عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 05-11-2012, 09:50 PM
 
إن كل فرد من أبناء هذه الأمة يستطيع أن يكونإيجابيًّا..وأن يكون مؤثِّرًا في الأحداث لا مُتأثِّرًا بها.. بل إن الذي يرضى بواقعه دون أن يحاول أن يُغيَّره ما هو إلا إمَّعة..


فلا عذر لأحد في أن يكون له دور في كل قضايا المسلمين ومن هذه القضايا بلا جدال قضية فلسطين..




نعلم أن الحكام قد تخاذلوا عن نصرة إخوانهم المسلمين في فلسطين بل وأكثر من ذلك فهم يتتبَّعُون من "يُتَّهم" بنصرة المجاهدين في فلسطين فيزجُّون بهم في السجون!!!


نعلم ذلك ونشاهده.. لكن ليس للحكام أن يُكَبِّلوا طاقات الشعوب.. وليس لهم أن يُضعِفوا من عزيمة المخلصين..


فليفعل الحكام ما يشاءون.. لكننا كشعوب مسلمة في أيدينا الكثير والكثير..



إننا نملك لسانًا نستطيع أن نحفظ به قضية فلسطين حيَّة أبد الدهر..



فإن من أخطر الآفات التي يمكن أن تُصيب قضية فلسطين أن تموت القضية في قلوب أبناء الأمة.. فلا ننشط لها إلا عندما يسقط الشهداء بالمئات.. أو عند حدوث كوارث ضخمة..


وهذا من أهم أدوارنا كشعوب.. ولا يستطيع حاكم ولا ظالم أن يُوقفه ما دامت هناك حميَّة في قلوب المسلمين..



إذا كنا نتألم الآن لحال أسرانا ومايعانونه فلماذا ننشغل عن القضية بأمور قد تكون تافهة وبسيطة.. بل أحيانًا قد تكون من باب المعاصي؟!


ليس هذا إلا لأننا نتعامل مع القضية بعواطفنا لا بعقولنا.. والعقل يُلزم الشغل الدائم بالقضية حتى مع هدوء الأمور..


لأن تحرير البلاد من العدو فرض عين كالصلاة والصيام.. والذي ينساه كالذي ينسى الصلاة تمامًا بتمام..



وليس هذا فقط الذي نملكه كشعوب..


إننا نملك أموالاً كثيرة.. حتى وإن كانت في أعيننا قليلة فالقليل إلى جوار القليل يُنشئ الجبال الرواسي!!


والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا"



ونملك أيضًا أن نقاطع بضائع عدونا ومن يسانده..


وإذا كنا نطالب حكامنا بوقف التطبيع مع الأعداء فيجب علينا أن نكون أول المطبقين لذلك..



وفوق كل ما سبق فإن حكامنا لا يملكون أن يمنعوا أيدينا من أن ترتفع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء أن ينصر إخواننا ويفك أسرهم ويثبت أقدامهم وينصرهم على عدونا وعدوهم فهو وليّ ذلك والقادر عليه..



هذا بعض ما في أيدي الشعب وإن كان في أيديهم الكثير والكثير.. ولا بد لشعوب الإسلام أن تتحول من كونها مضغوطاً عليها من حكامها إلى كونها ضاغطة عليهم..



ولا بد أن يسعى المسلمون لتغيير الواقع الأليم الذي يعيشونه.. وليس الحكام واقعًا مريرًا كُتب علينا أن نقبل به أو نرضى به..


إنما علينا أن نسعى إلى إصلاح حياتنا والخروج من أزمتنا..



وقد فعلت ذلك شعوب كثيرة في الأرض -وليست بمسلمة- فليس مقبولاً لهذه الأمة العظيمة أن تكون أهون من عامة الخلق وهي التي جعلها الله خير أمة أُخرجت للناس..



إن السبيل الصعب الذي نغيّر به أحوالنا ونُعِز به أُمتنا.. سيصبح واضحًا جليًّا إذا عشنا بصدق حياة المجاهدين.. واطَّلع الله على ذلك في قلوبنا وعندها لن نسأل أبدًا أين الطريق!



ونسأل الله أن يُعز الإسلام والمسلمين.
__________________










رد مع اقتباس