04-16-2012, 06:23 PM
|
|
إنها تركض وتركض ... نظرت خلفها بسرعة، كانوا يلاحقونها .. هؤلاء الرجال الثلاثة .. نبضات قلبها ترتفع، تحاول أن تسرع ولكن حركتها تصبح بطيئة على الرغم منها ، لا تريد أن تستسلم، لكن في كل مرة تصبح حركتها أكثر بطئاً .. حاولت أن تختبيء خلف أحد الأبواب .. لكن أحدهم عثر عليها! امسك بها فصرخت!! سوف يقتلونني !! صرخت مرة أخرى!! فتحت عينيها وفوجئت بضوء الشمس يملأ القطار فتنهدت " حمداً لله ، كان مجرد حلم غبي آخر .." . لكنها كانت ماتزال قلقة حول حلمها ..
تلاشت الأفكار حول حلمها فجأة عندما شاهدته، كانت تجلس على الكرسي، بينما نام جالساً على الأرض، وهو يستند بذراعه ورأسها على رجليها ، شعرت بالخجل الذي تحول إلى عصبية فضربته على وجهه بكل قوتها!! - آخ!
استيقظ وهو ينظر حوله باستغراب .. ، فتح عينيه جيداً وكانه بدأ في استيعاب مايحصل معه .. فكر للحظات "ماذا، أين أنا .. وماتلك الضربة .. امم يبدو أنها تلك الفتاة الغريبة " .. ابتعد عنها قليلاً ثم تكلّم قائلاً وهو يتحسس وجهه : - ماذا؟ ألم نصل بعد ..؟
نظرت إلى الساعة الكبيرة داخل القطار وأجابت: - إنه وقت الظهيرة . تثائب وهو يقول : - أنا جائعٌ للغاية ... !! وانتِ؟ نظرت بعيداً بدون أن تجيبه على شيء، حاول نزع يده من قميصها ولكن بلا فائدة .. إنها ملتصقة بقوة . فتكلم بإحباط : - لم لانحاول فتح باب مقصورتي مجدداً . ربما يفتح تلك المرة !! وقف الاثنان ونظرا بشكلٍ تلقائي للنافذة .. كانت مناطق الثلج قد انتهت وبدأت قرى خضراء في الظهور .. فتساءل وهما يمشيان متجاورين : - إلى أين ستذهبين؟ كان السؤال مفاجئاً، فهي لم تفكر به من قبل، أرادت فقط الهروب من بلدها بدون أن تحدد وجهة معينة . وبدون أن تفكر قالت : - لا .. أعرف ! توقف عن السير، فتوقفت بدورها . كان ينظر إليها بصمت ، وبدأت تساورها الشكوك " لماذا ينظر إلي هكذا، ربما يظن بأنني فتاة وحيدة، ثم يقوم باستغلالي أو فعل شيء سيء لي .." .. تكلمت على الفور متداركة وهي تتعثر في كلماتها: - أنا .. أنا ذاهبة إلى .. إلى ... جـ .. جدتي . في الجبال . لوهلة، كان يظن بأن هناك شخص ما يشبهه، هو أيضاً ، لا يعرف إلى أين يذهب، لقد ركب في قطار منتصف الليل هارباً من حياته السابقة . حول نظره بعيداً عندما سمع جملتها الأخيرة ، " أما أنا فسوف أهيم على وجهي بدون هدفٍ ما .. على مايبدو! " تابعا السير نحو المقصورة بدون أن يتكلما ..
وضع يده على مقبض الباب بتوجس، ثم أداره بهدوء فانفتح بسهولة !! .. همس لنفسه "غريب!" ، أما هي فبدأت تشعر بالخوف وهي تكلم نفسها " ماذا، هل كانت خدعة منه ليلة الأمس! بأي حال يجب ان لا أدخل معه .. نعم ، سوف أدافع.."
فتح الباب على مصرعه ونظر إلى الداخل، كل شيء يبدو كما هو! .. حتى حقيبته الي وضعها بحرص فوق رفٍ علوي كبير .. التفت إليها وفوجئ بتلك النظرة العدوانية على وجهها .. فخاطب نفسه " مابها ..؟ هل هي خائفة مجدداً؟ لابد بأنها تشك بي " تكلم ببطء وهو يحاول طمأنتها: - سوف احضر حقيبتي، فقط . حسناً؟
مشى ببطء وتبعته، فالتقط حقيبته بسرعة وقال: - استسلمي! بدأت في الصراخ ومحاولة الركض للخارج أما هو فقد انفجر في الضحك وهو يقول : - أنا أمزح فقط!
نظرت إليه وهتفت : - يالك من مزعج!! أنت حقاً مزعج، هيا اتركني! كان مايزال يضحك، لقد استطاع فعلاً أن يتأكد بأنها خائفة منه . خرجا معاً وتوجها نحو الكرسي الخاص بـها . وضع الحقيبة على الكرسي وقال : - معي طعام من الأمس، أنا آسف ولكن ليس لدي غيره .. تناولا بعض المعلبات، لم يكن الطعام جيداً ، ولكنها تكلمت ببساطة : - إنه ليس سيئاً .. - كما أنه ليس جيداً . نظر لها وعلى وجهه ابتسامة ، فبادلته ابتسامة لطيفة .. ولهذا بدأ يفكر " بالنهاية تبدو مثل فتاة لطيفة " ، قاطعت أفكاره وهي تقول مترددة: - هل يمكنني أن اسألك عن شيء ما ؟ - بالتأكيد .. - من أي محطة ركبت؟ هـ . . هل كانت المحطة الماضية؟ كانت مترددة وهي تسأل، وأجاب بصدق : - لا ، لقد اخبرني رجل القطار عندما ركبت، بأن المحطة القادمة سوف تكون بلدة انتهت منها الحروب منذ وقت قصير، لذا أنا لم انزل عندما توقف القطار .
عادت تتساءل : - لكن ألم تر أحداً منذ ذلك الوقت؟ صمت قليلاً كان يفكر " إنها ماتزال خائفة، ولكن أليس هذا القطار غريب جداً بالفعل " ، أجاب بعد فترة صمت قصيرة : - لقد كنت في غرفتي، لذلك لم أقابل أحدهم ، وعندما خرجت .. فكر للحظة ثم قال : - لم أقابل احدهم أيضاً.
__________________
الى اللقاء |