عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 04-18-2012, 07:30 PM
 

ليست العبرة بمن سبق وإنما بمن صدق

ربما سألنا أنفسنا لماذا يتعلم المرء منا ما تعلمه غيره من قبل فيصبح مقلدا فى أثره ؟ وما فائدة تعلمه إذاً لما مضى من علوم إذ ماذا يضيف ؟

بل إنه يريد التميزعن سابقيه لا السير على نفس نهجهم و طريقتهم .

فيحبط بذلك عن التعلم ويزهد فى علوم السابقين وبالتالى لا يستطيع إعمال عقله فى كل ما هو جديد , حيث لم تكن فى ذاكرته من المعارف والعلوم التى زهد فى تعلمها ما يبنى عليه فكره , ليؤهله بما يجعله مميزا كما يريد , فإن علوم السابقين تقوم مقام التجارب والخبرات للمُحدثين.

ثم ليسأل نفسه لماذا يريد التميز عن غيره هل ليلفت الأنظار إليه أم لينهض بأمته فيعز دينه وإخوته ؟

فإن كان للمعنى الأول فلا داعى للعلم إذا لكونه حجة عليه لا له وإن كان للأخر فعليه بلزوم أبواب العلماء ومصادر المعرفة والنماء.

والحقيقة أن ما يتعلمه الواحد منا فيعمل به وينفع غيره يستطيع أن يتميز به عن سابقيه فى فنه وإن كان مقلدا وذلك كله بصدقه فى الوصول إلى ربه .

فإذا ما أطلقنا العنان لمثل هذه الأسئلة والأفكار لأقعدتنا عن الكثير من النافع للنفس والأخرين , ولو قال كلٌ مثل ذلك لم يقم أحد ليُعلّم أو يُدّرس فيضيع العلم ويُزهد فيه.

فالعلوم متنوعة وفنونها كثيرة متباينة فليختار من يحب من فروع العلم ما أحب , وليبدع فيه ما استطاع , فربما وصل بصدقه فى نفعه لغيره وابتغاء وجه ربه ما لم يصل إليه سابقيه , فيصير ما علّمه وكتبه ونشره علم ينتفع به إلى يوم الدين ويُحصّل فى قبره من الحسنات الكثير.
فكم من عالم سبق غيره من العلماء السابقين وكم من كاتب غلب سابقيه من الأدباء والمفكرين وفى قصص التاريخ ما هو خير دليل.

فكن صاحب همة واطلب العلم لرفع راية الأمة وتميّزعن غيرك بصدقك فى طلبك وإذا ما واجهتك هذه الأفكار فتذكر القول المشهور.

( ليست العبرة بمن سبق وإنما بمن صدق )
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس