تابع ***
وقفت وهي تحمل حقيبتها الكبيرة ذات اللون الأسود وهي تبتسم بعذوبة وتقول
:سأشتاق لكما كثيراً !!!!!! ...... قالت لها عمتها بمرح وهي تعانقها :ونحن أيضاً
عزيزتي .... تركتها بعدما سمع كل منهم صوت المرأة تنادي على الرحلة التي
ستنقل نيشينو إلى طوكيو ..لوحت لهما بمرح وذهبت ...... تنهدت عمتها بسعادة
وهي تقول :لقد كبرت كثيراً .. ابنة سوني تلك !! ... اتسمت ابتسامة هادئة على
وجهه وهو يقول :يبدو أن مستقبلها سيكون باهراً ......
....................
ركبت الطائرة وهي في قمة سعادتها .... أعطت المضيفة الورقة التي عليها رقم
الكرسي فأرشدتها له ....جلست على كرسيها بعد أن وضعت حقيبتها على الرف
الذي فوقها تماماً ... تنهدت براحة وهي تبتسم ابتسامتها المعهودة ..ابتسامة الأمل
..أسندت رأسها براحة ...مرت خمس دقائق ..أتى شاب ومعه حقيبته ..وبيده
الأخرى ورقة صغيرة ..ظل ينظر إلى رقم المقعد وبعد ثانيتين تحقق أنه هو ..نظر
إلى نيشينو ..كان سيبتسم ولكن الدهشة علت محياه عندما رأى وجهها وهي تنزع
نظارتها الشمسية وترتدي نظاراتها الطبية فمازال نظرها ضعيفاً ..قال لها بنبرة
تساؤل وهو يشير لها :نيشينو؟!! ... هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم ..جلس على
مقعده بفرح ونزع قبعته ليظهر شعره الأحمر ..اقترب منها وقبلها على وجنتها بخفة
وهو يبتسم بفرح غامر ..نظرت له باستغراب ووجنتاها محمرتان ...ضحك عليها
ثم أشار على نفسه :جاي .... الذي غير لكي ملابسكِ !! ... نظرت له بضيق وهي
تعقد يديها :علمت منذ أن نظرت إلى شعرك الأحمر ..ثم أكملت وهي تنظر إلى
الأمام بغضب ..كان عليك أن تحتفظ بقبلتك !! ... رد عليها بفرح متجاهلاً ما قالته
:لقد تغيرتِ كثيراً ...عن المرة السابقة التي التقينا فيها ...... نظرت له باستغراب
وقالت :ومنذ متى كنت تتذكرني ..اعتقد أننا لم نلتقي سوى يوم واحدٍ فقط ..ضحك
بخفة وهو يضع قبعته على رأسها ويقول :لقد دققت في ملامحك ..حتى جسدكِ لم
يسلم من تدقيقي!!!!! ..... نظرت له اندهاش وقالت :أخشى أنك كذبت عندما قلت
أنك غيرت لي ملابسي فقط ..يبدو أنك فعلتها ..أليس كذلك ؟!!!!! ... استرخى على
مقعده وهو يبتسم بخبث ويقول :كنت لأفعلها ولكن أنقذاك أخواي ..عند استيقاظكِ !!
... لممت جسدها فجأة بخوف وهي تتمتم :لقد انتهى أمري !!!!! ... قال ضاحكاً
بمرح :أتوق إلى تغيير ملابسكِ ..في السابق كنتِ هزيلة ولكن الآن ..نظر لها بخبث
ومكر شديدان ..مما جعلها تأخذ قبعته وتضعها على وجهه وهي مرعوبة من
مظهره الذي أدخل إلى قلبها الرعب ... ظل يضحك طوال الوقت ..لكنه توقف بعد
ذلك ...أقلعت الطائرة بسلام ..ومرت ساعة على إقلاعها ..توجهت تلك المضيفة
إليهما ..وهي تدفع عربة قد وُضِع عليها بعض الأطعمة الخفيفة لكي لا يشعر
طلباتكما .... التفت لها وهو يبتسم وقال :عصير توت وعصير فراولة من فضلكِ !!
استجابت له فوضعت كأسان من العصير وقد كانا عصري التوت والفراولة
...أمسك بعصير التوت وأعطاه لنيشينو التي التفتت له وأخذته منه ...ذهبت
المضيفة بعد أن انحنت لهما باحترام ... رشفت نيشينو رشفة من العصير ونظرت
إلى جاي وهي تقول باستغراب :صحيح...لماذا كنت في باريس ؟؟!! ... التفت لها
وهو يبتسم بمرح ويقول : هانزو ..أمرني بأن أذهب إليها لكي أجري بعض
التعديلات على أوراق العمل والشركة ...وجه نظره إلى الأمام وقال ببرود مصطنع
:أشياء لا تفهمينها !! ..... نظرت إلى الشاشة الصغيرة التي ثُبّتت على الكرسي
الذي أمامها وقالت بهدوء :هكذا إذاً !! ... التفت لها بعد أن أنهى كأسه وقال
:وأنتي؟؟!!! .... نظرت له مبتسمة وهي تقول :درست لثلاثة أعوام في باريس !!
...ارتسمت الدهشة على قسمات وجهه ..لكنه سرعان ما ابتسم وقال :رائع ..لكن
هل أقمتِ لوحدكِ؟! ... ضحكت ضحكةً خفيفة وقالت :لا ..معي عمتي وزوجها
...لكنهما مددا سنة أخرى ..وها أنا سأرجع إلى اليابان !!! .... ابتسم لها وهو ينظر
إلى عينيها التي تحمل سعادة غامرة وأمل غير مقطوع ...نظرت له باستغراب
وقالت :لما أنت شارد الذهن ..لا ... وأيضاً تنظر لي !! ... رد عليها وهو مازال
ينظر إلى عينيها :و ما العيب في أن أكون شارد الذهن فيكِ ؟!! ... تحولت نظرتها
إلى البرود وقال له: لا تنتظر مني أن أصبح حمراء من الخجل فأنا فتاة جريئة
ولست من النوع الذي يخجل ..فخجلي نادر جداً !! ... تابع كلامه وهو على نفس
حالته : وهذا ما يعجبني فيكِ !! .... ابتسمت له وقالت :يا لك من غريب الأطوار !!
.........
مرت الساعات وهبطت الطائرة لتعلن عن الوصول إلى طوكيو ... كانت نائمة ولم
تسمع النداء ... أما هو فقد وقف وأخذ الحقيبتين من الرف العلوي ...التفت لها وهو
يبتسم بخبث ...اقترب منها ولم تصبح المسافة بعيدة بل قريبة بين وجهيهما ..نفخ
بقوة من فمه على وجهها ...عقدت حاجبيها بانزعاج وقالت بصوت منخفض ومليء
بالنعاس :تباً لك ..أيها المنحرف !! .... ضحك بخفة وقال بعد ابتعاده عنها بسعادة
:طوكيو تنتظر رجليك لكي تنزلي عليها ....سمعت كلامه ففزعت ..ووقفت بسرعة
وهي تأخذ حقيبتها من يده ...جرت بين المقاعد الخالية إلى أن وصلت إلى بوابة
الطائرة التي تتسع لشخص ...أمسكتها من طرفيها وأخذت نفس عميق وصرخت
بسعادة وهي تقول :اشتقت لكي طــــــوكيـــــو ....ضحك عليها جاي وهو يقول
:بلهاء !! .... نزلت بسرعة من الطائرة وهي في قمة فرحها ...بدأت تجري إلى أن
وصلت إلى داخل المطار ...بالرغم من أنها قد كبرت وعقلت إلا أن بعض الصفات
فيها لم تتغير ....جرت في ردهات المطار الكبير ...تجري بسرعة لكي
تخرج منه وتخطو على أرض طوكيو التي تغيبت عنها مدة ثلاثة سنين متواصلة
..لقد اشتاقت لكل شيء فيها ..سواءً كانت تعرفه أم لا ..خرجت من المطار وهي
تصرخ بفرحة ...كانت الساعة تشير إلى الواحدة في منتصف
الليل فلم يكن هنالك في الشارع سوا بعض الناس ..... وقفت بفرح على الرصيف والتفتت خلفها
لتجده يضحك ويمشي متوجهاً إليها ...قال لها بعد وقوفه بابتسامة :هل تريدين أن
أوصلكِ إلى البيت ..ابتسمت له وقالت بفرح :لا سأتمشى !! ... ابتسم بسخرية وقال
:حقاً؟!! ... لم أكن أعلم !! ... استغربت من نظرته وقالت :ماذا؟!! ..... رد عليها
ببرود وهو يعقد ساعديه :هل تمشين غالباً في هذه الأوقات ؟؟!!!! ... ضحكت عليه
وهي تمسح نظاراتها بالمنديل الخاص بها وقالت :لا بأس أنا قوية ... ثم إن هذا
الحي نادراً ما أرى فيه عصابات أو شيء من هذا القبيل !! .... قال لها بغير مبالاة
وهو يوقف سيارة أجرة باستخدام يده : كما تشائين ..لكن لا تتصلي علي وتقولي
ساعدني ..أنا في مقر للعصابات ..ثم قلد طريقتها بالبكاء وقد كان مضحكاً جداً
وافقت على طلبه وهي تضحك ...ركب سيارة الأجرة بعد أن توقفت له ..وسرعان
ما تحركت ....أما هي فظلت واقفة تلوح له ...وعندما اختفى من بين ناظريها
..استدارت لكي تكمل مسيرها لكنها اصطدمت بشخص ...وقعت نظاراتها ..ولم
تسمع إلا صوتاً أنثوياً يقول :أووه ..آسفة حقاً ...قالت بضحكة خفيفة :لا بأس !! يتبع
__________________
]كيــف أبكــي وقــد جــف بحــر الدمـــوع ... ]كيــف أشكــي والكــلام أصبــح ممنـــوع ... كيــف أعشــق والحــب فــي]قاموســـي أصبــح غيــر مشــروع...وقلبــي إنطفــأ مــن تلـــك ]الشمـــوع... وتلـــك روحــي رحلـــت وتأبـــى الرجـــو ع
|