عرض مشاركة واحدة
  #202  
قديم 04-17-2012, 08:06 PM
 
نهاية البارت السابق:


و منذ ذلك اليوم أصبح سوجيرو , إيفان و يوريكو أصدقاء مقربين جدا يقضون معظم وقتهم معا سواء في المكتبة أو في الساحة ....يتناولون طعامهم معا و يتسلون في الكاريوكي أو الملعب أو الحديقة و يشترون أشياء متشابهة "
إبتسما بسعادة و هما يتذكران الذكريات الرائعة التي تربط ثلاثتهم.

البارت الثامن و العشرين:


رفعت رأسها من بين رجليها لكنها لم تتمكن من رؤية شيء بسبب الدموع التي كانت تهطل كالأمطار من عينيها اللتان تلألأتا بشدة , رفعت ذراعها و مسحت دموعها بكم معطفها ثم وقفت و بدأت تجر نفسها بصعوبة و هي تنكس رأسها حتى خرجت من ذاك المكان , رفعت رأسها للسماء لترى تلك الغيوم السوداء تغطي زرقة السماء كلها حيث أصبح الجو بالنسبة لها خانقا و يشعرها بالضيق فأنزلت رأسها و أكملت طريقها إلى أن وصلت للسيارة التي كان يقف أمامها هيرو و هو ينتظرها لكنها لم تنظر إليه و لم تبتسم بسعادة كما تفعل كل مرة و هذا ما أثار استغرابه , دخلت بهدوء و هي تخفض رأسها بحزن إلى السيارة عندما فتح لها الباب الخلفي , أغلق الباب و عاد لمقعد القيادة و شغل السيارة لتنطلق نحو المنزل و بعد مدة من السير بدأ المطر بالهطول لترتطم قطراته بزجاج السيارة , أدارت و جهها لجهة النافذة و بدأت تراقب المطر بوجه خال من التعابير ثم مدت أناملها بهدوء لتلامس بها الزجاج الذي أصبح باردا فتذكرت ميا عندما كانت تلتصق بريودا و هو لم يجرؤ على إبعادها عنه ثم إلتفتت إليها و رمتها بتلك الكلمات بحقارة و لم يجرؤ أيضا على إسكاتها , حتما هو يحب ميا تلك ....هذا ما كانت تفكر فيه يوريكو.
تسللت الدموع على وجنتيها و قالت:[أتراني بدأت أشعر بالغيرة ؟ لما هربت إذا و بكيت بشدة ؟ هو حتى لم يهتم لي عندما عاملتني بتلك الطريقة , فلما أنا مهتمة له؟لما؟]
مسحت دموعها بسرعة كي لا يراها هيرو لكنه كان يراقبها عبر المرآة منذ أن دخلت السيارة و قال:[تتظاهر دائما بالمرح أمامنا كي لا تجعلنا نقلق عليها لكنها عكس ذلك , تخفي بقلبها الكثير من الآلام و الأحزان و لا تبوح بها لأحد.......حقا لم تمضي سوى فترة قصيرة على بداية عملي كحارس شخصي لها لكنني أستطيع الإحساس بها , إنها فتاة حساسة و رقيقة تتأثر سريعا و تنهار أمام آلام قلبها فهي كغيرها من الفتيات سوى أنها تخفي كل شيء و تظهر للناس غير الذي تشعر به في داخلها و تحاول انتحال شخصية الفتاة القوية التي لا تضعف أبدا أمام أي كان و مهما كانت الأسباب.]

♣♣♣♣♣♣♣♣♣♣


نظر من خلال النافذة و هو شارد يتذكر ما حدث قبل لحظات
".......:من هذه الفتاة ريودا؟و من تظن نفسها لتقف مع هيروتو كون و أشتاكا كون , تبدو فقط فتاة عادية و غير جذابة مطلقا.
إلتفت هو ليرى يوريكو تقف بمسافة بعيدة عنه بعض الشيء , فتحت عيناها و هي تنظر له بدهشة و لم تتحرك مكانها و كأنها تنتظر منه أن يقول شيئا لكنه لم يفعل فانسابت الدموعها على وجنتيها و استدارت راكضة لتبتعد عن ذلك المكان لكنه لم يلحظ أنها كانت تبكي فقد كانت بعيدة عنه قليلا"
أغمض عينيه و وضع يده على جبينه:ماذا فعلت؟ أي حماقة ارتكبتها؟ كيف سمحت لنفسي بترك تلك البلهاء ميا تسخر من الفتاة التي ملكت قلبي , كم أنا تافه و غبي و عديم المنفعة.
فتح عينيه و وضع يده على زجاج النافذة و هو ينظر للخارج و قال:يوريكو....أنا حقا آسف.....أرجو أن تسامحيني.
صمت قليلا ثم أكمل:أردت الحصول على قلبها لكن أظنني أفسدت الأمر , أجل سوف تكرهني من دون شك على ما فعلته.
وضع يده على شعره و بعثره بانزعاج:آآآآآآآآآآآه......ريودا أنت حقا أحمق و أبله ....و جاهل ....و غبي.
و في ذلك الوقت كان شخص يقف أمام الباب و قد فتحه للتو و أخذ يحدق به في استغراب ثم قال:ريودا هل أنت على ما يرام؟!!!
إلتفت إليه ريودا ليفاجئ بوجود هيروتو فابتسم بغباء:ها!! ...هيروتو!!...لا شيء.
هيروتو و على رأسه قطرة:؟؟؟؟؟!!!!!!
نظر إليه ريودا ثم إبتسم بارتباك:أقصد....أنا بخير....هههههه.
هيروتو:[ما به؟ لا يبدو أنه على ما يرام , هناك شيء يشغل تفكيره و يزعجه.]
ريودا ببلاهة:هاااااااا ....هل نذهب؟
هيروتو:آجل , قبل أن ينزل المطر من جديد.
توجها نحو الخارج حيث و جدا البقية في انتظارهما ثم توجهوا معا نحو محطة القطار سيرا , كان كوسانو هادئا على غير عادته , الأغلب أن شيئا سيئا حصل له مع كوماري , و البقية كانوا يتحدثون عدى كازويا الذي كان يضع يديه في جيبي سرواله و يحدق في الطريق بوجه بارد و نظرات أبرد فهذه هي طبيعته يكره أن يتكلم أو يتحدث ....و مظهره كان جذابا فعلا , يرتدي قبعة صوفية على رأسه سوداء و يضع نظارات سوداء زادت من وسامته.
أشتاكا:شباب أظن أننا لن نصل اليوم للبيت بسلام.
هيروتو:محق , تنكرنا هذا لن يدوم طويلا.
ريودا:على حسب ما رأيت هناك بعض الفتيات شككن بأمرنا.
أشتاكا:حسنا كلما أسرعنا بالوصول إلى المحطة كان ذلك أفضل
و بعد مدة من السير و أخيرا تمكنوا من الوصول إلى المحطة بسلام و لكن هل سيستمر الوضع هكذا من دون أي مشاكل تواجههم.......دعونا نكمل لنرى ما سيحدث.
نزلوا عبر السلالم نحو محطة الأنفاق حيث كان هناك كثير من الناس ينتظرون قدوم القطار من النفق , جال ريودا بنظره في المكان ليتذكر حادثة حصلت معه عندما كان في 11 من عمره " حان و قت إقلاع القطار و هاهو يركض في الطريق بسرعة كبيرة حتى لا يفوت هذا القطار , نزل عبر السلالم ليجد نفسه في محطة الأنفاق للقطارات و لكن لسوء الحظ القطار بدأ بالتحرك , و قف يفكر بما سيفعله ثم لمح فتاة أتت تركض أيضا بشعر بني فوق الرقبة و عينان بنيتان ترتدي *تنورة جينز بلون أزرق غامق إلى منتصف فخضها و من الأعلى قميص قطني أبيض عليه كتابات باللون الوردي و فوقه جاكيت جينز زرقاء بالأكمام مع جوارب بيضاء منكمشة و حذاء رياضي أبيض و وردي*
انحنت و وضعت يديها على ركبتيها لتأخذ نفسا ثم وقفت باعتدال و نظرت للقطار بخوف لتقول:يا إلهي ماذا سوف أفعل الآن ؟ سيقلق علي أخي عندما لا يجدني هناك.
نظر إليها ريودا للحظات ثم لمعت برأسه فكرة فاتجه إليها و أمسك بيدها و بدأ بالركض أمام القطار , نظرت إليه الفتاة بدهشة و استغراب ثم دققت في ملامح و جهه الوسيم مع خصلات شعره السوداء التي كانت تتطاير مما جعله يبدو ساحرا لدرجة لا توصف , فسرحت بالنظر لوجهه و قد احمرت وجنتاها فقالت:[لم أرى فتا أوسم منه في حياتي.]
أما هو فقد كان غير مهتما أبدا على الرغم من أنها كانت فتاة جميلة جدا و أنيقة كان يريد مساعدتها ليس إلا , و بعد أن تجاوزوا بوابة القطار التي كانت لحسن حظهم لا تزال مفتوحة , أمسك بذراعها و حوطها بخصره و قال:تمسكي بي جيدا.
شعرت بالخجل لكنها فعلت ما طلب منها و أخفت رأسها في صدره , نظر للقطار بتركيز و قال:إستعدي سوف نقفز.
رفعت رأسها و نظرت لوجهه بخوف و دهشة:ماذا؟!!!
لكنه لم يترك لها مجالا للحديث فضمها إليه و بعد ثواني قفز إلى البوابة ثم سقطا في الداخل معا بجانب بعضهما و ذراعاها محوطتان بخصر و رأسها ملتصق بصدره أما هو فقد حوطها بذراعيه , رفعت رأسها بهدوء لتتقابل نظراتهما و قد كان وجهيهما قريبان من بعض بشدة , تأملت في وجهه جيدا ثم قالت بدهشة:أوه.....
نظر إليها هو أيضا بتأمل و قالا معا:{أنتِ!!}....{أنتَ!!}.......المثلجات!!.
ابتعدت عنه ثم اعتدلا في جلستهما على الأرض و صمتا و بعد ثواني ضحكا معا
ريودا وهو يبتسم:جيد , لم أتوقع أبدا أنك ستتذكرينني عندما نلتقي مجددا.
بادلته الإبتسامة:و كذلك بالنسبة لي.
__________________