السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الطرح القيم وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك..
ثانياً: اسمح لي أن أوضح بعض الأمور المتعلقة بهذه المعركة التي يخوضها أبطالنا الأسرى في فلسطين..
واعذرني على الإطالة مقدماً..
معركة الأمعاء الخاوية.. نعم هذا هو مسمى المعركة التي يخوضونها.. لا يعرفون الاستسلام حتى في سجونهم..
فقبدأ آلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من مختلف الفصائل يوم الثلاثاء 17\4 إضرابًا مفتوحًا عن الطعام حمل اسم إضراب الكرامة.. وذلك بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني.. معلنين إصرارهم على الاستمرار في الإضراب إلى حين تحقيق مطالبهم.. فالإضراب هو الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها الأسرى الفلسطينيون لنيل حقوقهم..
وعلينا أن ندرك جيداً أن الأسرى الفلسطينيين يعتمدون في معركتهم مع العدو على حراك الشعب الفلسطيني في الساحات والميادين بمقدار اعتمادهم على قدرتهم على تحمل الجوع..
فلولا التضامن الذي يتوقعه الأسرى من الشعب الفلسطيني لما تحرك ضمير سُجَّانِهم لأي احتجاج دولي.. فهم لا يخشون إلا انفلات الحالة الأمنية التي أنفقوا عليها عشرات المليارات من الدولارات.. واشتروا لها عشرات النفوس الرخيصة!!
إن إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لا يقف على سجن إسرائيلي دون آخر.. ولا يقف على تنظيم فلسطيني بعينه دون آخر.. لقد تجاوزت حرب الأمعاء الخاوية كل التنظيمات ووصلت إلى كل السجون.. وصار الإضراب عنوانًا للمقاومة الفلسطينية بشكل عام.. وهذا ما أدركه كل الشعب الفلسطيني وهو يقف خلف أبطاله في معركتهم..
لقد فرضت معركة الأمعاء الخاوية للأسرى الفلسطينيين شروط الوحدة الوطنية وأنهت عملياً الانقسام الفلسطيني..
أما المطالب الرئيسية من إضراب الكرامة هي:
*- إغلاق ملف العزل الانفرادي.. الذي يقضي بموجبه أسرى مضى على عزلهم أكثر من عشر سنوات متتالية في زنازين انفرادية تفتقر لمقومات الحياة البشرية والنفسية والمادية..
*- السماح لأهالي الأسرى في قطاع غزة بزيارة أبنائهم في السجون..
*- كما يطالب الأسرى المضربين بتحسين الوضع المعيشي في السجون الذي تداعى بقرارات سياسية وقوانين جائرة.. مثل ما يسمى بقانون شاليط ..
سبحان الله حتى في أسرهم أحرار!!!!
ومن أبلغ ما قرأت مقولة لخالد مشعل يصف فيها معاناة هؤلاء الأسرى فيقول عن معركتهم "أنها معركة حقيقية يخوضها أناس مثقلون بمصيبة الأسر.. ويخوضون الآن معها معركة الأمعاء الخاوية"..