عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 04-19-2012, 04:39 PM
 
إنه يجيب على سؤالي باستفسارات!" تكلم بحدة:
- لقد سألتك هل انتما غرباء؟ من أينجئتم ..؟
أجابت بذعر :
- نعم نحن من منطقة الحروب! قدمنا بواسطةالقطارالسنوي!
قال عماد بعصبية :
- لماذا لا تتكلمين عن نفسك!
- مـ . ماذا هل ستتركني هنا؟؟

نظر عماد إلى وجهها،لقد كانت خائفة بالفعل على الرغم من أنها تحاولكتم الأمر .. ولهذا تكلم عماد قائلاً:
- لماذا لا تجيب على تساؤلاتنا، هل انت من تلكالأطلال؟
- هل تسخرمني؟


قامت بضربه على ذراعه وقالتبالهمس :
- لا تقُم باستفزازه ايها المزعج!
اجاب عماد بسرعة:
- لا، انا فقط اتساءل ..!

أشار الشاب الملثم الى الناحية التيجاء منها وقال:
- المدينة من هنا، ذلك حي القبيلةالخائنة، وقد تم حرق البيوت كلها .


تساءل عماد مجدداً:

- اتعني انه ليس مدخل المدينة ..؟
- هذا صحيح .
"سوف اثير الذعر فيقلبيهما" تابع كلماته قائلاً :
- أي شخص يمكن ان يشك الملك بأمرهفإنه يحرق على الفور، الأمر ينطبق على الغرباء أيضاً فاحذرا .


ركض بحصانه الاسود إلى الطريق خارجالبلدة بدون أي كلمة وتركهما وحيدين يفكرا .. وعندها تكلم فجأة وهو يضيق عينيه بلؤم :
- انتِ ايتها الحمقاء! مازلت مصرّة على الذهاب للمدينة ..؟
احتشدت الدموع في عينيها وقالت بصوتمرتجف :
- لـ .. لكن .. إلى أين سنذهب؟


أمسك بذراعها وقال وهو يتقدم :
- دعينا ندخل إلى تلك المدينة فأنا أتضورجوعاً!


سحبت ذراعها وقالت بصوتمنخفض:
- لا، دعنا نعود!
- إلى أين؟
- إلى .. لا أعرف ، لكن ماذا إن كانوا يحرقونالبشر!!
أغرورقت عيناها بالدموع وكادت علىوشك أن تنزل لولا أنه بدأ يضحك على شكلها المرتعب، مما جعلها تشعر بالغضب وتقولبعصبية :
- ما المضحك في الأمر! لقد حذرنا رجلٌ من البلدةنفسها!

عاد يسحبها خلفه وهو يقول ببرود :
- لمرة واحدة يجب أن تستمعي لما أقوله وتطيعي الأمر، نحن ليس لدينامكانٌ آخر .
- اتركني أيها المزعج! اذهب لوحدك!


توقف فجأة بدون ان يلتفت اليها. فتساءلت في نفسها " ماذا هل هو مصدوم؟ " ، ولكنه أجابعلى سؤالها بتحريك ذراعيه ثم قال وهو يسير للأمام :
- لا بأس، سوف اتقدم إذاً ..

نظر نحوها أخيراً وقال بابتسامة :
- كانت الرحلة ممتعة بصحبتك!


صاحت وهي تحاول أخفاء خوفها :
- ماذا؟ هل سترحل لوحدك حقاً؟


توقف عن السير وعاد ينظر إليها مجدداً على بعد خطوات وتكلم :
- ألستِ من طلب ذلك؟ تريدين العودة إلى الغابة المخيفـة؟ افعلي إذاً .
كانت مترددة الخوف يتملكها من كل شيءحولها، فهي لم تعتد على هذا النوع من الارتباك الدائم! نظرت إلى الأمام، لقدكانيبتعد فعلاً .. سوف يختفي في ضباب تلك الليلة وسوف تكون وحيدة مرةأخرى!!


"ماهذا الصوت ياأمي؟
فقطأركضي!!
انه مخيف .. مخيف ..
ماهو .. ؟ ماهو ياأمي .."

تلك المرة، اختفى "عماد" بالفعل وسط الضباب.
أطلقت ساقيها للريح وركضت وهي تحتضن نفسها، ولكنذلك النوع من الركض .. عندما تركض من أجل حياتها، بينما هي خائفة وتسمع دقات قلبهاالذي يتناقز بداخلها، هذا النوع من الركض الذي يحرق الأنفاس، ويجعلها تتلاشى، ثميبدأ الألم ينتشر في رئتيها وصدرها ، لأنها عاجزة عن التوقف لكي تستريح لحظات .. لقد أعاد إليها الذكريات ..
عندما نظرت أمامها كان يقف امامها بشكل قريبللغاية حتى إنها كادت تصطدم به،

توقفت فجأة وهي تلتقط أنفاسها وعندها تسائلبنوع من التذمر :
- هيه! لماذا تلحقين بي ..؟
"ماذا سأقول له؟ أنا حقاً خائفة منالبقاء لوحدي! " قالت بتعب :
- أنت ... أنت ...


انخفض إلى مستوى وجهها وهو يفكر " كنت اعلم بأنها ستلحق بي" ، نظرتبعيداً وهي تشعر بالخجل وصاحت فجأة وهي تضرب رأسه :
- يالك من أحمق لقد نسيت معطفك معي!


اصطنعت ضحكة قصيرة ثم سارت نحو الأمام مشية غريبة متسارعة، لحق بهاوقال وهو يلف ذراعه حول كتفها :
- بالنهاية سوف ندخل المدينةمعاً!
أبعدت ذراعه بسرعة وتقدمت في مشيها وهيتقول :
- لاتفكر أننا أصدقاء او شيئاً من هذا القبيل!! هلفهمت؟

أصدر همهمة لاتدل على شيء ووضعيديه في جيبيه وسار بجانبها وهو يبتسم .. نظر إلى وجهها بينما يسيران ، كان ينظرإليها بين الحين والآخر، ولكنها كانت تنظر بقلق أمامها وهي تسير بثبات .. ولكنهاتساءلت فجأة:
- هل انت بخير .. الآن؟

نظرنحوها مجدداً وتساءل :
- ماذاتقصدين؟
- انت! لقد كانت حرارتك مرتفعةصحيح؟


بدأ يفكر " إنها تبدو لطيفة جداً الآن .. " ابتسم وقال :
- لكن انا بخير الآن.

تنهدتبراحة وبعد فترة سير قصيرة وصل الاثنان إلى مشارف المدينة .. كانت مدينة جميلة،وهادئة .. المحلات بدائية ومضاءة بمصابيح الفتيل،، حتى البيوت، اغلبها من طابقواحد، ولكنها كانت فريدة وجميلة، وتكلمت قائلة وهي مبهورة وناسية لخوفها تماماً :
- آه كأننا عدنا بالزمن إلي العصور الوسطى!

قال بنبرة ساخرة:
- ومالجيّد في العصور الوسطى؟ مدينةبدائية قاحلة لن تجدي فيها النقود نفعاً!
نظرت إلى مبنى من طابقين كتب عليه "استضافة" ثم اشارت وهي تقول :
- ايها المزعج، دعنا نذهب إلى هناك ..

دخل الاثنين إلى المبنى، كانت هناك ردهة صغيرة بها عدة نوافذ مغطاةبالستائر الحريرية الزرقاء المنقوشة بالتطريز الأبيض،، وفي المنتصف درجٌ صغير يصعدللطابق الثاني، على اليمين هناك ممرٌ واسع يقود إلى داخل المبنى، أما اليسار فيوجدمكتبٌ خشبي ،، يجلس خلفه شابٌ يافع يرتدي زيًا أنيقاً أمامه بعض الأوراق وجرسٌ ذهبييدق باليد .. وخلف ظهره لوحة خشبية عليها الكثير من المفاتيح النحاسية عتيقة الطراز ..


اقتربت ولوّحت بيدها وهي تقول :
- يبدو مثل فندق!

ركضت نحوالشاب الذي يقبع خلف مكتب الاستقبال وتسائلت :
- هل هذا فندق؟
ابتسم الشاب وقالوهو يحاول اخفاء نظرة الاستغراب من على وجهه الوسيم :
- هل يمكنني مساعدتكِ آنستي؟

اقتربعماد وقال وهو يدفعهاجانباً:
- هل يوجد غرفٌشاغرة؟
- أجل سيدي.
- ماذا عن السعر ..؟

أخرجمحفظتة البنيّة وقال وهو يعطيه فئة من النقودويتساءل:
- هل تتعاملون بتلك العملة ..؟
ظهر الاندهاش على الرجل ولمس الورقة النقدية وهويتساءل:
- هل هذه "كينتات" من امبراطوريةالجليد؟


نظرت إليه متسائلة وتكلمتبالهمس :
- الجليد؟ لا عجب انك بهذا البرود!
بادلها نظرة باردة وعاد يقول للشاب:
- هل يمكننا التعامل بها هنا؟ فنحن قادمون معالقطارالسنويّ .

-
بالتأكيد يا سيدي.
- هل تعدّون الطعام أيضاً؟
- نعم سيدي.
- حسناً نريد غرفتان .. وأيضاً، العشاء.
- حاضر سيدي.

الرقم "ثلاثةعشر" كان رقم الغرفة الأولى، ولهذا قذف عماد بالمفتاح إليها وهو يقول :
- لا أحب هذا الرقم، اسكني في تلك الغرفة .

-
اسكن؟


ضحك ضحكة شريرةوفتح الغرفة المجاورة ثم دخل بدون أن يقول أي شيء.
دخلت إلى غرفتها ببطء وهيتنظر حولها، الستائر حمراء داكنة، والشموع تضيء الغرفة وتهز الظلال على الحائطالأبيض. همست :


- مخيف! هل سأبقى لوحديهنا؟

-----------------------
__________________
الى اللقاء