مع اني تربيت في احضانه وعشت معه نصف عمري وكان يلهمني السكينه والهدوء وكنت اهابه اذا مااطل علي بملبسه القاتم كنت اراه يسرح ب(جديه) ويقلب ميزانه بأي طريقة يشاء لايشبهه اي راع يرعى غنمه ولايجاريه اي تاجر في عمله فهو على الدوام في تحركه الا منتهي حتى يحين امر رحيله الابدي ...على العموم بدات اسأمه واضجر زيارته لي فهو يداوم على هذا النهج منذ عشرون عاما مضت اجلس اتكلم اضحك ابكي اضجر اغفو وهو ساكن ينظر الي من خلف النوافذ لاينبس ببنت شفه اظن انه بدأ يعلم انني لست استثقله عندما يأتي واضجر منه فحسب بل انني اكرهه يعرف انني اكرهه حتما ثم في اليوم الثاني يأتي ويالوقاحته يدخل البيت دون اي استأذان حتى بدون ان يطرق الباب لاأشعر به الا وقد ملئ البيت بكأبته وسكينته فيبدأ يرمقني بنظراته التي تتغير كل يوم حسب مااحمل من فكرة في رأسي واذا ماحان وقت رحيله انسل انسلال الافاعي وتركني باردا كئيبا في محلي فالفجر عدوه والشمس تقتله انه الليل ماأثقله
همام الهويش/1995.