السلام عليكم ورحمة وبركاته
برأي أن الشخص المثالي هو الذي يستطيع أن يرسم دائرة أولوياته وأن يفرِّق بين المهم والأهم في أعماله..
وذلك أن كثيراً منّا يُخدع في التفريق بينهما.. فتجد الواحد منّا ينكب على عمل ويبذل معظم الجهد في تحسينه بينما هذا العمل في ميزان هدفه الرئيسي لا يساوي الوقت الذي أنفقه فيه!!
مثلاً إذا نظرنا إلى الشخص الذي يعطي للعلاقات الإجتماعية وقتاً كبيراً..
بلا شك أن التواصل الإجتماعي مهم وضروري ولكن ليس على حساب أهداف الشخص وطموحاته.. ويمكنك القياس على هذا المثال..
فالشخص المثالي لا يقيس الأمور هل هي مهمة أم لا وإنما يقيسها حسب أولوياتها.. فربما أمر مهم يتأجل من أجل إنهاء ما هو أهم منه..
ومن أروع الأمثلة في هذا المقام ما يحكيه الإمام بن وهب عندما كان ذات يوم في مجلس علم للإمام مالك -رحمه الله- فترك ألواحه التي يكتب فيها وقام ليصلي.. وعندما عاد سأله الإمام مالك عن صلاته فأجابه بأنها صلاة النافلة قام لأدائها..
هنا قال له الإمام مالك كلمة توضح أهمية إدارة الأولويات.. قال: "والله مالذي قمت إليه بأفضل مما كنت عليه"..
فكلاهما مهم لكن طلب العلم أهم وذلك لأن ضياع ساعة العلم قد لا تعوض بينما صلاة النافلة يمكن تأديتها في أي وقت..
وبالطبع فإن أسمى الأهداف هو إرضاء الله سبحانه وتعالى.. فعلى المسلم أن يضع هذا الهدف حاضراً في ذهنه ثم يعرض بقية أعماله عليه فإذا كان متماشياً معه أنفذه وإن كان غير ذلك أوقفه..
شكراً لك أخ مؤمن على هذا الطرح القيم وجزاك الله خيراً...