ذلك الشعور ذاته يراودني مرة أخرى...
شعور الوحدة والضياع...شعور أن تتوقف وحدك تفكر بما أنجزت..ومن حولك...ومن في قلبك..
بينما الزمن لم يتوقف وحياة الآخرين كما هي...
لا أحد تأثر بتوقفك هذا..سوى أنت..أنت وحدك..
تقف لدقائق تفكر من أنت؟ولماذا أنت هنا؟تشعر بأنك لم تفعل شيئا في ماضيك...وتنظر لمن حولك فتراهم كما هم..إلا أنت غير موجود..كأنك سراب أو طيف..كأنك خيال من وراء ستار تنظر لحياة الناس..
تشعر بالغربة..تبكي بمرارة...لا تعرف كيف تندفع الدموع إلى عينيك...في لحظة تنهار تلك الشخصية القوية التي تعامل بها غيرك...تشعر بضعف شديد لا تقوى على النهوض...
الوهن...الدموع...الجزع...لا يسعك سوى التفكير بكتابة قصيدة رثاء لنفسك..
حينئذ تفكر...لمن ألجأ؟..من أحب ان ألجأ إليه؟...أحب كلامه..
فلا تجد اسم أي شخص في ذهنك...تقفد الأمل الذي كنت تتشبث به..
تسقط من أعلى الجرف إلى أسفل بحر مظلم...تشعر بالاختناق رويدا رويدا...
في تلك اللحظة تعيد التفكير..أي شخص تتمنى أن تراه في هذه اللحظة..تكون سعيدا برؤيته...
فلا تجد أي اسم في ذهنك...تغرق وبصمت..بصمت شديد...تموت بهدووووء شديد...
تقول يمكنني فعل أي شيء لإنقاذ نفسي..ولكنك لا تعرف ما هذا الشيء...
في تلك اللحظة لا يمكنك تكوين صداقة جديدة فالصداقة الحقيقية لا تتكون في لحظات...
حينها تستسلم لدموعك..
كنت أظن أنني قادرة على فعل ما أريد..تكوين الصداقات التي أريد..
لكنني الآن لا أستطيع فعل شيء...
تخيل ملكاً بكبرياءه يصبح سائلاً...يسأل الناس أموالاً..
وتخيلني كما تخيلت نفسي بخيلائها وقدرتها على حب الجميع وحب الجميع لها...
تصبح عاجزة..عااااجزة تماماً...
تخيلني عصفورة مكسورة الجناح ملقاة على السرير..تئنّ بصمت..تتأوه بصمت...
تصرخ...دون مجيب....
تخيلني قلماً جف حبره...حلماً ذهب أدراج الرياح...
وردة ذابلة...
أنتظر ردودكم