عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 04-20-2012, 02:38 AM
 
مرحبا ..
مضى وقت طويييل على ما جاء الأربعاء << كذا أحس

المهم البارت نزل ...


( الجزء الثالث )


استيقظتُ في الصباح على صوت العصافير .. ادرت وجهي ناحية النافذة التي لم تستطع أشعة الشمس ان تخترقها سوى القليل بسبب أوراق الأشجار التي تغطيها .. ثم رفعتُ منتصف جسدي العلوي وانا أفرك عيني بأطراف أصابعي النحيلة لأنزل قدمي بعدها على الأرض واخرج من الغرفة .. جلتُ بناظري في أركان المنزل بأكمله ولم أجد أحداً لذا توجهت نحو الحمام الذي يجاور الغرفة ودخلته .. وبعد فترة خرجت ووجهي مبلل بالماء فتذكرتُ ما حدث بالأمس ونظرت لغرفت جان .. رمقتها بنظرة فضوليه متطفلة .. واتجهتُ نحو الباب .. وقفت للحظة فمددتُ يدي لأفتحها ، لكن ... فوجئت بجان الذي سبقني بفتحها .. فرفعت رأسي بهدوء ونظرتُ لعينيه ذوات النظرة الجامدة المشتعلة باللون الأحمر بسبب العدسات اللاصقة .. ثم ازدردتُ ريقي بتوتر وقلت بابتسامة ازدادت توتراً " صـ صباح الخير "
لم تتغير نظرته لي ولم يجب حتى .. فأنزلت يدي بسرعة بعد أن أدركتُ بأنها لا تزال معلقة في الهواء وقلت بنفس توتري السابق " كنتُ ... سآتي لأوقظك .. فلقد استيقظتُ في السابعة والنصف ولم أجدك .. لذا لم أشأ أن أقلق راحتك واجعلك تستيقظ مبكراً مثلي .. لكن لما أصبحت الساعة تشير للتاسعة قلتُ لنفسي يجب علي إيقاظك " ..
لم يجب أيضاً بل أبعدني عن طريقه بظاهر كفه وكأني شيء حقير أمامه وخرج من غرفته وأغلق الباب خلفه بعد أن تبعه كلبه .. ثم اتجه للمطبخ وأخذ كوباً من الحليب الساخن وخرج منه ليقول " بالمناسبة ، لقد استيقظت في الساعة السابعة وبقيتُ جالساً هنا حتى الثامنة .. لكنكِ لم تخرجي من الغرفة "... .. ثم اردف بسخرية " ترى هل يمكن ان تكوني قد خرجتي من الغرفة وأنا لم ألحظ ذلك ؟ " ثم خرج من المنزل وهو يرتشف القليل من حليبه وتبعه كلبه .. بينما وقفتُ في مكاني للحظة انظر للباب بطريقة بلهاء وقلت بغباء " ترى هل أكتشف كذبتي ؟ " <<< هل احسستم بمقدار غبائها كما هي أنا ؟ ..



أصبحتُ وحيدة في المنزل بعد أن خرج جان منه .. وشعوري الوحيد الملل والضجر .. أزفر بضيق بين فترة وأخرى .. حتى أنه لا توجد أي وسيلة للتسلية أو الترفيه عن النفس .. ثم اتجهتُ إلى المطبخ وفتحتُ الثلاجة لأبحث لي عن شيئاً لآكله .. بيض .. لحم .. جبن .. خضراوات .. عصير .. فواكه .. هذا كل ما وجدته تقريباً ، فالتقطتُ موزة واغلقتُ الثلاجة والتهمتها بما انها الشيء الوحيد الذي لا يتطلبُ مني عناء في أكله .. ولما انتهيتُ منها ، وُلِدتْ في عقلي فكرة في استكشاف المكان كاملاً ركناً ركنا .. فابتسمتُ لفكرتي وبدأتُ بالتنفيذ .. بدأتُ بالمطبخ حيث إنني لم أترك أي درج إلا وفتحته ، ونظرتُ للصحون التي بداخله ... وكذلك لم أترك أي قارورة زجاجية إلا وفتحتها لأعرف ما محتواها .. ولما انتهيتُ من المطبخ اتجهتُ للغرفة التي نمتُ فيها وتجاهلتُ تماماً أمر الحمام بما إنه ليس فيه ما يهمني لأعرفه .. ولما دخلتها اتجهتُ للطاولة الصغيرة الملتصقة بالسرير وفتحتُ كل أدراجها لكني لم أجد شيئاً ..ثم اتجهتُ للخزانة وفتحتُ بابيها معاً لأتفاجأ بوجود مالم أكن أتوقع وجوده .. أنه فستان فتاة .. كان طويلاً وذا حمالات عريضة .. لونه ذهبي داكن .. ويوجد على مكان الخصر حزام من الكريستالات الذهبية التي تميل للون البني وقطعة من قماش شفافة متلامعة تظهره برونقٍ رائع...

بقيتُ أحدق به لفترة وانا أغمض عيني وافتحهما مراراً كي أصدق ما أراه ..إنني حقاً أشعر بالصدمة .. فكيف لفستانٍ كهذا أن يتواجد في منزل لا يعيش فيه سوى شابٍ واحد ؟... فكست ملامحي إمارات القرف عندما قفزت في بالي فكرة ما وقلتُ باشمئزاز " أيها المقرف" .... ثم أغلقتُ الخزانة وحولتُ ملامحي للمكر وقلت " سأريك يا منحرف " ....

وبعدها خرجتُ من الغرفة واتجهتُ لغرفته .. وقفتُ أمام الباب لثوانٍ قليلة جداً ثم أمسكتُ بمقبض الباب الدائري وفتحته بهدوء وتمهل .. ونظرتُ للغرفة التي كان شكلها على قدرٍ كبير من الترتيب والجمال والتناسق .. كانت واسعة وكبيرة بخلاف الغرفة المجاورة لها .. حائطها مطلي باللون الأزرق الفاتح .. والسرير لفردين وهو ذا غطاء أزرق مائل للخضرة التصقت به طاولتان صغيرتان من الجانبين وعليهما أبجورتين على شكل الهرم .. والخزانة باللون الأزرق الفاتح المائل للخضرة أيضاً عليها خطوط عمودية منحوتة وهي كبيرة وقريبه من الباب ... أما منضدة المرآة فكانت أمام السرير مباشرة ولا يختلف لونها عن الخزانة وعليها الكثير من زجاجات العطور ذات الأشكال المختلفة وغيرها من الأشياء .. أما الكرسي الخاص بها فكان طويلاً وهو مزين بقطعة من الحرير الزرقاء الفاتحة والورود البيضاء الصغيرة على أحد جانبيه ... أما النافذة فاحتلت مكاناً ليس بصغير من الحائط المقابل للباب وستائرها كانت زرقاء فاتحه .. بالإضافة للوحة معلقة على الحائط فوق السرير سلبت لُبَي بالطبيعة المرسومة فيها .. وفوق كل هذا هي دافئة .. باختصار يمكنني القول بأن هذه الغرفة ليست جزءً من المنزل بسبب مظهرها الراقي ...

