[ وتتوالى المصآئب ! ]
بعدمآ أجبته بجوآبٍ بآرد جعلهُ بركاناً ثائراً ، بدايةً لقد كُنت أمشي ببـرودٍ تآم أمامه حتى أُبين أنني فتآة قويّة الشخصيّة
إلا أنني أخذتُ أركض بأقصى سُــرعتي عندمآ دخلتُ إلى المدرســة
إن هَربت مُبــاشرةً بعد ردي سيعتَقد أنني فعلاً حمقآء ولآ أعني ما أقولــه
على كلٍ .. أُحس نوعاً ما بالرآحة ، يستحــِقُ ذلك !
لقد أصبحَت الكوآبيس ترآودني منذُ تلك الليلــة .. أستيقظُ كل سآعتين بسببهــآ
ثم مآذآ ؟ يأتي بكُــل إستخفآف ليقول لي " آسف .. سآمحيني " ، هه !
وأيضاً .. أمام الجميع .. هل يتفآخر بذلك أم ليتأكد من إيجآبية رديّ ؟
لن اسآمحه لرُبمآ هذآ مآ يجعله يكُف عن مضآيقتي
" تنهدت بعمق " إنه أغرب كآئن بشري رأيتُــه في حيآتي حقاً ..
هدأت خطوآتي بعدمــآ كآنت سريعةً جداً للهرب منه دون أن أسمع ردّه ، نظرت حوليّ .. سحقاً أين أنا ؟
تُهـــت ؟ .. الممر هذآ وآسعٌ جداً .. وتوجد عدة أبوآب فيــه
[ آتعلمون ؟ أحدُ أكثر الأشيآء التي أكرهها فيّ عندمآ أغضب ، دائما ما تقودني قدمآي حيثُ لآ أعلم ! .. ]
( هيـــه .. أنتِ ! مالذي تفعلينـــهُ هنا ؟ )
إلتفتت خلفي لأرى شاباً وسيماً يرتدي زيّ عآمل النظآفة وبيده مكنسة خشبية ينفث دُخان سيجآرته من فمه وينظر إليّ بحدة
أجبتُــه بتردد ( آه أنا ؟ .. أنا أظن أننــي تُهت لذآ أنـ ... )
كآن يقف أمامي مبآشرة .. قآطع آخر كلمآتي بإقترآبه منيّ ..
أخذ يمشي بإتجآهي بخطوآتٍ ثآبته وعينآه لم تكف عن التحديق بيّ بتفحص
أصبحتُ أبتعد عدة خطوآت كلمآ إقترب خطوة إلى أن إلتصقتُ بجدآر الممَــر الوآسع
الذي تتخلله خيوط أشعة الشمس من النوآفذ الطويلة الممتدة من سقفه إلى أرضيته ..
أسند كفة يده اليُسرى على الجدآر بالقُرب من وجهــي .. إنه يُقرب جسده إليّ في كُل لحظة
أصبحت أتنفس بصعوبــة وبشكلٍ سريع جداً .. سُحقاً وكأنه ينقصني وجود هذآ المُنحرف !
رفعت رأسي ليُصبح جبيني قريباً جداً من ذقنـه ... أشعر أن وجهي قد أصبح مُشتعلاً والجو حآر ~
ظلننآ لحظآت على تلك الحآلة والتوتر يجعل أطرآفي ترتجف
لكن ... ما فاجأني أنه سقط على كتفي الايمن بكآمل ثقله .. و مالبثت ان دفعتهُ بعيداً عنيّ وهممت بالهَرب
إلتفتت خلفي أثناء جرييّ لأرآه ممداً على الأرض دون حرآك !
توقفت وآخذت أمشي بحركةٍ عكسيــة .. أي أنني ترآجعت إلى الورآء عدة خطوآت لأصل إليه
توقفتُ أمامه مبآشرةً وقلت بتردد ( أنت ..... هل تسمعني ؟ )
لآ رد .. ،
لفت نظري أن وجهه بدىَ محمراً ويتنفس بصعوبــة وسرعة ..
أحنيت ظهري قليلاً و لمست جبينه لأتأكد من شكوكــي
قُلت بهدوء ( مصآب بحمىَ ! ) .. عدلت وقفتي من جديد ونظرت إليه ببرود مطوقة ذرآعيّ عند صدري ..
شيئاً فشيئاً أحسست أن دمي يغلــي وضربت الأرض بقدمي اليُمنى بغضب
( وكأن هذآ ما ينقصنــــي .. فلتذهب للجحيـــم ! ) ..
آبتعدت عنه دون أن اعلم إلى أين قد تقودني قدمآي هذه المرة أيضاً .. تآركةً إياه مُلقى على الأرض
ومآ شأني أنا ؟ ..
" تررررن "
نظرتُ للسقف عند سمآعي للجرس الذي يُعلن إنتهآء الفُسحة وبدآية حصةٍ جديدة
وقفت للحظآت أفكر فيهــآ كم أنا حقاً خرقآء !
( كيف لي أن أمشي للأمام ، بينمــآ كُنت آتية من الخَلف ؟ )
نظرتُ ورآئي وتنهدتُ بعُمق ثم قلت بهمسٍ لنفسي " سُحقــاً لهذا الحظ التعيس .. "
رفعتُ خصلاتٍ من شعري الأسود المُتنآثرة على وجهي للورآء ثم قُمت بالعبث به كُلــه بعنف وغضب
مَشيت عآئدة من حيثُ أتيـــت وأنا أرجو أن أستطيع معرفة طريق العودة .. هذه المدرسةً أشبه بالمتآهة
أحنيت ظهري وعقدت أصآبع يديّ خلف ظهري وطأطأت رأسي لأرآقب خطوآتي بهدوء ..
مررتُ بجآنب عآمل النظآفة من جديد ونظرت إلى المعدآت من حولـه
كآن يطوق ذراعه حول مكنسة خشبيــة مآئلةً على الجدآر مطأطأً رأسه
عدلت وقفتــي ثم وضعت كلتا يدآي على خآصرتي أمامه وقلت بعدمآ رفعت يدي اليُمنى لأضرب بهآ جبيني بخفة
( إنني فعلاً رحيمة ، لآ أستطيع تحمل مثل هذه المنآظر )
أنزلتُ جسمي لمستوآه و أمسكتُ بذراعهِ اليُمنى بقــوة ثم حآولت أكثر من مرة أن أحمله على ظهري ..
لكنهُ ثقيلٌ جداً بالنسبة إلى فتاة نحيلةٍ مثلي !
حآولت عدة مراتٍ أخرى إلى أن نجحت ... أصبح ثقلهُ كله على ظهــري وقدمآه الطويلتآن تزحفآن على الأرض
كآن وجهه قريباً جداً من وجهــي .. ونفسُــه المليء برآئحة السجآئر يصطدم برقبتــي ممآ جعل وجهي يحمُر بالكآمل
( هيــه .. هل أنتِ سُلحفآة ؟ )
صُدمتِ عندمآ سمعتِــه يهمس بهذه الكلمات بأذني ..
( ماذا قُلت ؟ ) .. سألته ذلك وأنا أنظر له بطرف عينــي بتعجُب
( أسرعــي قليلاً فأنتِ كالسُلحفآة .. أنا أريدُ أن أحلق ! )
لآبد آنه يهذي بسبب الحرآرة ..
نظرتُ إلى سآعة معصمــي الحمرآء بتوتر .. مالذي سيُقال عني ؟
أتأخر عن نصف الحصص وأتغيّب من أول إسبوعٍ لي .. " هززت رأسي نفياً " سسحقاً لآ يُعقل هذآ !!!!
حآولت الركض إلا أن كُل ما أستطيع فعله هو المشيّ بخطوآتٍ أسرع بقليل من المعتآد
هذآ يجعلنــي مُنزعجةً جداً ..
وقفت قليلاً ورفعتُ رأسي للسقف .. أغلقتُ عيني بتعب ثم وجهتُ نظري للأمام
فرحتُ جداً عندمآ رأيتُ أخيراً ظل شخصٍ مآ يقترب ..
صرخت بسعآدة وثقــة ( سأتخلصُ منـــه ! )
( مآذآ تعنين ، وإن كُنت مصاباً بالحُـمى فمآزلت أستطيع إستيعاب ماحولي ) ..
إتسعت عينآي دهشةً عندمــا أحسست أن حملاً ثقيلاً قد أُزيح عن ظهري ، فنظرت للخلف لأرآه يقف مُلتصقاً بي
رفعتُ رأسي المُلتصق بصدره لأستطيع رؤيته .. إنهُ ينظــر إلى عينيّ مُبــاشرةً ، و يبتسم !
سألتُه ببراءة ( هل كُنت تستطيع الوقوف منذ البدآية ؟ )
( حسناً ، كان بإمكآني ذلك .. ) ..
ظللت أوجَّه له نظرآت حآدة بينمــا إبتسامةٌ مآكرة تعلو وجهه ..
إبتعدتُ عنه وقلت بلهجةٍ آمره ( فســر لي سبب تصرُفك هذآ أيها ... آيهآ المُنحـــرف )
تبعتُه ببصري وهو يتجّه لأحد الأبوآب في الممَر بهدوء
( ولــِمَ أشرحُ لكِ ؟ لستُ بحاجةٍ إلى ذلك )
فتح البآب على مصرعيــه ثم أغلقه خلفه بقوة
لمحتُ الشخص الذي لآحظتُ ظله يمُر أمامي .. رفعتُ رأسي لأرى ريُــو يتجآوزني مُغلقاً عينيه ويعبث بشعره بعشوآئية
يبدو عليه الإنزعآج .. ، إقتربتُ منه وأمسكت بطرف قميصه ثم هممت بسؤاله ببرآءة ( ريو ، هـ .... )
ذُهلت .... !
نظرتُــه تلك التي نظر إليّ بهآ جعلتني أصمُت ، غير طبيعيـــة ... لم أستطـِع حتى فهمها جيداً
لا أعلم ، هل كانت نظرةُ حقدٍ أم غضب أم بـــرود أم ماذا ، فعلاً صعبٌ عليّ شرحُهـــآ
أحسستُ أنها تحمـِل معاني كثيـــرة .. ، تركتُ قميصه بهدوء وجعلتُه يكمـــل طريقه ..
" آآآآآه " .. صرخت بهدوء عندمآ تذكرتُ مآحدث ، كيف أحَدثُه وأنا من طلبت منه أن يتجآهلني
" ضربتُ رأسي بقبضة يدي بخفــة ثلآث مرآتٍ متتآلية " غبيـــة غبيـــة غبيـــة ..قسمت شعري إلى قسمين وسحَبتهمآ كلآهمــا في آن معاً بقوة من شدة غضبي وصرخت
( سُحقـــــــــــــــــــــاً )
خرج عآمل النظآفة ذآك من جديد وعلامات الغضب مرسومة على وجهه الأبيض المُحمر من الحُمى
( أنتِ ... لقد أزعجتني جداً ، أمسكي هذهِ وإرحَلـــي ) .. نظرتُ إلى حيث يقصُد إذ بي أراه يمُد لي ورقة بيضآء
سألتُه بفضول ( ماهذه ؟ ) .. ( فقط خُذيهـــآ ولآ تعودي إلى هنا ، " إبتسَم بإستفزاز " أرجوكِ )
أخذتُ الورقة منه وأغلقتُ عيني بقوةٍ عندمآ أغلق البآب ليًحدث صدىً قويّ في الأرجاء
( سُحقــاً أي أنوآع عُمــال النظآفة هذا ؟ " فتحتُ الورقـة المطوية بهدوء " إنهآ خريطــة .. أو هيَ شبيهةُ بالخريطة )
سحقاً ... لآحظتُ أنني أصبحتُ أردد هذه الكلمة كثيراً هُنــا ، لآ أتعجب ذلك فما أرآه بهذه المدرسة غير طبيعي
عندمـــآ أٌفكر بذلك كثيراً .. أحس وكأنني أليس في بلآد العجآئب
على كُل حآل شكراً له ، أنقذني من أن أطلب المُسآعدة من ذاك المُتعجرف ريو " نظرت يمينــي للبحث عنه فلم أجده .. "
إبتسمتُ بمَرح بينما كُنت أنظر للورقة ثم قلت لنفســي ( مع أنه مُنحــرف ، رُبمــا يمتلك صفاتاً حسنة )
...............................
أخذتُ أتبــع الخطوآت التي تقودني إلى الفصـــول كما هُو مرسوم هُنــا
إلا أن ماوصلتُ إليــهِ كآن
مَلعبُ كرةِ ســـلة ؟ ...... مُزحة ؟ لقد إتبعتُ كل ماهو مُوضح بالورقةِ جيداً ..
( آه ، ظننت أنه شخصٌ جيّــد لوهلة .. أخطأت الظن للأسف ! )
تنهَدت بعُمق ونظرت ألى المكــان .. نظيفٌ جداً ولمعآن الأرضية يُبهر نوعاً ما ،
جذبنــي صوت همهمــة قريبة فأصبحتُ أبحث عن مصدرهآ بعينــي إلى أن وقع نظري على فتآتين
تجلســان على مقآعد المُشــاهدين الزرقآء .. أقتربت منهمآ بإبتسآمة مُتــوترة
لكنهــآ زآلت وحَل محلهُــآ علامات دهشةٍ وفضول ( آكـــــــي ، مالذي تفعلينــهُ هُنـــا )
بآدلتنــي آكي ومن معهــا نفس نظرآت الفضول التي حَلت على وجهــي ثم قالت ( ماذا عنكِ ؟ )
صمتنــا قليلاً فنظرت إلى الورقة بيدي ثٌم عآدت بنظرهآ إليّ
( لم نُرد أن نحضُـر حصة الكيميآء .. آه تلك الأستآذة تُجعلني أشعُــر وكأنما المسآمير قد تعلقت بحلقي ..
ليس بمجرد كونهآ مصآبة بدآء العظمة ، بل أنها سريعةً الغضب ! )
عندمــا ذكَرت دآء العظمــة .. أول مآخطر ببآلي كآن ريو ، آووه إنه مُصآبٌ به على مآيبدو ..
حدقتُ بـآكي لفترة بينمآ هي تتحدثُ مع زميلتهــآ ،
هيَ ذآت شعرٍ بُني طويل يصل إلى خآصرتهآ .. تربطه على جآنبهآ الأيسر لتتنآثر خُصلآته الطويلة على كتفهــآ
وجههــا أبيض ذو ملآمح حآدة جميلــة وعينآن سودآوتــان مُفعمتــان بالنشآط !
( بالمُنـــاسبة ، مآفعلتهِ لريو كان جارحاً ) ..
آستيقظتُ من شرودي عندمــا علمتُ أنها وجهّت حديثهــآ إليّ ، إلتقت عينآنآ فكانت تنظُـر إلي بعتآب وكأنني مُخطئة
أكملت حديثهــآ مُقاطعةً لي قبل بدأي بالحديث ( هُــو لم يفعل شيئــاً يستحقُ كل هذآ )
مآذآ ... كوآبيسي ومُضــآيقتي واللحآق بي ، أليس الأمرُ مزعجـــاً ؟ رُبمآ هيَ لم تُجرب نوع هذه المُعآنآة بعَد
قُلــت ببــرود ( رُبمــا لم تُجربي شعور كونك ضحيةٍ لشخصٍ مآ يُريد جعلكِ أضحوكة ، غير ذلك ! رُبمآ لم تجربي
شعُور المُلآحق بكُــل مكآن .. فقط تُثرثرين دون معرفة حقيقة ما أُحس به )
إستغربتُ ضحكآتهــآ القويّة بينمــآ إبتسمت زميلتُهــا بتوتُر ، قُلت بغضب ( مالأمر ؟ ما المُضحك في قولي ؟ )
قآلت آكي بعدمــآ أوقفت ضحكآتهآ بجديّة ( لم أُجرب ؟ وما أدراكِ أنتِ ! )
ماذا تعنــي بهذآ ؟
( آكي .. هيكـــآرو ، لنذهب فالحصة أوشكت على الإنتهــآء )
إلتفتت خلفــي عندمــا عرِفت صآحب الصوت .. بآلطبع إنهُ ريو ،
إستدرتُ بكآمل جسدي نحوَه .. كان واقفاً أمام البآب الذي دَخلتُ منه ينظُر إلى آكي بإبتسامةٍ مُشرقة
وقفت كُل من آكي وهيكــآرو وأصبحتآ بجآنبي ..
مشينآ إلى حيثُ يقف ريــو وهَم هو بالإنطلآق قبلنآ ، إلا أن صوتاً عميقاً رجولياً غاضباً أوقفنا جميعاً
( توقفـــوا !.. أنتُم جميعاً ، ... مُعآقبــــون )
نظرنآ إلى ذاك الرجُل الطويل ذو النظــارات الواقف أمام إحدى الأبواب المؤدية إلى الحديقة الخآرجية على مايبدو
وقآل بعد فترة صمت ( جميعُكم مُحتجزون هذا اليوم لتغيبكُم عن الحصص .. أي إعترآض سيؤدي إلى مضآعفة العقوبة )
قُلت بغبــآء ( لكن آستآذ .. أنـ )
قآطعنــي بحدة ( وأيضاً ستُنظفــون الفصول كُلهــا بمآ فيهآ مكاتبُ المعلميـن بعد نهآية الدوآم )
عآودت الحديث لأخرج من هذه الورطة بقولــي ( أستآذ إسمعني أنـ .. )
لكنه عآد من جديد يُقـــاطعني فيقول ( مينـوري وريو ، أسبوع كآمل من هذه الأعمآل .. هذه ليست أول مرةٍ لكُمــا كما سمعت .. لذلك فهي ...... مُضآعفةُ ! ) |