لا أدري مالفرق بين الوحش والإنسان، إذا كان الإنسان يدير خلافه مع أخيه الإنسان بأنيابه وأظفاره؟
فأنا أفهم، أن الوحش معذور؛ لأن هذه فطرته، وليس لديه خيارات أخرى ..
أما الإنسان، فالخيارات أمامه مفتوحة، ومع ذلك، فهو لا يختار إلا أحطها وأشنعها، إلا من رحم الله.
وبرغم وحشية الوحش، فلديه من النبل ما يفتقر إليه كثير منا !!
فهو لا يَسِم، ولا يَصِم غريمه بما ليس فيه ..
ولا يغتابه ..
ولا يفتري عليه الكذب ..
ولا يشي به عند رئيس القطيع ..
أما الإنسان ..
الذي ينسى ـ غالبا ـ أن الملائكة سجدت له، فعلى استعداد أن يفعل ذلك كله، دون أن تطرف له عين !!
عجيب أمر هذا المخلوق ـ الإنسان !!
ألا يدري أن كل لفظ بذيء يقربه إلى النار خطوة ؟!
وأن كل بهتان يرمي به بريئا، ليس سوى ثمرة من زقوم، كأنها رأس شيطان، ولا مفر من أكلها ؟!
وأن كل ازدراء للآخرين، هو في الحقيقة كأس صديد، سيتجرعه ولا يكاد يسيغه ؟!
ألا يدري ؟!
ألا يدري أن سوء الأدب مع الآخرين، هو هو سوء الأدب مع الله؛ لأن الله أمره بحسن الخلق، فأعرض ونأى بجانبه ولم يفعل ؟!
أرى في هذا المنتدى أقلاما حدادا تسلق هذا النفر من الناس أو ذاك، لمجرد خلاف في الرأي.
وأرى أقلاما تشطب بالخط العريض الشمس من صفحة السماء !!
وأرى أقلاما مدادها الجهل والصلف والغرور !!
وأرى أيضا أقلاما ، مدادها الحب والرحمة والأمل ..
يا أيها الإنسان ..
إن هذه الساحة، ساحة حوار لاقتال ..
فإن كان ولابد من النزال، فبقفازات من حرير ..
وأعني الحجة الدامغة، والكلمة المنتقاة ..
يا أيها الإنسان ..
إن ما تخط يمينك ( أو شمالك ) ليست كلمات ..
بل حسنات وسيئات ..
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد ..
اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد ..
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |