قد تبغت العقوبات ، و قد يؤخرها الحلم. و العاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة ، فكم مغرور بإمهال العصاة لميمهل . و أسرع المعاصي عقوبة ما خلا عن لذة تنسي النهي ، فتكون تلك الخطيئةكالمعاندة و المبارزة . فإن كانت توجب اعتراضاً على الخالق أو منازعة له فيعظمته ، فتلك التي لا تتلافى . خصوصاً إن وقعت من عارف بالله ، فإنه يندر إهماله . قال عبد المجيد بن عبد العزيز : كان عندنا بخراسان رجل كتب مصحفاً في ثلاثةأيام فلقيه رجل فقال : في كم كتبت هذا ؟ فأومأ بالسبابة و الوسطى و الإبهام و قال : في ثلاث [ و ما مسنا من لغوب ] فجفت أصابعه الثلاث ، فلم ينتفع بها فيما بعد . و خطر لبعض الفصحاء أن يقدر أن يقول مثل القرآن ، فصعد إلى غرفة فانفرد فيها، و قال أمهلوني ثلاثاً ، فصعدوا إليه بعد الثلاث و يده قد يبست على القلم و هو ميت . قال عبد المجيد : و رأيت رجلاً كان يأتي امرأته حائضاً ، فحاض ، فلما كثرالأمر به تاب فانقطع عنه و يلحق هذا أن يعير الإنسان شخصاً بفعل ، و أعظمه أن يعيرهبما ليس إليه ، فيقول يا أعمى ، و يا قبيح الخلقة . و قال ابن سيرين) : عيرت مرجلاً بالفقر ، فحبست على دين(. و قد تتأخر العقوبة و تأتي في آخرالعمر. فيا طول التعثير مع كبر السن لذنوب كانت في الشباب . فالحذرالحذر من عواقب الخطايا . و البدار البدار إلى محوها بالإنابة . فلهاتأثيرات قبيحة إن أسرعت ، و إلا اجتمعت و جاءت . صيد الخاطر ابن الجوزي
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |