرة لتدخل سيارة ستيف الخاصة .... ترجل منها ثم مشى باتجاه الباب الداخلي للمنزل ... ولكنه توقف عندما سمع ضحكها مع أصوات الطفلين ... غير اتجاهه إلى مكان الألعاب البلاستيكيه والتي أحضرت خصيصا للطفلين ... توقف بعيدا عنهم بحيث يمكنه رؤيتهم ولايرونه ... تأملها ستيف بحركتها الخفيفة عندما يحاولان الأمساك بها .... وعندما تصغي بإهتمام عندما يقول أحدهما شيئا ... ابتسم بألم واضح في عينيه ثم أدار ظهره إليهم واتجه إلى غرفته ولم يرسل في طلبها كعادته ...
\
/
\
في نفس الوقت عند جودي
جلست جودي بتعب على الأرضيه العشبية ... وقالت وهي تلهث : لقد تعبت ... لا أستطيع الجري أكثر ...
جلس بجانبها الطفلان وحالهما ليس أفضل منها ....
جوني وقد انتبه بوجود فرانك يقف بعيدا عنهم وينظر في الفضاء ...
فرانك " ماتلك النظرة في عينيك ياستيف ؟ "
جوني : أخي فرانك ... تعال وألعب معنا ...!
نظر إليهم فرانك ولم يلقهم بالا ثم ذهب بدون قول كلمه ...
براد : غريب ... أخي فرانك لم يلعب معنا منذ أيام ... حتى ستيف ...! لقد نسونا يأخي
قال جوني بنبرة مضحكه وكأنه يعزي نفسه : نعم ... لقد ذهبت أيام الاستمتاع ...!
ضحكت جودي على طريقتهما وكأنهما يفهمان بعضهما تماما ...
جودي : حدثاني عن فرانك وستيف ...
براد : بأيهم نبدأ ؟
جودي : أمممم .... ستيف
\
/
\
في نفس الوقت كان فرانك يمشي عائدا إلى غرفته ولكنه قابل ساندرا في طريقة فتوقف في طريقها وأصبح ينظر إليها بنظرات غريبة لم تفهم ساندرا معناها ....
ساندرا : ماذا ؟
فرانك بهدوء : لاشئ ...
ثم انسحب وعاد إلى وجهته ... أما ساندرا فقد تبعته بنظرها وهي تقول باستغراب
" هذه أول مرة نتقابل ولا تحدث بيننا مشاحنه ....! "
طردت فرانك من تفكيرها وذهبت باتجاه جودي كما اخبرتها إحدى الخادمات ...
\/
ساندرا : هل وجودي مرحب به أم لا ؟
جودي : بالتأكيد تعالي وألعبي معنا
جوني وبراد : لالالا
ضربت جودي رأسيهما بخفه وقالت بصرامه : هذه أختكما الكبرى ... أحترماها
جوني : حسنا حسنا نحن آسفان
ضحكت ساندرا وقالت موجهه كلامها إلى جودي : لاتأخذي كلامهما على محمل الجد ... هما هكذا دائما ..
جلست ساندرا بجانبهم وقد استرسل الصغيران في وضف فرانك وستيف مرة بمدحة ومرات باستهزاء ... وهن مستمتعات
براد : وهكذا يفعل ستيف ... " ثم قال بلكنة فيها الغرور وقد حاول تخشين صوته الطفولة " أنا السيد ستيف لا ألعب مع الأطفال ...! " ثم قال وقد عاد صوته كما كان " وماهي سوى ثواني حتى أصبحنا نلعب سوية بتلك الوسائد الصغيرة ...!
ضحكت جودي وساندرا وأكمل جوني وهو يقوم بتقليد فرانك
جوني : سألعب معكما شريطة ان تعرفاني على أخت صديقتكم الصغيرة .... " ثم ضحك فرانك الغريبة ...! "
\
/
\
جلست ساندرا مع جودي لوحدهما بعد أن ذهب الطفلان للعب معا ...
ساندرا : هل أستجد شئ ؟
جودي بخيبة : لا ... لكن سأحاول معه مرة أخرى علَه يخبرني ...
ساندرا : استسلمي ... فمنذ ذلك الحين وانا احاول معرفة السبب ....
جودي : لاضير من المحاولة مرة أخيرة ...
غابرييلا : جودي لماذا تجلسين هنا ؟... هل انتهيتي من كل ما أمرتك بك ؟
ارتبكت جودي وقالت : بقي فقط غرفتين ...!
غابرييلا : إذن لماذا تجلسين ... اذهبي للعمل
جودي : حسنا
ذهبت جودي فقالت ساندرا بعتب بسيط : جدتي لماذا تقسين عليها ؟
غابرييلا : لست أقسو عليها .. هذا عملها ثم انك لم تفكري بمشاعر الخادمات الأخريات عندما تجلس وتعلب مع الأطفال وهن يعملن ...
صمتت ساندرا ثم قالت بابتسامه : لديك وجهة نظر سليمة ...
\
/
\
كانت تمشي في الممر وهي تتمتم بكلمات غاضبة .... حتى وصلت إلى الغرفة التي أمرتها بتنظيفها .... فتحت الباب بهدوء ثم أشعلت الأنوار لترى شيئا لم تكن لتحلم به ....
\
/
\
ابتسمت غابرييلا وهي تستمع إلى ذلك الصوت القادم من تلك الغرفه ... وساندرا تستمع بذهول إلى تلك النغمات المتناسقه ...
\
/
كان مايكل يجلس في مكانه المفضل في غرفة المعيشة وقد امسك بإحدى المجلات الأقتصاديه ليقرأها بشغف وتركيز ... وبجانبه تجلس سوزان وقد أمسكت بصحن فيه كعكة قد زينت بالشوكولاته وهي تنظر إلى التلفاز ... حتى أتاهما ذلك الصوت بنغمته الهادئه والرومانسيه ...
\
/
اتجه فرانك لناحية الصوت الذي سلب عقلة وهو يتساءل من مصدره ...
\
/
\
استيقظ ستيف من شرودة بصوت لحن يعرفة قد اتى من تلك الغرفة القريبة من غرفته ..
خرج واتجة إليها .... استند على الباب وقد كتف يديه بابتسامة ساحرة وهو يراها قد جلست وظهرها مستقيم وقدميها قد توازنتا مع طول الكرسي المخصص للبيانو ... وهي تركت لأصابعها التعبير عن كل مافي عقلها من اضطراب وسعاده وهي تغمض عينيها بهدوء ..
توقفت عن العزف عندما أحست بوجود شخص آخر ... وقفت بارتباك وهي خائفة
جودي : أنا ... أنا آسفة ... لم أقصد استعماله دون أخذ الإذن
ابتسم ستيف باعجاب وهو يقول : انسيابية أصابعك على أعواد البيانو وجلستك الصحيحة تخبرني انها ليست المرة الأولى التي تعزفين فيها ... كان رائعا أهنئك ..!
ابتسمت جودي بخجل : أشكرك ... حتى أنت يبدو انك خبير
ستيف بغروره المعتاد : بالتأكيد ... حتى إنني استطيع استخراج اسم تلك المقطوعة التي عزفتها
جودي : ما أسمها إذن ؟
ستيف : مقطوعة الزهور الحمراء ...
صمتت جودي لم تفارق شفتيها تلك الابتسامه ...
ستيف : ألم تسمعيها بعزف ثنائي ؟
جودي : ولكنها معزوفة مفردة ...!
ابتسم ستيف وتقدم إليها ثم امسك بيدها وأجلسها بجانبة على كرسي البيانو الطويل ..
ستيف : أعزفي كما فعلتي قبل قليل ...
جودي : حسنا ... ثم وضعت اصابعها واصبحت تضغط عليها لتخرج تلك التغمة الرائعه .... ثواني وقد اشترك ستيف معها بنغمة أخرى لتشكل لحنا جميلا ....
ما إن انتهى الاثنان من العزف حتى اتاهما تصفيق شديد الحرارة والإعجاب ... خجلت جودي واطرقت رأسها أما ستيف فقد ابتسم ابتسامته الساحرة التي جعلت من جميع الخادمات تهمن حبا له ....!
مايكل : رائع ... جودي ستيف احسنتما
سوزان بابتسامة : حقا جميلة ..
حتى ساندرا وفرانك وغابرييلا قد صفقا تحية لهما ...
قال ستيف وهو ينحني لهم بطرقة مسرحية : أشكركم أشكركم
ضحك الجميع ثم قال مايكل وهو يوجه سؤاله إلى جودي : كيف لك أن تستطيعي العزم على البيانو ولم تخبرينا ؟
ابتسمت جودي في خجل وقالت : حتى انا لقد نسيت ذلك .... فمنذ فترة طويله لم اتدرب عليه ...!
سوزان : كيف كنت تدربين عليه ووالدين يبذلون مابوسعهما لدفع مصاريف دراستك ؟
أجابت جودي بأدب وقد تجاهلت نبرة الاستهزاء من سوزان قائله : لقد كنت اجمع مصروفي في المتوسطه حتى استطعت ان آخذ دروسا خاصه في البيانو ... ايضا معلمتي في الثانويه سمحت لي بالتدرب على بيانو المدرسه .... فمنذ تخرجي من الثانوية لم أعزف قط ...!
فرانك : هذا رائع .... " ثم قال باستهتار " انك حقا مكافحة في حياتك ....!
استمر الجميع في التحدث عن البيانو وأهم الكتاب للمقطوعات الموسيقية ...!
\
/
\
في المطبخ وبينما جودي تحضر طعام العشاء مع الخادمات الأخريات إذا بفرانك يلحق بها أينما تحركت ويزعجها بطلباته
فرانك وقد عاد لطبيعته : جوووودي ... حبيبتي .... اصنعي لي هذا الطبق فأنا أحبه ...
جودي بانزعاج : فرانك أغرب عن وجهي !... أولا أنا لست حبيبتك ... ثانيا لماذا أصنع لك طبقا خاصا ؟
فرانك : ألستي تفعلين ذلك لستيف ؟
جودي : بالتأكيد ... فأنا أعتقد انني قد وظفت هنا لأجل أن أكون خادمته ...!
فرانك : حسنا اجعليه عملا تطوعيا .. ارجوك لأجلي
جودي : أنا لا أتطوع بعمل عمل ليس لي ...!
فرانك : إذن لماذا تتطوعين بالعمل لستيف اثناء فترة عقابك ؟
جودي بتوتر : هذا لايخصك ... ابتعد عني فلدي عمل كثير
فرانك : لقد قلت لك مسبقا ... تعالي للعمل عندي وستجدين الراحه بكل وسائلها ....!
جودي : فرانك أرجوك قلت لك انني لا أريد العمل عندك ألا تفهم ذلك ؟
فرانك بغضب : والمفرق بين العمل عندي وعند ستيف ؟
جودي : لعلمك فقط ... أنا لا أعمل هنا لأجل ستيف ... بل من أجل عمي مايكل هو من طلب مني ذلك !
فرانك : لم لاتقولي انك تكرهينني فقط ...!
توقفت جودي عن الحركه واستدارت إليه قائله : أنا لا أكرهك ... ثم من تكون لأحبك أو أكرهك ؟.... لا تمت لي بأي صلة ..!.
نظرة إليها ستيف نظرة تحدِِ .. ثم خرج ولم يعقب على ماقالته ...
\
/
\
تسللت أشعة الشمس الدافئة عبر النوافذ إلى تلك الأميرة النائمة ... استيقظ بصوت من زقزقة العصافير النشيطه في أول الصباح ... نظرت إلى ساعتها وإذا بالدقائق تخبرها انه لم يبق شئ على انتهاء الساعة السابعة ... ترجلت من سريرها وأخذت حماما باردا بعد دموع ليلة البارحة .. خرجت من الحمام وقد لفت منشفة باللون الأحمر حول جسدها تصل إلى نصف فخذيها ... ألقت نظرة أخيرة على غرفتها فاستقرت على تلك الطاولة القصيرة بجانب النافذة وفوقها عدد من الصور والمجلات ... تقدمت إليها حتى وصلت إلى السبب الذي جعلها تبكي دما بدلا من دموع الأيام السابقة ....!
في تلك المجلة العالمية .... بترأس صفحتها الرئيسيه خبر بعنوان " زواج وريث صاحب أكبر شركة لإنشاء المجمعات من ابنة التاجر الفرنسي " ويلدوغ براون "
ساندرا " هذه النهاية ... تيدي "
ثم ارتدت بنطالا من الجينز الكحلي الغامق ضيق .... وبلوزة طويلة باللون الأخضر الغامق مشدودة عند الخصر ثم تبدأ بالتوسع شيئا فشيئا ... وصندلا عاليا جلدي بني اللون ... ثم أخذت حقيبتها وخرجت لتجلس في مكانها المعتاد ... على تلك الطاولة في الباحة الخلفية ...
\
/
• ألوان الزهور تنبئ عن دلالاتها ...

بعدها بوقت قصير كانت جودي قد استيقظت وارتدت ملابسها استعدادا للخروج والتي هي عبارة عن فستان باللون السكري قماشه من ذلك النوع الخفيف ... ممسكا من تحت الصدر ويتوسع ليصل إلى نصف فخذيها ... وقد وضعت حزاما عريضا جلديا من تحت الصدر وحملت حقيبتها الجلديه ثم خرجت لتتفاجئ بإحدى تلك الزهور التي باتت تصلها طوال اليومين ولكن .... اليوم ... بلون مختلف ...! ... انتشلتها جودي وقلبتها بين يديها باستغراب
جودي " طوال تلك الأيام كل مايصلني هي ورود حمراء قاتمة ... لماذا هذه وحدها باللون الأصفر ؟ ... أشعر بالخوف ... وضعتها جودي مع صويحباتها وخرجت لتبحث عن ساندرا ..
\
/
\
جودي بابتسامة : وجدتك ..!
ابتسمت ساندرا لها ولكن ببرود شديد ..
استغربت جودي ردة فعلها ثم سألتها بخوف : ساندرا ؟... ماذا هناك ؟... يبدو وجهك شاحبا ...!
ابتسمت ساندرا بألم وهي تقول : لقد ذهب أملي الأخير ... ذهب ياجودي ...!
جودي : ماذا تقصدين ؟
ساندرا وقد بدأت دموعها بالنزول شيئا فشيئا : تيدي .... بعد شهر ... يوم زواجة ...!
صدمت جودي لما سمعته ثم نطقت ببعض الكلمات لتهدئتها : ساندرا ... عليك نسيانه ... فشخص مثلة تركك منذ أول مشكلة بينكما لايستحقك ...
قالت ساندرا باندفاع : ولكن ... حب دام لسنتين ألا يستحق التضحية ؟... لو فقط يطلب مني أن أعود إليه لعدت دون مقابل ...!
جودي وهي تصرخ : ساندرا .. أين كرامتك ؟... حتى لو اعتبرت هذه تضحية إلى متى ستضلين وحدك من يضحي ؟... الحب يحتاج إلى التضحية من كلا الطرفين ... ثم من يظمن لك أن لا تتكون مشكلة لك في المستقبل بعد زواجكما .. عندها ستكونين لست من وجد الحب الحقيقي ولست كمن نسيت ماخلفها وراحت تبحث عنه ...!
صمتت ساندرا ثم قالت : على العموم .. سأذهب واترك له المدينة بأكملها ...
جودي : هل جننت ؟... ستسافرين بسببه فقط ؟
ابتسمت ساندرا ثم مسحت دموعها وقالت : لاتقلقي ... ليس بسببه ... لقد وصلني البارحة عبر الفاكس الموافقة على الدراسة في جامعة " سونيا " العليا في أمريكا ...
ابتسمت جودي بفرح وضمتها قائله : أهنئك عزيزتي .... حسنا إذن بمناسبة هذا اليوم ستذهبين معي برفقة تينا صديقتي إلى أي مكان تريدينه ...!
ساندرا : لا لا أستطيع ... علي تجهيز حقيبتي وأمتعتي فرحتلي ستكون الساعه الرابعة فجرا ... ويجب علي التواجد هناك منذ الليل ...
جودي: لابأس تستطيعين الذهاب معنا حتى غروب الشمس ثم بعدها عودي لجمع أمتعتك ... فلن يأخذ هذا وقتا طويلا ...
صمتت ساندرا بتفكير ثم قالت : حسنا ... لابأس
ثم خرجت الإثنتان إلى المكان الذي تنتظرهما فيه تينا
\
/
\
عندما استقرت الشمس في كبد السماء هناك وفي إحدى المجمعات التجارية ... والتي لايزورها سوى ذوي أصحاب الدخل المادري الضعيف أو المتوسط ... جلست الفتيات ملتفات حول المنضدة الدائرية ... وقد خارجت قواهن بعد صباح ملئ بالتسوق ...
تينا بمرح : يا إلهي ... لقد تفككت مفاصل قدمي تماما ..!
ضحكت ساندرا على تينا وهي التي قد رأتها للتو ولكن بفضل مرح تينا ولطافتها تقبلتها بسرعة وقالت : لماذا المفاصل التي تفككت وليس العضام ...!
جودي : انت لاتفهمين تينا ..! ... بقولها هذا يعني انه يجب علينا الذهاب إلى المركز النسائي للقيام ببعض الامور الخاصة بنا من تدليك ودهن بالزيت وكما انت تعلمين ..!
ضحكت ساندرا كثيرا ثم قالت : ألا يمكنك قول ذلك بطريقة مباشرة ...!
تينا : يجب علي أن ابدأ بالمقدمات وليس الشروع في الموضوع مباشرة ...!
بالمناسبة جودي ... ما آخر التطورات مع ستيف ؟
ساندرا : أليست هذه طريقة مباشرة ...!
ابتسمت جودي بصمت وهي تعاتب تينا بنظراتها ...!
تينا : أرجوك كفي عن هذه النظرات النارية ...!
ساندرا : ماذا ماذا ؟.... هل هناك شئ لا أعرفه بينك وبين ستيف ... جودي ؟
جودي بسرعة : لالا صدقيني ليس هناك شئ ... ولكن تينا تصر على انه يحبني وأنا أحبه...!
ساندرا : لقد صدقت ..! ... ستيف يحبك جودي
جودي بسخرية : أرجوك ساندرا ... من قال ذلك ؟....
ساندرا : لقد اخبرتني جدتي بهذا شخصيا ..!
تينا : حقا حقا ... إذن ماتوقعته صحيح ؟
جودي : انتظرا انتما الأثنتان .... حتى لو كان ستيف يحبني وهذا احتمال بنسبه واحد بالمئة ... لن يحصل شئ كما تقولان ..! ... لأنني أنا لا أحبه ولم اتمناه زوجا لي ابدا ..!
تينا وهي تتحدث إلى ساندرا بخبث : هل تحدث أحد أنه سيكون زوجها ؟
ضحكت ساندرا لاسلوب تينا المرعب ثم قالت بتأييد كاذب : لم نقل ذلك ..!
جودي : كفا عن ذلك ..! ... حسنا ساندرا أين الدليل انه يحبني ؟
تينا : هاقد علقنا ... جودي لاتصدق بدون دليل ...! تبدو كالمحقق
ساندرا بصدق : لا أملك أي دليل ... ولكنك ستصدقين ذلك يوم ما ...
بمجرد قول ساندرا ذلك تذكرت جودي تلك الزهور " أيمكن أن يكون هو من يضعها ؟... "
جودي وقد أدارت دفة الحديث تماما بقولها : تينا ... أتذكر انك تحبين دراسة أنواع الزهور وألوانها وما إلى ذلك ...
تينا بمرح : نعم ... واتذكر ان هناك شخصا ما قد ناداني بـ " الزهرية الفخارية " حينما كنت ادرسها ... والآن يسئلونني عن الأزهار ..!
ضحكت ساندرا وجودي ثم أكملت تينا هي تجلس بطريقة تشبة المحقيقين وهي تقول : ماذا لديك اعترفي ؟
جودي : مامعنى اللون الأحمر ؟
ساندرا وتينا : الحب
جودي : والأصفر ؟
تكلمت تينا بجدية وهي تقول : كل زهرة تحمل رسائلة خاصة بحسب لونها فالأحمر تقول رسالتها " أحبك " ... والأصفر " لن تكون لأحد غيري " .... لماذا تسئلين ؟
جودي : فقط ... منذ أيام وهناك شخص ما يضع زهورا حمراء عند باب غرفتي ... أما اليوم فقد كانت صفراء ...
ساندرا : هذا هو الدليل ...!
تينا : جودي ... الصفراء ايضا تدل على الغيرة ...!
جودي : لا أعلم ... ولكنني سأعرف من هو الشخص عاجلا أم آجلا ....
\
/
\
غاب قرص الشمس ولم يبق منها سوى بعض الأشعة بألوانها المختلفة والمتدرجة ...في ذلك المكان الهادئ تقف الفتيات وفي يدي كل واحدة مجموعة من الأشياء الجديدة التي تم شراءها اليوم ....
ساندرا : اليوم ... آخر يوم لي في بريطانيا ولا أعلم هل هناك عودة لي أم انني سأستقر هناك ...
تينا بحزن : لماذا علينا الافتراق وقد تقابلنا للتو ؟
ساندرا با إبتسامة ألم : هذه سنة الحياة ... جودي تينا ... حقا سعدت بالتعرف عليكما .. وانتما صديقتي حتى لو افترقنا واصبحت كل واحدة منا في مدينه ... ولأجل ذلك اقبلا هذه الهدية مني ..
مدت لكل واحدة منهما سوار جلدي عريض وقد كتب خلفة اسماؤهن ..
جودي : هذا ...
ساندرا : عهد صداقتنا .. جودي هذه لك أيضا ... منذ ذلك اليوم وأنا سأعطيك أياها ولكنني تركتها لهذا اليوم ... " ثم مدت لها بكيس عندما عرفت جودي بمحتواه بكت وضمتها وهي تتمتم بكلمات الشكر ...
تينا : ماقصة هذه الحقيبة ؟
جودي : قبل فترة ذهبنا للتسوق معا وقد اعجبتني هذه الحقيبة ذات اللون الفيروزي ولم استطع شرائها لأنها باهضة الثمن .... ويبدو ان ساندرا عزيزتي اشترتها لأجلي ..
ضحكت تينا ثم قالت بمرح : أشعر بالغيرة ...!
ساندرا : سأشتري لك في المرة القادمة ... والآن علي الذهاب ....
ثم قامت الصديقات بتوديع بعضهن البعض بدموع تحمل الكثير من المشاعر ...
\
/
\
بعد أن ذهبت ساندرا إلى المنزل ... قالت تينا : ليس لنا مزاج في اللهو واللعب ... دعينا نذهب إلى منزلي ونتناول طعام العشاء معا ..
