...آآآآآآهٍ يا نحن.... من يشعر بنا... *تلافيف القدرِ حولَ فضاءِ الوجود ترمي إلى إستسلامِ الجسد... *بينَ طياتِ الحقيقةِ تتكدس بؤرِ الكذب.. *تختلفُ معالم الأشياءِ وهي واضحة..وتتحولُ الألوانُ في السماءِ كلَ يومٍ فلا نعد نعرفُ طريقاً للرجعة. *تحملُ الأمواجَ زفراتِ بوحي ..وترمي بها في شاطئٍ آخر من جسمي ..فلا هنا أنا ولا هناك وجعي..ففي جسمي يكونُ الملتقى دائماً!!! .... كيفَ أحتملُ التفكير في الأت..كيف أصورُ معاناةِ التوجسِ دون الخروجِ من جسدي , قلتُ لكم في ما مضى أني لا أحبُ الكتابة الرتيبة والتي تجعلني أشربُ كؤوساً من القهوةِ لأستعجلَ الرحيلَ إلى أوراقي البالية , ولكني أشعرُ الأنَ بالرتابةِ ليسَ في قلمي وحسب بل في تفكيري ويومي , ما أقسى العبور إلى الضفةِ الأخرى من العمر , كم تبدو اللحظات سوداءَ في مقتبلِ عمرِ الأهة ..وحين نُطلقها تتزاحمُ أشواقُ الأنفاس للخروج معَ الأهةِ السوداء فيمتزجُ كلٌ منهما الأخر حتى تصير ذكرى مؤلمةٍ لحدثٍ جَلل يجتثُ اللحظةَ من حياتي.. إعيائاتِ الهدوء ..ومرضُ البوحِ الفطري وإنعدام الإحساس بالإنسانية تقتلني كلَ يوم ألف مرة , من منا لا يشعر بعدم التوازن , من منا فقدَ الجاذبيةِ الأرضية لنفسه , فما عادَ يُطيقُ السموَ بذاته ,كم من ساخرٍ يسخر من صور رسوماتنا الخيالية...آآآآهٍ يا نفسي.. نَزَقَت أيادي البؤسِ أوراقَ سنيني , وسالت دماءُ الصورة الحزينةِ على بروازِ التفكير , لم تَعدُ أشجارُ الزيتون تكسو البساتين , ولم تَفحِ الزهورُ بأريجها هذا الصباح , الناسُ في الشوارعِ تائهون , وفي المساجدِ منافقون , وفي البيوتِ أكاسرةٌ ومجرمون , الأطفالُ يلعبونَ بالبرائة , ويتمازحونَ بالرصاص , ويبتسمونَ دماء , ويقتاتُ الغنيُّ من لَحمِ الفقير , وتحومُ الجوارحُ فوقَ رؤوسِ المعدمين .. .. أيُّ تاريخٍ يرضى بحاظري , أيُّ نارٍ سترضى إلهابَ عضمي , ألم تعودينَ يا نفسي تُطيقين المسيرَ إلى حاظركِ القبيح , أم تُريدينَ العبور إلى صفحةٍ بيضاء لتبدأي غَرسَ حروفكِ علها تُنبتُ زهراً وورداً وفتاةٍ تدعى عروبة.. أرى هناك أشباحُ أمسٍ مضى تتجمعُ للنيلِ من شرفي..من عروبتي.. ما أقساهم على نفسي , ما أقبحَ نظراتِ الإستهجان حينَ تكونُ من عيونهم , أجل..أشباحُ مدافنِ السياسة , أمواتٌ هم وأعلم ..حتى بوجودِ الدماء أموات , لا أحياءٌ هم ولا عندَ ربهم سيرزقون .. أيُّ ذذاتٍ سترضى حملَ أجسادِ التفكيرِ النتنة , أيُّ هواءٍ سيصلُ إلى وعاءِ القديم البالي .. وفلاتِرهُم وسِخة , أيُّ بوحٍ يفهمون , أيُّ عقلٍ يحملون , أيُّ نزقٍ في جسدِ الخريطة العربية قد أحدثوه..أيُّ عَربٍ نحن!! .. أعلم أني أكتبُ دونَ مآذني ودونَ شوارعي ودون أرصفة وجعي وأغصانُ أيامي.. ولكن يكفي أني أكتبُ همي.. أرسمُ العربَ عربُ في ورق.. ونحنُ شبهٌ لأصلٍ مضى .. لا يهمني التفكيرُ في الأت ولا يهمني التفكير بعدَ كتاباتي.. فهذه إعترافاتُ القدر لا إعترافاتي .. سيضحكُ التاريخُ علينا .. وسترمينا طيورُ السماءِ بسخطِ الوضاعة والقباحة.. .. أجل لن نكونَ عرباً حتى نحملَ همنا ونرمية.. ونجدد العهدَ القديم بالولاءِ الشريف للدينِ الحنيف.. (نهاية) صدى
__________________
:rose:
|