ثم دخلتُها بعد دقائق من التأمل وتركت الباب مفتوحاً قليلاً واتجهتُ لمنضدة المرآة المقابلة للسرير وبدأتُ عملي بالتطفل على أشيائه الخاصة .. فتحتُ كل الأدرج ونظرتُ لكل شيئاً فيها .. وفي أخر درج وجدتُ صندوقاً متوسط الحجم باللون الأسود وتحته ألبوم كبير بحجم الدرج نفسه .. ففتحتُ الصندوق أولاً لتتسع عيناي من رؤيتي لمسدسٍ أسود خط عليه خطين عريضين باللون الأحمر .. فقلتُ في خلدي " مـ مسدس ؟..هل أنت مجرم أم ما الذي يفعله عندك هذا المسدس يا جان ؟ " .. ... ثم أغلقتُ الصندوق بسرعة ووضعته جانباً .. ثم أخرجتُ الألبوم وفتحته ..فشاهدتُ ورقة سوداء ملصقة على الغلاف الداخلي للألبوم كُتِب عليها بالخط الأبيض " عائلتي "... ثم وجهتُ بصري نحو صورة في الصفحة الأولى فيها الكثير من الأشخاص يقفون أمام قصرٍ كبير ، وأولهم رجلاٌ يقف برزانه وهو يبتسم بهدوء كما أن الشيب وجد طريقاً إلى خصلات شعره البنية ... وبجانبه تقف إمرأة ذات ملامح هادئة وتبتسم بهدوء أيضاً وتربط شعرها الطويل الأسود الباهت بشريطة بيضاء وتضعه على كتفها .. ويجلس أمامهما فتى يملك شعراً بني فاتح ويبتسم ابتسامة عريضة ... وبجانبه تجلس فتاة ذات شعرٍ اسود باهت قصير، تمد كلتا يديها وهي تفرد جميع أصابعها سوى الإبهام وهي تبتسم بسعادة ... وبجانبها فتاة أخرى ذات شعرٍ طويل باللون البني الداكن يبدوا عليها المرح وتحيط ذراعها برقبة فتى يجلس بجانبها يملك شعراً أسود فاحم وعينين واسعتين باللون الأخضر الفاتح ويمسك بذراع الفتاة وهو يغمض أحد عينيه ويبتسم بهدوء .. دققتُ النظر إليه أكثر وإذا بي أقول بدهشة " جـــان " .... كانت ابتسامته تلك مختلفة تمام الاختلاف عن ابتساماته الساخرة والمتعجرفة .. ابتسامته هذه أكثر جمالاً وعذوبة ..ثم أخذتُ أقلب في الصور وأجده في كل صورة تقريباً مع أهله منذ كان صغيراً إلى عمره هذا ، ثم وجدتُ ورقة سوداء كتب عليها " أصدقائي " .. فنظرتُ للصورة الأولى التي كان فيها ثلاثة شبان وشابتين ويجلس هو في وسطهم وجميعهم مبتسمين .. ثم صرتُ أقلب في الصور حتى وصلتُ لورقة سوداء اخرى كُتِب عليها " أنـــا " ....فنظرتُ للصورة الأولى .. كان يقف وحيداً أمام شاطئ البحر وهو يضع يديه في جيبي بنطاله الأزرق الجينز وينظر بهدوء للبحر وليس على وجهه أية تعابير .. بقيتُ أنظر إلى وجهه وبشرته البيضاء الصافية وأدقق في ملامحه جيداً ..وإلى عيناه الواسعتين التي أصبح لهما بريقاً رائعاً بسبب الشمس .. باختصار ، كان مظهره يسلب الألباب .. ولما أردت أن أقلب الصفحة .. سمعتُ صوت صرير الباب فرفعتُ رأسي على الفور لأسمع صوت لهاث دالاس فأدركتُ بأن جان قد عاد للمنزل .. لذا أدخلتُ الألبوم بسرعة للدرج وأنا مرتبكة كثيراً ثم أدخلتُ الصندوق وأغلقتُ الدرج .. وأخذتُ أتلفتُ يميناً ويساراً بارتباكٍ شديد ... فمن أين عساني أن أخرج من غير أن يراني جان ؟.. .. ومن غير تفكيرٍ مني اختبأتُ بجانب المنضدة وضممتُ رجليً إلى صدري محاولة تقليص نفسي قدر المستطاع ... بدأتُ أسمع اقتراب جان بخطواته الهادئة ولهاث دالاس ..أنه يقترب أكثر فأكثر .. ولما دخل الغرفة قال " دالاس.. ابقى خارجاً أريد تبديل ثيابي "
وما إن أنتهى من جملته تلك حتى اشتعل جسدي بحرارة غريبة فدفنتُ وجهي بين ركبتي وانا اقول في نفسي " أرجو أن لا يأتي إلى هنا .. أرجو أن لا يأتي "
فنبح دالاس وكأنه يقول " حاضر " ولما خرج من الغرفة أغلق جان الباب وأغفله ، حينها أغمضتُ عيناي بقوة لأسمع صوت ارتطام معطفه الأسود الجلدي الذي كان يرتديه بالسرير فازدردتُ لعابي وانا لا أزال على وضعيتي السابقة .. لأفاجئ بعد ثوانٍ قليلة بقوله " حسناً .. هل تستطيعين تفسير سبب وجودكِ في غرفتي ؟ "
في تلك اللحظة رفعتُ رأسي بسرعة ونظرتُ بطرف عيني لليسار وانا اقول في خلدي " كيف ؟.. كيف علِم بوجودي ؟ "
قال جان بصرامه " هلاً أجبتِ يا آنسة ؟ "

بقيتُ صامته ولم انبس ببنت شفهه وانا اضع يدي على جهة قلبي الذي بدأ يخفق بسرعة .. وفي طرفة عين شعرتُ به وهو يقف أمامي ، فنظرتُ إليه بخوف ليمسكني بقوة من ذراعي اليسرى التي سقطتُ عليها بالأمس وتؤلمني ، ويرغمني على الوقوف وهو يقول بصوتٍ صارم يحمل كتلة من الغضب " تحدثي هيا " ..
فأغمضتُ عينيً بألم وأنا أضع كفي على يده الممسكة بذراعي وقلتُ " أتـ أترك ذراعي .. أنت تؤلمني بشدة "
فدفعني على الحائط بقوة حتى التصق جسدي به وقد زاد من ضغطه على ذراعي وقال بنبرة صوتٍ أكثر صرامة وغضب " وسأطحنه إن لم تتحدثي "
فصرختُ بألم وقلتُ بصوتٍ عالٍ نسبياً " لم أكن أفعل شيئاً "
صاح في وجهي " كــاذبة "
فاغرورقت عيناي بالدموع ونظرتُ له بعيني اليسرى فقط بينما ابقيتُ الاخرى مغمضة من الألم .. كانت نظرتُ عينيه تدفع الرعب لقلبي .. ولاسيما بأنه يرتدي عدساته اللاصقة الحمراء فكانت تضفي إلى نظرته نظرة ثاقبة ... ثم رمق آخر درج فتحتُه بطرف عينه ووجده مفتوحاً قليلاً وهذا لأنني لم أغلقه جيداً بسبب ارتباكي .. فعاود النظر إليً وقال بنبرة صوتٍ مريبه " لم تكوني تفعلي شيئاً ها ؟ "
فقلتُ برجاء ودموعي انسابت على وجنتاي المتوردتين من البكاء والألم " أرجوك ..أ.. أفلت ذراعي .. لم أعد أحتمل أكثر "



أوكي كذا خلصت ..

__________________
سنين فاتت ،و العشرة ماتت ، وناس على اصلها بانت