جودي: لابأس ..
\
/
\
في المنزل ... وبالتحديد في الصالة الخارجية ... كانت ساندرا قد اكملت تجهيز حقائبها وقد طلبت من سائقها ان يقوم بترتيبها في السيارة ريثما تأخذ جولة في أنحاء ذلك المنزل الذي احتضن الكثير من الذكريات لها ...
توقفت عند غرفة فرانك ثم طرقت الباب بهدوء ... سمعت صوته بأذن لها بالدخول ... ماهي إلا ثواني وقد رأت علامات الاستغراب والصجمة على وجهه ...
جودي : فرانك ... انا مسافرة اليوم بلا عودة ... أردت إلقاء التحية عليك قبل ذهابي ...!
فرانك : بلا عودة ؟...
ساندرا : سأذهب إلى امريكا لأكمل دراستي في مجال المحاماة واتخرج واعمل هناك ... ارجوك اهتم بجدتي واخوتي ... فهم في رعايتك ... إلى اللقاء
ثم خرجت ولم تترك لفرانك فرصة في محادثتها ...
بعد خروجها اكملت جولتها وقابلت ستيف ويبدو على وجهه انه يبحث عن شئ ما
ساندرا : ستيف ؟... عن ماذا تبحث ؟
ستيف : أوه ساندرا ... ابحث عن والدي ألم تريه ؟
ساندرا : سمعت انه ذهب في رحلة عمل عاجلة صباح اليوم ..
وضع ستيف يده على راسه وهو يقول بتهكم : ياإلهي ... ذهب وانا لم احدثه في الموضوع ...
ساندرا : أي موضوع ؟
صمت ستيف ثم قالت وكأنه ينتظر هذا السؤال منذ فترة : أريد من والدي ان يستبدل جودي بخادمة أخرى ... لم أعد اريدها
/
\
/
\
في الساعة الثانية عشر ليلا ... خرجت جودي من منزل تينا والظلام يلف قلبها ليشعرها بالخوف ... كانت تمشي بسرعة وقد أمسكت بهاتفا في يدها... عند اقترابها من المنزل
ابتسمت وقالت بأريحيه : الحمد لله ... وصلت بســــ " ثم تلاها صرخة لم تكتمل بسبب ان هناك شخص قد وضع منديلا على فمها ... ماهي سوى ثواني حتى سقطت نائمة بسبب رائحة المخدر القوي ... وسقط معها هاتفها وتحطم لقطع صغيرة
\
/
\
في الساعة الواحدة ليلا ... كان ستيف في غرفته يمشي ذهابا وإيابا من توتره ... وقد أمسك بهاتفة المحمول ... وهو يزفر بغضب وتوتر
ستيف " أين ذهبت ؟... منذ ساعة وانا احاول الاتصال بها ..!... هي تعلم انها يجب ان تكون في المنزل قبل الساعة الثانية عشرة ...
ثم أعاد الاتصال ولكن صوت تلك المرأه يخبرة ان هاتفها مغلق .... رمى هاتفة بقوه على سريرة ثم استلقى عليه ووضع يده خلف رأسه وهو يتذكر ماقالته ساندرا له ...
\
/
\
من هو صاحب الأزهار ؟
ما الشئ الذي قالته ساندرا لستيف ليسبب له التوتر ؟
هل ستضل جودي خادمة له ؟.. أم انه سيستبدلها ؟
ساندرا وماينتظرها هناك ؟
أحداث كثيرة وأسرار كنت أود إنهائها في هذا الجزء ... ولكن الأحداث قد أجبرتني على وضعها في الجزء القادم ... أعتذر منكن عزيزاتي على التأخير والتقصير ...
تقبلوني
*
*
__________________
دمتم بخير أختكم أسماء

من منتديات كورابيكا:glb: