الحرمان اليوم أهون منه غداً
أظنك يا أخي لم تسمع حديث النبي الذي قال فيه: "إن كنتم تحبون حلية الجنة و حريرها، فلا تلبسوها في الدنيا"
.الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1438
إخواني... من لبس الحري في الدنيا حرم من لبسه في الآخرة، و من شرب الخمر في الدنيا حرمها في الجنة، ومن أطلق بصره اليوم إلى نساء الدنيا حرم غداً النظر إلى الحور العين، و من استمع إلى غناء الدنيا حرم الإستماع إلى غناء الآخرة.
قال ابن عباس: ويرسل ربنا ريحا تهز ذوائب الأغصان فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات و الألحان يا أيها الآذان لا تتعوضــي بلذاذة الأوتار و العيــدان واحدة بواحدة
قال سلمة بن دينار : "ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم". عبادات ضائعة
قال النبي : "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، و رب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" .الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/155
و تأمل حال هذا الصائم الذي ضاع صيامه بذنب أذنبه : كلمة غيبة أو افتراء كذب أو نظرة حرام أو رشوة، فخسر الآخرة و باع الدين ، وأتعب جسده من غير طائل أو مصلحة.
قال يحيي بن كثير: * يصوم الرجل عن الحلال الطيب، و يفطر على الحرام الخبيث- لحم أخيه- يعني اغتيابه.
و تأمل حال هذا القائم الذي نوى بقيامه مراءاة الناس، فحبط عمله و ضاع ثوابه، بسبب هذه الخطيئة القلبية. شراكة لا تنفك
كل معصية من المعاصي هي ميراث أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل، فمن علا في الأرض و أفسد فله من تركة فرعون نصيب، و من تكبر و تجبر فله من تركة قوم هود نصيب و من نقص المكيال و الميزان فقد تشبه بقوم شعيب و من سار على طريق الهالكين هلك ومن اقتفى أثر الضائعين ضل سواء السبيل.
و هذا هو ما أرشد إليه حديث البشير النذير عليه الصلاة والسلام الذي هو غذاء الحياة و بلسم الشفاء و مادة الفضل: * "كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار" الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 2/382 فاسلكوا أي طريق شئتم فأي طريق سلكتم ورتم على أهله. أمامك طريقان
طريق أبي بكر وعمر أو طريق أبي جهل و فرعون، إما معالجة القلب في مصحة الهوى و تقييده بقيود الشرع و كيه بنيران الخوف وإلا فإن علاجه سيكون في أودية جهنم ومعاناة أغلال الهوان وكيه بنيران العقوبة.
أخي العاصي..علي وجه الطائع نور طاعته.وعلي وجه العاصي ظلام معصيته.وعند الموت يؤتي هذا بالبشارة ويقع ذالك في الخسارة.وينزلان القبر ليفترش الطائع مهاد الجنان ويتقلب العاصي علي جمرات النيران.وعند الحشر هذا يركب وذاك يسحب.هذا في ظل عرش الرحمن والآخر غارق في بحور العرق والنسيان.
ثم يقال للعصاة "ألم يأتكم نذير" .وللطائعين "سلام عليكم بما صبرتم " .فاسلك طريق أهل الهداية.واطلب رفقتهم توفق للشهادة.
كانوا يصومون وأنت تفطر .كانوا يقومون وأنت نائم .كانوا يبكون وهم يطيعون فخلف من بعدهم خلف يضحكون وهم يعصون . شماتة الشيطان
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية هل ينام الشيطان فقال لو ينام لاسترحنا
أخي ..كل ذنب منك يسعده وكل معصية لك تفرحه لأنك بفعلها تساويت معه في المعصية والمعاصي بريد الكفر والكفر طريق النار وهو لا يريد الخلود فيها وحده
وهذا هو السر في أنه إذا قرأ ابن آدم سجدة التلاوة فسجد اعتزل الشيطان يبكي بقوله :ياويله أمر بالسجود فسجد فله الجنة ،وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار .
فأرغم أنف شيطانك بإدمان السجود وإطالة الركوع وظمأ الهاجر، حتى يظل باكياً في الدنيا قبل أن ينفجر
في البكاء غداً علي أعتاب جهنم لطيفة
قال مطرف بن عبد الله :"لو أن رجلا رأي صيداً ،والصيد لا يراه،أليس يوشك أن يأخذه؟قالوا :بلي .قال :فإن الشيطان هو يرانا ،ونحن لا نراه فيصيب منا ". سوء الخاتمة الذنوب بريد إلي سوء الخاتمة، لأن الإنسان يموت علي ماعاش عليه ، فمن أراد أن يموت ساجداً فليكن أكثر أعماله السجود،ومن أراد أن يموت صائماً فليكن أكثر أعماله الصيام ،ومن أراد أن يموت ذاكراً فليكثر من الذكر ،والعاصي مثل ذلك ، فمن رأيتموه يختم له بسوء فاعلموا أنه أسرف علي نفسه في حياته فحرم التوفيق عند مماته.
وإليك نموذجين لهذه الخاتمة اللعينة، كتبها الله عز وجل علي أصحابها ثمرة ذنوبهم القبيحة: أ-محمد بن مغيث المغربي [ت:403هـ].
كان مفتوناً بالخمر متبذلاً فيها ، مدمناً عليها لا يفيق منها ،سأله بعض إخوانه في مرضه الذي مات فيه ليختبر قواه ،فقال له :هل تقدر علي النهوض إن أردت؟.
فقال :لو شئت مشيت من هاهنا إلي حانوت أبي زكريا الخمار .
فقال :ألا قلت إلي الجامع؟!.
فقال :لكل امرئ من دهره ما تعودا ،ولم تجر العادة بذلك .
ومن مات علي شيء بعث عليه ب-مصطفي كمال أتاتورك[ت:1358هـ]:
إسم علي غير مسمي..حارب الإسلام فهدم الخلافة وجعل الآذان باللغة التركية،وجعل العطلة الأسبوعية يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة،وحول مسجد آيا صوفيا إلي متحف ،وضاق مرة بآذان الفجر فأمر بقتل المؤذن وهدم المئذنة..والمضحك المبكي أنه عند موته أوصي أن لا يصلي عليه ودار الجدل بعد موته:أيصلون عليه فيخالفون وصيته أم يتركون الصلاة ؟! وأخيراً وبعد جدل وافقوا علي الصلاة عليه،ولكن ترى من كان الإمام؟!
إنه مدير الأوقاف شرف الدين أفندي الذي حاول إقناع رئيس الجمهورية التركية عصمت إينونوا بجعل اللغة التركية للقرآن الكريم لغة للعبادة،وفرض قراءتها في الجوامع بقوة القانون،وشرف الدين هذا هو إمام الصلاة علي أتاتورك.
وافق الشن الطبق،ولا يظلم ربك أحداً.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |