تكمن روعة ديننا الاسلامي في انه ارتقى بتعاملاتنا الاجتماعية من كونها مجرد تعاملات انسانية بحته الى مستوى أعلى واسمى بأن جعلها سبباً لتقوية الروابط بين المسلمين و نيل الأجر والقرب من الله في الدنيا وسبباً لدخول الجنة في الآخرة
ومن هذه التعام...لات كانت "عيادة المريض" والتي قد لا يلقى لها الناس بالاً لكن تعاليم ديننا الجميلة اهتمت بها وجعلت لها مكانة ومنزلة عالية, قال صلى الله عليه وسلّم: (ان الله سبحانه وتعالى يقول: يا ابن آدم مرضت ولم تعدني. فيقول العبد: يارب كيف اعودك وانت رب العالمين؟ فيقول الله: اوما علمت ان عبدي فلاناً مريض ولم تعده؟ اما انك لو عدته لوجدتني عنده ) وكذلك بتتبعنا لسيرة حبيبنا وقدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلًم نجده قد اعتنى بها ايما عناية حتى انه لم يقتصر في عيادته للمريض علي صحابته فقط ولكنه تعداها لكافة شرائح المجتمع من الأعرابي الى المرأة والطفل والمسلم وحتى غيرالمسلم, ومن الآداب التي كان يحرص عليها اذا زار مريضاً الدعاء له وربما وضع يده على مكان المرض ودعا له بالإضافة الى مؤانسته وبث التفاؤل في نفسه وهي من الامور التي تعدّ سبباً من اسباب تحسين النفسية ورفع مناعة الجسم, كما لا نغفل اهمية اختيار الوقت المناسب للزيارة حتى لا نحمّل المريض فوق طاقته
ونظراً لكون عيادة المريض تعود بالنفع على كلٍ من المريض والزائر لذا نلحظ في احاديث كثيرة حثّ الرسول صلى الله عليه وسلّم عليها وشجع الصحابة والمسلمين من بعدهم عليها. قال عليه الصلاة والسلام: (من عاد مريضاً ناد مناد ان طبت وطاب ممشاك وتبوّأت من الجنّة منزلاً). وقال: (ايما رجل يعود مريضاً فإنما يخوض في الرحمة، فاذا قعد عند المريض غمرته الرحمة).
كان الرسول صلى الله عليه وسلم بالرغم من عظمته وعظم الرسالة التي بعثه الله من اجلها لكنه لم يغفل عن هذه اللفته الجميلة حتى انه كان يسأل صحابته (من عاد منكم مريضاً اليوم؟ ) ولا يزال هذا السؤال ممتداً حتى يومنا .. ومن أحب الرسول سيظل هذا السؤال حاضراً في ذهنه الأمر الذي يقوي ارتباطنا به وبالتالي اتباعنا لسنته صلوات ربي وسلامه عليه...
__________________ "لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب |