عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 04-28-2012, 12:28 AM
 
رحلة الأرواح إلى بلاد الأفراح }~



التقوى


لقد حفل القرآن في كثير من آياته بذكر التقوى
والأمر بها وبيان ثمراتها و الطريق الموصل إليها.

ولعظم شأن التقوى في الإسلام كان النبي صلى الله عليه و سلم
يفتتح خطبه ببعض الآيات التي فيها الأمر بالتقوى.
وهذا يدل - بلا شك - على أهمية التقوى في حياة المسلم.

قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102).
بل إن الله سبحانه جعل التقوى شرطا في حصول الإيمان
فقال جل وعلا: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة: 57).



حقيقة التقوى


قال الإمام ابن رجب:
( وأصل التقوى أن يجعل العبد
بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه،
فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه،
من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك،
وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه )

وقال ابن مسعود في معنى
قوله تعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) (آل عمران:102)
أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.


وقيل: يستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء:
1- حسن التوكل فيما لم ينل.
2- وحسن الرضا فيما قد نال.
3- وحسن الصبر على ما قد مضى.


والتقوى لا تقوم إلا على ساق العلم،
فالجاهل لا يمكن أن يكون تقيا،
لأنه لا يعلم ما يتقى وما لا يتقى، وهذا غاية التخليط.

قال الإمام ابن رجب: وأصل التقوى: أن يعلم العبد ما يتقى ثم يتقى .


يمكن تقسيم التقوى إلى قسمين:

واجبة ومستحبة.
أما الواجبة: فلا يمكن أن تتحقق إلا بفعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات.
وأعظم الواجبات: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر،
والقدر خيره وشره.
أعظم المحرمات : الشرك بالله والكفر بجميع أنواعه.

قال معاذ بن جبل: ينادى يوم القيامة: أين المتقون؟
فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب منهم ولا يستتر،
قالوا له: من المتقون؟ قال: قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان، وأخلصوا لله بالعبادة.

وقال عمر بن عبد العزيز: ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل
والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله:
ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله،
فمن رزق بعد ذلك خيرا، فهو خير إلى خير.


وأما التقوى المستحبة: فهي تكون بفعل المندوبات وترك المكروهات.
وربما بالغ المتقي في التنزه عن بعض ما هو حلال مخافة الوقوع في الحرام.

وقال الثوري: إنما سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يتقى.


قال طلق بن حبيب رضي الله عنه:

التقوى: أن تعمل بطاعة الله،
على نور من الله،
ترجو ثواب الله،
وأن تترك معصية الله،
على نور من الله تخاف عقاب الله.


نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين
وأن يهدينا إلى طريق التقوى إنه سميع مجيب،



__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس