عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 04-22-2012, 05:09 PM
 
ثمقال :
- إذاً؟ هل ستبقين؟
عاد عماد يقول :
- ألا تريدين البحث عن جدتك؟ سوف أساعدك في هذا ..!
قال الأمير بسرعة :
- يمكنني مساعدتك أفضل. فانا أعرف أمراء الدولالآخرين .

زفر عماد بضيق ونظر إليها، كانت تفكر بحيرة .. ثم تجاهلت عماد وابتسمت قائلة :
- أنا سوف أكون سعيدة باستضافتك لي .
عاد الأمير يبتسم بسعادة، وأشار أمامه ثم قال :
- تفضلي معي من هنا .
سارت لينا متقدمة،ولكنها توقف للحظة ثم ابتسمت لعمادوقالت :
- شكراً لك على كل شيء. وداعاً .
انصرف الاثنان ببطء،أما عماد فقد كان يبدو هادئاً، ولكن من داخلهكان هناك بركان على وشك الانفجار، وتدفقت الحمم الساخنة داخل صدره فتمتم لنفسه :
" وإن يكن، لا بأس .. أنا سأرحل في طريقيالخاص" .. ولكنقوله بتلك الطريقة .. لم يخفف من وطأة حزنه، فقد كان غاضباً ولكنه لم يعرف حتىلماذا هو متضايق بتلك الطريقة ..!
شعر بالألم يجتاح صدره . حاولكتم الألم ولكنه لم يستطع .. جلس على الأريكة وهو يضرب صدره ببطْ بقبضة يده ويدعو بأن يتوقفالألم بسرعة .. لكن هذا شيء مستحيل .. فقلبه مريض ويحتاجإلى الدواء الذي تركه في حقيبته بالفندق .

دخل أحد الجنود ورمقه بنظرة قاسية وهو يقول :
- أنت، تعال معنا الآن .
نظر عماد إليه ولم يقل شيئاً،كان العرق يتصبب من جبينه، ووقف بصعوبة فأمسك به الجندي واقتاده إلىالخارج.
------------------
" ماهذا المكان السخيف؟ الم يقل بأنه سيجعلنياهرب من هنا ..؟ يبدو بأنه انشغل بـ لينا ونسي أمري " .. كان يتأمل تلك الغرفة الصغيرة المدعوة بـالسجن.
مد رجله فاصطدمت بالحائط ولهذا تأفف وهو يهمس بتذمر :
- هل يعقل ان تلك العلبة تكون سجناً ..؟

في تلك الأثناء توجه الأمير مع لينا نحو المتحف الذي يقبع بداخلالقصر،، كان مليئاً بالرسومات الأثريّة والتحف القديمة النادرة .. ومع أن لينا لمتكن تعجبها تلك الأشياء إلا أنها كانت تبتسم بمودة وتظهر اندهاشها ..
وعندها تكلم سامي بالنهاية :
- أنا يمكن أن اهديكِ إحدى تلك القطع، لذا اختاريما يعجبك .
كان يبتسم بوّد، وأصبحت لينا متوترة فهي لا تريد حقاً اختيار أيمنها ، وعندها بدأ عقلها يفكر .. " هل يجب علي ان اقبل شيئاً كهذا ..؟" ابتسمتوهيتقول :
- شكراً على لطفك ، ولكن ..
نظر لها متسائلاً ، فقالتبسرعة بوجه جامد :
- انا ليس لدي اهتمام في الآثار القديمة .

كان سامي ينظر لها مأخوذاً .. " يالها من فتاة صادقة .. حتى إنها لا تستطيعمجاملتي في شيء لا ترغب به، اجابة بسيطة.. لكم أردت أن أصرخ بأنني لا أحب تلكالخردة التي أحتفظ بها في قصري !! "
تعلقت لينا بنظرة عينيها ولكنها أخفضتهمابسرعةوهيتتساءل " هل من الممكن بان يكون مصدوماً من ردة فعلي؟ هل يجب علي الاعتذار أم ..." قاطع صوتهأفكارها وهو يقول :
- لا بأس. إذا كانت لا تعجبك فانا لن أرغمك علىقبولها .
ابتسم بصدق وأشار لها لكي تبدأ بالمسير معه ،، فتمتمت بخجل :
- شكراً لتفهمك ..
وقبل أن يخرجا من الباب، كانت الأميرةدعاء تدلف بسرعةوهيتحمل مقدمة فستانها الضخم أمامهاكي لا تتعثر، ورمقت سامي بنظرة مستفسرة، ثم قالت :
- ألن تذهب تلك الفتاة مع شقيقها ..؟ إذاً عليكِ أن تستعدي لأن شقيقكسوف يعذب وسوف يحتاج من يجره من رجليه!
قال سامي بنبرة توبيخ :
- دعاء! لا يحق لكِ قول هذا فهو تحت رعايتي .
- لكنه لم يعتذر لي!
أمسك سامي بذراع لينا وتجاهلوجودها وهو يقول :
- بأي حال ليس عليك مضايقة ضيفتي . فهي ليستشقيقته .

قالت بنبرة عالية :
- تلك الشحاذة ضيفتك؟
احتقنت لينا بالغضب ولكن ساميتوجه نحو دعاء وقام بتوجيه صفعة ... اصبحت لينا مندهشة، وعندها تمتم سامي بانفعال :
- إياك ان تتكلمي بتلك الوقاحة في حضرة ضيوفي !
ركضت دعاء بعيداًوهيتبكي، وبدأت تشعر بالغيرة والحقد " تلكالفتاة!! يجب ان ابعدها بأي طريقة!"
شاهد عماد البوابة تفتح وامامها حارسٌ يقول :
- انت، تعال معي .
مشى عماد خلفه في ممر طويل مؤدي الى خارج القصر .. وعندما اصبحا في الخارج، قال الحارس وهو يسلمه ورقة صغيرة :
- هذا قرار الافراج عنك من الامير سامي. يمكنك ان تذهبالآن.
انصرف الحارس وراقبه عماد ببطء وهو يفكر " علي العودة إلىالفندق من أجل العلاج ولكن .. هل سأتركها هنا وأذهب بسهولة؟"
أصبح قلقاً ومتوتراً بشكلٍ لا يطاق، وجر رجلية بتثاقل وهو يبتعد عنالقصر، فما عساه أن يفعل ..؟ بعد أن سار مسافة كافية توقف مستنداً على جذع شجرةوضرب رأسه وهو يقول بصوت عالٍ محدثاً نفسه :
- أحمق! توقف عن التفكير .. ألم تخبرني بأنكستمضي في طريقك الخاص! لماذا تراجعت ..
وصل إلى الفندق مثقلاً بالتعب .. ولهذا ابتلع قرص الدواء وغط بالنوم .
-------------------
__________________
الى اللقاء