كاد رأسها أن ينفجر عندما سمعتمن الحارس بأنه رحل .
" كيف يعقل أن يفرج سامي عنه قبل أن يعتذر لي!! هو ليس شقيقها فعلاً..؟" .. دارت حول غرفتهاوهيتفكر " يجب أن اجدحلاً لأبعادها .. "
كان سامي قد توجه إلى اصطبل الخيول،، فرحت لينا فرحة غامرة لرؤيةتلك الخيول الجميـلة،، واقترب من حصانٍ أسود وتكلم قائلاً :
- هذا حصاني الخاص، يدعى جناح .
ابتسمت لينا بفرح، فسحب ساميحصانه من اللجام وقربه منها وهو يقول :
- يمكنك ان تلمسيه ..
تود لينا فعل ذلك، ولكن وجنتيها صبغت باللون الأحمر وصارعت نفسها " لا تخافي، فقداقتربي وتحسسي وجهه بلطف" .. اقتربت وتحسست وجهه الأدهم ثم ابعدت يدها بسرعةوهيتقولبصوتٍ مرتجف :
- إنه حصانٌ جميل .
- هل ترغبين بامتطائه ..؟
لوحت لينا بيدهانفياًوقالت :
- لا استطيع فأنا لم اركب ظهر حصانٍِ من قبل .
ابتسم الأمير سامي وهو يعرض الأمر بشكلٍ لبق :
- لا بأس سوف اساعدك ...
" انا بالفعل خائفة! ايا كان لا استطيع ركوبهلوحدي ،، لذا يجب ان ارفض بلباقة واغير الموضوع " كانت تفكر لينا بتلك الطريقة وبحثت عن الكلمات اللائقة بينما كانسامي يفكر " اشعر بانها سترفض،ايضاً لا استطيع ان ادعوها للركوب معي فربما تظن بأنني شخص منحرف .." .. نطق الاثنان في نفس الوقت فقالت لينا :
- آسفة ..
- لا بأس، ماذا كنتستقولين؟
التقت عيونهما للحظة وشعرت لينا بالحرج فابتسمت قليلاًوقالتوهيتبعد عينيها :
- شكراً على عرضك، لكن اتعلم ..؟
جذبته طريقة حديثها، فنظر لها وتساءل باهتمام :
- ماذا؟
- لقد رأيت فارساً يمتطي حصاناً أسود له لجامٌفضي،، يشبه هذا الحصان تماماً.
" لا يمكن أن تكون قد تعرفتإليّ!" كانتالأفكار تعصف برأسه وعاد يتساءل :
- أين شاهدته؟
- على مشارف بلدتكم .. و ..
- ماذا؟
- أخبرني أنا وعماد كلاماً مخيفاً، عن قرية حرقأهلها بالكامل ..
ابتسم سامي ابتسامة رقيقة ثم قال وهو يتحسس شعرحصانه الحالك السواد :
- هذا غير صحيح، لقد كان يحاول إخافتكمفقط!
لمعت عيني لينا وتساءلت بسرعة :
- هل تعرف هذا الفارس ..؟
- لماذا تسألين ..؟
شبكت لينا يديهاوقالتبخجل :
- لقد كان شكله مهيباً، ورائعاً .. حتى إنني ظننت بأنه حلم .. اوماشابه .
تراقص قلب سامي بين ضلوعه وهمس :
- هل تريدين مقابلته ..؟
ابتهجت لينا ثم همست بنفس الشيء :
- لا، ولكنني كنت أخبرك رأيي فقط .
كان سامي يشعر بسعادة لامحدودة، أراد أن يخبرها ولكنه تراجع لأنه لم يكن الوقت المناسب .. وبدلاً من هذاقال وهو يترك لجام حصانه الذهبي :
- ما رأيك ان تتناولي الغداء معي ..؟
---------------------
كانتدعاء تراقب ذلك .. سامي .. ذلك الشاب الذي تحبه وتعشقه من كل قلبها وهو يتحدث إلىتلك الفتاة الغريبة بودية ويعرفها على حصانه ثم ...
شهقتبفزعوهيتشاهدهما يتوجهان معاً إلى قاعة الطعام المخصصة للضيوف ..!
ضربت جذع الشجرة بيديها في حنق وغيظ، ثملمعت فكرة في رأسها، وركضت بسرعة إلى السجنوهيتسأل رئيس الحرّاس :
- أين هو الشاب المحجوز ..؟ في أيزنزانة؟
تكلم رئيس الحراس على الفور وهو يخرج ورقة من بين الأوراق على مكتبة :
- سيدتي! لقد حصل على اذن بالخروج من سيدي الأمير .
صرخت دعاءبقسوةوهيتضرب الورقة بيدها لتطير في الهواء وتسقط على الأرض :
- لماذا جعلته يخرج! لقد أمرتكبسجنه!!
- لكن أنا آسف سيدتي، علينا الاستماع لرأي ولي العهدأولاً!
- أنا سأصبح الملكة يوماً ما! كيف تتجرأ على قولهذا!
صمت الحارس ولم يستطع أن يقول شيئاً واندفعت دعاء تركضخارجاًوهيتغلي من الغيظ والقهر، عادت إلى جناحها في القصر وارتمت على الأريكةوهيتفكروتخطط .. " ذلك الشاب ، سوف يرجع ليأخذ شقيقته وعندها سوف اسجنهما معاً بدونعلم سامي، وسوف أجعلهم يتعذبون حتى الموت! " تنهدت ثم نادت احدى الخادمات بصوتٍ عالٍ ..
عندما حضرت الخادمة تكلمت معها دعاء بازدراء كعادتها :
- انتِ، استدعي لي حارسي الخاص بسرعة .
- حاضر سيدتي .
انصرفت الخادمة تركضوهيخائفة، وعندما حضر الحارس الخاص بها تكلمتوهيتضع رجلاً فوق الأخرى :
- إذا رأيت ذلك الشاب الذي عبث معي في الموكب، اسمح له بدخول القصرواحضره إلى هنا، هل سمعت ..؟
- عُلم .
انصرف الحارس وابتسمت دعاءبرضى .
في الفندق، استيقظ عماد بعد مرور ساعة وهو يتضور جوعاً، ولهذا ارتدىسترته وجمع اغراضه بداخل حقيبته وانصرف وهو يسير في الشارع ببطء ..
" هل ستتركها؟ ماذا إن حاول أحدٌ ما استغلالها، بأي حال تبدو فتاةطيبة .. هل ستتركها أم ماذا؟
لكن ..
هي طلبت ذلك، ربما إذا راتنيمجدداً سوف تغضب أو أي شيء من هذا القبيل!
لا يهم .. عليك ان تذهب وتحاولايصالها إلى جدتها، على الأقل سوف تطمئن بأنهابإمان!
لماذا انت مهتمٌ بأمرها؟ فالتتركها.. انها مجرد فتاة صادفتها فيالقطار السنوي وحسب، لو لم تقابلها لسارت وحيدة في طريقها.. انت لا تعرف شيئاً سوىاسمها، كيف تكون بهذه الودية مع فتاة غريبة؟
ولكن ... انها فتاة طيبة،ومهذبة .. تبدو أيضاً بأنها رحلتها الأولى ! فهي تخاف من كل الاشياء حولها ..
لكنها لا تثق بي ابداً، ايضاً تكرهني، فقد انصرفت بدون علمي منالفندق.
حسناً، في النهاية، بعد كل هذا الجدال قلبي يؤلمني. أشعر بأنني اريدالعودة إليها .. لا أريدها ان تكون خائفة أبداً
ولماذا؟
لا اعرف .. سأعود وحسب .."