عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 04-22-2012, 05:08 PM
 
(5)
قال عماد وهو يلتقط العلبة ثم يمسك بذراعها :
- ليس هناك خلاف بيننا.
- لكن، يجب عليك قبول الدعوة شئت أم أبيت !
اقترب حاجبا عماد وهو يتمتم لنفسه بضيق، وعندها تكلمت قائلة بصوتخفيض :
- أنت يجب أن تقبل! هل تريد التسبب في مشاكل أخرى أيها البغيض ..؟

تنهد وقال :
- إذا أركبي .
ساعدها على الركوب ثم جلسبجانبها. عندما بدأت العربات بالتحرك كانت تنظر بعينين لامعتين وهتفت :
- هل تصدق هذا؟ إننا نركب في عربات الموكب الملكي.. انظر إلى الناس منحولنا والحرآس والجنود و ...
قاطعها عماد وهو يرمي بالعلبة على حجرها :
- ارتدي هذا.

" تلك العلبة .. التي قال بانها هدية .." نظرت إلىالعلبة وقامت بفتحها بحرصوهيتقول ساخرة :
- ماهذا؟ الهدية التي لا تستطيع العنزات ارتدائها ..؟
أدار وجهه إلى الجهة الاخرى وقال بنبرة معاتبة :
- لماذا ..؟ تركتِ الفندق؟! لقد أصبحت غاضباً وافتعلت مشكلة مع تلكالتافهة!!
أخرجت المعطف الأبيض من العلبة ،، كان جميلاً جداً .. تطلعت إليهوتمتمت بابتسامة :
- شكراً، يبدو جميلاً .
نظر إلى وجهها . كان سعيداً لأنه أعجبها، أمسكت به ونظرت نحوهفشاهدته ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة ممتنة، عادت تنظر إلى المعطف بسرعةوهيتشعربالخجل، ثم تسائلت بحدة:
- لماذا كنت تناديني بالعنزة! يالك من مزعج .
تكلم على الفور :
- هذا لأنك لم تخبريني باسمـ ..
- لينا .
نظر إليها مجدداً، لم يستطع قول أي شيء .. لقدكان يريد التحدث ولكنها قالت اسمها فجأة مما جعلهكالأخرس.
وأخيراً وصلا إلى القصر، بدأ عماد يتشاجر مع لينا حتى ترتديالمعطف، واستطاع أن يجبرها في النهايةوهيتصيح "يالك من مزعج" .. وبعد ذلك، صحبهما بعض الخدم إلى غرفة استقبال الأمير ..

عندما دخل الاثنان كان الأمير يجلس على أريكةخضراء داكنة ومنقوشة بالنقوشات الذهبية . كانت الغرفة الملكية واسعة وجميلة للغاية،الستائر مفتوحة والثريّات الذهبية تتدلى من السقف الأبيض ..
كان الأمير يجلس مبتسماً وعينيه متركزة على وجه لينا، مما جعلعماد يشعر بالغضب من أول ثانية ! ولكنه سرعان ما شاهد دعاء تجلس على أريكة فيالجانب الأيسروهيتحدق في وجهه بغيظ ، فرفع حاجبيهبطريقة مستفزة ووضع يديه في جيبيه .

الأمير سامي، شاب فائقالوسامة، لديه شعر أسود وبشرة بيضاء، عينيه صافيتين يشع منهما الذكاء، وابتسامتهساحرة ، إنه فارس احلام كل فتاة في البلد باكملها ... كان يرتدي حلّة حمراء داكنة،تبدو من الأنواع العسكرية، فعلى كتفيه تتركز قطعتان ذهبيتان، وأزارر الحلة ذهبية،وحزامٌ أسود أنيق في المنتصف، ويرتدي بنطالاً أسود ضيق بعض الشيء وحذاء عال الرقبـة .
قالت لينا داخل قلبهاوهيتتأمله بسعادة " انه أميروسيم ، مثل القصص الخيالية، ياللروعة" .. تكلم الأمير عندما توقف الاثنان أمامه :
- تفضلا بالجلوس .
جلس الاثنان على يمين الأمير، الذي تكلم بلطف :
- هل يمكنني ان أتعرف على الشقيقان؟ من أنتما ومن أين جئتم ..؟
" لماذا يظن ذلك الوقح بأننا شقيقان ! " " هل يظن باننا أشقاء ..؟!" هكذا تسائلعماد ولينا داخل قلبيهما ، وقبل أن تتكلم لينا قال عمادبفظاظة:
- ولكننا لسنا شقيقان، إنها زوجتي.
شهقتلينامفزوعة، وبدت الصدمة على وجه الأمير فقالت :
- هذا غير صحيح! إنه شاب أخرق تعرفت عليه في القطار السنوي ، ولكنهيمزح ..
ضحكت ضحكة قصيرةوهيتضرب بكوعها في خصر عماد ليتوقفعن سرد الاكاذيب،، فتساءل الأمير مع ابتسامة :
- إنها طرفة جميلـة، ولكنني لم أصدقها بالتأكيد، فانتما متشابهينجداً، بدوتما مثل الأشقاء.
ابتسمت لينا بينما حدق عماد ببرود ، وعندها عادالأمير يقول :
- ولكن ملابسكما لا تدل على أنكما من هنا،صحيح؟
أجاب عماد :
- نعم، نحن لسنا من هنا، لقد جئنا مع القطارالسنوي .
"أعرف هذا! ولكن كيف .... " تساءل الأمير باستغراب :
- لكن كيف وصلتما إلى هنا، بينما لا يتوقف القطار السنوي في أي منمحطاتنا .. ؟
تبادل عماد ولينا نظرة ، فأجابت لينا :
- لأننا طلبنا من القطار التوقف في منتصف المسافة .
كان الأمير مستغرباً، واصبح يشك بأمرهما .. " إنهما شقيقين،ويخفيان الأمر .. أيضاً من المستحيل أن يتوقف القطار السنوي سوى في المحطات .. هليعقل بأنهما لصوص ..؟ لقد افتعل ذلك الشاب المشكلة مع دعاء لكي أدعوه للاعتذار ثم ... "
قاطعت لينا أفكارهوهيتقول :
- ولكننا ممتنون جداً لدعوتنا.
وتابع عماد قائلاً بسرعة :
- لذا علينا الذهاب للبحث عنالجدة!
فكر الأمير وهو يحدق في وجوههما "هل هي خدعة ..؟أيجب ان أسمح لهما بالانصراف؟ أم أقوم بسجنهما؟ " نظر عماد إلىوجهه وهو يفكر " هليشك بأمرنا؟ بالتأكيد أصبح يفكر الآن في رمينا بالسجن، أو إعدامنا ، مثل ماقاله لناالفارس الملثم عن حرق الخونة، لهذا يجب علي أن أخرج لينا من الأمربسرعة " ..
تكلم عماد قائلاً :
- سوف تذهب للبحث عن جدتها في بلاد الجبال، أليسكذلك؟
ابتسمت لينا بتوتر، وهمهمت بالموافقة، وعندها فكر عماد " لماذاهي متوترة، يجب أن تكون مبتسمة وواثقة! " نظرت إليه فرأته ينظر إليها بتلك النظرةالمخيفة .. " انهاالمرة الثالثة! لماذا ينظر لي بتلك النظرة الغريبة ؟"
تكلمت دعاء فجأةبغرور:
- إذا كانت تلك الفتاة ستذهب ، فأنت لن ترحل من هنا قبل أن تعتذروتقبّل قدمي، وإذا لم أسامحك سوف آمر بسجنك لعدة أعوام .
نظر عماد بقرف وهمس :
- انتِ تجعلينني مضطراً لأن اناديك عنزة في حضرةالأمير!
كبت الأمير سامي ضحكة مباغتة، وقال بهدوء مصطنع :
- أنا لن اترك تلك الفتاة تذهب قبل أن تعتذر للأميرة دعاء .
- أميرة؟ " أم عنزة؟ حقاً ياللسخرية "
قالها عماد بسخرية،فتكلمت ليناوهيتسحب اذنه وتهمس في داخل السماعة :
- يجب أن تعتذر وتدعنا نرحل. هل تريد ان تصبحمسجوناً..؟
- إذا كان عليّ الاعتذار فأنا افضل السجن .
وقفت الاميرة دعاءوقالت :
- يالك من وقح! تريد ان تسجن وتعذب بدلاً منالاعتذار لي!؟
انصرفت دعاء بعد ان قامت بتحية الامير، وعندهاقال الأمير سامي :
- كما ذكرت، سوف تسجن حتى تقرر الاعتذار للأميرةدعاء. فهي سوف تكون الملكة في يومٍ ما.
تساءل عماد بدونتهذيب:
- هل يمكن أنك ستتزوج بتلك الفتاة القبيحـة ..؟

"ياألهي انه فتى بذيء! كيف سأجيب عليه الآن، من الأفضل أن أزج به في السجن حتى أستطيعأن أتحدث مع تلك الفتاة الجميلة بمفردنا ." ابتسم سامي وقال :
- سوف أسمح لك بالهرب إذاً، وسأجهز عربة جنود تقلك إلى خارج البلاد .
تساءل عماد بحدة :
- وماذا عنلينا؟
تساءل الأمير متجاهلاً سؤال عماد :
- هل أسمك هو لينا؟ ياله من أسم لطيف .
" ياله من شاب مهذب ولطيف" ابتسمت لينا بخجلوقالت :
- شكراً لك .

وقف الأمير سامي وقال :
- سوف تبقين في القصر لعدة أيام، إذا أحببتِ فمارأيك ..؟
قال عماد معترضاً :
- لا، هي لن تبقى هنا، سوف تأتين معي، أليسكذلك؟
نظرت إليه لينا بدون قول أي شيء. وابتسم الأمير ابتسامة منتصرة
__________________
الى اللقاء