عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ،
و لبائع البحر الخضم بساقية ،
و لمختار دار الكدر على الصافية ،
و لمقدم حب الأمراض على العافية .
يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة ،
و لا رق أملك من الشهوة ،
و لا مصيبة كموت القلب ،
و لا نذير أبلغ من الشيب .
من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ،
و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ،
و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب .
يُجمع الناس كلهم في صعيد ،
و ينقسمون إلى شقي و سعيد ،
فقوم قد حلّ بهم الوعيد ،
و قوم قيامتهم نزهة و عيد ،
و كل عامل يغترف من مشربه .
ياطفل الهوى ! متى يؤنس منك رشد ،
عينك مطلقة في الحرام ،
و لسانك مهمل في الآثام ،
و جسدك يتعب في كسب الحطام .
أين ندمك على ذنوبك ؟
أين حسرتك على عيوبك ؟
إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ،
و تضيع يومك تضييعك أمسك ،
لا مع الصادقين لك قدم ،
و لا مع التائبين لك ندم ،
هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ،
و أجريت في السحر دموعاً سائلة .
من لك إذا ألَمَّ الألم ،
و سكن الصوت و تمكن الندم ،
ووقع الفوت ، و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ،
و نزلت منزلاً ليس بمسكون ،
فيا أسفاً لك كيف تكون ،
فأهوال القبر لا تطاق .
يا من عمله بالنفاق مغشوش ،
تتزين للناس كما يُزين المنقوش ،
إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش ،
فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش ،
و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش .
من روائع ابن الجوزي
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |