الموضوع
:
تعالوا نؤمن ساعة
عرض مشاركة واحدة
#
55
05-30-2007, 01:57 PM
أمة الله
رد: تعالوا نؤمن ساعة
مقتطف من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي
1-
من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه، ورب نظرة لم تناظر.
وأحق الأشياء بالضبط والقهر : اللسان، والعين؛ فإياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل، فأتاه ما لم يحتسب، ممن يأنف النظر إليه. ص
41
2-
ما رأيت أعظم فتنة من مقاربة الفتنة، وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
50
فتبصر ولا تشم كل برق
رب برق فيه صواعق حين
واغضض الطرف تسترح من غرام
تكتسي فيه ثوب ذل وشين
فبلاء الفتى موافقة
النفس وبدء الهوى طموح
العين
50
3-
فكل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل، وكذلك كل مذنبٍ ذنباً، وهو معنى قوله - تعالى -
(
مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ
)
[ النساء 123].
وربما رأى العاصي سلامة بدنه؛ فظن ألا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة.
وقد قال الحكماء: المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة.
وربما كان العقاب العاجل معنويا ً، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل:
يا رب! كم أعصيك، ولا تعاقبني؟ فقيل له: كم أعاقبك، وأنت لا تدري؟ أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟
03 - 104.
4-
الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي؛ فإن نارها تحت الرماد، وربما تأخرت العقوبة، وربما جاءت مستعجلة.
39
5
-
قد تَبْغَتُ العقوبات، وقد يؤخرها الحلم، والعاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة؛ فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل. وأسرع المعاصي عقوبةً ماخلا عن لذة تنسي النهى، فتكون كالمعاندة، والمبارزة، فإن كانت اعتراضاً على الخالق، أو منازعة له في عظمته، فتلك التي لا تُتلافى، خصوصا ً إذا وقعت من عارف بالله؛ فإنه يندر إهماله.
00
6-
أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة، و تأميله الإصلاح فيما بعد وليس لهذا الأمل منتهى ولا للاغترار حد؛ فكلما أصبح وأمسى معافى زاد الاغترار، وطال الأمل.
32
7
-
نظرت في الأدلة على الحق - سبحانه وتعالى - فوجدتها أكثر من الرمل، ورأيت من أعجبها: أن الإنسان يخفي مالا ير ضاه الله - عز وجل - فيظهره الله - سبحانه - عليه، ولو بعد حين، وينطق به الألسنة وإن لم يشاهده الناس، وربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق؛ فيكون جوابا ً لكل ما أخفى من الذنوب؛ وذلك ليعلم الناس أن هنالك من يجازي على الزلل، ولا ينفع من قدره وقدرته حجاب، ولا استتار، ولا يضاع لديه عمل.
وكذلك يخفي الإنسان الطاعة، فتظهر عليه، ويتحدث الناس بها، وبأكثر منها، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً، ولا يذكرونه إلا بالمحاسن؛ ليعلم أن هنالك رباً لا يُضِيع عَملَ عاملٍ، وإن قلوب الناس لتعرف حال الشخص، وتحبه، أو تأباه، وتذمه، أو تمدحه وفق ما يتحقق بينه وبين الله - تعالى - فإنه يكفيه كل هم، ويدفع عنه كل شر.
وما أصلح عبد ما بينه وبين الخلق دون أن ينظر إلى الحق إلا انعكس مقصوده وعاد حامده ذاما ً.
08 - 109
8-
إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة؛ كم من مؤمن بالله - عز وجل - يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له؛ فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر، فيفوح طيبه، فيستنشقه الخلائق، ولا يدرون أين هو.
وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود.
فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص، وألسنتهم تمدحه، ولا يعرفون ولا يقدرون على وصفه؛ لبعدهم عن حقيقة معرفته.
وقد تمتد هذه الأراييح بعد الموت على قدرها؛ فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة، ثم ينسى، ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره، وقبره، ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً.
وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق؛ فإنه على قدر مبارزته بالذنوب، وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة؛ فتمقته القلوب؛ فإن قل مقدار ما جن قل ذكر الألسن له بالخير وبقي مجرد تعظيمه وإن كثر كان قصارى الأجر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه. ص 301 - 302
9-
إنه بقدر إجلالكم لله - عز وجل - يجلكم وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم، وحرمتكم.
ولقد رأيت - والله - من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود؛ فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من يراقب الله - عز وجل - في صبوته مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم؛ فعظم الله قدره في القلوب، حتى عَلِقَتْهُ
ووصفته
بما يزيد على ما فيه من الخير.
ورأيت من كان يرى الاستقامة إذا استقام، وإذا زاغ مال عنه اللطف.
ولولا عموم الستر، وشمول رحمة الكريم - لافتضح هؤلاء المذكورون، غير أنه في الأغلب تأديب، أو تلطف في العقاب.
36 - 337
10
-
في قوة قُهِر الهوى لذة تزيد على كل لذة؛ ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً؛ لأنه قُهِرَ، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون قوي القلب عزيزاً؛ لأنه قَهَر.
15
11-
بالله عليك! يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع عزها بذل المعاصي، وصابر عطش الهوى في هجر المشتهى، وإن أمض وأرمض.
12-
بالله عليك! تذوق حلاوة الكف عن النهي؛ فإنها شجرة تثمر عز الدنيا وشرف الآخرة و متى اشتد عطشك إلى ما تهوى فابسط أنامل الرجاء إلى من عنده الرِّيُّ الكامل، وقل:
قَدْ عِيلَ صَبْرُ الطَّبْعِ في سنيّه العجاف؛ فعجل لي العام الذي فيه أغاث وأعصر
__________________
أمة الله
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أمة الله
البحث عن المشاركات التي كتبها أمة الله