فلاش باك .. ماذا كنت ؟!
.......................................
أومن بالقدر ..
ولا شيئ ـ في اعتقادي ـ اسمه (صدفة) ..
كل شيئ في الكون يحدث بتدبير محكم ..
بدءا من سقوط الورقة عن غصن الشجرة، مرورا بتسونامي ..
وانتهاءا بالانفجارات الشمسية، وما لا يعلم قدره إلا الله !!
قرأت في الكتاب مرات ومرات آيات محكمات من بينها :
(هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) سورة الإنسان
(يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك) سورة الانفطار
(أولم يرى الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين، وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) سورة يس
تملكني الفضول بأن أراني قبل أن أكون أنا الذي يمسك بالقلم !!
قبل أن أفرح وأحزن .. وأرضى وأغضب .. وأطيع وأعصي !!
قبل أن أسمو وأنحط .. وأستقيم وأعوج !!
جاءت استجابة ربي في صورة دعوة ..
حملها إليَّ الدكتور مصطفى محمود (بعد موته) !!
لحضور عرض تلفزيوني (عني) !!
وبرغم أني حضرت عروضا مشابهة من قبل ..
إلا إنني في هذه المرة، كنت طالب علم لا مشاهد ..
وكانت لدي رغبة في المعرفة لا التسلية !!
فكان إحساسي مختلفا .. وإدراكي مختلفا ..
والأثر أيضا كان مختلفا !!
رأيت نصفي الأول كائنا مجهريا، اسمه (بويضة) يندفع للقاء نصفي الآخر ..
الطريق كان طويلا وشاقا ..
كان مليئا بالمنخفضات والمرتفعات إلا أنه كان (يسبح) !!
وبرغم عدم معرفته بكنه وتضاريس الطريق إلا أنه لم يضل !!
أما نصفي الآخر ..
فلم أتعرف عليه في البداية !!
كان واحدا بين 600 مليون آخرين يشبهونه في كل شيئ !!
رحلة طويلة ومضنية قطعها نصفي الثاني بسرعة 8 مليمتر في الساعة !!
أي أنه كان يقطع مسافة طولها سنتيمتر واحد كل 75 دقيقة !!
في الطريق ..
هلكت ملايين من التي تشبه نصفي الثاني !!
الملايين التي هلكت .. يفوق عددها عدد سكان مصر تسع مرات !!
لم يبق من الملايين سوى بضع مئات أو بضع ألوف على الأكثر !!
من بين هذه المئات ..
رأيت نصفي الثاني يقتحم أسوار نصفي الأول !!
وبهذا الاقتحام .. أصبحت (واحدا صحيحا) لأول مرة !!
رأيت خلاياي في قمة نشاطها ..
تنقسم .. وتنقسم .. وتنقسم ..
وتنقسم ..
رأيت يد الله (تبنيني) !!
رأيت يد الله تضع كل خلية مني في مكانها لأكون ـ يوما ـ أنا !!
رأيتني علقة تتعلق !!
رأيتني مضغة تنمو !!
رأيت بعضا من خلاياي تنبض وتتقارب لتكون قلبي !!
رأيت أصابعي تنبت !!
رأيت فمي وأنفي وعيني وأذني يصورها ربي في رأسي !!
رأيتني أتحرك ..
وبعد تسعة أشهر ..
رأيتني في حضن أمي !!
هذا أنا الذي لم يكن ـ يوما ـ شيئا !!
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |