عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 04-19-2012, 04:42 PM
 
(4)
نظرت حولها، كانت الغرفة مرتبة، هناك سريرٌ كبير في المنتصف،مغطى بمفرشٍ أبيض ومطرز بنقوش ورود ملونة . حاولت أن تنسى خوفهاوقالتوهيتبتسم وتلقي نفسها فوق السرير :
- آه! لطيف!
أدارت رأسهاوهيتتأمل بقية الغرفة .. إلى طاولةدائرية خشبية حولها أريكتان صغيرتان حمراوتا اللون . عادت تقول بصوتٍ عالٍ لتشجعنفسها :
- يالها من غرفة جميلـة ..!

خلعت المعطف الرمادي الخاص بعماد، أمسكت به منالكتفينوهيتتأمله جيداً، ثم أمتعض وجهها فجأةوقالت :
- أيها المزعج! أنت مزعج .. أيضاً من امبراطوريةالجليد .. ياللبرود! أوف!
طوته على ذراعها وخرجت من غرفتها بسرعةوهيتفكر "ماذا لو استيقظت في الصباح ولم أجده فيالغرفة المجاورة؟ ماذا سأفعل ..؟" .. طرقت بقوةعلى باب الغرفة رقم "أربعة عشر" ..

فتح عماد الباب فجأة، ونظر باستغراب، عندما نظرت أمامها شاهدتهعاري الجذع مما جعلها تصرخ وترمي بالمعطف في وجهه وهتفتوهيترجعإلى غرفتها :
- يالك من منحرف!
أمسك بالمعطف ولحق بها وهو يقول معتذراً :
- لـ .. لقد ظننته العشاء! خلت بأنه جاء سريعاًبالفعل!
لم تستدر ودخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب بقوة ... كانت تتنفسبسرعة وضربت الأرض برجلها اليمنىوهيتتمتم بعصبية :
- ياله من منحرف! كيف يفتح الباب وهو عارٍ هكذا! حتى ولو كان العشاء!
فكرت " مـ .. ماذا؟ ماذا لو أحضرتالعشاء فتاة مثلاً ..؟ ياله من أحمق ومزعج وبغيض .." .. فجأة سمعت طرقاً على باب غرفتها، ولهذا جفلتوهيتقول:
- من هنـاك؟
سمعت صوت فتاة تقول :
- إنه العشاء،آنستي!
فتحت الباب بسرعة وركضت إلى الغرفة رقم "اربعة عشر" وهيتضربالباب بقوة، فتح مجدداً، تلك المرة كان يرتدي قميصاً بلا أكمام وعندها زفرتبارتياحوقالت :
- لم أقصد أن أطرق على بابك القبيح .
" ما الأمر؟ هل هي مريضة..؟ " تأملهاوهيتبتعد، وشعر ان هناك خطباً ما،وعلى الفور رأى فتاة ترتدي فستان كحلي اللون وتدفع عربة خشبية انيقةأمامهاوقالتوهيتبتسم :
- العشاء سيدي .
نظر لها عماد وقال:
- هل حصلت الآنسة في الغرفة ثلاثة عشر علىعشائها؟
- أجل.
فقط شعر انه يريد التفكير بتلك الطريقة، أنها خائفة بشكلٍ ما .. "ربما، من الأفضل أن أذهب تلك المرة" .. ابتسم للفتاة وشكرها ثم حمل عشاءه وتوجهإلى غرفتها وضرب الباب بقدمه ..
- من هناك؟
- إنه أنا ، افتحي .
فتحت الباب وأخرجترأسهاوهيتنظر بعدوانية متساءلة بعينيها عن مايفعله ، ولكنه أجاب حيرتها بسرعة وهويتساءل :
- هل تسمحين لي بتناول العشاء فيغرفتك!
" هل يجب علي أن اوافق؟ هل سيظن بأنني فتاةمتساهلة .. لكن أنا لا استطيع احراجه بالرفض .. " كانت تفكر فدفع الباب بقدمه وقال:
- هيّا دعيني أدخل ! يالكِ منبخيلة.
دخل الى غرفتها ووضع الطعام على سريرها وهو يتأمل السقف ويقول :
- لماذا تبدو غرفتك أفضل! لقد ظننت بأن الرقم ثلاثة عشر رقمٌمنحوس!
بدأ يضحك وجلس بجانب طعامه وهو ويقول:
- لكنه يظل سيء الحظ بوجودك معه ...
قالت بعصبية :
- أ .. أنت!! من سمح لك بالجلوس على سريري!
بدأ يتناول شطيرته وهو يقول :
- الطعام ليس سيئاً!
جلست على احدى الاريكتين وكشفت عن عشائها الموضوع على الطاولة بدونان تقول شيئاً ، وهكذا تناولا عشائهما بدون تبادل الأحاديث وعندها تساءل عماد وهويحمل طبق التقديم ويقول :
- ألن تخبريني عن اسمك ..؟ هل هو محرمٌ أن يعرفاحد اسمك .. حتى .. انني سجلت الغرفتين باسمي .
نظرت له بهدوء ولم تقل شيئاً ، وعندها نظر بلؤم وقال مع ابتسامةمضحكة وهو يضيّق عينيه :
- أو .. هل يمكن أن يكون اسمك قبيحاً !
ظهر الامتعاض على وجهها فبدأ يضحكويهتف :
- شيء مثل "عنزة" ؟؟
وقفت واقتربت منه ثم بدأتتدفعه خارجاًوهيتقول :
- ايها المزعج! أنا لا أريد اخبارك اسميوحسب!
- عنزة!
- لا تنادني هكذا ..
ضحك وفتح الباب وقبل أن يخرج شاهدتسماعة داخل أذنه، لم تشاهدها من قبل، مما دفعها للسؤال :
- أيها المزعج، ماهذه السماعة في أذنك؟
تحسس اذنه وقال :
- هذه لأنني لاأسمع.
- لاتسمع!
- أجل فقد ولدت أصماً .
كانت متفاجأة، وحدقت إليه بدون قولشيء .. إنها بالأحرى لم تعرف ماذا تقول، وعندها تكلم مع ابتسامة :
- امممـ .. حسناً أيتها العنزة، تصبحين على خير .
نظرت إليهوقالتووجنتيها تحمر خجلاً :
- انت! أيها المزعج ...
توقف وتساءل:
- ما الأمر؟
- شكراً على كل شيء. كنت اتسائلماذا سيكون حالي إذا لم أقابلك في قطار منتصف الليل.
ابتسم بهدوء، ولأنه شعر بالخجل الشديد .. انصرف بدون قول أي شيء .

__________________
الى اللقاء